مناهج البحث العلمي الدكتورة مزوز بركو

لطلبة الماجستير مسيلة تخصص علم النفس الجنائي*المنهج :
ينطوي
المنهج عموما على جانبين يكملان بعضهما البعض : منهج للبحث (محاولة كشف
الواقع) ومنهج للتفكير (عمليات عقلية) ، ومن هنا فإن استخدام المنهج العلمي
يتضمن محاولة الوصول إلى اليقين عن طريق الشك بإخضاع المعلومات أو
البيانات للقواعد المنهجية الخاصة بالتحليل و التركيب والإحصاء ، فالباحث
في دراسته لا يخرج عن هذه القواعد المنهجية في تحديد الحقائق و التأكد من
المعلومات .
ان
دراسة الظاهر المختلفة تجعل الباحث يجد نفسه مقيدا باستخدام منهج أو طائفة
من المناهج و المقاربات لمعالجة المواضيع والظواهر المختلفة حتى يتسنى لـه
الوصول إلى حقائق حول الظاهرة المراد دراستها .
ويعرف المنهج بكونه الطريقة أو الأسلوب الذي يتبعه الباحث والإطار الذي يرسمه لبلوغ أهداف بحثه
ويعرف
أيضا بكونه مجموعة من الإجراءات المتخذة في دراسة الظاهرة أو المشكلة
لاستكشاف الحقائق المرتبطة بها والكامنة خلفها والإجابة على الأسئلة التي
أثارتها مشكلة البحث، وكذلك الأساليب المتبعة لأجل تحقيق الفروض التي صيغت
والوصول إلى البرنامج الذي يحدد لنا السبل للوصول إلى تلك الحقائق وطرق
اكتشافها
وهناك الكثير من المناهج المستخدمة في علم النفس وفي الحقيقة توجد ثلاثة أنواع من المناهج في العلوم الإنسانية والاجتماعية :
- المنهج التاريخي الذي يعتمد على دراسة تاريخ الظواهر
- المنهج
التجريبي الذي يعتمد على دراسة المجموعات الضابطة والمجموعات التجريبية
حيث ينطلق من الظاهرة وهدفها ويضع فروض لها ويخضع الظاهرة للتجريب ويصل إلى
نتائج وهي التي تقود إلى وضع القوانين ثم وضع النظرية .
- المنهج الإكلينيكي الذي يعتمد على دراسة الحالات الفردية معتمدا على عدة وسائل منها :الملاحظة والمقابلة والاختبارات
- منهج التحقيق" وهو الكيفية التي يتم بها تناول موضوع بحث وفق إجراءات بحث مع مجتمع معين"
- ومن
مناهج التحقيق نجد :المنهج الوصفي الذي يقدم تصور مفصل وأمين عن موضوع أو
ظاهرة معينة " و المنهج المقارن الذي يطبق على مجموعة من الأفراد ويهدف إلى
مقارنتها بمجموعة أو مجموعات أخرى.
إن
أحد أهداف العلم هو التمكن من وصف الواقع ، فالوصف هو هدف من أهداف العلم
". كما أن مسألة "الوصف" من أهم المسائل التي تناولها العلم بالدراسة
والتحليل.
8-1) المنهج الوصفي:
يرى كارل بيرسون أن كل من يصف الوقائع وينظر في علاقاتها المتبادلة و يصف
صياغتها إنما هو رجل علم يطبق المنهـج العلـمي (زيدان عبد الباقي) ويعرف
أمين الساعاتي المنهج الوصفي بأنه يدرس "الظاهرة كما نوجد في الواقع ويهتم
بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها كيفيا أو كميا فالتعبير الكيفي يصف لنا
الظاهرة ويوضح خصائصها،أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا رقميا يوضح مقدار
هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى ".(الزويبعي
غنام) ومن أهداف هذا المنهج عدم الوقوف عند حد الوصف فقط بل يتعدى ذلك إلى
التفسير و التحليل و الاستنتاج لكي تتضح الظاهرة المدروسة أكثر وهذا يتوافق
إلى حد ما مع ما يسعى إليه.
- المنهج الوصفي التحليلي:
الذي يعتبر الطريقة المنظمة لدراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بظاهرة
أوموقف أوأفراد أو أوضاع بهدف اكتشاف حقائق جديدة أوالتأكد من صحة حقائق
قديمة و آثارها والعلاقات التي تتصل بها وتفسيرها والكشف عن الجوانب التي
تحكمها .
