[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أهمية علم النفس الاجتماعي في تطوير علوم الاعلام والاتصال : بقلم د/مزوز بركو
ينظر العديد من الباحثين إلى مصطلح العلوم السلوكية بأنه مصطلح حديث النشأة نسبيا ، ويدخل ضمن هذه العلوم : علم النفس، علم الاجتماع الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية ، علم الاقتصاد، السياسة ، علوم الاتصال...الخ. فجل هذه العلوم تهتم بالسلوك الإنساني ومعالجة هذا السلوك ضمن ما يسمى الجماعة المرجعية ؛على الرغم من تناوله في مستويات مختلفة. وعليه فإن علم النفس الاجتماعي يهتم بدراسة الفرد وتفاعلاته داخل الجماعة ، يشترك مع هذه العلوم في دراسة الجماعات وعليه يُلاحظ وجود علاقة وطيدة وتداخل فيما بينها وفيما يلي توضيح لهذه العلاقة:
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم الاجتماع:إذا كان مجال الدراسة في علم الاجتماع يحدد بصفة عامة بالنظم والمؤسسات والعلاقات الاجتماعية ويهتم بسلوك الجماعة وأصل وتطور الجماعات الاجتماعية والجماعات الصغيرة وطرق استمرارها وكيفية تبلور نظمها....الخ فإن مجال الدراسة في علم النفس الاجتماعي يعتبر أكثر تحديدا، ذلك أن العالم في علم النفس الاجتماعي يتبع في دراسته للسلوك الاجتماعي الطريقة السيكولوجية البحتة في تحليله لكل أبعاد السلوك الاجتماعي من قيم وإدراك وانفعالات واتجاهات... وتختلف هذه الطريقة عن الطرق التحليلية الأخرى في العلوم الاجتماعية الأخرى ، غير أن هذا لا يقصد منه وجود حدود فاصلة بين علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، بل على العكس لا ينكر الكثير من العلماء في المجالين وجود تداخل واضح في الموضوعات بين العلمين، فكلاهما يهتم بمظاهر مختلفة لحقيقة لا يمكن تجزئتها. وجدير بالذكر أن نشير إلأى أن علم الاجتماع سابق في النشأة عن علم النفس الاجتماعي هذا الأخير الذي استمد وجوده من منهج ومواضيع علوم مختلفة منها علم الاجتماع .
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم النفس: يذهب بعض العلماء إلى اعتبار أنه من السهل التمييز بين موضوعات علم النفس وعلم النفس الاجتماعي ، ذلك أن علم النفس يهتم بدراسة العلاقة بين العمليات النفسية من إدراك ودوافع وتفكير وبين خصائص العالم الطبيعي الذي يعيش فيه الفرد ، بينما يزيد علم النفس الاجتماعي عن الاهتمام بنفس العملية بربطها بخصائص العالم الاجتماعي الذي نشأ فيه الفرد، بصورة أكثر وضوحا يدرس علم النفس الفرد مستقلا عن بيئته الاجتماعية بغرض اكتشاف القوانين التي لا تتأثر بالفروق في التنشئة الاجتماعية، أما علم النفس الاجتماعي فيدرس ذات الفرد من خلال سلوكه المستجيب للمثيرات الاجتماعية.
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلوم الإعلام : يهتم علم النفس الاجتماعي في مواضيعه بتأثير الرأي العام والذي يستطيع قياسه ، وكذا التأثيرات التي تنشأ عن المؤسسات الإعلامية على الفرد والمجتمع ، على المدى البعيد والقريب ، في حين تهتم علوم الإعلام بتكوين المعلومة أو الخبر مهما كان نوعه ، والتقصي للإيصال محتوى المعلومة الإعلامية إلى أبعد نقطة ممكنة .
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلوم الاتصال: يشكل الاتصال في مفهومه الواسع فرضية أساسية وهي:أن كل رسالة تتضمن اتجاه نحو التأثير في المرسل إليه،وهو يؤلف عملية اجتماعية معقدة تنطوي على عملية أخرى هي التفاعل الاجتماعي وبالتالي الاتصال بعناصر ذات تنظيم نفسي-اجتماعي لدى الأفراد والجماعات، وهي كلها تصب ضمن اهتمامات علم النفس الاجتماعي الذي بدوره يشكل الاتصال أهم مواضيعه حيث يبحث في العوامل المؤثرة فيه ، كما يلعب دورا رئيسيا في اكتشاف معوقات الاتصال الناجح .