MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: الثورة البروليتارية السبت 4 ديسمبر - 10:31 | |
| هذه الثورة الثقافية البروليتارية العظمى، هي ثورة سياسية كبيرة، أعلنها و وجهها الرئيس ماو شخصيا، في ظروف ديكتاتورية البروليتاريا، إنها ثورة في مجال البنية الفوقية. إن هدفنا هو سحق التحريفيين، و استرداد الجزء الذي اغتصبته البورجوازية من السلطة، و ممارسة ديكتاتورية كاملة للبروليتاريا في ميدان البنية الفوقية، بما فيها كل ميادين الثقافة، و توطيد و تقوية القاعدة الإقتصادية الإشتراكية، وبذلك نضمن استمرار تقدم بلدنا في الطريق الإشتراكي بخطى عملاقة. منذ 1962، خلال الدورة الكاملة الثانية للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب ، أشار الرئيس ماو بأنه: ”للإطاحة بسلطة سياسية ما، يبدأ دائما بتهيئ الرأي العام و بالعمل الإيديولوجي، و هذا أمر صحيح بالنسبة لطبقة ثورية، كما هو صحيح بالنسبة لطبقة معادية للثورة“. لقد أصابت هذه الكلمات جماعة ليو شاو تشي التحريفية المعادية للثورة، في نقطة مؤلمة. فإذا كانت هاته الأخيرة تتمسك كثيرا بالإيديولوجية و بالبنية الفوقية، و إذا كانت تمارس بحمية ديكتاتورية مضادة للثورة على البروليتاريا، في كل المقاطعات التي كانت تحت سيطرتها، مع ترك المجال حرا للأعشاب الضارة، فقد كان ذلك بهدف واحد هو: تهيئ رأي عام للإطاحة بديكتاتورية البروليتاريا. ولهزم هذه الجماعة على المستوى السياسي، كان يجب علينا، من جهتنا، البدء بتكسير الرأي العام المضاد للثورة الذي خلقته هذه الجماعة بالإستناد إلى الرأي العام الثوري.
لقد أولى الرئيس ماو، دائما، اهتماما كبيرا للصراع الإيديولوجي. فمنذ التحرير، أطلق حملات كبيرة للنقد، خصوصا، ضد فيلم ”حياة ووسيون“، و ضد جماعة هو فينغ المضادة للثورة، و ضد الأبحاث حول ”حلم الجناح الأحمر“. و هذه المرة أيضا، فالرئيس ماو هو الذي قاد مجموع الحزب في الهجوم على المواقع البرجوازية، التي يدافع عنها ليو شاو تشي و جماعته. يفضح الرئيس ماو في بحثه الشهير ”من تأتي الأفكار الصحيحة؟“، و في وثائق أخرى- يفضح المثالية و الميتافيزيقية البرجوازيتين لليو شاو تشي، و ينتقد كل المصالح الثقافية و الفنية التي تسيطر عليها، متهما إياها بأنها ”لازالت محكومة حتى اليوم ب”شخصيات من الزمن الغابر“ “. وينتقد وزارة الثقافة التي ”إذا لم تتغير، فيجب أن تسمى وزارة الأباطرة و أصحاب المقامات العليا، و وزارة الفتيان و الأوانس، أيضا وزارة الشخصيات الغريبة من الزمن الغابر” . و فيما يخص وزارة الصحة العمومية، كان يجب أن تغير اسمها فتصبح ”وزارة صحة أسياد المدن“. و قد أجابت البروليتاريا على نداء ماو الداعي إلى المعركة، أولا بإعلان الثورة في أوبرا بكين، و الباليه و الموسيقى السمفونية. هذه الميادين التي يعتبرها الملاكون العقاريون و البرجوازيون مقدسة و منيعة. لقد كانت معركة قاسية ، وجها لوجه. و على الرغم من كل الجهود التي بذلها ليو شاو تشي و جماعته في مقاومتهم و أنشطتهم التخريبية، تمكنت البروليتاريا من تحقيق نجاحا مهمة بعد صراعات شرسة. فقد ظهرت إلى نماذج فنية ثورية مشرقة ، و تمكنت الصورة البطولية للعمال و الفلاحين و الجنود من فرض نفسها على الخشبة، وبعد ذلك أعلن الرئيس ماو الند ضد الأعشاب الضارة ك ”عزل هاي جوي“. لقد كان رأس الحربة يستهدف مباشرة مخبأ الجماعة التحريفية، هذه ”المملكة المستقلة “ التي يسيطرعليها ليو شاو تشي، و التي كانت تمثل لجنة الحزب القديمة في بلدية بكين.
