منتديات جامعة باتنة 2
نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا 829894
ادارة المنتدي نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا 103798
منتديات جامعة باتنة 2
نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا 829894
ادارة المنتدي نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا 103798
منتديات جامعة باتنة 2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لاندعي أننا الأفضل لكننا نقدم الأفضل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<

 

 نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MAZOUZ MOHAMED
...::|رئيس المنتدى|::...
...::|رئيس المنتدى|::...
MAZOUZ MOHAMED


مساهماتي : 5235
تاريخ الميلادي: : 01/07/1991
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
عمـــري: : 33
الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net

نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا   نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 17:25

نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا
الكاتب : علي السماني*

مقدّمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد:

يحاول هذا البحث أن يطرح عرضاً لنشأة الممالك والسلطنات الإسلامية في
إفريقيا بالتصويب على منطقة شرق إفريقيا فيما اصطلح على تسميته بالقرن
الإفريقي، وعلى وجه الخصوص ممالك الطراز الإسلامي مع اصطحاب بعض الممالك
والسلطنات ذات الصلة الوصفية والجغرافية بممالك الطراز الإسلامي من حيث
الدين والتوجه الحضاري العام.

إن قلة النصوص التاريخية التي بين أيدينا لا تكاد تعطينا صورة متكاملة ذات
بيانات دقيقة ومصداقية عالية عن نشأة كل مملكة أو سلطنة على حدة في تسلسل
للأحداث والحوادث والمؤثرات من المنشأ إلى النهاية، كما أن المصادر التي
بين أيدينا على ندرتها، إلا أنها تتجه إلى السرد السياسي والعسكري، وظهور
السلاطين وذهابهم دون النظر في الجوانب الحضارية والمجتمعية والإنسانية.
لكل ذلك لا تكتمل الصورة بمجموع المعطيات والدلالات الزمانية والمكانية في
هذه الفترة الخصيبة من تاريخ شرق إفريقيا.

لكن فيما وصلت إليه الدراسات المعاصرة في تاريخ القرن الإفريقي يظهر واضحاً
اثر العرب والمسلمين في نقل الحضارة الإسلامية إلى هذه المنطقة، ونشر
القيم الإسلامية والتعليم والتقاليد الإنسانية المنطلقة من التصور الإسلامي
للحياة مع الاندماج السكاني والتداخل العرقي.

كل ذلك كان له الأثر الواضح في تكوين ممالك وسلطنات شرق إفريقيا بعامة وممالك الطراز الإسلامي على وجه الخصوص.

تناول البحث فترات انتشار الإسلام في المنطقة والمؤثرات والتحولات السكانية
التي حدثت، والتداخل والتمازج الإنساني بين الجماعات المهاجرة والمقيمة،
واستقرار الثقافة الإسلامية في المنطقة وبداية الصراع مع القوى الأخرى خاصة
مما يلي ممالك الحبشة النصرانية، ومآلات هذا الصرع وتأثيراته على قيام
ممالك الطراز الإسلامي، وظهور الحمية الدينية بين الطرفين، واحتدام التدافع
الحضاري بين الجانبين.

ثم تناول البحث نشأة الممالك والسلطنات الإسلامية بشيء من التفصيل سواء
منها الممالك والسلطنات القديمة نسبياً منذ ظهور الإسلام أوالحديثة التي
قامت بعد ذلك في بدايات القرون الوسطى.

ومعلوم أن انتشار الإسلام في منطقة ما يصحبه بالضرورة تفكير المسلمين في
إقامة كيان يجمعهم في شكل دولة أو سلطنة أو إمارة ونحو ذلك من أشكال
التعبير عن الهوية والخصوصية الثقافية والسياسية.

نجد ذلك في مناطق عديدة في إفريقيا ففي غربي إفريقيا مثلاً قامت الممالك
الإسلامية القديمة على ذات النمط الذي قامت عليه الممالك في شرق إفريقيا.

نذكر من تلك الممالك القديمة في غربي إفريقيا والصحراء:

مملكة الملثمين الإسلامية:

موطن قبائل الملثمين الصحراء الكبرى، مابين المحيط الأطلسي في الغرب وغدامس في الشرق. وتتمازج بلادهم ببلاد السودان الغربي.

قامت مملكة الملثمين الصنهاجية سنة 138هـ- 755م، وقد دخلت في صراع مع ممالك السودان الغربي الوثنية خاصة مملكة غانة.

مملكة غانة الإسلامية:

دخل الإسلام غانة في وقت مبكر على نحو ما ذكر ابن خلدون: أن أهل غانة
أسلموا أول الفتح الإسلامي، بل أسلم ملكها السوننكي (تلوتان أو بولاتان)
وهو ابن (تكلان) حوالي سنة 222هـ- 837م وحارب جيرانه الوثنيين.

وقد أسلم ملك غانة (تنكامين) عندما فتح أمير المرابطين أبو بكر ابن عمر
اللمتوني وأبنه الأمير أبو يحيى عاصمة غانة سنة 469هـ 1.76م، وأصبحت مملكة
غانة دولة إسلامية منذئذ حكومة وشعبا.

مملكة مالي الإسلامية:

دخل أول ملوك مالي الإسلام في القرن الخامس الهجري تقريبا وهو الملك (جور ماندانا كوناتي) حج في عام 442هـ-1.5.م.

قال ابن خلدون: ودخلت قبائل الماندنجو في دين الإسلام منذ حين دخلها جماعة
من المسلمين، فحج جماعة من ملوكهم، وأول من حج منهم برمندار.

بلغت مملكة مالي أقصى اتساعها في عهد ملكها منسي موسى بن أبي بكر الذي حكم في الفترة من 712- 738هـ.



مملكة سنغى (صغى) الإسلامية:

تقع في حوض نهر النيجر الأوسط. ضم إليها ملوكها فيما بعد أكثر بلاد السودان
الغربي. وتعاقب على حكمها ثلاث أسر كبيرة. أولها أسرة لقب ملوكها (زا)
ومعناه (ملك). ثم أسرة (سن) ثم أسرة (الإساكي) جمع (أسكي).

أول من دخل الإسلام من أسرة (زا) هو (زاكسي) وذلك عام 4..هـ.

وبلغت مملكة سنغي أحسن أوضاعها من ناحية اتساعها وتطبيقها أحكام الشريعة
وبسط العدل والشورى في عهد ملكها (أسكيا محمد بن أبي بكر) الذي خلف (سن
علي) الذي أخضع جميع سكان السودان الغربي لسلطانه.

أما خلفه (أسكيا محمد بن أبي بكر) هو إمام المسلمين في دولة سنغي الإسلامية. وقد تولى الخلافة في سنة 998هـ.

وهكذا نجد هذا التناغم العجيب بين شرق إفريقيا وغربها بل في كل ما يسمى
الحزام السوداني من شرقه في المحيط الهندي إلى غربه في المحيط الأطلسي.

ثم تطرق البحث إلى الممالك الإسلامية القديمة في شرق إفريقيا، إمارة لامو
في (65هـ/ 684م) ثم إمارة باتا ثم مملكة شوا (283-688هـ/ 896-1289م)ثم
الكلام على سلطنة مقديشو (295هـ/ 9.8م) ثم سلطنة كلوا (365-9.2هـ/
975-1499م)

ومن بعد ذلك تناول البحث نشأة ممالك وسلطنات الطراز الإسلامي، فتناول
الباحث مملكة أوفات ومملكة عدل ومملكة فطجار وسلطنة هرر ومملكة دوارو
ومملكة دارة ومملكة هدية ومملكة شرخة وبالي.

