منتديات جامعة باتنة 2
 خراقات يهودية جزء4 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  خراقات يهودية جزء4 829894
ادارة المنتدي  خراقات يهودية جزء4 103798
منتديات جامعة باتنة 2
 خراقات يهودية جزء4 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  خراقات يهودية جزء4 829894
ادارة المنتدي  خراقات يهودية جزء4 103798
منتديات جامعة باتنة 2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لاندعي أننا الأفضل لكننا نقدم الأفضل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<

 

  خراقات يهودية جزء4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




 خراقات يهودية جزء4 Empty
مُساهمةموضوع: خراقات يهودية جزء4    خراقات يهودية جزء4 Icon_minitimeالأربعاء 15 ديسمبر - 15:02

أكبر حملة سلب في التاريخ
يقترفها بنو إسرائيل في مصر

أكبر حملة سلب في التاريخ يقترفها بنو إسرائيل في مصر

كان من أعجب العجيب، وأغرب الغريب، في خطاب بيجن رئيس وزراء العدو الذي أذاعه على الشعب المصري في الحادي عشر من شهر نوفمبر 1977 .. أن يتحدث عن الحق والعدل والقيم الإنسانية العظيمة ..و إلى الشعب المصري بالذات…
ولو كان ذلك الخطاب موجها لغير الشعب المصري لكان الأمر مقبولا بعض الشيء وخاصة لدى الذين لا يعرفون تاريخ اليهود ولا مفهومهم للحق والعدل والقيم الإنسانية العظيمة التي تبجح رئيس وزراء العدو بالإشادة بها..
ولكن تاريخ اليهود في مصر يمثل صفحة سوداء في السيرة الإنسانية منذ أقدم العصور، لا يشبهها تاريخ أي شعب في العالم على الإطلاق.. والتوراة حافلة بالمنكرات والمخازي التي اقترفها العبرانيون على الشعب المصري، وبقدر ما هي حافلة بالمكارم التي أغدقتها مصر عليهم منذ أن وطئوا أرضها ونعموا بخيراتها.
وقصة اليهود في مصر، تمثل منذ البداية أبشع مؤامرة في تاريخ السلوك الإنساني… وكان الجيل الأول من أبناء إسرائيل-يعقوب-هم أبطال هذه المؤامرة .. ومنذ ذلك الجيل تحدرت إلى أجيال بني إسرائيل، طبائع الغدر والاستغلال، وهي ما تزال ماثلة أمامنا في جيل مناحم بيجن وأمثاله من قادة إسرائيل، السابقين والمعاصرين.
وقد سجلت التوراة تفاصيل تلك المؤامرة القذرة التي قام بها بنو إسرائيل الأوائل.. وهم أبناء يعقوب الأحد عشر، حين تآمروا مجتمعين على أخيهم يوسف، الإبن الثاني عشر.. ونحن لا نرجع في تفاصيلها إلى القرآن الكريم.. وإنما نقتبس ما جاء في التوراة عن ظروفها وملابساتها ودوافعها.. وربما كانت تلك المؤامرة أول مأساة إنسانية مسجلة يستبيح فيها الأخ دم أخيه ثم يستغل إسم أخيه.
يقول الإصحاح السابع والثلاثون من سفر التكوين أن إسرائيل-يعقوب- أحب ولده يوسف أكثر من سائر بنيه" لأنه ابن شيخوخته.. فلما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" وهكذا كانت بداية القطيعة والبغضاء بين يوسف وإخوته.
وتروي التوراة بعد ذلك أن يوسف بدأ يحلم أحلاما ويقصها على إخوته "فازدادوا بغضا له" وتوالت أحلامه بعد ذلك وازدادوا غضباً عليه , وحسداً له , كلما كان يقص عليهم أحلامه وكانوا يحسبون أنه سيكون خيراً منهم وأكبر شأنا، فقد كان ذلك هو تفسيرهم لأحلام أخيهم.
ثم تروي التوراة أن إسرائيل-يعقوب-أرسل ولده يوسف إلى منطقة دوثان حيث كان أبناؤه يرعون غنم أبيهم… "فلما أبصروه من بعيد قبل أن يقترب إليهم احتالوا له ليميتوه" هكذا أراد الإخوة الأحد عشر قتل أخيهم غيلة وغدرا.
ولكن أحد إخوته واسمه "روبين" قال "اطرحوه في هذه البئر التي في البرية".
وتقول التوراة أن قافلة إسماعيليين كانت مقبلة من جلعاد-الأردن- "وجمالهم حاملة وذاهبين لينزلوا بها إلى مصر، فقال يهوذا لإخوته-كأنه يهودي أكثر منهم، ينظر إلى المؤامرة من زاوية المنفعة"- ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه، تعالوا نبيعه للإسماعيلين"، وباعه أخوته للإسماعليين بعشرين من الفضة فأتو بيوسف إلى مصر.. وكأن إخوة يوسف أخذوا قميصه وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وأحضروه إلى أبيهم وقالوا له "وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراسا".. فمزق أبوه-ثيابه "وناح على ابنه أياما كثيرة"..
تلك هي المؤامرة، ولعلها أول تراجيديا إنسانية مدونة، يتآمر فيها الأخوة على أخيهم، فكروا بادئ ذي بدء بقتله لأنه يحلم أحلاما كانت تغيظهم وتخيفهم .
