الفصـل الخـامـس
التمييز العنصري.. والربا والصرافة.. والتسلط.. والاستعباد..
في صميم الدين اليهودي
التمييز العنصري والربا والصرافة والتسلط والاستعباد في صميم الدين اليهودي
وينتقل مناحيم بيجن رئيس وزراء العدو، في خطابه إلى الشعب المصري، من الكلام عن الحق والعدل إلى الحديث عن القيم الإنسانية العظيمة.. ويستشهد بهذا الصدد بأنبياء إسرائيل يذكرهم واحداً واحدا، وفي مقدمتهم موسى..
وهذا الاستشهاد بموسى إنما يصيب مقتلا في القضية الصهيونية، بل وفي العقيدة اليهودية نفسها.ذلك أن سيرة موسى في التوراة تثير أشنع الذكريات في حياة إسرائيل وتاريخها وفي سلوك الشعب اليهودي برمته.. وإذا كانت هناك من سيرة تدين اليهود إدانة كاملة، فإن سيرة موسى كما جاءت في التوراة كافية لأن تلطخ الشعب اليهودي بالعار إلى الأبد.. وتؤكد اللعنات التي رددتها التوراة عليهم مرة بعد مرة في جميع أسفارهم..
ولسنا نريد في هذا الفصل أن نترجم لموسى، وحياته، ودعوته، وما احتمل من عناء وبلاء مع بني إسرائيل، فذلك لا يتسع له المجال، ولكننا سنقتصر على تلك الجوانب، ذات الصلة بما في ذلك اليهود واليهودية، وما وضعه اليهود لأنفسهم، من قواعد وتقاليد للسلوك الاجتماعي.. وسنظل على الدوام نتابع الدرس من التوراة نفسها، ما دامت هي التي صنعها اليهود أنفسهم، وما دامت هي التي صنعت اليهود.
وأول ما تذكره التوراة عن سيرة موسى، يفاجأ القارئ بالنزعة العنصرية العنيفة المتأصلة في النفس اليهودية.. ويتمثل ذلك في مولد موسى منذ البداية ونقرأ في الإصحاح التاني من سفر الخروج حكاية ميلاده فنقول التوارة " وذهب رجل من بيت لاوي وأخذ بيت لاوي فخيلت المرأة وولدت ابنا، ولما رأته أنه حسن خبأته ثلاثة أشهر" وبعد ذلك "وضعته في سفط من البردى ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر.."
"بيت لاوي" يقصد منه أنه إسرائيلي لأن لاوي هو أحد أبناء يعقوب.. وبهذا أراد أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة من البداية أن يؤكدوا أن موسى هو إسرائيلي من أب لاوي، ومن أم لاوية.. دون أن يذكر اسم الأب ولا اسم الأم مع العلم أن التوارة لم تكن تتورع أن تذكر اسم أولاد الزنا من اليهود في أكثر من موضع، ولم تذكر لنا اسم والد موسى وأمه.. مكتفية بأنهما من بيت ولاوي.. وانتهى..
والتوراة التي حرصت أن تغفل نسب موسى ولا تذكر أبويه بالاسم، نراها تولى اهتماما بالغا باسم زان وزانية في سفر العدد مشيرة إلى اسم زان وزانية مغمورين، ووالديهما كذلك، وكأنما القصة لها أهمية تاريخية جديرة بالتدوين.
ففي الإصحاح الخامس والعشرين من ذلك السفر تتحدث التوراة في قصة طويلة عن زنا بامرأة وجاء بها "أمام عيني موسى وأعين كل جماعة بني إٍسرائيل " .. فقام الكاهن "وأخذ رمحا بيده ودخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة وطعن كليهما الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنهما. وكان اسم الرجل الإسرائيلي المقتول الذي قتل مع المديانية زمرى بن سالو من الشمعونيين، واسم المرأة المديانية المقتولة كربى بنت صور رئيس قبائل بيت أب في مديان"…
بل إننا نقرأ في رأس الصفحة التي روت حكاية موسى في التوراة-اسم القابلتين العبريتين "شفرة وفوعة" وهما اللتان طلب منهما الفرعون قتل الذكور من أبناء العبرانيين.
وكان من الأجدر، وموسى سيكون له تاريخه، أن يُذكر نسبه.. والتوراة لم تترك شخصا مرموقا في التوراة وإلا وذكرت نسبه أبا عن جد حتى أوصلته إلى آدم أبي البشر.. كما فعلت بالنسبة لإبراهيم وداود والعديد من الشخصيات التوراتية الكبيرة.