ومن ثمَّ تطرق البحث إلى الآثار التي تركتها هذه الدول على المنطقة من تلقاء الجانب الحضاري والثقافي والمعرفي وغير ذلك.

فهذه لمحة عن معطيات هذا البحث حول ممالك الطراز الإسلامي على ضوء ما تيسر للباحث من مصادر ومراجع.

وهي دراسة فيها الكثير من الدروس والعبر التاريخية وما علينا إلا أن نستفيد
جيداً من هذه التجربة الكبرى في أبعادها ونتائجها مع ما تعانيه المنطقة
اليوم من الصراعات والتدخلات والبلاء المعلق على رؤوس شعوبها.



المطلب الأول

انتشار الإسلام في شرقي إفريقيا

بحكم طبيعة تكوينها العرقي والحضاري ارتبطت منطقة شرق إفريقيا ارتباطاً
وثيقاً ببلاد العرب وإن أقدم ما عرف عن اتصال شعب الجزيرة العربية بشرقي
إفريقيا كان اتصال شعب وادي الرافدين في عهد سرجون الاكدي الذي حكم العراق
حوالي سنة 17.9 ق.م فقد كشفت الحفريات عن نقوش سومرية وبابلية في ساحل شرقي
إفريقيا ترجع إلى عهد هذا العاهل تشير إلى وصول شعب وادي الرافدين إلى هذه
الربوع([1]). كذلك جاء العرب من جنوب غرب شبه الجزيرة العربية علاوة على
مجموعات حوض البحر المتوسط فقد وفدت هجرات السبيئيين بعد انهيار سد مأرب في
اليمن عام 12.م، والذين جلبوا معهم الزراعة على سفوح الجبال ولغتهم
المكتوبة ونظمهم السياسية ورغم قلة أعدادهم فإنهم تركوا أثرا واضحا ظل
موجوداً في المنطقة وكان ذلك بفضل المصاهرة والاندماج في المجتمع المحلي
حيث نجد أن التقاليد الثقافية والمعارف الحضارية التي جاءت بها الهجرات
انصهرت مع الموروثات المحلية وأصبحت تشكل بدورها جزءا من نسيج الوحدة في
هذا المجتمع، ومما ساعد على تحقيق ونمو هذه العلاقة الناحية التجارية التي
شكلت قدرا مهما في نمو هذه العلاقة وانصهارها داخل مجتمع القرن الإفريقي،
ويمكن القول بأن أكثر المجموعات العرقية تأثرا بالهجرات السامية هما
مجموعتا التيغري والأمهرا في أثيوبيا وبعد ظهور الإسلام فإن التواصل إزداد
بين العرب المسلمين وسكان هذا الإقليم، وتم ذلك على فترات نذكرها كالتالي:

الفترة الأولى: الهجرات والتحولات السكانية:

تدل بعض المصادر على أن قبائل عربية مسلمة استقرت على الساحل الإفريقي
للبحر الأحمر، وبخاصة في مصوع منذ القرن الهجري/ الثامن الميلادي. ويفترض
أن هذا الاستيطان رافقه نشاط ثقافي أسفر عن انتشار تدريجي للإسلام في
المناطق الساحلية المحاذية للبحر الأحمر والمحيط الهندي.

وكان في طليعة هؤلاء المهاجرون أهل عمان وأهل حضرموت بصورة خاصة حيث وفدوا
إلى هذه المناطق في مجموعات صغيرة انتشرت في بعض الجزر ثم في المراكز
الساحلية واستطاعت هذه المجموعات أن تطبع مناطق واسعة من شرق إفريقيا
بلغتها ودينها وأن تختلط بالسكان الوطنيين.

وقد توالت الهجرات بعد ذلك من ساحل الجزيرة العربية ولاسيما الأحساء
والبحرين وعمان وحضرموت واليمن إلى شرق إفريقيا بشكل واسع لغرض الاستيطان
والاستقرار الدائم([2]).

ومن المرجح أن الساحل الشرقي لإفريقيا ظل ملجأ للمضطهدين في القرون الأولى
من تاريخ الإسلام وتقول بعض الروايات أن مهاجرين أتوا من الأحساء هم الذين
أسسوا مقديشو، وقد قامت حركة تجارية بين شبه جزيرة العرب وشرق إفريقيا منذ
القرن الهجري، وكان يتم تبادل سلع كالعاج والذهب والعبيد والعطور والقماش.

فالهجرة إلى الحبشة كانت أول هجرة تخرج جموع من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى أرض الحبشة عندما قال الرسول (ص) لمن آمن من أصحابه "تفرقوا
في الأرض فإن الله سيجمعكم، قالوا إلى أين نذهب؟ قال هاهنا، وأشار بيده
إلى أرض الحبشة، فهاجر إليها ناس ذوو عدد، منهم من هاجر بأهله ومنهم من
هاجر بنفسه حتى قدموا أرض الحبشة"([3]).

إنها أول هجرة في الإسلام بتوجيه من رسول (ص) ، لأنه لما رأى ما يصيب
أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه أبي طالب،
وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم: "لو خرجتم إلى أرض
الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله فرجا
مما أنتم فيه، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله (ص) إلى أرض
الحبشة مخافة الفتنة، وفرارا إلى الله بدينهم فكانت أول هجرة في
الإسلام"([4]).

وتشير المراجع العربية إلى أن أقدم الهجرات (السياسية) في العصور الإسلامية
إلى ساحل إفريقيا كانت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان (65-
86هـ) على إثر اتباعه سياسة البطش والتنكيل بالمناوئين لسياسة الدولة
الأموية، فخرجت هجرات عربية إسلامية بإعداد ضخمة إلى ساحل إفريقيا الشرقي،
وانضموا إلى من سبقهم من المهاجرين المسلمين العرب ليدعموا تأسيس المدن
الإسلامية العربية هناك.

وكان أهم الهجرات العربية السياسية التي خرجت من عمان خلال الفترة بين
(75-85هـ) بقيادة الأخوين سليمان وسعيد بن عباد الجلندي من شيوخ قبيلة
الأزد العربية التي حكمت عمان في عهد الدولة الأموية، وقد ثاروا في وجه
الخليفة عبد الملك وأعلنوا تأييدهم لعبد الله بن الزبير الخليفة بمكة، فوجه
عبد الملك إليهم الحجاج بن يوسف القفي سنة 75هـ- 694م عاملة على العراق
لإخضاعهم ولما لم يستطع الأخوان مقاومة جيوش الحجاج هرب سليمان وسعيد
وأنصارهما إلى الساحل الشرقي لأفريقيا.

ثم تبعت هذه الهجرات هجرات أخرى من الزيدية خرجت من اليمن إلى شرق إفريقيا،
في الفترة من 14.-143هـ 757- 76.م، فانتشروا إلى ساحل بنادر وتوغلوا إلى
الداخل حتى وصلوا خط الاستواء، وبذلك زاد عددهم واتسع ملكهم حتى ضم مدينة
مقديشو تلك المدينة التي أسسها المسلمون العرب فيما بعد([5]).

هذا ولم تتوقف الهجرات من الجزيرة العربية إلى إفريقيا حتى وقت قريب ولكنها بأسباب مختلفة، فمنها:

1- الهجرة بسبب الدين خوفا من الفتنة مثل الهجرة إلى الحبشة.

2- الهجرة بسبب التجارة والارتزاق.

3- الهجرة بسبب الاضطهاد السياسي.

4- الهجرة بسبب الجفاف والانتقال من الصحراء إلى الأراضي الخصبة.