ثم تكشف القصة عن الخلق اليهودي في نزعته إلى المنفعة المادية والاستغلال.. وتتحول المؤامرة من قتل أخيهم إلى بيعه، وتتكامل القصة بعد ذلك بإخفاء الجريمة على أبيهم، بعد أن غمسوا قميص أخيهم بدم تيس من الماشية التي كانوا يرعونها لأبيهم.
وتمضي القصة فيما بعد، ليبدأ تاريخ بني إسرائيل مع مصر، وتتكشف أخلاق بني إسرائيل على حقيقتها بكل ما فيها من مكر وخداع وكذب وتضليل، ونكران للجميل، وجحود للمعروف. كل ذلك بنص التوراة نفسها، بعباراتها وكلماتها.. وكان مقدرا أن يكون يوسف هو بطل القصة، ليأتي بعده بطل آخر، في سياق قصة أخرى، وسيكون موسى هو البطل الثاني.
وقصة يوسف في مصر معروفة عند العامة، ناهيك عن المثقفين، ولا داعي للدخول في تفاصيلها.
وبكلمة موجزة، يمكننا تلخيص سرد التوراة للتفاصيل، أن يوسف أصبح ذا شأن كبير في مصر، بعد أن سجن وامتحن في حصانته وعفته.. وقال له الفرعون "أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي إلا أن الكرسي أكون فيه أعظم منك" وبهذا أصبح يوسف هو الرجل الثاني في الأرض لا يعلو عليه إلا الفرعون.
وتوكيدا لذلك فإن الفرعون قال ليوسف، فيما تروي التوراة، "جعلتك على كل أرض مصر، وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه وأركبه في مركبته الثانية ونادوا أمامه اركعوا.." وأصبحت مصر تركع ليوسف كما تركع للفرعون.. وأضاف الفرعون قائلا ليوسف "بدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر" وأصبح هذا الإسرائيلي، يوسف بن يعقوب (إسرائيل)، هو حاكم بأمره على كل أرض مصر.
ولم يكتف الفرعون بذلك، ولكنه أراد أن يجعل هذا الإسرائيلي اللقيط-الذي التقطه بعض السيارة من البئر-مصريا أرستقراطيا من الأسرة المالكة، فأعطاه أبنة كاهن مصر زوجة له.
وكان أمراً خطيرا في حياة مصر أن تُعطي أبنة الكاهن الأكبر إلى إنسان أجنبي ليس معروف الأب والأم تم بيعه وشراؤه بالأمس في سوق العبيد.
وقد بلغ من شأن يوسف في مصر أنه خرج في جولة تفقدية لوطنه وشعبه كما يتلطف كل ملك مع رعاياه، وتقول لنا التوراة أن يوسف خرج في جولة كبرى "واجتاز في كل أرض مصر"، وليس بعد هذا الإكرام إكرام، ولا بعد هذا التفخيم والتعظيم من تفخيم وتعظيم.
وطابت الأيام ليوسف في مصر وولد له ولدان من زوجته إبنة كاهن مصر الأكبر وبلغ من سروره ونعمائه أن أسمي ابنه الاكبر"منسي الله قد أنساه كل تعبه وكل بيت أبيه".. وسنرى فيما بعد إذا كانت مصر قد أصبحت جزءا من حياته، أو أن بيت أبيه هو البداية والنهاية بعد أن تآمروا عليه وأرادوا قتله..
وحدثت مجاعة في كل الأرض كما تقول التوراة، فأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر ليشتروا قمحا.. ولما وصلوا مصر استقبلهم يوسف وملأ أوعيتهم قمحا من غير ثمن، وحينما عادوا إلى فلسطين سردوا على أبيهم يعقوب ما كان بينهم وبين أخيهم يوسف، وما بلغه من عز وسلطان.. ثم عادوا مرة أخرى إلى مصر ليشتروا قمحا.
وبعد استطرادات في الأحداث كما ترويها التوراة، تم التعارف بين يوسف وإخوته وحمَّلهم رسالة إلى أبيه "قولوا لأبي يعقوب قد جعلني الله مسيراً لكل مصر، أنزل إليَّ لتسكن في أرض جاشان-المنطقة الشرقية بمصر-ولتكون قريباً مني أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وتجدون أبي بكل مجدي في مصر.. وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا".
وعلم فرعون بما كان بين يوسف وإخوته فقال لهم خذوا أباكم وبيتكم وتعالوا إليَّ فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض خذوا من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم واحملوا أباكم وتعالوا ولا تحزن عيونكم على أثاثكم لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" وهكذا زودهم الفرعون بالعربات ليسهل ذهابهم و إيابهم، وناشدهم أن لا يأسفوا على ترك أثاثهم، فإن دسم مصر وخيراتها ستكون لهم وبين أيديهم. وليس في التاريخ كرم أعظم من هذا الكرم.. وسنرى إذا كان بنو إسرائيل سيقابلون هذا الكرم بالعرفان والوفاء.
وعاد أبناء يعقوب إلى أرض كنعان، بعد أن أغدق يوسف عليهم الزاد والملابس والهدايا بأمر فرعون وأوصاهم أن "لا يتغاضبوا" كما تقول التوراة، فقد أدرك أن سيماهم في وجوههم وأنهم قوم أشرار لا يؤِّمن بعضهم على بعض.