والتفسير الوحيد لهذا الإهمال في ذكر نسب موسى، والاكتفاء بأنه إسرائيلي من بيت لاوي، يكمن بأن موسى لم يكن إسرائيليا وإنما هو مصري صميم لا علاقة له ببني إسرائيل.. دون أن يستبعد أنه أصبحت له علاقة وتاريخ مع بني إسرائيل.. فيما بعد.
ولدينا مرجع علمي قيِّم، وضعه عالم اجتماعي ونفساني كبير، وهو فوق ذلك من أعلام اليهود البارزين هو الأستاذ فرويد، فقد أكد استنادا إلى دراسات وأبحاث متعمقة أن موسى لم يكن عبرانيا ولكنه كان مصريا.
ونحن حين نمضي في قراءة التوراة في العبارات التالية، سنجد قرينة تؤيد هذا الرأي، ذلك أن ابنة فرعون، كما تروي التوراة، "نزلت إلى النهر لتغتسل فرات السفط بين الحلفاء، فأرسلت أمتها وأخذته، ولما فتحته رأت الولد وإذا هو صبي يبكي، فرقت له وقالت هذا من أولاد العبرانيين".
"هذا من أولاد العبرانيين" هذا كلام أحبار اليهود.. نسبوه إلى لسان إبنة الفرعون.. ولكن السؤال هنا هو كيف عرفت ابنة الفرعون أن هذا الطفل هو من أولاد العبرانيين، وهو لا يزال ابن ثلاثة أشهر لم تتحدد لمحاته وقسماته؟
يضاف إلى ذلك أن أخت موسى وهي التي كانت واقفة قريبا لترى المشهد، قالت لابنة الفرعون فيما تروي التوراة :" هل أذهب وأدعو لك امرأة مرضعة من العبرانيات.. وذهبت الفتاة ودعت أم الولد…" لتؤكد التوراة مرة ثانية "عبراينة" موسى.. وعبرانية أمه.
وتمضي التوراة لتقول بعد ذلك، أن أمه أرضعته، "ولما كبر الولد جاءت به إلى أبنت فرعون فصار لها ابنا ودعت اسمه موسى وقالت إني انتشلته من الماء..".
وهنا كشف التوراة، دون أن يدري أحبارها الذين كتبوها، أن هذا الاسم هو مفتاح الحقيقة فإن "موسى" لفظ مصري في اللغة المصرية القديمة، معناه انتشل من الماء ولهذا فقد أعطته ابنة فرعون اسما مصريا يدل على الحادث بنفسه، ويدل أنه في الواقع كان مصريا.
ولفظ "موسى" لم يكن غريبا في مصر، ولا هو قد ابتدعته ابنة الفرعون، لإنها انتشلت موسى من الماء، فقد كان اسما معروفا عند قدماء المصريين، وكان من أسماء فراعنة مصر الكبار.
ويأتي في المقدمة الفراعنة الكبار "رع موسى الكبير" (رعمسيس) وكذلك أحمس (أح موسى) وتحوتمس (تحوت موسى) وقد أثبتت النقوش المصرية أن اسم موسى كان شائعا في المجتمع المصري وخاصة في عهد الإمبراطورية… وفي زمن يقارب عهد موسى الموصوف بالتوراة بأنه من بيت "لاوي".
وإيضاحا لذلك كله فإن "موسى" معناها باللغة المصرية القديمة ابن.. ولذلك فإن رع مس هو ابن الإله رع وكذلك فإن تحوتمس ابن الإله تحوت.
ولم يكن من المعقول أن تعطي ابنة الفرعون هذا الاسم المصري الصميم لأحد من أولاد العبرانيين وخاصة أننا نعلم أن المصريين كانوا يأنفون من العبرانيين فكانوا كما تروي التوراة "لا يقدرون أن يأكلوا طعاما مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين" (الإصحاح الثالث والأربعون من سفر التكوين)، فإذا كان الطعام مع العبرانيين رجسا، فكيف يُقبل هذا الغلام العبراني في بلاط الفرعون، ويُعطى اسما مصريا ثم تقول التوراة أن ابنة الفرعون جعلته إبنا لها..؟؟
وتروي التوراة بعد ذلك حكاية غريبة، وما أكثر غرائب التوراة، فتقول التوراة "وحدث في تلك الأيام لما كبر موسى أن خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم. فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من إخوته. فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد فقتل المصري وطمره في الرمل". وتكرار لفظ (إخوته) مرتين في سطرين يكشف قصد أحبار اليهود بأنهم يشيرون إلى العبرانيين.. وغرائب هذه الحكاية تفضح الحكاية نفسها بالنسبة إلى جنسية القاتل والمقتول. والسؤال هنا كيف عرف موسى، أن رجلا عبرانيا هو المضروب وأن الضارب هو مصري.. وهل من لافتة كانت تعلق على كتف هذا وذاك تحدد جنسيته، وخاصة أن العبرانيين في ذلك العهد قد بلغ عددهم "ستماية ألف عدا الأولاد" فيما تروي التوراة (سفر الخروج-الإصحاح12).. وليس من السهل تمييزهم عن المصريين.