الفترة الثانية: التفاعل الحضاري:

التفاعل الحضاري أحد المفاهيم التي كرستها الجغرافيا الحضارية وهي فرع من
فروع الجغرافيا البشرية يهتم بدراسة العلاقات المكانية للأديان واللغات،
كما يركز على دلالات الإعلام الجغرافية وأنماط السكن والمساكن والصبغة
الدينية للعمران. وهكذا وبعبارة أوسع تهتم الجغرافيا الحضارية بالحضارات
وبيئاتها.

فمن ناحية العلاقات المكانية للدين فإن الإسلام قد انتشر في القارة
الإفريقية عبر الاتصال السلمي والقنوات الدعوية الهادفة، والجهود الجماعية
والفردية على حد سواء، فإن هناك عددا من العوامل المؤثرة استطاعت نقل
الدعوة الإسلامية من الخطوة الأولى إلى خطوات أكثر أهمية، ومن المناطق
الساحلية إلى أعماق القارة، ومن وافدة يحملها أناس وافدون إلى دعوة تنبع من
أعماق قلوب الأفارقة، يدافعون عنها كما يدافعون عن أبنائهم وأنفسهم، ونذكر
طرفاً من تلك العوامل:

1- الأخلاق الرفيعة التي أحاطت بالمهاجرين الوافدين أيا كانت وظائفهم
المعيشة أو الدرجات العلمية، فالأمانة جعلت التجار المسلمين منارات هدى في
أي موقع حلوا فيه مما ترك آثارا حميدة في نفوس السكان الأصليين، وكذلك كل
الصفات الطيبة مثل الصدق والنظافة ولين الجانب.

2- التزويج والمصاهرة والاختلاط في المناسبات هي أمور ساهمت في
إذابة الفوارق بين الطرفين وفي قبول السكان العقيدة الإسلامية.

3- طبيعة الدين الإسلامي وعالميته وتسامحه عامل آخر يساعد على انتشاره
في المجتمع الإفريقي )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
( (الأنبياء : 1.7) )وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... ( (النحل:
125 ) فهذه التوجيهات الربانية إذا طبقت على الواقع فإنها تذلل العقبات في
مختلف العصور لأنها تكرم الإنسان )وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ...(
(الإسراء : 7.)

4- عدم وجود أديان منافسة أخرى كالنصرانية واليهودية، في تلك المرحلة
وهذا من شأنه أن يمهد الطريق لانتشار الإسلام بصورة تدريجية([6]).

ومن ناحية العلاقات المكانية للغة فإن اللغة العربية قديمة في إفريقيا لأنه
ثبت وجود سلالات سامية قديمة في القرن الإفريقي وأثيوبيا، وكانت أكثف
الهجرات بين (155. ق.م.و) 3...ق.م على عهد دولتي معين وسبأ ومن أشهر
القبائل العربية الجنوبية قبيلتا سهرت أو سحرت، والجعز أو (الأجاعز).
واللغة الأخيرة انتهت إليها الهيمنة على بلاد الحبشة، ثم أصبحت أصلاً للغات
أخرى لعل أهمها لغة التجراي الحديثة، والمعتقد أن وصول السامين إلى الحبشة
قد يكون في فترة أقرب من تلك التي ذكرت آنفاً(4..- 1... ق.م.) بل هناك من
ذهب إلى أن مهد الساميين الأصلي هو القرن الإفريقي والحبشة، وإنهم من هنا
انطلقوا إلى شبه الجزيرة العربية (موسى، 1984، ص 69). ومن القبائل العربية
القديمة في القرن الإفريقي وأثيوبيا قبيلة (حبشت) التي أصبح اسمها علما على
الحبشة (طرخان 1959). ويرى جريس (1993، ص 118)، أن حبشت ليست قبيلة واحدة
بل هي عدة قبائل سامية كتب لها فيما بعد تأسيس مملكة أكسوم الحبشية، وكان
لهذه القبائل نظامها الاجتماعي المتميز ولغتها التي طغت على سواها، كما
أنها أدخلت المؤثرات السبيئية في هذه البلاد.

ومن قبائل جنوب الجزيرة العربية التي وفدت إلى السودان الشرقي ومنه امتد
تأثيرها إلى كافة أنحاء السودان مجموعات حميرية دخلت البلاد بهدف الغزو، ثم
ما لبثوا أن واصلوا -أو واصل بعضهم- رحلته إلى شمالي إفريقيا (MacMichaei,
1922, P.9). ولعل أهم المجموعات العربية، التي وفدت إلى السودان الشرقي هي
مجموعة من عرب حضرموت (الحضارم). جاءوا إلى السودان الشرقي في وآخر القرن
السادس الميلادي، ويعرفون في شرق السودان (بالحدارب) تصحيفاً من حضارم،
ويرى بول (Paul, 1959, P. 75) أنهم والمجموعة المعروفة في شرق السودان
"بالبلو" أي الأجانب يرجعون إلى أصل واحد. والكلمة مشتقة من بيلاويت
(Belawiet) وتعني التحدث بلغة أجنبية في اللغة التبداوية وهي اللغة المحلية
لسكان شرق السودان. ويعتقد (Paul). أن المواطن الأصلي لهؤلاء في الجزيرة
العربية هو إقليم الشحر كما أنه يذهب على اعتبارهم فخذ من حمير([7]).

وبالمقابل فإن سكان شرق إفريقيا قد كان لهم وجود ظاهر في الجزيرة العربية
قبل الإسلام وبعده, ويكفي للتدليل على هذه الظاهر في التفاعل الحضاري ما
ذكره أبو الفرج بن الجوزي في كتابة تنوير الغبش في الباب الخامس والعشرين،
في ذكر أبناء الحبشيات من قريش وهم كما أحصاهم:

نضلة بن هاشم بن عبد مناف بن قصى، نفيل بن عبد العزى العدوي، عمرو بن ربيعة
بن حبيب، الخطاب بن نفيل العدوي، الحارث بن أبي ربيعة المخزومي، عثمان بن
الحويرث بن أسد بن عبد العزّى، صفوان بن أمية بن خلف الجُمَحي، هشام بن
عقبة بن أبي معيط، مالك بن عبد الله بن جدعان، عبيد الله بن عبد الله بن
أبي ملكية، المهاجر بن قنفذ بن عمرو، مسافع بن عياض بن صخر التيمي، عمرو بن
العاص بن وائل [السهمي] فرظة بن عبد، عمرو بن نوفل بن عبد مناف، مالك بن
حسن بن عامر بن لؤي، عبد الله بن قيس بن عبد الله بن الزبير، سمرة بن حبيب
بن عبد شمس عبد الله بن زعمة من بني عامر بن لؤي، عمرو بن هصيص بن كعب بن
لؤي، يعلى بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، عبد الله بن عبد الله بن عامر بن
كريز، محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، جعفر بن
إسماعيل بن موسى بن جعفر، عبيد الله بن حمزة بن موسى بن جعفر، محمد وجعفر
ابنا إبراهيم بن حسن بن حسن وأبوهما سليمان بن حسن من بني عقيل بن أبي
طالب، محمد بن داود بن محمد من بني الحسن بن علي، أحمد بن عبد الملك من
عثمان بن عفان، أحمد بن محمد بن صالح المخزومي، العباس بن المعتصم، هبة
الله بن إبراهيم بن المهدي، محمد بن عبد الله بن إسحاق المهدي، عيسى وجعفر
ابنا أبي جعفر المنصور، العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، عبد
الوهاب بن إبراهيم بن محمد.