وسُرَّ يعقوب بالذهاب إلى مصر فارتحل هو وأولاده ونساؤه على العربات المصرية وكانت هذه أرفع مظاهر التقدم والترف والحضارة…. وجاءوا إلى مصر وكان "جميع بيت يعقوب الذين جاءوا إلى مصر سبعين نسمة"، رجالاً ونساءً وبنين وبناتٍ، وعلم الفرعون بمقدم يعقوب وأهل بيته، فاستدعى إليه يوسف وقال له :"أرض مصر قدامك في أفضل الأرض أسكِن أباك وإخوتك، ليسكنوا في أرض جاشان"… واستقبل الفرعون يعقوب وأكرم مثواه ومن كان يحظى، في ذلك الزمن، أن يدخل على الفرعون ويحظى بشرف المثول بين يديه.
وتقول التوراة أن يوسف "أسكن أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر في أفضل الأرض في أرض رعمسيس كما أمر فرعون", وبهذا أصبح بنو إسرائيل الأوائل أصحاب أملاك في أجود الأراضي في مصر، "فقد تملكوا فيها وأثمروا وكثروا جداً"… وعاش يعقوب في مصر سبع عشرة سنة وهي عمر طويل كان يكفي أن يجعل منه مصريا وفيا لمصر، لولا أن الوفاء ليس من طبائع هؤلاء القوم.
وشاخ يعقوب ولما أدركته المنية أوصى إبنه يوسف أن لا يدفنه في مصر بل مع آبائه في مقبرتهم.. وحل الأجل ومات يعقوب "وأمر يوسف عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه فحنط الأطباء إسرائيل.. وبكى عليه المصريون سبعين يوما" وهكذا مات يعقوب في ظلال عز مصر وخيرها وكرمها… يحنطه الأطباء . وهم من عبيد يوسف وحنطوه كما يحنطون الفراعنة حكام مصر والعظام.
ولولا وصية يعقوب الآنفة الذكر لدفن يعقوب في مقابر الملوك أو في جوف هرم لا يقل ضخامة عن أهرامات مصر الشهيرة، ولو تم ذلك، لاتخذ منه بنو إسرائيل المبكى الثاني لهم يبكون جدهم الأعلى الذي خلع عليهم لقب بني إسرائيل. ولكن الله سلم وما تم ما كان يمكن أن يتم.. بل إنه لو تم لصدر وعد بلفور بشأن مصر لا فلسطين!
وفي موكب جنائزي فخيم.ينُقل يعقوب من أرض مصر إلى أرض كنعان كما تروي التوراة "ومعه عبيد فرعون شيوخ بيته، وجميع شيوخ أرض مصر"..وسار في الموكب "فرسان ومركبات.. فكان الجيش كثيرا جدا.. فأتوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لأبيه مناحة سبعة أيام" وهكذا جعل المصريون من جنازة يعقوب أكبر جنازة في التاريخ القديم والحديث، فقط قطعت سيناء والأردن إلى فلسطين في موكب عظيم يقوده جيش مصر وأعيانها، بما ليس له مثيل في تاريخ الموتى من عظماء البشر.
وعاد يوسف بعد دفن أبيه إلى مصر، معززا مكرما إلى أن حل أجله هو كذلك … فاستحلف بني إسرائيل أن ينقلوا عظامه من مصر. كما تقول التوراة بصراحة ومن غير اعتذار.
وتذكر التوراة أن "يوسف مات وهو ابن مئة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر"، ولا تذكر لنا التوراة تفصيلا بعد ذلك، ولكنها توجز القول بأن أهل يعقوب قد أصبحوا شعبا كبيرا فقد تكاثر بنو إسرائيل "وأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا وامتلأت الأرض منهم (الإصحاح الأول من سفر الخروج).
والى هنا فقد رأينا فضل مصر على اليهود، أقاموا فيها في رغد العيش، فملكوا الأراضي وأصبح لهم شأن كبير وامتدت إقامتهم في البلاد أربعمائة وثلاثين عاما… لتأتي بعد ذلك صفحة حديدة من نكرات الجميل وجحود المعروف والنزوع إلى التآمر مع أعداء البلاد.. "وخيانة العيش والملح", والإقدام على أكبر عملية سلب ونهب في التاريخ.. سلب الشعب المصري من كنوزه من الذهب والفضة.. وإننا نجد صفحة الخيانة هذه مدونة في التوراة نفسها..
ففي الإصحاح الأول من سفر الخروج، عبارة لها مدلول خطير يضع العلاقات المصرية الإسرائيلية في مرحلة حاسمة.. تقول التوراة "مات يوسف وأخوته وجميع ذلك الجيل ,وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثرو كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم"..
"ثم قام ملك جديد على مصر فقال لشعبه هو ذا إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا، هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون-يخرجون-من الأرض". وهذا هو كلام التوراة يصف المشاعر المصرية الإسرائيلية في ذلك العهد.
ومعنى ذلك أن مصر قد أفاقت على حقيقة رهيبة، وهي أن بني إسرائيل قد أصبحوا قوة كبرى في مصر.. وأن ولاءهم ليس لمصر. والخوف كل الخوف أن ينضموا إلى أعداء مصر ويحاربوها، ويخرجوا من مصر، ليكونوا حلفاء على مصر مع أعدائها.
وتاريخ مصر في ذلك العهد كان تاريخ حروب، ولم تكن قد فرغت بعد من إجلاء غزوة الهكسوس الذين اجتاحوا مصر وأقاموا فيها "دولة الرعاة" كما كانت تعرف.