والجانب الآخر من القصة يكشف مزيدا من التساؤل ومزيدا من الغرابة، فالتوراة تمضي لتقول أن موسى خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان "فقال للمذنب، لماذا تضرب صاحبك.. فقال أتفكر أنت بقتلي كما قتلت المصري.. فخاف موسى وقال حقا قد عرف الأمر، فسمع فرعون هذا وطلب أن يقُتل موسى. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان وجلس عند البئر".
ويثور السؤال نفسه مرة ثانية: وكيف عرف موسى أن اللذين كانا يتضاربان هما عبرانيان، فهل من علامة كانت تميز العبرانيين عن غيرهم من الناس..؟
وسؤال ثان، كيف عرف هذا العبراني أن موسى قد قتل المصري في اليوم السابق مع أنه طمره في الأرض دون أن يرى موسى أحد كما تقول التوراة.؟
كل هذه الإشارات الواردة في التوراة حول عبرانية موسى، وأبيه وأمه، وقتله المصري انتصارا للعبراني، ثم تدخله بين أثنين من العبرانيين، تشير بإصبع الاتهام إلى أن أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة، كانوا على الدوام ينطلقون من النزعة العنصرية البغيضة، ويؤكدون على العبرانية مرة ، واليهودية مرة أخرى.. تمييزا لليهود عن الأمم والشعوب.. وأنهم قد استخدموا اسم موسى المصري الصميم لإبراز هذه النزعة، كما استخدموا من قبل اسم إبراهيم العراقي العربي وأولاد إسحق ويعقوب.
وقد فعلوا ذلك مع أيوب، فقد حشروا اسمه بين أبنائهم وكتبوا سفرا باسمه، مع أن أيوب عربي، من قبائل الأدوميين، ولد على مقربة من الشوبك في الأردن وقد لقبه الأديب الإفرنسي الشهير فيكتور هوجو بأنه بطريق العرب وأنه أول من ابتدع أدب المآسي (DRAMA) واعتبر كثير من العلماء أدب أيوب بأنه من أعظم آيات الأدب العالمي.
وثمة دليل آخر يمدنا للتعرف على جنسية موسى، نجده في قصة هربه إلى أهل مَدَين: فتقول التوراة بعد أن هرب موسى من وجه الفرعون إلى أهل مَدَين، أن موسى حين كان جالسا عند البئر لقي بنات كاهن مديان فأنجدهن موسى وسقى غنمهن، وسألهن أبوهن "ما بالكن أسرعتن في المجيء اليوم، فقلن رجل مصري أنقذنا من أيدي الرعاة وسقا الغنم " وتمضي التوارة لتقول أن موسى سكن في بيت الكاهن وتزوج ابنته صفورة.
والمهم في قصة التوراة هذه أن الفتيات السبع، بنات الكاهن، قلن لأبيهن عن موسى " أنه مصري" كما تقول التوراة، ولعلهن عرفن جنسيته ومن هو، من ملامحه العامة، أو من حديثه معهم.. وخاصة أن أرض مديان هذه التي وقعت فيها الحادثة تقع في منطقة نهر الأردن، حيث القبائل العربية وليس بينها مصري واحد.
يضاف إلى ذلك أن التوراة ذكرت أنه "رجل مصري" دون أن تأتي بتعليق أو إيضاح.. فإذا كانت بنات مدين قد عرَّفن موسى بأنه "الرجل المصري" وهي معرفة فطرية، من النظرة الأولى، فإن أحبار اليهود لا يستطيعون أن يجعلوا منه عبرانيا ومن بيت لاوي ابن يعقوب..
ونحن في إلحاحنا على جنسية موسى ومصريته، لا نريد أن نضيف عظيما إلى قائمة العظماء في مصر، وإنما نقصد أن نشير إلى النزعة العنصرية الشريرة الكامنة في سويداء النفس اليهودية منذ أقدم العصور.
