الحمد
لله والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أما بعد
فقد
بدأت بموضوع محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قدوتنا /1 وهذه تكملة الموضوع والذي سوف
يكون على شكل مقالات متتابعة
5 –
حياؤه ( صلى الله عليه وسلم )
عن
أبي سعد الخدري ( رضي الله عنه ) قال : ( كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أشد حياء من العذراء في خدرها وكان
إذا كره شيئاً عرفناه من وجهة )
6 –
شجاعته ( صلى الله عليه وسلم )
فزع
أهل المدينة ذات يوم عندما سمعوا صوتا غريبا ، فخرج ( صلى الله عليه وسلم ) شاهراً
سيفه متوجهاً ناحية الصوت ، فخرج الناس وهو راجع فقال لهم : ( لم تراعوا ، لم
تراعوا ما وجدت من شيء ) وفي شجاعته يقول البطل المقدام علي بن ابي طالب ( رضي
الله عنه ) : ( كنا إذا احمرت الحدق ، وحمي الوطيس ، نلوذ برسول الله ( صلى الله
عليه وسلم ) فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه )
7- زهده
في الدنيا ( صلى الله عليه وسلم )
دخل
عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يوماً على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فرآه
على حصير قد أثر في جنبه ، ونظر في البيت فلم يجد إلا كيساً من الجلد معلقاً ،
وقليلا من الشعير ، فبكى عمر ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ما يبكيك
يا أبن الخطاب ؟) فقال عمر ( رضي الله عنه ) : ( يا نبي الله ! وما لي لا أبكي ،
وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزائنك لا أرى فيها إلا ما أرى ، وذاك تحيارى
وقيصر في الثمار والأنهار ،وأنت نبي الله وصفوته ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه
وسلم ) : ( أفي شك أنت يا أبن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة
الدنيا )
8 –
عدله وشدته في الحق ( صلى الله عليه وسلم )
سرقت
امرأة من بني مخزوم وهم قوم ذو نسب عال ، فرفع أمرها إلى النبي ( صلى الله عليه
وسلم ) فاعترفت بالسرقة ، فخشي قومها أن
ينفذ الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فيها عقوبة السارق فيفتضحوا ، فجاءوا إلى
أسامة بن زيد – وكان معروفا بحب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) له ولأبيه – وكلموه
في أن يشفع للمرأة أن لا ينفذ فيها العقوبة ، فكلم رسول الله في ذلك فغضب عليه
السلام وقال له : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ) ثم جمع الناس وخطب فيهم فقال : (
يا أيها الناس – إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه
وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لوان فاطمة بنت محمد سرقت
لقطعت يدها )