MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: سوسيولوجيا الكتابة على الجدران السبت 4 ديسمبر - 10:17 | |
| التحليل النفسي والكتابة :
نجد في هذا الميدان "ميلاني كلاين"m. klein ، قد افتتحت طريقا قائما على أساس تأويل رسوم الأطفال و الألعاب ،و من خلال هذه التأويلات تقوم ميلاني بقراءة شخصية الطفل ، إذ لاحظت بأن رسوم كل طفل غالبا ما تعبر عن ما هو جنسي أي ما هو مكبوت. وقد واصل المحلل النفسي الانجليزي "وينكوت"d.w.winncott السير في هذا الطريق استخدام تقنية " الخربشة " التي لا يتم فيها في البداية سوى تأويل البدايات و النهايات و تعرجات الخطوط . سيقوم فرويد في كتابه الكبير والضخم " علم الأحلام" الذي أرخ له سنة 1900 ، وفيه يقوم بتحليل بعض النصوص ، متخذا من الأحلام أشكالا من اللغة يتعين تفكيك عناصرها من أجل إنشاء المعنى القائم وراء مظهر لا معنى له . فالكتابة نوع من التسامي من منظور التحليل النفسي ، وهذا ما نجده في بعض الكتابات الروائية التي تتضمن السيرة الذاتية ، وخاصة إذا كانت هذه الأخيرة تحمل طابوهات مثل رواية " الخبز الحافي " لمحمد شكري و رواية " جراح الروح" لمليكة مستظرف" .ثم الكتابات التي تعبر عن الخواطر في مذكراتنا الشخصية ، فالكتابة هنا هي افتضاض لبكارة الورقة من طرف القلم ، وهي نوع من التنفيس ، ويمكن اعتبار الكتابة في المراحيض نوع من السادية الموجهة للذات .و المازوشية نوع من العنف الموجه للآخر ، يعني أن الكتابة في هذا الفضاء ( فضاء المراحيض) نوع من الهروب من سلطة و رقابة الجماعة التي تكبح ما هو نفسي ، معناه أن سلطة الجماعة تقف حاجزا أمام التعبير عن الجسد و الجنس داخل المجتمع ، ويتم تعويض ذلك بالكتابة في المراحيض التي يعتبر جدارها صفحة بيضاء تتسع لكل الأجساد و السلوكات الجنسية من أجل نحتها و الإطلاع عليها من أجل معرفتها بعد أن كانت متجاهلة .
ثالثا :سوسيولوجيا الجسد و السلوك الجنسي ، نموذج فاطمة المرنيسي وعبد الصمد الديالمي:
ليس من السهل الحفر معرفيا حول موضوع الجسد والسلوك الجنسي و الإلمام بمختلف المقاربات التي تبنته باعتباره فضاءا للتستر و الكبح والقمع و "حشومة "، و"عيب"، و"عار"، و"حرام"، و "فعايل الزنقة"، أو "ما مربيش "، أو"سلكوطة"أو "سلكوط" أو "ستر راسك أو ستري راسك"... كلها مفاهيم خصبة لسوسيولوجيا تحتاج إلى " قابلة" من أجل مرور هذا المخاض بدون إجتراح ، قد يكون المولود مشوها لكن هناك أطباء تجميل ينتظرونه.وهم نحن السوسيولوجيين.داخل مراحيض الجامعة( بيوت الراحة)، هناك حضور لعبارة "أولاد القحاب" و"الزوامل"و"القواويد" و "بنات القحاب" و"بغيت لي يحويني"و" المغاربة زوامل".ليست هذه الكتابات إستتنائية بل متكررة ، وكلما تتكرر الشيئ أصبح ظاهرة إجتماعية . هل نكون مخطئين باقتحامنا "لبيوت راحتكم"؟ هل نكون مجازفين مخاطرين ، في خدش حسكم المشترك ؟ لا نستطيع الإعتذار على اجتراحنا لفضائكم .لكن ما عسانا نفعل وحسنا السوسيولوجي و القلق العلمي يسكننا و الهوس الإبستيمولوجي في بداياته .أبى إلا أن يجعل منا مشاغبين و متجسسين و متربصين، بهذا المجتمع، بانفعالاته .بآنفلاتاته .وبتحولاته.هذا ما يصير إليه وما يجب أن يكون عليه طالب السوسيولوجيا إذا لم يصر هكذا (فمن سيفكك ، ويبيني ، ويفسر ويحلل و يساعد على فهم المجتمع وفهم ذواتنا؟؟؟؟