وسيرة موسى تمدنا بالكثير من هذا الشر الكبير الذي أنزل البلاء بالشعب اليهودي وفجر كثيراً من النكبات في التاريخ الإنساني , فلندخل على التوارة والذي أبشع أنواع التمييز العنصري البغيضن
وها نحن نرى التوراة تتحدث في هذا المعنى لتقول أن موسى حين كان في البرية يرعى الغنم جاء إلى جبل حوريب وظهر له الرب وقال له "أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. أني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم.. وعلمت أوجاعهم فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين وأصعدهم-أخرجهم-من تلك الأرض_. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتُخرِج شعبي بني إسرائيل من مصر".
وهنا يأتي مرة ثانية دور التمييز العنصري البغيض، بين شعب مصر وبني إسرائيل، فإذا كان "الرب" قد نزل لينقذ بني إسرائيل من أعمال السخرة، فقد كان الشعب المصري كله يعاني من السخرة، بل إن كثيراً من شعوب الأرض يومذاك كانت تعيش تحت بلاء هذا النظام البغيض.. فلماذا ينزل الرب من أجل بني إسرائيل وحدهم، وليسوا وحدهم هذا في العالم واقعين تحت نير السخرة.. فإن سائر البشر هم عباد الله، وجديرون بعطفه ورحمته، جديرون بأن يرفع عن أكتافهم هذا البلاء؟
ولكن هذه الخصوصية اليهودية مع الرب، كما نراها في سيرة موسى في جميع أدوار حياته، كانت هي المأساة في حياة اليهود في جميع مراحل حياتهم… وستظل على هذا الحال ما بقيت اليهودية تحتوي هذه النزعة الشريرة الطاغية، وترضعها الأجيال اليهودية من الأمهات إلى الأمهات.. وتجعل من "الرب" إلها يهوديا عبرانيا إسرائيليا وصهيونيا.
ويود بيجن رئيس وزراء العدو لو أن "الرب" يكون من حزب ليكود لو استطاع إلى ذلك سبيلا.. ونحن نستغفر الله العظيم أن يكون كذلك، وهو رب العالمين الرحمن الرحيم.
ولكن أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة قد أباحوا لأنفسهم أن يجعلوا "الرب" بالشكل الذي يختارونه .. وأن يجعلوا من موسى نفسه " إلها" إذا اقتضى الأمر… ففي الإصحاح الرابع من سفر الخروج نقرأ حوار بين الرب وموسى ليقنعه بالذهاب إلى بني إسرائيل وإخراجهم من مصر، وأن يستعين بأخيه هارون، لأنه أفصح منه لسانا، فيقول الرب، حسب رواية التوراة، لموسى، "أنت تكون له إلها (أي إلها لأخيه هارون) وهو يكون لك فيما يكلم الشعب عنك".. وبعد ذلك يحمله الرب رسالة إلى فرعون يقول له فيها "تقول لفرعون أطلق إسرائيل ابني البكر ليعبدني.. وأن أبيت أن تطلقه ها أنا أقتل إبنك البكر..".
ومعنى ذلك أن بني إسرائيل جميعا هم بمثابة الابن البكر "للرب" وللإبن البكر السيادة على الأسرة بكاملها، وبهذا يكون بنو إسرائيل سادة البشر أجمعين.
وتمضي التوراة في ذكر سيرة موسى، ويزداد الكشف عن السلوك اليهودي فيما أسموه ملحمة الخروج، فإذا بالخروج يكشف عن تخاذلهم وافترائهم على موسى وعلى الله معا.
فبعد أن عبر اليهود بحيرة المنزلة في طريقهم من مصر إلى سيناء… إذا بجموع اليهود يرفعون عقيرتهم بالشكوى من موسى ومن الخروج… وتقول التوراة في ذلك في الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج: "فلما اقترب فرعون رفع بنو إسرائيل عيونهم واذا المصريون راحلون وراءهم , ففزعوا جداً وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب, وقالوا لموسى هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية، ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر". وهذه هي قمة الجبن والثورة على موسى.
ثم تكشف التوراة عن أسرار آخرى كانت بينهم وبين موسى تظهر أنهم كانوا غير راغبين في الخروج أصلا، فتضيف التوراة إلى ذلك قائلة "أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين: "كف عنا فنخدم المصريين، لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية".
"كف عنا" قالها بنو إسرائيل لموسى، ومعناها العادي البسيط اتركنا وحالنا في مصر يا موسى.. إنهم لا يريدون أن يتركوا مصر، ويفضلون أن يبقوا في خدمة المصريين، ولكن موسى صبر على بني إسرائيل، وحين راحوا يواصلون مسيرة الخروج، بدأوا يشكون من التعب والشظف هنا، ومن العطش والجوع هناك، إلى أن جاءوا إلى برية سيناء في الشهر الثالث بعد خروجهم من أرض مصر ونزلوا مقابل الجبل.
