الباحث وإجراءات البحث العلمي
إعداد الدكتورة مزوز بركو سلسلة محاضرات لطلبة مسيلة دفعة علم النفس الجنائي 1- ماهية البحث العلمي : لقد عُرف العلم بتعاريف عديدة ولعل أهمها :"انه مجموعة الخبرات الإنسانية
التي تجعل الإنسان قادرا على التقدير، وأن العلم هو فهم ظاهرات الكون
أسبابها وآثارها " .
فمن خلال هذا التعريف نلاحظ أن العلم يسعى على ربط الأسباب بالمسببات .
هذا التعريف يقودنا للحديث عن ميادين العلم المختلفة التي تحدث عنها العديد من العلماء أمثال كارل بيرسون K.Pearson
الذي يرى" أن ميادين العلم غير محددة …كل مجموعة من الظواهر الطبيعية ، كل
طور من أطوار الحياة الاجتماعية ، وكل مرحلة من مراحل التقدم القديم
والحديث ….كل ذالك يٌعد مادة للعلم"
يهدف العلم إلى الوصول الى القوانين التي تضبط الظواهر المختلفة من خلال
عمليتي التفسير والتنبؤ ، وكذا القدرة على التحكم الذي يعنى بمعالجة
الأوضاع والظروف التي ظهر يقينا انها تحدث الظاهرة .
البحث
العلمي اذن يجب أن يعتمد على التفكير العلمي والمنطقي الذي يستند إلى
الحدس والملاحظة والمنهج والموضوع ، ويجب أن يؤطر البحث العلمي الإيمان
بالنسبية والتنظيم في تفسير كل الظواهر، والباحث العلمي يكون هو المخطط
والمنظم والمنفذ الموجه لمختلف مراحل البحث العلمي
يتطلب البحث العلمي إعدادا يشمل في بادئ الأمر التدريب الفكري والفني
واكتساب خبرة العمل للبحث الذي يتوجب عليه أن يدرس عددا من العلوم حتى
يتمكن من العمل على النحو المناسب كباحث علمي يستدعي منه البحث الوقوف على
المهارات والتقنيات والقدرة على المعالجة الشاملة (الابتعاد عن الرؤية
الضيقة) للمعلومات والظواهر على اختلاف مشاربها وتنوع ماهياتها .فالبحث
العلمي يجب أن يتسم بالمرونة في الطرح لأن تعريفه يعني:" التقصي والعناية
في سبيل زيادة مجموع المعرفة .