1- نموذج فاطمة المرنيسي:
لقد أبانت" فاطمة المرنيسي " منذ كتاباتها الأولى، عن شغب سوسيولوجي مهووس باقتحام كل ما هو طابو،"حشومة "، "عيب".إن مقاربة" فاطمة المرنيسي" لديناميكية العلاقة بين الجنسين ، التي حاولت أن تكون شاملة للمجتمع في كليته، كان التركيز فيها على رصد السلوك الجنسي داخل مجتمع إسلامي عربي عموما و مغربي خصوصا ، إن الدين كمكون للثقافة العربية ، والمغرب كبلد إسلامي، كان يفرض منهجيا على الباحثة التطرق لموضوع الجنس من وجهة نظر إسلامية ، سواء ما صرح به النص، آو ما صرحت به السنة، باعتبار الإسلام يشمل جوانب كثيرة ، إنه دين مجموعة من الطقوس و تاريخ و ذاكرة . إن ما تركز عليه" المرنيسي" داخل بنية المجتمع العربي الإسلامي عامة، و المغربي خاصة ، هو العلاقة ين الجنسين وكيف يتم التحكم فيها، من خلال آليات القمع و الزجر و التحريم ،ومن خلال تحديد المباح و المحرم ، المقبول و المرفوض، من خلال التفاعل بين المرأة و الرجل . تنطلق "المرنيسي" في كتابها "الجنس كهندسة اجتماعية "، من مقارنة بين التمزق الذي يعيشه الفرد العربي، من خلال التصور القائم على التناقض الداخلي، لذات: الخير و الشر، الجسد والروح، الغريزة و العقل ،( فنظرية الإسلام حول الغرائز أكثر تطورا و تقترب إلى حد بعيد من" المفهوم الفرو يدي للبيدو": فالغرائز الخام تشكل طاقة ، و هذه الطاقة خالصة ، بما أن فكرة الخير و الشر لا تترتب عنها مطلقا، ولا تطرح قضية الخير و الشر، إلا إذا اخذ المصير الإجتماعي للأفراد بعين الاعتبار . فالفرد لا يحيا إلا داخل نظام اجتماعي ، وكل نظام اجتماعي يفترض مجموعة من القوانين التي تحدد إذا ما كان استعمال الغرائز قد أخذ وجهته الحسنة ، أم القبيحة ، وبالتالي فان طريقة استعمال الغرائز، هي التي تفيد النظام الاجتماعي ، أو تضربه ، وليس الغرائز في حد ذاتها . فغريزة الفرد التي تعبر عن نفسها في شكل سلوك جنسي ( الرغبة في الممارسة، ربط علاقات مع الجنس الآخر ...)، تعتبر طبيعة بيولوجية في الفرد، فهو غير مجبر على التخلص من غرائزه أو التحكم فيها مبدئيا ، بل إن المطلوب هو ممارستها تبعا لما تفرضه الشريعة فحسب . إن الجسد في هذه القراءة ، يصبح شجرة الولي التي تعلق عليها التمائم ، و المثقل بالقمع و القوانين ، الثقافة بمعناها الشعبي ، إن الجسد ككيان لا يعبر عن نفسه رمزيا إلا في النطاق المسموح به ، و المعمول به. إن قواعد اللعب داخل النسق الرمزي ، تسمح للجسد الذكوري بالانتشاء و التعبير عن ذاته في شكل ممارسة وسلوك ، بينما يكره الجسد الأنثوي على الإنزواء و التعبير عن نفسه في الماخورات