وهنا يبرز التمييز العنصري البغيض، ولكن هذه المرة لينزل فريضة من السماء وعلى لسان "الرب" فيقول الإصحاح التاسع عشر من سفر الخروج "وأما موسى فصعد إلى الله. فناداه الرب إلى الجبل قائلا هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل.. انتم رأيتم ما صنعت بالمصريين ,وأنا حملتكم على أجنحة النسور.. فإن حفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب فإن لي كل الأرض وانتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة".
هكذا "أمة مقدسة.. وخاصة للرب من بين جميع الشعوب" وتلك هي أبجدية العقيدة اليهودية يحفظها أجيال الشعب اليهودي قبل أن يحفظوا أبجدية القراءة والكتابة، لتكون بلاء عليهم وعلى الإنسانية جمعاء.
ومع هذا فإن عبارة "بين جميع الشعوب" قد قطعت شوطا متقدما قي موضع آخر من التوراة، فتصبح العبارة "فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" ففي سفر التثنية (الإصحاح الرابع عشر) تقول التوراة أن الرب قال لبني إسرائيل، عن طريق موسى، "أنتم أولاد الرب… لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك لتكون له شعبا خاصا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض"ِ!!
والرب كما صوره موسى لبني إسرائيل فيما تروي التوراة، هو المسؤول أمام إسرائيل، في كل حياتهم فهو يسير أمامهم في عمود سحاب ليهديهم في الطريق نهارا، وليلا في عمود نار ليضيء لهم.. ويمطر عليهم خبزا من السماء، وفي الحرب فإن "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون".
فإن الرب يقاتل المصريين نيابة عنهم.. وتروي التوراة أنه بعد أن عبر بنو إسرائيل البحر، مشوا على اليابسة، وكان المصريون أمواتا على شاطئ البحر ولم يبق منهم أحد (سفر الخروج-الإصحاح14).
كل ذلك: إهلاك فرعون وقومه من أجل نجاة بني إسرائيل ووصولهم سالمين إلى برية سيناء ليعبدوا الرب كما قالت التوراة.
ولكن هل عبدو الرب .. إن التوراه تجيب على ذلك .. إنهم عبدوا العجل وعلينا أن نترك التوراة تتحدث ...
تقول التوراة … في الإصحاح الثاني والثلاثيين من سفر الخروج أن الشعب قد استبطأ موسى في العودة من الجبل-وعودته من الله-فقالوا لهارون أخيه:" قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا فقال لهم هارون "انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم.. وأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل وصنعه عجلا مسبوكا، فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل" واحتفل الشعب بالأكل والشرب واللعب والرقص وسجدوا للعجل وهكذا أضاف بنو إسرائيل على أنفسهم عبادة العجل كما تعلقوا بالعنصرية البغيضة.
وعاد موسى إلى قومه وهو يسمع صوت غنائهم، وأبصر العجل والرقص واشتد الغضب بموسى، وندد بأخيه هارون "وأخذ العجل وأحرقه بالنار وطحنه " إلى آخر القصة.
وغضب الرب كذلك، كما تروي التوراة وقال :" ورأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة… اتركني أفنيهم". ولكن موسى تضرع إلى الرب وطلب إليه أن يتراجع عن إيقاع الشر ببني إسرائيل، وأن لا يفنيهم.
ولكن الرب، كما تقول التوراة، "ندم على الشر الذي قال إنه سيفعله بشعبه".
وهكذا غفر لبني إسرائيل عبادة العجل وندم وتراجع عن العقاب ومن أجل بني إسرائيل ندم الرب وتراجع…
ومن عبادة العجل الذي سجد له بنو إسرائيل، عبدوا فيما بعد إلها آخر حينما كانوا في برية سيناء، وأضافوا إلى ذلك فاحشة الزنا بصورة جماعية … كأنما أخرجهم موسى من أرض مصر ليرتكبوا هذه الكبائر الكبرى.. وكانت هذه الفاحشة حينما وصل بنو إسرائيل إلى أرض مؤآب.