وما هو الحل؟.. كان هذا هو السؤال الكبير أمام مصر.. وتشير التوراة إلى الحل بأن يفرضوا عليهم أعمال السخرة في بناء المدن لفرعون وكانت السخرة نظاما عاما في ذلك العهد مفروضا على الجميع دون تمييز.
ورغما عن هذا التدبير تقول التوراة أن الإسرائيليين "نموا وامتدوا" وأن الفرعون اختشى من بني إسرائيل فقد ازدادوا قوة وعددا وأصبحوا خطرا على أمن مصر وسلامتها.
ثم تقول التوراة أن ملك مصر طلب إلى القابلتين اللتين تولدان النساء الإسرائيليات أن تقتلا المولود إذا كان ذكرا وأن تبقياه على قيد الحياة إذا كان أنثى.
ويبدو أن القابلتين لم تأبها لهذا الطلب، وقالتا للفرعون، فيما تروي التوراة " أن النساء العبرانيات لسن كالمصريات فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة" وهذا جواب يهودي ماكر لا يخلو من نباهة، ومضت التوراة لتقول "نما الشعب وكثر جدا".
وتمضي التوراة بعد ذلك إلى أسلوب الأسطورة تمهيدا لمولد موسى فتقول أن الفرعون أمر جميع شعبه قائلا "كل ابن يولد تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها. ويأتي بعد ذلك مولد موسى ونشأته وقصته، وسنتابع سيرته في فصل لاحق.
والمهم في هذه القصة أن الرب ظهر لموسى وقال له "لقد رأيت مذلة شعبي-بني إسرائيل-الذي في مصر، وسمعت صراخهم.. فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين. وقد أتى إلى صراخ بني إسرائيل.. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعب بني إسرائيل من مصر.. ولكن اعلم أن ملك مصر لا لايدعكم تمضون إلا بيد قويه.. فأمد يدي وأضرب مصر بكل عجائبي التي أصنع فيها، وبعد ذلك يطلقكم".. وهكذا سيتولى الرب ضرب مصر بعجائبه حتى يطلق بني إسرائيل..
وهكذا بدأت التوراة تمهد لخروج الإسرائيليين من مصر، بعد أن أصبحت مصر عندهم حسب تعبير التوراة "بيت العبودية" فاعترفت بادئ ذي بدء، بأن الفرعون لا يوافق على خروجهم من مصر، إلا بعد أن يستعمل الرب الشدة مع المصريين وينزل المصائب على رؤوسهم، حتى يذعن الفرعون أخيرا ويرضى بأن يطلق سراحهم إلى حيث يريدون… و من هنا فقد جعلت التوراة من الخروج أسطورة كبرى بين الرب والفرعون من جانب، وبين الفرعون وموسى من جانب آخر، وبين موسى وبني إسرائيل من الجانب الآخر.
وأسطورة التوراة هذه لم تبق بين دفتي التوراة، فقد جعل منها الإسرائيليون، فيما بعد، أسطورة أكبر، نشرتها وسائل دعايتهم إلى كافية أقطار الأرض، وجعلوا من الخروج ملحمة تحرر كبرى.
ولم يسلم القرن العشرون من هذه الملحمة الكاذبة، فقد أخرج اليهود الفيلم الشهير الخروج (Exodus) ملأوه بالأباطيل والخرافات ليستدروا عطف الرأي العام العالمي ليؤيد دعاواهم في فلسطين.
والواقع أن القراءة الواعية المتدبرة للتوراة في سطورها وما بين سطورها تكذب تلك الأسطورة تكذيبا قاطعا وأن الموضوع السخرة لم يكن السبب لخروج اليهود من مصر.. ذلك أن السخرة كانت في ذلك العهد نظاما عاما في مصر مطبقا على اليهود وغير اليهود، ولم يكن مقصوداً به اليهود بالذات ليخرجوا من البلاد.
والتوراة نفسها تشير بصورة واضحة أن فرعون مصر كان لا يريد خروج اليهود لأنه كان يخشى خروجهم وانضمامهم إلى صفوف الأعداء… وخاصة أن مصر في تلك المرحلة بالذات كانت تخشى هجوما عسكريا والمراجع التاريخية التي تؤيد ذلك كثيرة ولا يتسع هذا الفصل للرجوع إليها.
وسنتحدث في الفصول اللاحقة عن تآمر اليهود مع الإمبراطورية الفارسية وكيف كانوا عونا لها على غزو مصر واحتلالها، وتلك صفحة تاريخية مثبتة لا مجال لإنكارها.
وعبارة التوراة تتحدث عن مخاوف فرعون مصر بصورة واضحة حين أبدى قلقة من أن يخرج بنو إسرائيل من أرض مصر إذا حدثت حرب "وأنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا" فهل من كلام أوضح من هذا الكلام".
وعلى ذلك فإن الفرعون كان يريد بقاء اليهود في مصر لا خروجهم، والتوراة نفسها تؤكد هذا المعنى حين تذكر أن الرب قال لموسى-(الإصحاح الثالث من سفر الخروج) "ولكني أعلم أن فرعون مصر لا يدعكم تمضون إلا بيد قوية، فأمد يدي وأضرب مصر بكل عجائبي التي أصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم".
ومعنى ذلك، كما سنرى بعد قليل، أن الرب-حاشا لله-سيضرب مصر بالويلات والكوارث حتى يضطر فرعون مصر للسماح لبني إسرائيل بالخروج من مصر.