حدد ”منشور“ 16 ماي 1966، الذي حرر تحت القيادة الشخصية للرئيس ماو، النظرية و الخط و التوجه و المبادئ الساسية المتعلقة بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، و شكل البرنامج العظيم لمجموع الحركة، و ينتقد ”المنشور“ كليا ”خطة تقرير فبراير“ الذي قدمه المقر العام البرجوازي لليو شاو تشي لقمع هذه الثورة الكبرى. و يدعو (لمنشور) الحزب و الشعب بكامله أن يوجه رأس الحربة إلى النضال ضد ممثلي البرجوازية المتسللين إلى حزبنا، و خصوصا، السهرعلى تعرية ”الأفراد من نوع خروتشوف“ الذين ”يوجدون حاليا في أوساطنا“. و كان هذا هو الأمر بالتحرك الذي أطلقه إلى كل الشعب لإعلان الثورة السياسية الكبرى. وقد طبقت مجموعة اللجنة المركزية للحزب المكلفة بالثورة الثقافية، التي أسست بفضل القرار الذي يضمه هذا ”المنشور“، بكل حزم الخط الثوري البروليتاري للرئيس ماو.
مسترشدة بالخط الثوري البروليتاري للرئيس ماو، ارتمت الجماهير الثورية العريضة في الصراع. فكتب ملصق*( ) في جامعة بكين ردا على دعوة اللجنة المركزية للحزب، و غطت ملصقات تنتقد الأفكار الرجعية البرجوازية كل البلد سريعا. و على إثر ذلك، تشكلت مجموعات من الحرس الأحمر بأعداد كبيرة، و تحول الشباب الثوريون إلى جيش جرار. و قد أصيبت بالهلع ، نفدت جماعة ليو شاو تشي خطا رجعيا برجوازيا، و قمعت الحركة الثورية للشباب و الطلاب بلا رحمة. غير أن ذلك لن يؤجل نهايتها، و قد دعا الرئيس ماو إلى الدورة الحادية عشر للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب و ترأسها. و تبنت هذه الأخيرة الوثيقة- البرنامج، التي هي ”قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتاريا الكبرى“ (قرار في 16 نقطة). و كتب الرئيس ماو ملصقه ”نار على المقر العام“، و فضح بذلك المقر العام البرجوازي لليو شاو تشي. و في رسالة للحرس الأحمر، أشار الرئيس ماو: بأن الأنشطة الثورية للحرس الأحمر ”هي تعبير عن الغضب و التوبيخ تجاه طبقة الملاكين العقاريين و البرجوازية و الإمبرياليين و التحريفيين و أذنابهم مستغلي و مضطهدي العمال و الفلاحين و المثقفين الثوريين و هي تقيم (الأنشطة الثورية) الدليل بأنه لدينا الحق في أن نثور على الرجعيين؛ إنني أعبر لكم عن دعمي الحار“. بعد ذلك، استقبل الرئيس او في ثمان مناسبات، في بب يان آن من في العاصمة، ما مجموعه 13 مليون فرد من الحرس الأحمر، و ثوريين آخرين أتوا من مختلف مناطق البلاد يشجعون الشعب لكامله على حماسه الثوري في المعركة. و قد تطورت الحركة الثرية للعمال و الفلاحين، إضافة إلى حركة الكوادر الثورية في المنظمات بسرعة، و انتشرت (1) بعنف معركة مئات الملايين من الناس الجاهزة للهجوم على المقر العام البرجوازي لليو شاو تشي.
