إن الحلم صفة عظيمة، قليل هم الذين يطيقونها، كم والله نحتاج هذه الصفة في زمن كثرت فيه الخصومات؛ بسبب الغضب وقلة الحلم، كيف لا نحتاجها وهي محبوبة عند الله ورسوله، فها هو صلى الله عليه وسلم يخبر أشج بن عبدالقيس فيقول له:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة"رواه مسلم.
فما أجمل وأروع أن نتخلق بالحلم ونجعله شعاراً لنا وخاصة في بيوتاتنا! فكم من بيوت تهدمت، وأسر حكم عليها بالفرقة الأبدية؛ بسبب خلاف كنا نستطيع أن نحله بالحلم والأناة والهدوء المدعم بالحب والود!
كم من زوجة تسربلت بقيود الطلاق، والسبب العجلة سواء منها أو من الزوج الذي لم يكن للحلم مكاناً عنده!!
أين نحن من سيد البشرية محمد بن عبدالله الحليم الرؤوم؟!
روي النعمان بن بشير فيقول: جاء أبوبكر رضي الله عنه يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له، فدخل فقال: يا ابنة أم رومان وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله؟ قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، قال: فلما خرج أبوبكر جعل النبي يقول لها يسترضيها: "ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك" قال: ثم جاء أبوبكر مستأذنا عليه، فوجده يضاحكها قال: فأذن له، فدخل فقال له أبوبكر: يارسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.(رواه أبو داود، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني).
فالحياة الزوجية تحتاج منا إلى تروِ وحلم وصبر، فليست كلها جنة، فلابد من الخلاف وبعض المنغصات، ولو خلا بيت من المشكلات لخلا منها بيت النبوة، لكن لابد أن نتعلم ماذا نصنع حين تعصف بنا المشكلة،
هل نواجه الإعصار بإعصار؟! أم أننا نلجأ إلى تلك الخصلة التي يحبها الله تعالى فنحلم كي ترفرف السعادة على عشنا الزوجي،
ونخرج من المشكلة بكل هدوء، بل ويسترضي الأزواج زوجاتهم بعبارات كلها ود؛ كما فعل حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
إذاً ((فلنحلم كي نسعد)).