وقد جاءت التوراة لتصدق هذا القول، فنراها تورد عجائب الرب ومصائبه واحدة بعد واحدة حتى يكون من نتيجتها أن يطلق الفرعون سراح بني إسرائيل ويخرجوا، ويكون "سفر الخروج" هو السفر الثاني من أسفار التوراة ومن أهمها.. ليروي قصة الخروج من المنطقة الشرقية في مصر إلى المنطقة الغربية في الأردن.
وهكذا فنحن نقرأ في الإصحاح الخامس من سفر الخروج أن موسى قال لفرعون "يقول الرب أطلق شعبي ليعيدوا لي في البرية" وأجاب فرعون "لا أعرف الرب وإسرائيل لا أطلقه"
وعاد الرب وكلم موسى قائلا "أدخل قل لفرعون ملك مصر أن يطلق بني إسرائيل من أرضه" (الإصحاح الخامس)، ولكن موسى لم يستطع القيام بهذه المهمة فقال له الرب " يا موسى أنظر، أنا جعلتك إلها لفرعون. وهارون أخوك يكون نبيك" (الإصحاح السابع)، وهكذا فإن الرب صنع من موسى إلهاً.
وحين لم يستمع فرعون إلى مطالب موسى بدأ دور العجائب لإجباره على إطلاق بني إسرائيل ليخرجوا من مصر حين يشاءون.
فكانت العجيبة الأولى وهي تحويل العصا إلى الأفعى.. إلى آخر القصة المعروفة…." ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب".
ثم جاءت العجيبة الثانية "التي تحول فيها ماء النهر إلى دم وماتت الأسماك وأصبح الماء نتنا وعاف المصريون أن يشربوا من من مساء النهر ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب , وقال الرب لموسى مره أخرى ,"أدخل إلى فرعون وقل له يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني وإن كانت تأبى تطلقم فها أنا أضرب جميع تخومك بالضفادع", وتمت العجيبة الثالثة فقد صعدت الضفادع وغطت أرض مصر (الإصحاح الثامن)، وطلب فرعون من موسى "أن يصلي إلى الرب ليرفع الضفادع فأطلق الشعب وصرخ موسى إلى الرب من أجل الضفادع فماتت الضفادع من البيوت والحقول وجمعوها أكواما كثيرة حتى أنتنت الأرض… فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لموسى كما تكلم الرب". (الإصحاح الثامن).
وجاءت بعد ذلك العجيبة الرابعة " وأصبح تراب الأرض بعوضا.. وصار البعوض على الناس والبهائم، وكل تراب الأرض صار بعوضا.. ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب".
وجاءت بعد ذلك العجيبة الخامسة "وأصبحت كل أرض مصر ذبابا وامتلأت به كل بيوت المصريين إلا أرض جاشان حيث يقيم شعبي بنو إسرائيل، فإني أمير أرض جاشان لأنها أرض شعبي"‍‍ وسلم بنو إسرائيل من الذباب (الإصحاح الثامن).
والتوراة هنا، كما نلاحظ، تقول عن الرب أنه يميز بني إسرائيل على المصريين، وفي هذا الكلام نرى جذور التمييز العنصري وهو التعبير الحديث الذي نشأ بعد ثلاثين قرنا من عهد موسى.
ثم بدأت مرحلة من المفاوضات بين موسى والفرعون، وعرض الفرعون على بني إسرائيل أن يعبدوا الرب في أرض قريبة، وقال لهم أنا أطلقكم لتعبدوا الرب إلهكم في البرية " ولكن لا تذهبوا بعيدا، وصليا من أجلي".. وصلى موسى إلى الرب "فارتفع الذباب عن فرعون وعبيده وشعبه. ولم تبق واحدة.. ولكن أغلظ فرعون قلبه هذه المرة أيضا فلم يطلق الشعب".
وجاءت بعد ذلك العجيبة السادسة: وباء على جميع المواشي في جميع الدول "فماتت جميع مواشي المصريين. أما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد.. لأن الرب "يميز بين مواشي إسرائيل ومواشي المصريين.. ولكن أغلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب".. وهكذا شمل التمييز المواشي، فهلكت مواشي المصريين وسلمت مواشي بني إسرائيل، والغريب أن التوراة تستخدم لفظة "التمييز" بالنص.
وجاءت العجيبة السابعة.. رماد الأتون يصبح غبارا.. "فيصير على الناس دمامل طالعة ببثور في كل أرض مصر.. ولكن قلب فرعون لم يسمع كما تعلم الرب".
وجاءت العجيبة الثامنة "السماء تمطر بردا عظيما لم يكن له مثيل منذ صارت مصر أمة.. فضرب البرد الناس والبهائم وجميع الأشجار والزروع. إلا أرض جاشان حيث كان بنو اسرائيل.. ولكن فرعون أغلظ قلبه فلم يطلق بني إسرائيل كما تكلم الرب" وسلم بنو إسرائيل مرة أخرى.
وجاءت العجيبة التاسعة "جراد يغطي وجه الأرض ويأكل كل شيء.. وهنا قال عبيد فرعون له، إلى متى يكون لنا هذا الحال.. أطلق الرجال ألم تعلم أن مصر خربت". ولكن فرعون ازداد عنادا فلم يطلق بني إسرائيل.
وجاءت العجيبة العاشرة… "ظلام على كل أرض مصر لثلاثة أيام، لم يبصر أحد أخاه .. ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نور في مساكنهم". ونجت إسرائيل من الظلام.