لا توجد أي طبقة رجعية تنسحب من لقاء نفسها من على خشبة التاريخ، و بما أن الثورة تمس الجزأ من السلطة الذي اغتصبته البرجوازية، فإن الصراع الطبقي سيشتد أكثر. و بعد سقوط ليو شاو تشي، و بهدف مواصلة الهجوم على العدد الكبير لحماية حفنتها الصغيرة، كانت جماعته التحريفية و عملاؤه في مختلف مناطق البلاد يغيرون تكتيكاتهم باستمرار، و يطلقون شعارات ” يسارية “ في الظاهر، و لكن يمينية في الواقع، ك ”يجب الحذر من الكل“ و ”الإطاحة بالكل“ ، أكثر من ذلك كانوا يزرعون الشقاق بين الجماهير الثورية، و يناورون و يخدعون قسما منها لأجل استخدامه كدرع. و قد أعادت هذه المؤامرات التي أفشلها الثوريون البروليتاريون الكرة، و كانت هي التيار المضاد الذي ظهر بين شتاء 1966 و ربيع 1967
كان هذا التيار المضاد يستهدف المقر العام للبروليتاريا الذي كان الرئيس ماو قائده الأعلى. و قد كان برنامجه العام يتلخص في: القضاء على القرارات التي تبنتها الدورة الكاملة الحادية عشر للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب، و إعادة الإعتبار للخط الرجعي البرجوازي الذي أفقده نقد الجماهير الواسعة سمعته، و إخضاع حركة الجماهير الثورية للقمع و الإنتقام. لكن ماو انتقد هذا التيار المضاد بشدة ، و تصدت له الجماهير الثورية الواسعة، و لن يمكنه إيقاف اندفاع التيار الرئيسي الذي تمثله الحركة الثورية للجماهير.
عرفت الحركة الثورية تقلبات، و مدا و جزرا، و هو ما سمح للجماهير العريضة بأن تفهم فهما أفضل الأهمية التي تكتسبها السلطة: فإذا كان ليو شاو تشي و جماعته قد ارتكبوا أعمالا سيئة، فلأنهم، أساسا، اغتصبوا سلطات البروليتاريا في عدد من الوحدات و المناطق. و إذا كانت الجماهير الثورة قد تعرضت للقمع، فلأنه، أساسا، في هذه الأماكن، لم تكن السلطات في يد البروليتاريا، و في بعض الوحدات ، لم تكن الملكية الإشتراكية إلا شكلية، في حين أنه في الواقع، كانت القادة قد اغتصبت من طرف طغمة المرتدين و العملاء السريين و المسؤولين المندمجين في الطريق الرأسمالي، أو أنها كانت لاتزال في يد أرباب العمل الرأسماليين، و على الخصوص، عندما أثار المسؤولون المندمجون في الطريق الرأسمالي ريع الإقتصادية الموبوءة، بعدما فشلت مؤامراتهم الهادفة إلى إعاقة الثورة تحت ذريعة ”السهر على الإنتاج“- عند ذلك، استطاعت الجماهير أن تفهم أكثر من أي وقت مضى أنه لا يمكن هزم المسؤولين المندمجين في الطريق الرأسمالي هزيمة نهائية، إلا باستعادتها للسلطات التي سلبت منها. و تحت قيادة، و بدعم من الرئيس ماو، و المقر العام للبروليتاريا الذي يمثل الرئيس ماو قائده الأعلى، انتصبت الطبقة العاملة في شنغهاي ،الغنية بالتقاليد الثورية، و توحت مع الجاهير الغفيرة و الكوادر الثورية في القاعدة، و انتزعت السلطة عام 1967 من أيدي المسؤولين المندمجين في الطريق الرأسمالي الموجودين داخل لجان الحزب القديمة و اللجنة الشعبية للبلدية.