قال محققه:

هكذا ذكرهم السيوطي في رفع شأن الحبشان عن ابن الجوزي (ورقة 145 وما
بعدها). وقال السيوطي في أزهار العروش: ((ذكر أبناء الحبشات من قريش، عدهم
ابن الجوزي في تنوير الغبش غير أنه ذكر أهل الجاهلية وغيرهم، وتبعته في
الأصل (أي رفع شأن الحبشان) وأذكر هنا أهل الإسلام فقط:

فمن الصحابة رضي الله عنهم : صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، عمرو بن العاص.
ومن غيرهم: عبد الله بن قيس بن عبد الله بن الزبير. عبد الله بن عامر بن
كريز، محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، جعفر بن
إسماعيل بن موسى بن جعفر، عبيد الله بن موسى بن جعفر، إبراهيم بن حسن بن
حسن، ولداه: محمد وجعفر، سليمان بن حسن عقيل بن أبي طالب، يعلى بن الوليد
بن عقبة بن أبي معيط، العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عيسى
وجعفر ابنا أبي جعفر المنصور، هبة الله بن إبراهيم بن المهدي. العباس بن
المعتصم.

وممن لم يذكره ابن الجوزي: الخليفة المقتفي لأمر الله)). أزهار العروش في أخبار الحبوش (ورقة 3.)([8]).

الفترة الثالثة: استقرار واستيطان الثقافة الإسلامية وبداية الصراع:

كان إسلام النجاشي في الحبشة أول الغيث في انتشار الإسلام في المنطقة كلها،
فقد كتب رسول الله (ص) إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام، فأسلم وآمن معه
جماعة من أصحابه، وأجابه عن كتابه وبعث إليه ولده في ستين من الحبشة فغرقوا
في البحر([9]).

ولكن بعد وفاة هذا النجاشي تولى حكمه نجاشي آخر لم يسلك مسلك أصحمة في
الحفاظ على العلاقات الطيبة مع المسلمين. ويبدو أنه خاف على ملكه إذا ما
أظهر عطفه على الدعوة الجديدة مثل سابقه، وأراد أن يبين رفضه لهذه الدعوة
بأسلوب عملي عدائي، فأرسل سفنا للإغارة على جدة، ورأى أهل الشعيبة وأهل جدة
هذه السفن الحبشية، وبلغ هذا الخبر النبي (ص) فأرسل علقمة بن مجزز المدلجى
على رأس سرية تتكون من ثلاثمائة مقاتل للتصدي لهذه السفن ومنعها من
الإغارة على جدة وتهديد ساحل الحجاز.

وقد وصل ذلك القائد إلى الساحل وخاض البحر بجنده حتى وصل إلى جزيرة فيه..
ولما شعر الأحباش بوصول المسلمين هربوا وعادوا إلى بلادهم دون أن يحدث صدام
بينهم وبين جيش علقمة([10]).

ورغم أن هذه الحملة البحرية الحبشية لم تنجح في مسعاها إلا أنها دللت على
روح عدائية أظهرها الأحباش تجاه الإسلام والمسلمين. وقد فهم المسلمون
الأوائل هذه الروح وأقنعتهم الأحداث بصحة هذا المفهوم.. ويبدو أن رسول الله
(ص) كان يتحسب ذلك أيضا. نفهم ذلك من أحديث منسوبة إليه يخبرنا فيها أنه
سوف ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة))([11])، ولذلك حذر المسلمين
قائلا لهم ((اتركوا الحبشة ما تركوكم))([12]).

ففي عهد عمر بن الخطاب t أغارت الحبشة على ساحل البحر الأحمر الشرقي
((وتطرقت بلاد المسلمين))، فرد ابن الخطاب على ذلك بإرسال حملة بحرية إلى
بلاد الحبشة عام 2.هـ/64.م وعلى رأسها علقمة بن مجزز المجدلي، وهو نفس
القائد الذي تصدى لهم من قبل في عهد الرسول(ص). إلا أن الفشل كان من نصيب
هذه الحملة، لأن المسلمين لم تكن لهم خبرة كافية بركوب البحر وقتذاك. ولذلك
أخذ ابن الخطاب على نفسه عهدا ((بالا يحمل في البحر أحدا أبدا)). حتى لا
تتعرض حياة المسلمين للخطر بعد ذلك.

وفي عهد بني أمية اتجه الأحباش إلى جدة مرة ثالثة حيث هاجموها من جديد.
وكان الأحباش ينزعون إلى القرصنة في ذلك الفترة على نطاق واسع، فنهبوا
السفن التجارية التي كانت تمر في البحر الأحمر، ونزلوا في جدة عام 83هـ/
7.2م. وكان هذا الهجوم على حد تعبير أحد الكتاب المسيحيين أنفسهم تحذيرا أو
نبوءة تعلن منذ وقت مبكر، أن الأحباش يودون أن يأتي اليوم الذي يستولون
فيه على مكة ويدمرون الكعبة وينجحون فيما فشل فيه أبرهة من قبل في عام
الفيل. وكان رد خلفاء بني أمية على ذلك كله، هو احتلال بعض مواني الحبشة
التي كانت قاعدة لأسطول القراصنة الأحباش، والتي كانوا يغيرون منها على
ساحل بلاد الحجاز، فأرسلوا قوات بحرية استولت على مصوع وجزر دهلك، وخربت
ميناء عدو ليس بحيث لم تنهض بعد ذلك.

وهكذا أظهر الأحباش روح العداء للإسلام والمسلمين منذ البداية وربما كان
هذا العداء راجعا لإحساسهم بالخطر الذي يمكن أن يتعرضوا له نتيجة لنجاح
الدين الجديد في توحيد شمل العرب وجعلهم قوة تقف على الساحل الآخر للبحر
الأحمر في مواجهة الأحباش وقد تزايد إحساسهم بالخطر بعد أن تعدى الإسلام
حدود شبه الجزيرة وتم فتح بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا، وانقطعت صلة
الأحباش بدولة الروم البيزنطيين بعد أن سيطر المسلمون على البحر الأحمر
وعلى البحر المتوسط([13]). ولكن الخطر الأكبر الذي أثارهم بدرجة كبيرة
وجعلهم يدركون أنهم في مواجهة حاسمة مع الإسلام هو تسرب الإسلام نفسه داخل
منطقة القرن الإفريقي، بل وداخل هضبة الحبشة معقل المسيحية في تلك البلاد.
من هنا بدأت تتشكل علاقتهم بمسلمي الزيلع والقرن الإفريقي. ومن هنا أيضاً
بدأت إرهاصات قيام الممالك والسلطنات الإسلامية في المنطقة*.

الفترة الرابعة: قيام الممالك والسلطنات الإسلامية:

التطور الطبيعي في تكوين الجماعات المسلمة أن تتحول إلى نظام اجتماعي
وسياسي يدير شؤونها الداخلية، ويحدد علاقاتها الخارجية مع من حولها، لذلك
كان لابد من تطور الجماعات المسلمة من مجرد تجمعات ليست ذات قيادة مركزية
إلى وضع مملكة أو سلطنة ذات قيادة موحدة، وسلطة مركزية وفقاً لمقتضى
الشريعة الإسلامية، وتحولات المجتمع المسلم في بنائه الداخلي وترتيباته
الإدارية، ومصادماته العسكرية بل والفكرية. وقد ظهرت الحاجة إلى دولة
إسلامية في فترة مبكرة من تاريخ الإسلام في المنطقة، فقد قامت إمارة شوا في
الهضبة الحبشية في القرن الأول الهجري، مما يعطينا مؤشراً واضحاً إلى مدى
انتشار الإسلام وتغلغله داخل المنطقة وليس فقط على سواحلها الشرقية.

وفي هذه المرحلة تكونت المراكز والمعاهد والجامعات والمساجد، ومدارس تحفيظ
القرآن الكريم، وتأسست مدن وحضارات علمية تمهد لمرحلة قيام الدولة، وعندها
يتحسس المسلمون قوتهم ويشعرون بالانتماء الإسلامي ويجرون الاتصالات شبه
المنتظمة مع الصف الإسلامي ويبعثون طلاب العلم إلى المراكز الحضارية
العلمية للتزود من العلوم النافعة، إنها مرحلة فاصلة لقيام المجتمع والدولة
المسلمة بكيانها الخاص وثقافتها المتميزة.