و الحانات ، إن هذا التعبير للجسد الأنثوي مرفوض و مشجوب "بنت الزنقة"،" كاتبيع فراسها"، "ما عندهاش قيمة"، وتسمح للجسد الذكوري و تستهويه، " راجل "، "فحل "، راجل و نص"... حينما يصبح الجسد الأنثوي سجنا، يعبر عن نفسه في شكل سلوك جنسي غير مقبول ومرفوض داخل النسق القيمي . لكن الجسد الذكوري يحتفل بسيادته مع هامش من الحرية ،إن داخل هذا الانتشاء الذكوري ، خوف من عودة السلطة إلى الجسد الأنثوي ، انه خوف من المجتمع الٲميسي الذي تحكم فيه المرأة و تسود ، تنتج و تستهلك ، تختار و ترفض . لكن إلى أي حد يسمح لهذا الجسد الذكوري بالتعبير عن سلوكه الجنسي ؟ إن هامش الحرية التي يتمتع بها الجسد الذكوري ، المتمثلة في تعبيره عن نفسه في شكل سلوك جنسي ، يبقى صوريا ، بحيث يضل كل سلوك مرتبطا بالتخفي و انتهاز الفرص ،انه يجد مبرره سلبيا، مستبطنا قرونا من القمع ،" السترة الى تبليتي". لكن في لحظة استرجاع الجسد لبطولاته في انتهازه للفرص و أحقيته في التعبير عن سلوكه الجنسي ، يحضر النسق القيمي شاجبا "ولد الحرام" ، كاتضرب غير من تحت الدف"، ففي هذه العبارات نجد " الهابيتوس" بالتعبير البيوردوي، رغم رضاه عن سلوك الذكر الجنسي ،يبقى متحصرا في غياب يقظته في إيجاد وسائل ضبط لمثل هذه الإنفعالات ، إنه يشجع لكن بدافع من "الشمتة "على إغفاله ، وعدم قدرته على إيجاد وسائل قمع لمثل هذه الانفلاتات.
2- نموذج عبد الصمد الديالمي :
هذا السوسيولوجي الذي لا يعرف المهادنة ، هذا السوسيولوجي المشاغب، خطاه وتيدة لكنها تربك العقل الجمعي و الحس المشترك ، بلغة الفلسفة و تخلخل ثوابته ، مهتم كثيرا بقضايا الجنس والسلوك الجنسي بالمغرب ، في ديناميكيته كمشروع علمي وسياسي في الآن نفسه. ففي نظره أن العلاقة بين الجنسين ، علاقة لا متكافئة ، لا يهمنا هذا اللاتكافؤ و الذي يجعل من الرجال مسيطرين ومن النساء فئة مسيطر عليها . فالعلاقة بين الرجل والمرأة ، بين الصغير و الكبير ، بين المتزوج و العازب ، بين النشيط جنسيا الغير المأجور له،وبين العامل (ة) الجنسي(ة) علاقة تراتب و تفاضل ، تحافظ بشكل علمي على سلطة الرجال و على سيطرة المتزوجين ، أكثر من ذلك .يتحول هذا النظام الإجتماعي إلى نظام أخلاقي ، إلى أخلاق تبدو و كأنها غير محددة بظروف تاريخية معينة ، بهذا المعنى ، يمكن القول إن العلاقات الجنسية البطريركية السائدة تشكل في نهاية التحليل علاقات سياسية ، لكنها علاقات تدعي مشروعية بيولوجية . وانطلاقا من تلك المشروعية تقاوم كل فعل يسعى إلى تحديثها ، أي تحويلها إلى علاقات غير سلطوية . إن العلاقات الجنسية الذكورية –الٲبيسية ، علاقات إجتماعية لا تقوم على احترام حقوق الإنسان في حياة جنسية لا تخضع لأي ضرب من الإكراه .إن ما يسود حسب وجهة نظر" عبد الصمد الديالمي " حول السلوك الجنسي والممارسة الجنسية كتعبير عن حاجات الجسد هو القمع لهذا الجسد والسلوك الجنسي، إن ما يبرز هذا القمع هو وجود نظام اجتماعي مستبطن في ضمير الأفراد كنظام أخلاقي تستر عنه الأقلية .فالإنسان في صيرورة تاريخية منذ " البداية وجد نفسه أمام ضرورة فهم الطبيعة وتنظيمها فانسنها حين اعتبرها جسدا ،و ذلك قصد استيعابها ، إن حالة الإنسان البدائي الأولى و " المركزية هي ذاته ، و بالأدق جسده .ومن تم أسقط نظام جسده على الطبيعة ، فأصبحت كل أشياء العالم رموزا للجسد وأعضائه." فالجسد و السلوك الجنسي حاضر حتى في المجال وفي التخطيط المعماري له ، فقدسية بعض الأماكن حسب الديالمي راجعة إلى تشابهها الشكلي أو الوظيفي مع بعض أعضاء جسد الإنسان المحرمة ، وهو إسقاط يتم بشكل لاشعوري . إن الجسد حسب الديالمي حاضر في المجال ، لكنه لا يزال يحتاج إلى كثير من التحرر، التحرر من الأصولية ، التحرر من تقل الهابيتوس الذي يحمله الفرد ، تحرر من المنع و التحريم ، من المباح و الممنوع ، من المسافة التي يقيمها المجتمع بينه وبين جسده و سلوكه الجنسي.
النتيجة التي يريد الطالب أن يصل إليها هي تفريغ و تصريف المكبوتات النفسية ، من اجل الإحساس بالراحة النفسية و التوازن النفسي .تقول الطالبة" x" بعد أن اعترفت بكتابتها على الجدران ، فطرحنا عليها السؤال :ما هي النتيجة التي حققتها أثناء كتابتك في المراحيض ؟ فأجابت:"لو لم اكتب داخل المراحيض، لكنت قد مارست ما عبرت عليه في الواقع ، وستضيع سمعتي." إن الكتابة داخل المراحيض ، بحث عن الراحة النفسية ، وتصريف لما يقدمه المجتمع داخل هذا الفضاء .إن الكتابة داخل المراحيض تحقق التوازن الإجتماعي ، بحيث إن الكتابة داخل هذا الفضاء تعبير عن التخريب للفضاء العمومي .هذا العنف الذي يصرف داخل هذا الفضاء حيث يحقق للفرد توازن اجتماعي ،يجعله يتصرف بلياقة أكثر داخل المجتمع،لأن تقنين أماكن الكلام عن الجسد والجنس و حدود هذا الكلام المسموح به والممنوع هو ما أدى إلى كل هذه الكتابة داخل هذا الفضاء ،لقد تم تعريف أين، ومتى، وما ليس من الممكن الكلام عنه، في أي وضع وبين أي متخاطبين و داخل أية علاقات إجتماعية ، وهكذا أقيمت مناطق ، إن لم يكن للصمت المطلق ،فعلى الأقل للحساسية و الرصانة بين الآباء و الأطفال مثلا أو بين المربين والتلاميذ حسب فوكو. شكرايجب ألا يفهم من كلامي هدا أنني أدعو إلى ما يسمى تبرجا وإدعانا في المتعة دون مراعاة المعاببر الإجتماعية أبدا ولن أدعوا إلا هدا لأن إيماني بالواجب الأخلاقى رصين هدفى بسيط للغاية وهو توجيه مناهجنا التعليمية نحو التفكير في القضية الجنسانية داخل الفضاء الإجتماعي فمن خلال نهج تربية جنسية قد نقلل من الكثير من جرائم الإغتصاب التي لايمكن أن نرجعها إلى الإستغلال والعنف والتحرش دائما وفي الرأي بعض القصور بل يجب أن نرجعه إلى الرغبة في الإكتشاف للجسد ولكن من الطريف الغير الصحيح فلو كان لأبنائنا علم بكل تفاصيل الحياة الجنسية ما سمحت فتاة لشاب بأستدراجها وما شاب في تضليل فتاة بل سنصبح فعلا ودون أن نعي دلك محققين لمقاربة النوع في أعلى أهدافها وفي دلك خدمة للتنمية
| |
|