وتقول التوراة أن بني إسرائيل ابتدأوا "يزنون مع بنات موآب، فدَعوْنَ الشعب (بني إسرائيل) إلى ذبائح آلهتهن فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهن وتعلق الشعب ببعل فغور (إله الموآبيين).. وغضب الرب على إسرائيل وقال الرب لموسى "خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس.. وقال موسى لقضاة إسرائيل اقتلوا كل واحد قومه المتعلقين ببعل"… (سفر العدد-الإصحاح 25).
ومع هذا فقد استمر أحبار اليهود يكتبون في توراتهم أن بني إسرائيل هم شعبه المقدس وأنه فوق جميع شعوب الأرض.. وأن خروجهم من مصر كان ليعبدوا الله في البرية.. فإذا بهم يعبدون الأوثان ويجعلون الصحراء بيت دعارة مكشوفة.
وراحت التوراة تتحدث عن رحلة الخروج من مكان إلى مكان، ومن جبل إلى جبل وبنو إسرائيل يشكون ويتذمرون، والرب يندد على الدوام، ويقول لموسى في كل مرة :" قل لبني إسرائيل أنتم شعب صلب الرقبة".. وبهذه الألفاظ على وجه التحديد..
كان موسى يستغفر لقومه كلما اقترفوا سيئة من السيئات، وتضرع إليه أن يسير معهم وقال له متوسلا:" أليس بمسيرك معنا. فنمتاز أنا وشعبك على جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (سفر الخروج- إصحاح 33) وكان ذلك أوضح اعتراف بنزعة التمييز العنصري البغيض الذي يدين به بنو إسرائيل.. والغريب أن أحبار اليهود قد استعملوا لفظة "التمييز" بالنص وتعبير التمييز العنصري لم يكن وأورداً يومئذ، فقد عرفته اللغة السياسية في هذا العصر، ليبدأ بعد قرون من الأحداث التي دونتها التوراة..
وأكثر ما تتجلى هذه المعاني في الترنيمة التي دونتها التوراة بنصها الكامل بعد أن انتهت معركة العبور ونجا بنو إسرائيل وغرق فرعون وجنده… فقد أنشدوا قائلين عن المصريين.. "غاصوا كالرصاص في مياه غامرة.. هبطوا في الأعماق كحجر، فغطاهم البحر. تمد بيمينك فتبلعهم الأرض ترشد برأفتك الشعب الذي فديته .. يسمع الشعوب فيرتعدون..تأخذ الرعدة سكان فلسطين. حينئذ يندهش أمراء أدوم، أقوياء مؤآب تأخذهم الرجفة ، يذوب جميع سكان كنعان.. حتى يعبر شعبك يا رب" (الإصحاح الخامس عشر من سفر الخروج).
وهذا التهديد والوعيد موجه إلى شعوب الشام: سكان كنعان، وأدوم، موآب، وكأنما أراد أحبار اليهود أن يشنوا حرب الأعصاب على ديار الشام قبل أن يصل بنو إسرائيل إلى فلسطين.
ومن هنا فإن التوراة تسجل لنا أكبر حفلة رقص شهدتها سيناء تمجيدا للعبور، فتقول التوراة، بعد أن سردت الترنيمة، "أن مريم النبيه أخت موسى أخذت الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص وكانت مريم تهتف أمامهم قائلة : رنموا للرب فإنه قد تعظم .. الفرس وراكبه طرحهما البحر" يعنون بذلك فرعون وجواده.
ولم تكتف التوراة بسرد الأحداث وتدوين الترنيمة لتكون تاريخا لبني إسرائيل فحسب، ولكن أحبار اليهود أرادوا أن يجعلوا من كل ذلك عقيدة دينية يتوارثها الأبناء عن الآباء، بكل ما احتوته من استعلاء على بقية الشعوب وبغض لها، والرغبة في تدميرها وإهلاكها.
ومن هنا فقد حرصت التوراة أن تجعل من ذكرى الخروج عيدا دينيا تقام فيه طقوس مطولة ومعقدة، تقدم فيها الذبائح ولا يؤكل الخبز إلا فطيرا، كيوم خرجوا من مصر.
ثم تأمر التوراة رب الأسرة قائلة "ومتى سألك إبنك غدا قائلا ما هذا، تقول له أخرجنا الرب من مصر بيت العبودية.. وقتل الرب كل بكر في أرض مصر من بكر الناس إلى بكر البهائم" إلى آخر القصة (سفر الخروج- الإصحاح13) وبذلك تنشأ الأجيال اليهودية على البغضاء والاستعلاء والنزوع إلى الانتقام.
