MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: محنة الأكراد الشيعة في العراق الخميس 26 مايو - 22:30 | |
|
محنة الأكراد الشيعة في العراق | * قسم المتابعة |
لقد تم تهجير واضطهاد أُمة الكرد الشيعة في العراق على يد النظام الصدامي وفريقه السياسي الاستعماري الحاكم سابقاً بما ليس من السهولة التعرف على ما حدث لهم لكن كثير من أسرار هذه القضية قد تفشى الآن وأصبحت بعض تفاصيل محنة الأكراد من العراقيين الشيعة على الألسن.
إن عمليات التهجير العشوائي التي طبقها نظام صدام التكريتي للعراقيين الشيعة بحجة كونهم من أصول إيرانية وفي مقدمتهم شيعة الأكراد العراقيين ودفعهم تحت قوة السلاح لاجتياز الحدود العراقية باتجاه الجارة إيران كان قراراً استعمارياً قد رسمت بوادره الأولى قبيل إجراء أول إحصاء عام للنفوس في العراق الملكي سنة 1934م حيث أعتمد ذلك الإحصاء كأساس للإحصاءات التالية التي جرت فيما بعد واعتمدت أيضاً على مستوى الحكومات العراقية المتتابعة ألا وهو إحصاء سنة 1947م وإحصاء سنة 1957م لكن ما ميز الإحصاء الأول سنة 1934م هو انتشار دعاية استعمارية تحذر من إعطاء معلومات عرقية صادقة عن المسجلين على اعتبار أن وراء الإحصاء المذكور استدلال لسوق أبناء العراق إلى حروب خارجية تشرف عليها وتقودها الدول الغربية الاستعمارية آنذاك في العراق الملكي بريطانياً إذ حثت الدعاية لأهمية بمكان أن يسجل العراقيون أنفسهم على كونهم من أصول غير عراقية فتم اختيار جنسيات بعض سكنة العراق من الأجانب كالهنود ودولتهم الهند قبل استقلال الباكستان عنها لتعني الاسم الجديد الذي تعود لهم أعراقهم وبذاك سوف يتخلصوا من نار المستعمر البريطاني وجمهرات النظام الملكي ولهذا فإن أغلب المواطنين العراقيين من التبعية الهندية هم على الأغلب لا علاقة عرقية لهم لا بالهند ولا بالباكستان.
ومحنة الشيعة الأكراد كانت أكبر من هؤلاء الذين اختاروا تبعة الهند والباكستان كبلدان ينحدرون من أصولها وعروقها فبعد أن وقع الكرد الشيعة في العراق بفخ سياسة فرق تسد وكانوا أقلية لا يحسب لها أي حساب فهم من ناحية كونهم أكراد فقد كانوا مضطهدين في مذهبيتهم أمام الأكراد السنة في شمال العراق أو كشيعة عراقيين فقد كانوا الشيعة العرب في العراق ينظرون لهم بعين واحدة ويتهمونهم لكونهم يرجعون إلى أصول إيرانية مع أن أغلب أراضي الأكراد الشيعة في العراق تقع في السهول الممتدة من الجبال المتاخمة لشمالي العراق وإيران وأن أحد أسباب اضطهادهم المذهبي كان قد زرع القطيعة عندهم مع الأكراد السنة وحين جاءت لعبة تقسيم حدود الدولة العثمانية على يد الإنكليز وأصبحت أراضي شاسعة من السهل الكردي في الأرض العراقية بذاك الوقت الذي أصبحت فيه أراضي مماثلة في السهل العربي على أرض العراق لكن التهمة الجاهزة لنعت أكراد العراق الشيعة بعدم الانتماء لهوية العراق فيها الكثير من الظلم وسوء التقييم المسبق.
ومع أن الدول العراقية المتعاقبة بالنسبة لتشكيلة الجيش العراقي لم تفرق بين العرق العربي أو الكردي أو الاصطفاف المذهبي بين شيعي وسني فقد شارك الأكراد الشيعة من الجنود في حروب سنة 1948 في فلسطين وكان لهم دور في حماية الأردن سنة 1967م ثم جاء النظام الصدامي إلى السلطة فلم يفلت أحد من هؤلاء العسكريين منه إلا وسجنه ثم أعدمه بلا أي تهمة حقيقية سوى كونهم أكراد شيعة وخاضوا باسم الدولة العراقية المتعاقبة الحروب كما ساهموا في بناء وازدهار البلاد وبمختلف المجالات لذا فهم اليوم بحاجة إلى التفاتة وطنية لإعادة الاعتبار لهويتهم العراقية الصرفة. |
| |
|