وجاءت العجيبة الأخيرة، وكانت أم العجائب والمصائب، وكانت أم المصائب فعلا، فقد عزم الرب كما تقول التوراة، أن ينزل على مصر بيتا بيتا ويهلك من فيها من أبكار البشر إلى أبكار البقر، ولكنه سيتجاوز عن بيوت إسرائيل فلا يقترب منهم ولكن عليهم أن يرشوا أبوابها بالدم حتى تكون علامة للرب فلا يقترب منها"، ويسلم أهلها من عقاب الرب !!
والتوراة تلخص هذه المصيبة الكبرى في إطار خطة الخروج التي وضعها الرب، تخطيطا وتنفيذا على الوجه الآتي:
يخرج الرب نصف الليل في "وسط مصر، فيموت كل بكر في أرض مصر، من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الجارية التي خلف الرحى، وكل بكر بهيمة.. ويكون الدم لكم علامة على البيوت "على القائمتين وعلى العتبة العليا" فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر.. وحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون إلى بكر الأسير الذي في السجن وبكر كل بهيمة … فقام صراخ عظيم في مصر لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت".. فدعا الفرعون موسى وقال "قوموا أخرجوا من بين شعبي-أنتم بنو إسرائيل جميعا.. خذوا غنمكم وبقركم واذهبوا .. وألح المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الأرض لأنهم قالوا جميعنا أموات.."
وكان صباح غريب عجيب لم تر البشرية له مثيلا، فقد أفاقت مصر كلها لترى جميع أبكارها من البشر قد ماتت، وكل أبكارها من البهائم قد نفقت.. وغدا الموت سيدا في كل البيوت والحقول والزرائب والحظائر … كل ذلك من أجل بني إسرائيل!!
وبعد هذه العجائب العديدة، تقول التوراة، "فحمل الشعب-بنو إسرائيل-عجينهم قبل أن يختمر، ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على أكتافهم… وارتحل بنو إسرائيل عن رعمسيس نحو ستمائة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد، وصعد معهم لفيف كثير أيضا مع غنم وبقر ومواشٍ وافرة جدا".
وهكذا يبدوا لنا أن جالية بني إسرائيل الجائعة التي لجأت إلى مصر من فلسطين في عهد يعقوب قد ارتفع عددها في عهد موسى من سبعين نفسا، هم بيت يعقوب إلى ستماية ألف ماعدا الأولاد وأصبح كل واحد منهم مضرب المثل في إنكار الجميل.. ولم يذكروا جميل مصر إلا عند الشدة حينما وصلوا فيما بعد إلى سيناء وصاحوا في وجه موسى "ليتنا متنا في أرض مصر… ولماذا أتى بنا الرب إلى هذه الأرض، أليس خيرا لنا أن نرجع إلى مصر" (الإصحاح الرابع عشر من سفر العدد).
وفي موضع آخر من التوراة يقول الإصحاح 14 من سفر الخروج.. وتذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى في البرية وقالوا "هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية.. ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر، أليس هذه هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين، لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية".
وهذا الكلام يكشف بوضوح أن جمهور بني إسرائيل لم يكن راغبا في الخروج، وأنه كان يريد خدمة المصريين وأن يعيش في جوارهم وكنفهم، لولا أن أحبار اليهود هم الذين دسوا في التوراة أسطورة الخروج ليجعلوا منها ملحمة تاريخية، بل لولا أن الخروج كان يستهدف التحالف مع أعداء مصر.
وناهيك عن هذه المؤامرة، فإن إصرار بني إسرائيل على الخروج من مصر وعلى الصورة التي سردتها التوراة، يكفي بحد ذاته أن يكشف عن سوء أخلاقهم وانعدام ولائهم للبلد الذي أطعمهم من جوع، وجعل منهم في عهد يوسف أصحاب الأرض والسيادة، حتى امتدت إقامتهم فيها أربع ماية وثلاثين عاما، فيما تروي التوراة.
وهكذا فقد خرج بنو إسرائيل، بعد أن دبروا أمرهم في الليل البهيم بعد إقامة زادت عن أربعة قرون،واستعانوا في خروجهم من مصر بجميع المصائب: البرد والجراد والرماد والضفادع والدمامل والوباء وأخيرا إهلاك الأبكار الذكور من البشر إلى البقر.
ولم يكتف الإسرائيليون بذلك، ولكنهم قاموا ليلة سفرهم بأكبر حملة نهب وسلب في التاريخ.. وقد أشارت التوراة إلى هذه اللصوصية الكبرى في عبارة عادية كأنما هي عمل من أعمال المروءة والنخوة، فيروي الإصحاح الثالث من سفر الخروج أن الرب قال لموسى لمناسبة الخروج من مصر "حينما تمضون لا تمضون فارغين بل تطلب كل امرأة من جارتها ونزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياب، وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين" هكذا: سلب ونهب بأمر الرب.
وبعد أن وقعت العجائب والمصائب بمصر، ورضي فرعون مصر بخروج بني إسرائيل، تقول التوراة في الإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج :" وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى… طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا.. فسلبوا المصريين".
أجل لقد سلبوا المصريين، بحسب قول موسى كما تروي التوراة، وقد فات أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة أن من بين الوصايا التي نزلت على موسى الوصية الشهيرة لا تسرق, فكيف نسبوا إلى موسى أنه أمر بني إسرائيل بأن يسرقوا المصريين.. وأن الرب هو الذي أمر بالسرقة؟‍‍!