وكان لابد من ولادة، لكنها كانت عسيرة، ذلك أن المناخ المحيط، والثقافة
السابقة الراسخة في المنطقة لابد أن تتحرك ضد هذا الوجود الحارث، القادم من
وراء البحار، ولكن كانت العزيمة والقوة التي بثها هذا الدين في نفوس
أبنائه هي الترياق المضاد لكل محاولات الإحباط والعراقيل والشغب. وسنرى في
الصفحات التالية كيف تمَّ ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.univ-batna2.alafdal.net
MAZOUZ MOHAMED
...::|رئيس المنتدى|::...
...::|رئيس المنتدى|::...
MAZOUZ MOHAMED


مساهماتي : 5235
تاريخ الميلادي: : 01/07/1991
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
عمـــري: : 33
الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net

نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا   نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 17:27




المطلب الثاني

نشأة الممالك والسلطنات في شرقي إفريقيا

سيتناول البحث نشأة الممالك والسلطنات الإسلامية في شرقي إفريقيا على شقين،
الشق الأول يتعلق بالممالك والسلطنات الأقدم نسبياً في المنطقة، أما الشق
الثاني فيتعلق بالممالك التي نشأت بعد ذلك فيما اصطلح بتسمية ممالك الطراز
الإسلامي في العصور الوسطى.

أولاً: نشأة الممالك والسلطنات القديمة:

إمارة لامو: (65ه- 684م):

يقول الدكتور نور الدين عوض الكريم إبراهيم: عن هذه الإمارة:

أنشأها أزد عمان بزعامة سعيد وسليمان أبناء عبد الجلندي سنة 65ه، حول منطقة
أرخبيل لامو وبالتالي فهي أقدم الأمارات الإسلامية ظهوراً في المنطقة.
ويذكر الطبرى حول هجرة آل الجلندي إلى شرقي إفريقيا: وذلك إثر الصراع الذي
نشب بينهم وبين الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إذ استطاعت جيوشه إلحاق
الهزيمة بهما والقضاء على نفوذ أهل عمان، وبانهزامهم هاجر أزد عمان بقيادة
الأخوين سعيد وسليمان أبناء عبد الجلندي حملا ذراريهما ومن معهما من
قومهما، ولحقا ببلدٍ من بلاد الزنج.

وقد ألقى الأستاذ هتشنز ((Hichens)) المزيد من الضوء على تلك الهجرة حين
عثر على كتاب ألفه شيبو فرج بن حمد الباقري وعنوانه أخبار لامو، يعرض فيه
لتاريخ هذا البلد والهجرات الأولى التي وفدت إليه حيث ذكر أن تلك الهجرة
الأولى استقرت في مدينة لامو شمال ممبسا، وكانت السبب في ظهور أمارة
إسلامية في ذلك الوقت، وبذلك كانت لامو أقدم الأمارات العربية الإسلامية
ظهوراً في ساحل شرق إفريقيا([14]).

أمارة باتا أو (Pate)

إن الأصل في تأسيس أمارة باتا يرجع إلى حكم الخليفة عبد الملك بن مروان،
الذي شهد عهده تأسيس المسلمين لعدة مدن على الساحل الشرقي لإفريقيا،
كماليندي، وزنجبار، وممباسا، ولامو، وكلوة، وباتا. وعندما سقطت الدولة
الأموية وقامت الدولة العباسية اعتمد الخليفة هارون الرشيد على ما كان
للدولة الأموية من ممتلكات في شرق إفريقيا، فعزم على تدعيمها ومن أجل ذلك
شجع الكثير من العناصر وخاصة من الفرس على الإقامة في تلك الأمارات. وكانت
أمارة باتا عظيمة، حيث كانت أولاً أمارة آهله بالسكان من قبائل أصيلة، ثم
أتت القبيلة النبهانية بقيادة سليمان بن مظفر النبهاني الذي تزوج من أميرة
سواحيلية هي ابنة إسحاق حاكم باتا، ثم ورث الملك وأصبح أميراً شرعياً، ثم
نقل بلاطه إلى جزء كبير من شرقي إفريقيا، وتأسست الأسرة النبهانية في
مدينة باتا وقامت هذه الأمارة الإسلامية في ظلهم بدور بارز في تاريخ
الإسلام في شرقي إفريقيا.

وقد نشطت الحركة التجارية في عهدهم نشاطاً عظيماً وتوافد على سلطنتهم
التجار المسلمون من كل مكان. وسارت قوافل المسلمين التجارية من ممبسي مارة
بموشي ونايروبي الحالية حتى وصلت إلى بحيرة فكتوريا وغربي إفريقيا، فقد ذكر
ابن ماجد الملاح العربي المشهور -في القرن التاسع الهجري- إن طريق استجلاب
الفلفل قديما هو بلاد الكانم.

ويذكر الدكتور جمال زكريا في بحوثه عن استقرار العرب في شرق إفريقيا: أنه
بالرغم مما تعرضت له الأسرة النبهانية من صراع حول السلطة إلا أنها استطاعت
أن تحقق انتعاشاً كبيراً في شرقي أفريقيا مما كان له أثر كبير في نشر
الإسلام بين الشعب الإفريقي([15]).

مملكة شوا :

283- 688هـ/ 896- 1289م

وهي أقدم مملكة قامت بالحبشة، أسسها مهاجرون من قبيلة بني مخزوم العربية
القرشية، منذ سنة 283هـ/ 896م، في منطقة من أمنع المعاقل فوق مرتفعات
الهضبة الحبشية حيث تقع مدينة أديس أبابا الحالية.

ويرى الدكتور حسن أحمد محمود: أن بني مخزوم هؤلاء كانوا من المهاجرين
المسلمين الأوائل الذين نفذوا إلى هذه الجهات وليس بعيداً أن يكون قد نزلوا
في أول الأمر في ضيافة أمارة محلية ثم اختلطوا بالأمراء عن طريق المصاهرة
حتى آل إليهم الملك آخر الأمر، حيث عملت على توطيد العقيدة الإسلامية في
شرق إفريقيا.

ويبدو أن هؤلاء المهاجرين عملوا بالتجارة فأثروا منها ثراء عظيماً.

ولما نما شأنهم تصاهروا مع الأسرة الحاكمة، فآل الحكم إليهم، أو أن ما
وصلوا إليه من ثروة ونفوذ لدى الأسرة المتربعة على عرش الحبشة دفعها إلى
إسناد حكم مملكة شوا الإسلامية إلى أسرة بني مخزوم القرشية. وأياً كانت
العوامل التي ساعدت تلك الأسرة المسلمة على اعتلاء عرش مملكة شوا الإسلامية
فقد استمرت تحكمها قرابة أربعة قرون من الزمان تمتعت خلالها المملكة
بالأمن والاستقرار، وظلت في عزلة عن العالم، لما تيسر لها من عزة ورخاء،
لاكتفائها الذاتي واشتغال رعاياها بالزراعة والرعي مما يتيح حياة
الاستقرار، ولقوة الأسرة الحاكمة وما تتمتع به من ثروة ونفوذ.

وظل أمر تلك المملكة الإسلامية مجهولاً إلى أن اكتشف المستشرق الإيطالي
الدكتور روسيني شيروللي- وثيقة عربية سنة 1355هـ، تعرض للأحداث التي مرت
بها تلك المملكة في أواخر عهدها من سنة 628هـ إلى سنة 688م، حين دب فيها
الضعف، ومزقت أوصالها المنازعات الداخلية على السلطة، والخارجية مع
الأمارات الإسلامية المجاورة التي تبغي التخلص من سيطرة الحروب
عليها([16]).

سلطنة مقديشو29.هـ - 9.8م :

أسسها سبعة إخوة هاجروا على رأس مجموعة من قبيلة بني الحارث، ونزلوا بساحل
الصومال في أواخر القرن الثالث الهجري، وأنشأوا مدينة ((مقديشو)) 295هـ/
9.8م وأصبحت مملكة قوية ذات شوكة ونفوذ حتى وصفها الرحالون بأنها مدينة
الإسلام المشهورة في ذلك الصقع المترددة على ألسنة المسافرين كثيرة المساجد
عظيمة العمران. .وتحالف بنو الحارث هؤلاء مع الصوماليين سكان البلاد
الأصليين، وأنشأوا مدناً أخرى في هذه المنطقة مثل ((برادة)) وهي التي سماها
الإدريس ((برادت)) و((مركة)) التي تقع عند نهر ((ويبى)) و ((قرفاوة)) و
((النجا)) وغير ذلك.

وقد ظهرت مقديشو عليها جميعاً كمركز تجاري هام ينبض بالحياة ويعج بحركة
التجار، فعمها الرخاء وسادها الأمن واتسع بها العمران، وأضحت صاحبة السيادة
على سكان الساحل جميعاً زهاء سبعين عاماً حتى أنشئت أمارة كلوة في الجنوب
فنافستها السيادة.

وفي عهد أسرة بني الحارث هؤلاء نمت ثروة مقديشو، وازدهرت ازدهاراً منقطع
النظير، وأصبحت بمثابة عاصمة لجميع البلاد المجاورة التي سبق ذكرها. وقد
كان الناس يردون على مقديشو في مواعيد معينة من السنة فيجتمعون في مسجدها
الكبير ويقيمون به صلاة الجمعة مما كان يزيد من عظمة الإسلام في نفوس
الإفريقيين([17]).

وسارت سلطنة مقديشو في طريق النمو والازدهار، حتى زارها الرحالة الشهير ابن
بطوطة سنة 731هـ، وجدها قد بلغت درجة عظيمة من الحضارة والرخاء، وأنها قد
حققت قدراً كبيراً من التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأن أهلها على
خلق ودين، والمدينة متناهية في الكبر وأهلها تجار أقويا فقال إنها (مدينة
متناهية في الكبر وأهلها لهم جمال كثيرة ينجرون الطين في كل يوم ولهم أغنام
كثيرة، وهم تجار أقوياء ويها تصنع الثباب التي لا يظهر لها، ومنها تحمل
إلى ديار مصر وغيرها.

وقد ذكر ابن بطوطة عادات أهل المدينة وأشاد بها فيقول (ومن عادة أهل هذه
المدينة أنه متى وصل مركب إلى المرسى تصعد الصناديق ( وهي القوارب الصغيرة)
إليه ويكون في كل صندوق جماعة من شبان أهلها، فيأتي كل واحد منهم، طبق
مغطى فيه الطعام فيقدمه لتاجر من تجار المراكب ويقول هذا نزيلي، وكذلك يفعل
كل واحد منهم ولا ينـزل التاجر من المركب إلا إلى دار نزيله من هؤلاء
الشبان، إلا من كان كثير التردد إلى البلد وعرف أهله فأنه ينـزل حيث شاء
فإذا نزل عند نزيله باعا له ما عنده واشترى منه ويصف لنا ابن بطوطه الطريقة
المتبعة في التفتيش الكمركي إذا وصل مركب جديد إلى الميناء فبمجرد وصول
المركب (يصعد إليه صندوق السلطان فيسأل عن المركب من أين قدم ومن صاحبه،
ومن ربانه وهو (الرئيس) وما وصفه (حمله) ومن قدم فيه من التجار وغيرهم،
فيعرف بذلك كله ويعرض على السلطان فمن استحق أن... ينـزله عنده
أنزله([18]).

وهذا الوصف يؤكد لنا مدى عظم هذه السلطنة والدرجة العالية من الرقي
والازدهار التي بلغتها مما جعل لها القدح المعلى في نشر الدعوة والحضارة
الإسلامية في تلك الأصقاع.

سلطنة كلوة:

365- 9.2هـ/ 975- 1499م

أسسها الشيرازيون في عام 975- 1499م، بقيادة على ابن الحسن بن علي الشيرازي
وبنيه، وعاصمتها كلوة التي جعلوا منها قاعدة ومركزاً كبيراً تنشر الإسلام
والثقافة الإسلامية بين القبائل الإفريقية في الساحل وداخله وهذا هو الأرجح
والذي أجمعت عليه المصادر العربية القديمة بخلاف المصادر التي تنسب تأسيس
هذه السلطنة إلى جماعة هاجروا في عهد عبد الملك بن مروان.

وكان أبناؤه الستة قد نزلوا على امتداد الساحل الشرقي لإفريقية والجزر
المواجهة له، كل بموضع معين، واعترفوا بسيادة أبيهم عليهم ولما شعر على بن
الحسن بقوته وعزة جانبه أخذ يمد سلطانه على الأمم المجاورة، فأرسل أحد
أبنائه إلى جزيرة انجوان من جزر القمر، وأرسل آخر إلى جزيرة منفية، ولقب
هذا الابن الشاب بالسلطان، واستطاع على هذا أن يؤسس مملكة قوية سيطرت على
جزر كبير جداً من ساحل شرقي إفريقيا والجزر المواجهة، امتد قبل وفاته من
سفالة جنوباً إلى منبسي شمالاً، مما ساعد على انتشار الإسلام بتلك الأنحاء.
واستمر حكمه أربعين عاماً.

وبسطت دولة كلوة سيطرتها على مناجم الذهب والحديد في روديسيا الحالية منذ
عهد ثاني سلاطينها، وبلغت في عهده ذروة قوتها، فأخذت تمد نفوزها على المدن
المجاورة وأخضعت لحكمها الجزر القريبة مثل بمبة وزنجبار وما فيه والبعيدة
مثل جزر القمر، وكان حكام المدن والسلطات والأمارات العربية الممتدة على
طول الساحل من مقديشو شمالاً إلى سفالة وموزمبيق جنوباً يعترفون بسلطان
كلوة على أنه أعظمهم مقاماً ورفعة([19]).

ووصف ابن بطوطة مملكة كلوة مظهراً عظمتها قائلاً: ((وركبنا البحر إلى مدينة
كلوا وهي مدينة عظيمة ساحلية أكثر أهلها من الزنزج المستحكمي السواد ولهم
شرطات في وجوههم، ومدينة كلوة من أشهر المدن وأتقنها عمارة وكلها بالخشب
والأمطار بها كثيرة. وهم أهل جهاد لأنهم في برٍ واحد متصل مع كفار الزنزج
والغالب عليهم الدين والصلاح وهم شافعية المذهب)).

((وكان سلطانها في عهد دخولي إليها أبو المظفر حسن ويكنى أيضاً أبا المواهب
لكثرة مواهبه ومكارمه، وكان كثير الغزو إلى أرض الزنوج يغير عليهم ويأخذ
الغنائم فيخرج خمسها فيصرفه في مصارفه المعينة في كتاب الله تعالى. ويجعل
نصيب ذوي القربة في خزانة لوحده، وكان الشرفاء يقصدونه من العراق والحجاز
وسواها، ورأيت عنده من شرفاء الحجاز جماعة، وهذا السلطان له تواضع شديد
ويجلس مع الفقراء ويأكل معهم ويعظهم أهل الدين والشرف))([20]).

ويذكر المؤرخون أنه كان بها ثلاثمائة وستون مسجداً.

وتعاقب على حكم كلوة قبل مجيء البرتغاليين ثلاثون سلطاناً كان آخرهم فضيل بن سليمان الذي تولى الحكم سنة 9.1هـ/ 1498م.



ثانياً: نشأة ممالك الطراز الإسلامي:

أطلق المؤرخون القدامى على الممالك التي نشأت في القرن الإفريقي اسم
ممالك الطراز الإسلامي. ذكر ذلك القلقشندي في صبح الأعشى، وهي البلاد
المسماة ببلاد الزيلع، إذ لم تكن الأسماء الأخرى معروفة في القرون الوسطى،
قال القلقشندي: وبلاد الزيلع هي ((البلاد المقابلة لبر اليمن على أعالى بحر
القلزم (البحر الأحمر)، وما يتصل به بحر الهند) (المحيط الهندي). ويعبر
عنها باسم ((الطراز الاسلامى لأنها على جانب البحر كالطراز له)). وقال
العمرى أن ((هذه البلاد يقال لها بمصر والشام بلاد الزيلع... وأن طولها برا
وبحرا خاصا بها نحو شهرين وعرضا يمتد أكثر من ذلك))([21]).

وقال المقريزى أن جبرت (أوفات) من البلاد وهديه في أقصى حدودها الغربية
جنوبى أديس أبابا الحالية. وهكذا حدد القلقشندى موقع بلاد الزيلع*، وحدد
العمرى طولها وعرضها، وهو طول وعرض يتناسب مع الحدود التي أوردناها لتلك
البلاد، وأشار المقريزى إلى أقصى حدودها الغربية وهي مملكة هدية الإسلامية
التي كانت تقع غرب الأخدود الأفريقى.وكان سكان بلاد الزيلع الاسلاميه
يتكونون من عناصر حامية وعربية. وأغلب هذه العناصر الحامية ما يعرف بقبائل
الصومال والجالا والأعفار أو الدناكل.وكان الأعفار يتزلون شمال نهر عواش،
والصومال والجالا يتزلون جنوب هذا النهر وفي الهضبة الشرقية لأثيوبيا
الآن.ولذلك يمكن أن تسمى هذه الهضبة أيضا باسم الهضبة الصومالية في حين أن
الهضبة الغربية كانت معروفة باسم الهضبة الحبشية.

والزيالعة أو الصوماليون مغايرون ومتميزون عما حولهم سواء من ناحية اللغة
أو الدين أو العادات والتقاليد. فهم جميعاً مسلمون وتجمعهم تقريباً وحدة
الأصل والتاريخ، وهم يعتقدون أنهم ينتمون لسلالة معينة. ولذلك كان التمايز
واضحا بينهم وبين جيرانهم سواء في بر الحبش (اثيوبيا) أم في بر الزنج
(كينيا وما وراءها)، وإن كانت هناك اختلافات داخلية فيما بين فصائلهم
وجماعاتهم. فهناك قبائل الصومال وقبائل الأعفار (الدناكل) وقبائل الجلا
والجماعات العربية، ولكل منها أصولها ولغاتها ولهجاتها المحلية بجانب
الإطار الواسع الذي يجمعها، وهو أطار الإسلام والثقافة العربية الإسلامية.

ولم يكن يجمع هؤلاء الزيالعة مملكة واحدة في العصور الوسطى، بل توزعوا بين
عدة ممالك وسلطنات إسلامية لم تكن متحدة أو متعاونة في معظم الأحيان، وكان
يحكم كلا منهم ملك مستقبل. ومن أهم هذه الممالك والسلطنات([22]) ما يأتي:



سلطنة أوفات 669هـ- 127.م:

أسس مملكة أوفات الإسلامية مهاجرون من قريش، قيل من بني عبد البدار، وقيل
من بني هاشم من ولد عقيل بن أبي طالب قدم اسلافهم من الحجاز واستوطنوا
مدينة أوفات التي تقع غربي زيلع -وهي من أكبر مدن الحبشة- واشتهر قوم منهم
بالصلاح والتقوى، إلى أن كان منهم عمر الملقب بـ ((ولشمع)) أحد تجار أوفات
الأقوياء فولاه ((الحُطي)) مدينة أوفات وأعمالها، لما نما شأنه، فحكم بها
مدة طويلة، وشكرت سيرته، وصارت له بها شوكة قوية وذلك منذ منتصف القرن
السابع الهجري([23]).

وتنسب هذه السلطنة إلى اسم عاصمتها وهي مدينة أوفات التي كانت تسمي أيضاً
مدينة جبرة أو جبرت، التي كانت تعد من أكبر مدن منطقة الطراز الإسلامي، وهي
على مسافة عشرين مرحلة غرب مدينة زيلع. وهذه السلطنة كانت أوسع ممالك
الزيلع أرضا، فقد كان طولها يبلغ مسيرة خمسة عشر يوما بالسير المعتاد.
وكانت تشمل ما يعرف الآن بجيبوتي والجزء الجنوبي من إقليم أريتريا وسهول
الدناكل وتمتد جنوباً وتضم الجزء الشرقي من حوض نهر عواش، والهضبة
الصومالية بما فيها من منطقة هرر والأوجادين، وتمتد شرقاً لتشمل جزءاً
كبيراً مما يعرف الآن بالصومال الشمالي (الانجليزي سابقا) بما فيه من مواني
زيلع وبربرة.

وعلى ذلك فقد كانت سلطنة أوفات تسيطر على مدخل البحر الأحمر من الجنوب
الغربي وتقابل بلاد اليمن، وهي بذلك أقرب بلاد الزيلع إلى مصر وكانت ذات
قوة عسكرية لا بأس بها، فجيشها يبلغ عدد فرسانه خمسة عشر ألف فارس، ويبلغ
عدد مشاته أكثر من عشرين ألف جندي، كما كانت هذه السلطنة زاجرة وعامرة
بالقرى المتصلة. والمدن الكثيرة مثل مدن بقلزرة، وكجورة، وسيمق، وشوا،
وعدل، وجبا، ولاو، وزيلع، وأنطوكية، وبازملي، وجندبلة، وأبونة، وبها روافد
تسمى كوب والدير بالإضافة إلى نهر عواش([24]).

ونظرا لاحتواء هذه السلطنة على جزء كبير من وادي نهر عواش وعلى جزء كبير من
الهضبة الصومالية، فقد توافر لديها قدر من الأرض الخصبة والمياه اللازمة
للزراعة بما يكفي حاجة السكان، وجاد فيها كثير من المزروعات وأشجار الفواكه
التي لم يكن بعضها معروفاً في مصر والشام والعراق، وتوافر لديها أعداد
هائلة من الأغنام، والأبقار ودواب الركوب مثل الخيل والبغال والحمير، فرخصت
الأسعار وانحطت قيمتها لدرجة أن حمل الحنطة كان يباع بدرهم وأحد، وتدفقت
الأموال عليها نظرا لاحتوائها على طرق التجارة التي تمر عبر أراضيها وتربط
الساحل بالداخل. وقد هيأ لها ذلك الوضع الاقتصادي زعامة دول الزيلع
الإسلامية وتحمل أعباء الكفاح والجهاد ضد الحبشة النصرانية، كما هيأ لها
موقعها الاستراتيجي الممتاز بأن تكون حلقة الوصل بين ممالك الطراز الإسلامي
الأخرى وبين دول العالم الإسلامي المختلفة وخاصة في مصر والحجاز
واليمن([25]).

وقد تتابع على سلطنة أوفات عددٌ من السلاطين كالتالي:

سلاطين سلطنة أوفات الإسلامية:

1- عمر والى أسمع (ولشمع): من بني عبد الدار من قريش: كان معاصرا ملك الحبشة يكونوا ملاك (669- 684هـ/ 127.- 1285).