و لقد لخص الرئيس ماو فورا التجربة المكتسبة في عاصفة ثورة يناير في شنغهاي، و بعث إلى كل البلد بهذا النداء :”أيها الثوار البروليتاريون اتحدوا من أجل انتزاع السلطة من أيدي حفنة مسؤولي الحزب المندمجين في الطريق الرأسمالي !“. بعدها، أعطى الرئيس ماو توجيها جديدا: ”يجب على جيش التحرير الشعبي أن يدعم جماهير اليسار الغفيرة“، و قام بتقييم تجربة إقليم هيلونغ كيانغ و عدد من الأقاليم و المقاطعات الأخرى، و هو ما مكنه من تحديد المبادئ والإجراءات السياسية، بهدف تأسيس اللجان الثورية ذات التحالف الثلاثي الثوري، المشكل من ممثلين للكوادر الثورية، و لجيش التحرير الشعبي، و للجماهير الثورية. فأعطى بذلك دفعة للنضال من أجل السلطة في كل البلد. إن الصراع بين البروليتاريا و البرجوازية لأخذ و استرجاع السلطة، هو صراع حتى الموت. لقد مرت سنة و تسعة أشهر بين عاصفة يناير 1967 الثورية في شنغهاي، و بين تأسيس اللجان الثورية للتيبت و سينكيانغ في شتنبر 1968، شهدت توالي سلسلة من اختبار القوى على المستوى السياسي بين الطبقتين و الخطين، و بين الأفكار البروليتارية و الأفكار غير البروليتارية ، و هكذا ظهر وضع في غاية التعقيد، فكما أشار الرئيس ماو : ”في الماضي قاتلنا في الشمال كما في الجنوب، و كانت هذه الحرب سهلة لأن العدو كان واضحا، أما الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الجارية، فهي أكثر صعوبة“. ”و القضية هي أن الحالات الناتجة عن الأخطاء النظرية أو عن التناقضات بيننا و بين العدو تكون ملتبسة، و إننا خلال بعض الوقت، لا نتمكن من رؤيتها بوضوح“. لكن، بفضل القيادة البصيرة للرئيس ماو، تمكنا من تجاوز الصعوبات؛ في صيف 1967 ، خلال جولته التفقدية في جنوب و شمال يانغشي، أعطى الرئيس ماو توجيهات في غاية الأهمية، قادت الجماهير الثورية الغفيرة إلى التمييز تدريجيا بين العدو و بيننا و التناقضات داخل الشعب، وهو ما سمح بتمتين التحالف الكبير و الإتحاد الثلاثي الثوري. لقد أرشدت هذه التوجيهات أولئك الذين كانوا يتغذون على الأفكار البرجوازية الصغيرة إلى طريق الثورة البروليتارية. و هكذا، فلم يفعل هذا الصراع إلا أن زرع الفوضى عند العدو، بينما خرجت منه الجماهير العريضة سالمة معافاة.
إن المرتدين، و العملاء السريين، والملاكين العقاريين، و الفلاحين الأغنياء المعادين للثورة و العناصر السيئة و اليمينيين الذين يرفضون أن يصلحوا أنفسهم، و أعداء الثورة النشيطين، و الوصوليين و الأفراد البرجوازيين ذوي الوجوه المتعددة - إن هذه الحفنة من الناس التي تتخفى بين الجماهير، لا تظهر نفسها متى لم يظهر الجو الملائم. فخلال صيف 1967، و ربيع 1968، أطلقوا من جديد تيارا رجعيا مشؤوما لإعادة الإعتبار، وهو تيار يميني و أقصى ”يساري“. لقد كانوا يستهدفون المقر العام للبروليتاريا الذي كان الرئيس ماو قائده الأعلى، و كانوا يستهدفون كذلك جيش التحرير الشعبي، و اللجان الثورية المؤسسة حديثا، ثم إنهم كانوا يعارضون قسما من الجماهير بآخر، و يحيكون المؤامرات المعادية للثورة في محاولة للإستيلاء ، مرة أخرى، على سلطة البروليتاريا. غير أن هذه الحفنة من الناس قد فضحوا أخيرا، كما حدث مع إمامهم، ليو شاو تشي. إنه انتصار هام للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. | |
|