لعل الجواب على هذا نجده في القاعدة القانونية الشهيرة : إن القانون ليس له أثر رجعي، ولا يطبق على ما قبله .. وحادثة سلب المصريين كانت قبل نزول الوصايا العشر في سيناء… ومعنى ذلك أن بني إسرائيل قد جردوا مصر من كل الفضة والذهب الذي اقتنته نساء مصر من مدخراتهن ووفورات أمهاتهن وآبائهن.. ولم يعرف التاريخ أشنع ولا أبشع من هذه اللصوصية الكبرى، يقترفها شعب لاجئ شريد طريد كان ضيفا على شعب كريم، وكل ذنبه أن أحسن مثواهم ومأواهم، وأعطاهم الأرض ملكا لهم.
بل إنه أعطاهم دسم الأرض.. ولم يعرفوا هذا الفضل إلا حينما اشتدت عليهم الحياة في سيناء فثار بعضهم في وجه موسى وقالوا له غاضبين "أقليل أنك أصعدتنا من أرض تفيض لبنا وعسلا، لتميتنا في البرية، حتى تترأس علينا ترؤسا"، وقد انطقتهم الباساء في سيناء ؟؟ أن مصر تفيض لبنا وعسلا، مع أن هذا التعبير كان قاصرا على فلسطين!!
وبعد فهذه هي التقاليد والقيم الروحية التي تبجح بها مناحم بيجن رئيس وزراء العدو وهو يوجه خطابه إلى الشعب العربي في مصر.
وهؤلاء هم أجداده، إذا صح النسب، وهم الذين أنكروا الجميل، وجحدوا المعروف، وخرجوا من مصر على غير رغبة من ملك مصر، بعد أن أهلكوا ما فيها من الزرع والضرع..
وفوق ذلك، فإن أولئك الأجداد، قد قاموا بأكبر جريمة نهب وسلب عرفتها العصور والأجيال، كما روتها توراتهم،وبأمر الرب، ربهم وحدهم.. لا ربنا ورب العالمين الآمر بالمعروف والإحسان والناهي عن المنكر والبغي.
وقد يلاحظ القارئ أَننا أطلنا بعض الشيء في مقتبسات التوراة ولكن لم يكن مناص من ذلك، فإن الخرافات اليهودية قد تسللت إلى كثير من كتب التاريخ والتراث الديني حتى غدت لتكرارها حقائق عامة.. وكان لا بد مِن مناقشتها وتفنيدها والعودة بها إلى الصواب.
ومن هنا فإن واجب العلم يفضي أن نختم هذا الفصل بإعطاء خلاصة عن المناهل الأولى التي غذت الفكر اليهودي منذ فجر التاريخ، وصنعت له عقيدة دينية وسلوكا اجتماعيا.. ويمكننا أن نلخص ذلك فيما يلي:-
أولا: أن قصة يوسف مع إخوته والتآمر على قتله، وبيعه، تكشف عن أخلاق بني يعقوب باعتبار أنهم الجيل الأول من بني إسرائيل ومنهم وعنهم تحدر السلوك الخلقي المشين عبر الأجيال اليهودية، ممثلا في الحقد والبغضاء والاستغلال إلى درجة القتل، حتى في حق الأخوة فيما بينهم.
ثانيا: أن يوسف، رغما عن المنصب الكبير الذي بلغه، والحياة الطويلة التي قضاها في مصر ورأى فيها أحفاده من الجيل الثالث، لم يحفظ ولاءه لمصر، وبقى غريبا عنها. وها نحن نقرأ في عجب واستغراب في التوراة. أن موسى –عند خروجه – "أخذ معه عظام يوسف، لأنه كان قد استحلف بني إسرائيل بحلف قائلا إن الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا معكم" مع أن التاريخ لم يعرف شبها ليوسف فيما وجده في مصر من سؤدد وعز وأمجاد، وقد جاءَها طريداً ليباع في سوق النخاسة.
ثالثا: وقد بلغ هذا الإكرام والعز أوجه في الجنازة الكبرى التي قامت بها مصر ليعقوب حين نقلت جثمانه من أرض مصر إلى أرض فلسطين عبر سيناء تتقدمها العربات ذات العجلات وأعيان مصر جيش مصر ، ولم يشهد التاريخ مثيلا لهذه الجنازة في مسيرتها من البداية إلى النهاية.
رابعا: أن موسى نشأ في بيت فرعون وأصبح له شأن عظيم في مصر، وفي الإصحاح الحادي عشر من سفر الخروج تقول التوراة في معرض حديثها عن موسى "الرجل موسى كان عظيماً جداً في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب". وقد تربى موسى في بلاط رعمسيس حتى عرف عند عامة الشعب أنه ابن بنت فرعون، وتلقى علومه الدينية والمدنية على أيدي معلمين مهرة، من كبار حكماء البلاط المصري ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعروف أن موسى كان له منصب قيادي كبير في الجيش المصري وأنه قاد حملة عسكرية في جنوب السودان وكانت له مواقف باهرة.
