كيف تقدِّر ذاتك؟
هل تحب ما تقع عليه عينك عندما تنظر في المرآة؟ وهل تحب صوتكعندما تتكلم؟ هل تشعر بأن لديك نفس ما عند الآخرين إذا ما قمت بالمقارنة بينكوبينهم؟ هل يمكنك تقبل الآخرين كما هم؟ هل بإمكانك التعامل مع مهام حياتك اليوميةبغير الشعور بفقدان الأمل أو السأم؟ هل عندك فترة للاسترخاء أثناء مهام عملكاليومية؟
إذا كانت الإجابات على الأسئلة السابقة "نعم" فإن لديك شعورًا مرتفعًابتقدير الذات.
لسنا سواء في التمتع بمستوى مرتفع من تقدير الذات وسواء كان تقدير الذات مرتفعًا أو منخفضًا فإنه لا يبقى على نفس الوتيرة طوال حياتنا؛ فالحياةكلها ما بين النجاح والفشل، فقد ينحسر تقدير الذات نتيجة لتغير الظروف المحيطة، ومن الممكن أن يتحسن تقدير الذات يومًا عن يوم.
فإذا كنا نعاني من انخفاض مستوى تقدير الذات فبإمكاننا بذل الجهد لتحسين هذا الوضع، كما يمكننا النهوض به والحفاظ عليه عند المستوى الذي نرغب فيه، فكل ما نحتاج إليه هو المزيد من المعرفةباتجاهاتنا وسلوكياتنا، وبذل الجهد المستمر لتحقيق شيء من التقدم في هذه المجالات التي قد تعزز تقدير الذات عندنا، والمقصود هو أن يكون لدينا الاستعداد لإحداث التغيير في أنفسنا.
ما نحن إلا مجموع انضباط العوامل البدنيةوالعقلية والانفعالية والروحية فيقصد بتقدير الذات الكيفية التي ندرك بها أنفسناوهو الثقة في قدراتنا البدنية والعقلية والانفعالية والروحية. كما أن تقدير الذات يشمل الصورة الذاتية عن النفس (أي الصورة التي نرى عليها أنفسنا) وقيمة الذات أي (القيمة التي نكنها لذاتنا).
ويقاس تقدير الذات عن طريق الميزان الذي يحمل اعلى مستويات تقدير الذات على إحدى كفتيه ويحمل أدنى هذه المستويات على الكفةالمقابلة، وتقع درجات تقدير الذات المختلفة بين هاتين الكفتين.
والتمتع بمستوى مرتفع من تقدير الذات يعني ارتياحنا للمحيطين بنا واحترامنا للصورة التي نبدو عليها أو الطريقة التي نتحدث بها أو الطريقة التي نسلكها ومدى احترام الآخرين لنا فنتمتع بالثقة بالنفس والثبات ويكون لدينا الشعور الأكيد تجاه رغباتناواحتياجاتنا، فتفاعلنا مع الآخرين مبني على الأمانة والوضوح.
والتمتع بمستوى مرتفع من تقدير الذات يدفعنا لإنجاز الأهداف الشخصية والعائلية والمجتمعيةبشكل أكبر فيغمرنا الحماس للاستمرار في الحياة التي نعيشها، كما نشعر بالسعادة في كل يوم يمر بنا ,
بل ونشعرها للآخرين كذلك. فإذا تمتعنا بالرضا عن النفس فإننا نستجمع مخزونًا من القوى الداخلية التي تمكننا من التكيف مع الأزمات الحياتية المتغيرةفيعكس لنا تقدير الذات صورتنا الداخلية.
وعلى الجانب الآخر فإن الشخص الذييعاني من انخفاض في مستوى تقدير الذات مصاب بعدم الثقة في النفس (لا يدري ما إذاكان يستطيع القيام بهذا العمل أو ذاك) وكراهية الذات (يكره أن يكون أحمق هكذا) وانتقاص الذات (يظن أن ليس لديه أي قدرات عقلية) وغالبًا ما يجد صعوبة في التعاملمع الآخرين نظرًا لأنه يميل إلى عدم الثقة في الآخرين وانتقاضهم