والتمييز العنصري، وهو الآفة الكبرى التي تمثل المساهمة المفجعة لبني إسرائيل في حياة الإنسانية، انتقل من أسلوب السرد التاريخي إلى أن دخل في صميم الدين، وأصبح جزءا من الوصايا العقائدية التي أنزلها الله على موسى كما تقول التوراة.. والأمثلة على ذلك متوافرة.
ففي أحكام المعاملات جعلت التوراة "القرض" نظاما عاما ومن كماله بركة الرب. ففي سفر التثنية في الإصحاح الخامس عشر تقول التوراة في صدد وصايا الرب :" يباركك الرب إلهك، فتقرض أمما كثيرة، وأنت لا تقترض، وتتسلط على أمم كثيرة وهم عليك لا يتسلطون". وبهذا يكون نظام الصرافة والتسلط على الشعوب قد أصبح في صميم الدين اليهودي.. ولعله كان السبب المباشر في أن اليهود أصبحوا فيما بعد أعظم الصيارفة في العالم، وتجمعت بين أيديهم ثروات الشعوب كما هو معروف في هذا وبهذا الثراء الضخم استطاعوا أن يتسلطوا على الشعوب.. كما أمرتهم التوراة بالنص.
والتوراة لم تأمرهم بالتسلط على الشعوب فحسب، بل بالاستعباد والسخرة والرق وها نحن نقرأ في التوراة في الإصحاح العشرين من سفر التثنية ما قاله الرب لموسى بالكلمة والحرف :" حين تَقُربْ من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح. فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك."
وهذا أمر عجيب يصل إلى درجة المأساة، فإن "الرب" الذي أنقذ بني إسرائيل من "سخرة" فرعون.. هذا الرب يأمر بني إسرائيل أن يفرضوا نظام السخرة والعبودية معا على الشعب الذي يقبل الصلح مع إسرائيل، ويفتح له بلاده على مصراعيها في وجهه.
ولكن هذا هو الدين اليهودي يأمر بالربا والسلب والسخرة والعبودية، كل ذلك من فم الرب وعلى لسان موسى.
وتمضي التوراة في تفصيل هذه الأحكام وتميز بين اليهودي وغير اليهودي فيقول الإصحاح الثالث والعشرون من سفر التثنية ما يلي :" لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة وربا طعام، أو ربا شيء ما مما يقرض بربا، للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك إلهك في كل ما تمتد إليه يديك".
تلك هي الشريعة التي تلقاها موسى من الرب وأبلغها إلى قومه، كما تروي التوراة.. لكي يعملوا بها، وقد أشهد موسى السماء والأرض على بني إسرائيل لينفذوها بحذافيرها، وإن لم يفعلوا فإن "الرب يبيدهم" كما تهددهم التوراة..
وواضح أن ديناً يأمر بمثل هذه الوصايا لا يمكن أن يكون ديناً سماوياً , فلا بد أن يكون ديناً أرضياً كتبه أحبار اليهود وهم قاعدون في أدنى الأرض وفي صدورهم شهوات الأرض في أدنى مطالبها .
ومع ذلك فإن موسى لم يسلم من قومه بني إسرائيل، فقد أوردت التوراة أن قومه قد ضاقوا به ذرعا وتذمروا منه أكثر من مرة وثاروا عليه وفكروا في القيام "بانقلاب" على موسى، وفي الإصحاح الرابع عشر من سفر العدد تقول التوراة: وتذمر كل الشعب على موسى.. وقال "ليتنا متنا في أرض مصر أو ليتنا متنا في هذا القفر، ولماذا أتى بنا الرب إلى هذه الأرض لنسقط بالسيف وتصير نساؤنا وأطفالنا غنيمة.. أليس خيرا لنا أن نرجع إلى مصر، وقال بعضهم نقيم رئيسا ونرجع إلى مصر".
وكان موسى يشكو قومه إلى الله بسبب عصيانهم وفساد أخلاقهم حتى أنه تمنى الموت ويكون الفراق بينه وبينهم، ففي إحدى المرات قال للرب: "لماذا أسأت إلى عبدك.. حتى أنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليَّ.. لا أقدر أنا وحدي أن أحمل جميع الشعب لأنه ثقيل عليَّ.. فإذا كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلا.. فلا أرى بليتي".
وحين عطش بنو إسرائيل ثاروا على موسى، فصرخ موسى إلى الرب، كما تقول التوراة، قائلا:" ماذا أفعل بهذا الشعب بعد قليل يرجمونني" (الإصحاح السابع عشر من سفر الخروج).
وكذلك فإن الرب لم ينج من شرور بني إسرائيل وإيذاءاتهم، إذ تمضي التوراة لتقول :" وقال الرب لموسى حتى متى يهينني هذا الشعب وحتى متى لا يصدقونني بجميع الآيات التي عملت في وسطهم.. وحتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرة المتذمرة عليَّ " (سفر العدد-الإصحاح 14) وبذلك وصل سلوك اليهود مع الله إلى درجة الإهانة، ونعوذ بالله من بني إسرائيل.
وفي النهاية، فإن موسى لم يسلم من أحبار اليهود في ختام حياته، فحينما اقترب أجله حرمه الله كما تقول التوراة من أن يدخل إلى فلسطين مع بني إسرائيل "جزاء خيانته" إذ يقول الإصحاح الثاني والثلاثون من سفر التثنية.. وكلم الرب موسى قائلا :" إصعد إلى جبل نبو في أرض مؤآب الذي قباله أريحا ومت في الجبل الذي تصعد إليه. فإنك تنظر الأرض من قبالتها ولكنك لا تدخل إلى هناك إلى الأرض.. لأنك أنت وأخوك هارون خنتماني في وسط بني إسرائيل".
والواقع أن التوراة قد سجلت لموسى، على يد أحبار اليهود، وقائع غير لائقة ولا كريمة، وأبرز هذه الوقائع حادثان جديران بالإشارة.
الأول : أن موسى صنع لبني إسرائيل تمثالا من نحاس بصورة حية فاغرة فاها، ووضع التمثال على راية الجيش.. والقصة كما ترويها التوراة أن حيّات الصحراء المحرقة اندفعت في وجه بني إسرائيل عقابا لهم على تمردهم وعصيانهم ومات منهم كثيرون فشكوا إلى موسى أن يدعوا ربهم لينجيهم من هذا العقاب الرهيب، فقال الرب لموسى :" اصنع لك حيَّة محرقة وضعها على راية فكل من لدُغ ونظر إليها يحيى" (سفر العدد-الإصحاح 21) فصنعها موسى وعادت الحيات إلى جحورها واستراح بنو إسرائيل..
وهكذا فقد جعل أحبار اليهود من موسى "حاويا" للحيات بعد أن كانت الأفعى هي معجزته الكبرى هي معجزته في وجه فرعون..وكذلك فإنهم ألجأوا موسى إلى نوع من الوثنية وهو الذي كان يتوسل إلى فرعون أن يخرج بقومه إلى "البرية ليعبدوا الرب".
أما الحادث الثاني فإنه يمثل الإرهاب اليهودي بأبشع صوره.. وأسوأ ما فيه أن يكون على يد موسى. وخلاصة القصة كما سردتها التوراة- في الإصحاح الحادي والثلاثين من صفر العدد- أنه بعد أن عاد بنو إسرائيل من معركتهم مع المديانيين :" قال لهم موسى: هل أبقيتم كل أنثى حية. فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأه عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها"، وأعمل بنو إسرائيل السيف في الرقاب-رقاب الأطفال والنساء- بعد أن وضعت الحرب أوزارها.. أما أوزار الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء، فقد وضعتها التوراة على أكتاف موسى.
وهذان حادثان لا يحتاجان إلى تعليق، ذلك أن التوراة تكشف في هذين الحادثين عن مفارقة مأساوية كبرى، فإن موسى الذي كاد أن يكون واحداً في مذبحة الأطفال التي أمر بها فرعون كما تروي التوراة، قد أصبح هو فرعون الثاني في نهاية حياته يأمر بذبح الأطفال ومعهم أمهاتهم.. وكانت أبشع مذبحة في التاريخ.
ذلكم هو موسى الذي استشهد به رئيس وزراء العدو مناحيم بيجن، كما صورته التوراة.. أما موسى عليه السلام فقد ذكر في القرآن عشرات المرات، بأحسن الذكر، ذكر التقدير، ويكفي منها قول الله مخاطبا الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) "واذكر في الكتاب موسى أنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا" (سورة مريم) صدق الله العظيم.
وصفوة القول، أننا قد قرأنا في هذا الفصل، ومن عبارات توراة اليهود أن التمييز العنصري والربا والصرافة والتسلط والاستعباد كل ذلك كان في جسم الدين اليهودي..
بل إنه يجري في الجسد اليهودي جريان الدماء في شرايين الإنسان..
فكيف تستطيع الأمة العربية أن تعيش في سلام مع جماعة هذه أخلاقها وهذا دينها؟. بل كيف تستطيع أن تعقد معها سلاما، ودينها يأمرها أن تبيد الشعوب الأخرى وتستعبدها من غير وازع ولا رادع..!!