خامسا: ومع كل ذلك فقد كان شأنه شأن يوسف، ولا ولاء له لمصر، مع أنه نشأ فيها وتربى في كنفها بالعز والإكرام.. وتقول التوراة أنه في رحلته الأولى إلى سيناء تزوج صفورة أبنة كاهن مَدْيَن شعيب النبي العربي وأنجب منها غلاما أسماه جرشوم أي المولود في أرض غريبة "سفر الخروج الإصحاح –2) وهكذا ظل موسى يعيش غريبا عن أرض مصر.. وخلع على إبنه أسماً يذكره على الدوام بغربته.
سادسا: وعدم الولاء هذا كان هو الخلق العام لبني إسرائيل في حياتهم في مصر-حياة العزلة والتعالي، وعدم الولاء لمصر، رغما عن الخيرات التي أغدقتها مصر على بني إسرائيل ولم يذكر بنو إسرائيل مكارم مصر إلا حين كانوا في سيناء بعد خروجهم من مصر، تذكروا نعم مصر عليهم "حيث كانوا جالسين عند قدور اللحم يأكلون الخبز والمرق حتى يملئوا بطونهم شبعا وتمنوا قائلين: ليتنا متنا بيد الرب بأرض مصر". (سفر الخروج-الإصحاح2) وهذا هو نفس السلوك الاجتماعي العام الذي ساد حياة الأجيال اليهودية في جميع الأقطار التي حلّوا بها.
سابعا: أن قصة بالخروج التي جعلت منها الدعاية اليهودية ملحمة تحررية تاريخية إنما هي خرافة كبرى بالكذب والتزوير، والتوراة نفسها تفضح وقائعها ويكذب بعضها بعضا، فإن نصوص التوراة نفسها في الحوار بين موسى وفرعون تثبت بما لا يرقى إليه الشك أن فرعون مصر كان يرفض وبعناد خروج بني إسرائيل من مصر… ولم يأذن لهم بذلك إلا بعد أن نزلت المصائب العشر على شعب مصر، حتى اضطر الفرعون إلى السماح لهم الخروج، بعد أن هلك الذكور من البشر إلى البقر، وبعد أن عم الخراب في البلاد.
والواقع أن خروج بني إسرائيل من مصر، كان جزءا من التآمر على مصر، وسنرى في فصل لاحق كيف تحالف بنو إسرائيل مع الفرس على مصر، وأعانوهم على احتلالها.. وكلام التوراة بأن ملك مصر خاف أن ينضم بنو إسرائيل إلى الأعداء ويحاربوا في صفوفهم، كان صحيحا وقد أثبته الواقع التاريخي فيما بعد.
ثامنا: وفي المصائب التي سردتها التوراة، كما رأينا، يبدو التمييز العنصري البغيض.. حين يبقي الرب بني إسرائيل على قيد الحياة هم وبهائمهم ويهلك شعب مصر ومواشيه…
وحين يعيش المصريون في الظلام ويكون النور لبني إسرائيل وحدهم في ديارهم.. ولا يصيبهم ما يلحق المصريين من وباء ودمامل وضفادع وأوبئة لا حصر لها ولا عدد. وكأنما لم يعد للرب من شغل يشغله إلا إهلاك الناس جميعا وإبقاء بني إسرائيل على قيد الحياة في عز ورخاء.
ومع كل هذا التاريخ الحافل بالخيرات والميزات والمكارم التي أغدقتها مصر على بني إسرائيل.. فإن الخروج من مصر قد أصبح عيدا لبني إسرائيل، كما أمر الرب، يحتفلون به في صلوات وموائد وشراب وأناشيد، ثم يرددون اللعنات على المصريين طوال الليل.
ولا يخلو العيد من تهريج قبيح، من ذلك أنه يتعين على أحد أفراد الأسرة أن يحمل صينية الخبز الفطير على كتفيه ويقول "هكذا كان آباؤنا راحلين عندما خرجوا من مصر ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على أكتافهم" والخبز الفطير لأن بني إسرائيل حملوا خبزهم قبل أن يختمر استعجالا للهروب من مصر كما تقول التوراة..
ويجيء عيد الفصح هذا وهو من أكبر أعيادهم، يحتفلون به كل عام في الرابع عشر من شهر أبيب من الشهور العبرية الذي أصبح شهر نيسان وهذا العيد مكرس ليلْعنوا المصريين طيلة أيام العيد.. أجل ليلعنوهم بعد أن سلبوهم.
هذه هي التوراة، وهذه هي أخلاق التوراة ولقد تساءل العلامة الكبير (ه.ج. ويلز) هل التوراة هي التي صنعت اليهود أم أن اليهود هم الذين صنعوا التوراة، هو سؤال قديم يشبه السؤال عن البيضة والدجاجة، ماذا كان قبل ماذا.
والواقع أن اليهود وأحبارهم القدامى الذين صنعوا التوراة، وكانت التوراة بعد ذلك تصنع اليهود جيلا بعد جيل.
وجاءنا جيل بيجن يمثل في سلوكه وأقواله كل خرافات التوراة وعلى الذين يريدون أن يتعاملوا مع المجتمع اليهودي أن يقرأوا التوراة أولا، فإن التوراة هي التي صنعت أخلاقهم وسبكت طبائعهم وصاغت عقولهم.
ومن لا يعرف التوراة وأخلاق أصحابها، سيكون في هذه الدنيا أعمى، وفي الآخرة أضل سبيلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خراقات يهودية جزء4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خراقات يهودية جزء1
» خراقات يهودية جزء2
»  خراقات يهودية جزء3
»  خرافات يهودية جزء7
»  خرافات يهودية جزء8

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جامعة باتنة 2 :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: