تعيش البحرين هذه الأيام حالت من الغليان الشعبي الذي زاد وتفاقم
بعد الإعلان عن الحكم بالإعدام على أربعة معتصمين و الحكم بالسجن
المؤيد لثلاثة آخرين في قضية قتل شرطين اثناء تفريق اعتصام دوار
اللؤلؤة في البحرين.
تعيش اليوم البحرين حالة امنية بقبضة امنية شديدة، لا تتردد فيها
قوات الشغب في دخول القرى في منتصف الليل وهتك حرمة بيوت المواطنين
الآمنين والقبض والتنكيل بمن شاركوا في الاعتصامات الشعبية التي اجتاحت
البلاد قبل شهرين.
والمعروف ان هذه القبضة الأمنية بقيادة مباشرة لرئيس الوزراء خليفة
بن سلمان وهو عم ملك البحرين ويتولى رئاسة الوزراء منذ الأربعين سنة،
وتميز ابان رئاسيته للوزراء بالكثير من الحقبات الأمنية التي مرت على
البحرين وكانت القوات الأمنية ترد عليها بالقوة المفرطة، كان اخرها
اعتصام دوار اللؤلؤة الذي راح ضحيته 30 شخص وهو عدد كبير مقارنة بعدد
سكان البحرين الذي لا يتجاوز 800 ألف مواطن.
ففي هذا الجانب المتشدد والذي يقوده رئيس الوزراء يبرز في الجانب
الأخر ولي العهد بأفكار ديمقراطية وعصرية تدعوا الى الحوار مع الشعب
وتلبية طموحاته.
ولي العهد ذو الـ 41 سنة والذي تلقى تعليمه في جامعتي كامبردج
وواشنطن، ويرى فيه العالم الغربي نموذج للحلول الديمقراطية في منطقة
الشرق الأوسط بعد دعوة الحوار التي وجهها الى المعارضة البحرينية والتي
كانت قاب قوسين او ادنى من تحقق أهدافها ولكن جاء دخول قوات درع
الجزيرة الى البحرين مفاجئاً للجميع، وبدأت عمليات القمع والقتل الوحشي
في البحرين..
يبدوا ان ولي العهد البحريني امام تحدي ليس آنياً في عهد والده
الملك حمد بن سلمان ولكن ستمتد لتنعكس على الفترة التي من المتوقع ان
يتولى فيها مقاليد الحكم، حيث ان المحللين السياسيين توقعوا استمرار
الأوضاع الحالية حيث ان عدم وجود حل سياسي سيوجد حالة من التعبئة
الشعبية التي سنتفجر على اقل تقدير بعد 5 سنوات بصراع مسلح سيجر
الويلات على البحرين ودول المنطقة.
بين هذا وذاك، يبدو ان الملك البحريني يحتاج الى مبادرة اصلاح
حقيقية يكسب فيها ثقة الشعب البحريني وحبه بمختلف اطيافه، ويلبي فيه
طموحه بتحقيق المزيد من الحريات والتوزيع العادل للثروات بالإضافة الى
التداول السلمي للسلطة، لأن البحرين اليوم تتواجد ضمن منطقة قد تندلع
فيها حربٌ ضروس في اي ساعة وبدون سابق انذار بسبب التوترات التي تعصف
بالمنطقة وسيحتاج في هذه الحروب ان يجد دعم شعبه لا ان يقف الشعب ضده
في حالة اندلاع اي حرب جديدة تكون البحرين فيها طرفاً بشكل مباشر او
غير مباشر.