- المنهج الوصفي المقارن
: الذي يعد الأسلوب الأمثل لوصف الظواهر ومقارنة المتغيرات بعضها ببعض
بهدف اكتشاف نقاط التشابه ونقاط الاختلاف وكذا العوامل المؤثرة وغير
المؤثرة في ظاهرة ما وكما يسمح أيضا بإيجاد العلاقات السببية بين مختلف
الظواهر .
*أسس المنهج الوصفي ومرتكزاته:
- إمكانية الاستعانة بمختلف الأدوات كالمقابلة والملاحظة والاستبيانات
- الدراسات الوصفية تكتفي بمجرد الوصف الكمي أو الكيفي للظاهرة والبعض الآخر يبحث في الأسباب المؤدية للظاهرة
- تعتمد الدراسات الوصفية على اختبار عينات ممثلة للمجتمع توفيرا للجهد والتكاليف
- تصنيف الأشياء أو الوقائع والظواهر محل الدراسة على أساس معيار مميز حتى يمكن التعميم
- في بعض الأحيان يضطر الباحث استبدال كلمة عينة حين يستخدم بكلمة مجموعة لأن خاصة حين يحتاج استخدام منهج مقارن فمصطلح مجموعة groupe يحوي مجموعة تجريبية groupe expérimentale ومجموعة ضابطة groupe témoin
- إن اسم المجموعة التجريبية ومجموعة ضابطة من وضع المختصين في المنهجية والذين توصلوا إلى عدم صحة استخدام كلمة "عينة" échantillon لأن ذالك يتطلب معاينة échantillonnage
وهذا غير متوفر في العلوم الإنسانية والاجتماعية لأن المعاينة تتطلب
إجراءات منهجية صعبة وشاقة ودقيقة وتتطلب إمكانات تقنية وعلمية كبيرة
- ويقصد بكلمة مجموعة في المنهجية: "مجموعة من الأفراد يصلحون لأن يطبق عليهم الأدوات المعتمدة لدراسة موضوع معين"
كخلاصة
يمكن القول أن المنهج الوصفي يرتبط بدراسة المشكلات المختلفة المتعلقة
بطبيعة مجريات الحياة الاجتماعية الفردية منها والجماعية ويستعمل في ذلك
عدة خطوات
* الشعور بالمشكلة وجمع البيانات ومعلومات تساعد على تحليلها .
* تحديد المشكلة وصياغتها بشكل دقيق ومحدد
* وضع فرضيات كحلول المشكلات
* الإطار النظري للدراسة يجب أن يكون مرتبا ومتسلسلا
* اختيار العينة (الحجم وتمثيل المجتمع الأصلي)
* اختيار أدوات البحث المناسبة للموضوع الدراسة
* تنظيم النتائج وتحليلها وتصنيفها وشرحها
* استخلاص التعميمات والاستنتاجات
8-2 المنهج الإكلينيكي : يسمى أيضا المنهج العيادي وقد برز هذا المنهج في بداياته كردة فعل على التجارب المخبرية التي افتتحها wontd وفيبر وفشنر fichkner وغيرهم ممن يرون أن المنهج العيادي مهم في دراسات كثيرة تحاول أن تعالج وتقي من الاضطرابات من خلال جمع البيانات من وحدات الدراسة .
* أهم تقنياته :
- المقابلة
- الملاحظة
- الاختبارات النفسية
بالإضافة
إلى المنهج الإكلينيكي يوجد منهج في العلوم النفسية والذي يسمى "منهج
دراسة الحالة" هذا الأخير الذي اختلف العلماء حول طبيعته، فمن العلماء من
يعتبر ذالك منهجا قائما بحد ذاته يستعمل في دراسة الحالة الفردية للوحدة
المراد دراستها، ومنهم من يرى بأنه يٌعد أداة من أدوات البحث العلمي يتدعم
بها المنهج العيادي .
ومن العلماء الذين يعتبرونه منهجا نذكر : فيرتشايلد Firchaled وعبد الباسط حسن ، أما العلماء الذين يعتبرونه أحد أهم أدوات البحث العلمي فهو العالم روجي ميكيلي R. Meciullie صاحب كتاب"أسلوب دراسة الحالة "
ويعرف العلماء دراسة الحالة باعتبارها منهجا :"بكونها الطريق

الموضوع الأصلي للدكتورة مزوز بركو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]