بسم الله الرحمن الرحيم
من أروع ما غني في الملاعب الجزائرية
أبدأ
هذا الموضوع بأغنية صنعت الحدث في كل الملاعب الجزائرية. ورغم كونها صدرت
منذ حوالي سنتين من الآن، إلا أنها لازالت تصنع الحدث ولا تمر مباراة إلا
ويغنيها مناصرو كل فريق. إنها أغنية "رايح PERPET "
ومعنى العنوان: "محكوم عليه بالمؤبد". وقد تعدت شهرتها الحدود الجزائرية
وغناها مشجعون من دول مجاورة مثل مشجعي الترجي التونسي. وقد صدرت هذه
الأغنية في الألبوم الأول لمجموعة Gruppo Torino التابعة
لالترا فيردي ليوني، وقد ألفها مناصر للمولودية أثناء وجوده في السجن ظلما
بسبب وشاية كاذبة. فقصة الأغنية حقيقية مشتقة من الواقع، وجاءت على لسان
السجين وكأنه يروي معاناته.
وهذه هي الأغنية
المقطع الأول:
رايح باربات، رايح باربات *** رايح باربات، يادرا اليوما وين نبات
فالسيلونات، فالسيلونات ***فالسيلونات، كترو عليا القضيات
*باربات: (perpet) مشتقة من perpetuel ومعناها "سجن مؤبد".
* السيلونات: جمع سيلون وهي مشتقة من الفرنسية "cellule" ومعناها "الزنزانة الانفرادية".
في
هذا المقطع يكلم السجين نفسه وكأنه غير مصدق لما حصل له. ويسأل نفسه عن
المكان الذي سيقضي فيه ليلته، ويجيب نفسه بأن مكانه سيكون الزنزانة وأن
القضايا تراكمت عليه ولن ينجو.
المقطع الثاني:
حبسي نعديه، حبسي نعديه *** حبسي نعديه واللي باصاني ماني ناسيه
نخرج ونجيه، نخرج ونجيه *** نخرج ونجيه غير الخدمي اللي ياكل فيه
* باصاني: كان سببا في دخولي السجن
* الخدمي: بلهجة الغرب الجزائري هو السكين أو الخنجر
في
هذا المقطع يتمنى السجين أن يطلق سراحه، وأنها محنة ستزول. لكنه لن ينسى
أبدا من وشى به كذبا. وعند خروجه من السجن سيبحث عنه، وسيجده حتما وعندها،
لغة السكين هي الوحيدة التي سيتكلم بها معه.
المقطع الثاني:
ياما يزيك، ياما يزيك***ياما يزيك من القفة طابوا يديك
وعلاش عليك، وعلاش عليك***ربي يهديك من دموعك نشفو عينيك
* يزيك: بلهجة الشرق الجزائري معناها كفاكي أو بالراحة على نفسك.
هنا
يكلم السجين أمه التي تأتي لزيارته في السجن. ويطلب منها أن ترفق بنفسها
وهي التي تجلب له قفة تحتوي الأكل الذي تطبخه بأيديها حتى لا يحس بالبعد عن
البيت. هذه القفة سببت لها تقرحات في أيديها لكثرة حملها كل أسبوع عند
الزيارة. كما يطلب منها أن ترحم نفسها وأن تعتني بنفسها لأنه لاحظ أن
عينيها تورمت من كثرة البكاء.
المقطع الثالث:
ياما السيلون، ياما السيلون ***ياما السيلون شحال بارد وشحال مسموم
في ذاك الليل، في ذاك الليل ***في ذاك الليل ماجاني نعاس ماجاني نوم
هنا
يشتكي لأمه الحال التي يعيشها في السجن. ويشتكي حال الزنزانة والبرد
القارس الذي يعانيه. كما أن النوم يجافيه بالليل بسبب هذا البرد.
المقطع الرابع:
خارج من الدار، خارج من الدار ***خارج من الدار ني برية ني رد أخبار
من فراق الاحباب، من فراق الاحباب *** من فراق الاحباب راه خلى قلبي سهار
* برية : رسالة
الشنوي المسجون بعيد عن داره، لا رسائل ولا أخبار عن من يعرف. وفراق أحبابه زاد من معاناته وتركه يسهر الليالي من ألم الفراق.
المقطع الخامس:
بايت مسجون ، بايت مسجون *** بايت مسجون ني برية ني تيليفون
قاعد مغبون ، قاعد مغبون *** قاعد مغبون المصاحبة دمعة العيون
يقضي
الليالي الطويلة مسجونا منعزلا عن العالم الخارجي بلا رسائل ولا تلفونات ،
جالسا في زاوية من زوايا الزنزانة الانفرادية ولا صحبة معه ولا رفقة
تواسيه إلا دموع عينيه.
المقطع السادس:
جانا بابور ، جانا بابور *** Gــارا في البور ونروحو لبارشلون
نجمة وهلال ، نجمة وهلال *** علامنا طاليان ماتنساينيش يا حنان
* بابور: سفينة- وهي وسيلة للحراقة أو الهجرة غير الشرعية.
* Gـارا: رسا.
* البور: PORT (ميناء).
*
حنان: اسم الفتاة التي يتغزل بها الشنوي في كل أغانيه وهي تمثل مشجعة
اتحاد العاصمة. فالشنوي دائما يغني عن "حنان" و "نعيمة" لما يغني عن مشجعات
الاتحاد، وعن "صليحة" عندما يغني عن مشجعات شباب بلوزداد.
يتكلم
السجين عن خروجه من السجن. وبما أنه يسكن في العاصمة قريبا من الميناء
فإنه يعرف مواعيد دخول وخروج السفن. ويعرف بوصول سفينة متجهة إلى برشلونة
فيتسلل إليها. وهنا يؤكد بأنه وبالرغم من هجرته للجزائر إلا أنه لن ينسى
النجمة والهلال "رمز العلم الجزائري" لإنه هاجر مكرها ومضطرا. ولن ينسى علم
المولودية الذي يشبه علم إيطاليا. وفي الأخير يطلب من "حنان" ألا تنساه
بالرغم من فراقهما واستقراره في اسبانيا.