2- بزو بن عمر ولشع: كان معاصرا ملك الحبشة- يجبيا صيون (684- 694هـ/ 1285- 1294).

3- حق الدين بن عمر: كان معاصرا ملك الحبشة ودم أرعد (699- 714هـ/ 1299- 1314م) وعمدا صيون (1314- 1344).

4- صبر الدين محمد بن عمر: حكم أوفات في حدود عام 7..هـ/ 13..م وكان معاصرا لعمدا صيون (714- 745هـ/ 1314- 1344م).

5- جلال الدين بن عمر: كان معاصرا لعمدا صيون (1214- 1344م).

6- على بن صبر الدين محمد: ( كان معاصرا لسيف أرعد ملك الحبشة) (745- 774هـ/ 1344- 1372م).

7- أحمد حرب أرعد بن علي بن صبر الدين: (كان معاصرا لسيف أرعد) (745- 774هـ/ 1344- 1372م).

8- حق الدين الثاني بن أحمد: 766- 776هـ/ 1364- 1374م.

9- سعد الدين محمد بن أحمد: 776- 8.5هـ/ 1374- 14.2م.

فترة ضعف وهجرة أولاد سعد الدين إلى اليمن فترة استمرت حوالي 12 سنة([26]).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.univ-batna2.alafdal.net
MAZOUZ MOHAMED
...::|رئيس المنتدى|::...
...::|رئيس المنتدى|::...
MAZOUZ MOHAMED


مساهماتي : 5235
تاريخ الميلادي: : 01/07/1991
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
عمـــري: : 33
الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net

نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا   نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 17:29



سلطنة عَدَل:

8.5 هـ/ 14.2م

كانت عدل ضمن أقاليم سلطنة أوفات حتى عام 8.5هـ/14.2م وكانت تعرف باسم
((عدل الأمراء))([27]) وعندما سقطت دولة أوفات قامت بدلا منها دولة عدل
وبقيادة نفس الأسرة التي كانت تحكم أوفات. وكانت

هذه السلطنة الجديدة، أقل من سلطنة أوفات السابقة في المساحة والقوة
العسكرية والاقتصادية. فقد كانت تشمل الأراضي الواقعة بين ميناء زيلع وهرر
وتمتد جنوبا لتشمل جزءا مما يعرف الآن بالصومال الشمالي وإقليم الأوجادين.

وعلى كل حال فقد أخذت هذه السلطنة اسمها من ميناء عدل الذي كان يقع على رأس
خليج تاجورا قرب جيبوتي الحالية، وكانت عاصمتها تسمى دكر([28]) (بفتح
الكاف مع التشديد) حتى عام 927هـ/ 1531م عندما انتقلت العاصمة إلى مدينة
هرر في عهد السلطان أبي بكر ابن محمد. وبخلاف دكر وهرر كانت سلطنة عدل تشمل
عددا آخر من المدن الهامة مثل مدينة زيفة وكدد وزعكة وهوبت وشمنجود وسيم
وبها نهر يسمى نهر شيخ([29]).

وقد توسعت هذه السلطنة في عهد السلطان عمر دين بن محمد من ذرية سعد الدين
والإمام أحمد بن إبراهيم الغازي حتى ضمت كل ممالك الطراز الإسلامي ومعظم
أقاليم الحبشة النصرانية.

وانتهت عام 949هـ/ 1543م وانكمشت حدودها لتصبح دويلة صغيرة بين هرر وسواحل زيلع والصومال.

وقد تتابع على سلطنة عَدَل عدد من السلاطين كالتالي:

سلاطين سلطنة عدل الإسلامية:

1- صبر الدين الثاني على بن سعد الدين: 817- 825هـ /1414- 1421م.

2- منصور بن سعد الدين: 825- 828هـ / 1421- 1424م.

3- جمال الدين محمد بن سعد الدين: 828- 835هـ / 1424- 1431م.

4- شهاب الدين أحمد بدلاي بن صبر الدين على: 835- 848هـ/ 1431- 1444م.

5- محمد بن شهاب الدين بدلاى: 847- 875هـ/ 1443- 147.م فترة أضطرابات.

6- محمد بن أظهر الدين بن أبي بكر بن سعد الدين: 894- 924هـ/ 1488- 1518م.

7- أبو بكر محمد بنأظهر الدين: 924- 933هـ / 1518- 1526م.

8- عمر دين بن محمد بن أظهر الدين: عينه الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي سلطانا عام 933هـ / 1526م([30]).

مملكة فطجار:

935هـ/ 1529م

كانت هذه المملكة تقع حول الجزء الأوسط من نهر عواش في شماله وجنوبه، وكان
نصفها الشمالي يمتد شمالا حتى يصل قرب مدينة لال بلا (لاليبالا الحالية)،
وهو بذلك يفصل بين سلطنة أوفات وبين إقليم أمحرا (أمهرا) وشوا. أما نصفها
الذي يقع جنوب نهر عواش، فقد كان يتصل بمعظم الممالك الإسلامية التي تقع
جنوب هذا النهر. فكان يحده من الشرق سلطنة عدل وإقليم هرر، ومن الغرب مملكة
هدية وشرخة، ومن الجنوب الشرقي مملكة دوارو، ومن الجنوب الغربي مملكة
بالي.

ويلاحظ أنه لم يرد ذكر لهذه المملكة الهامة عند العمري والقلقشندى
والمقريزي، ولكن ورد ذكرها فقط عند عرب فقيه حيث وقعت على أرضها المعركة
الشهيرة التي تسمى معركة شمبر كوري والتي كانت أول نصر كبير لمسلمي الزيلع
على نصارى الحبشة عام 935هـ/ 1529م([31]).

وكانت مملكة فطجار مملكة قوية، فعدد فرسانها كانوا لا يقلون عن عشرة آلاف
فارس، ومشاتها فكثيرون. أما مدنها وقراها فكانت عديدة مثل مدينة أماجة وجان
زلق ومسين وبادقى وولأدة مشك والرزير وزقالة وأندوتنة وبرارة وشمبركرى.

سلطنة هرر:

927هـ - 152.م:

يأتي الموقع الجغرافي للمدينة الإسلامية بهرر على قطاع جغرافي متسع من
الأميال الممتدة إلى الداخل نسبياً عن ساحل البحر الأحمر وتشكل عند قمته في
هيئة مثلث تمتد أضلاعه وتستند عند مدينتي "زيلع zeila" و "بربرة
Berbera" حيث تقوم وتنتشر كقاعدة عريضة له، بضع أميال ممتدة باتجاه
المدينتين الساحليتين، وقد تمركزت هذه الإمارة الإسلامية المستقلة إلى
الجنوب الشرقي من بلاد الحبشة وإلى الغرب من ميناء زيلع الصومالي أو مباشرة
من الناحية الجنوبية الغربية، وربما في الاتجاه الشرقي من وسط البلاد، حيث
يطلق عليها اسم منطقة هرر كمدينة ومقاطعة، ليشمل الحافة الشرقية للهضبة
التي تلي المقاطعات الممتدة نسبياً صوب الشمال من بوغاز باب المندب حتى
الجهات الجنوبية الغربية من خليج عدن.

تكونت سلطنة هرر على إثر سقوط سلطنة عدل ومال سلاطينها إلى مهادنة الأحباش.

أصبحت مدينة هرر عاصمة منذ عام 927هـ/ 152.م، وأول أمرائها إعلاناً للجهاد
ضد نصارى الحبشة كان عقب وفاة السلطان محمد بن بدلاي عام 876هـ/ 1471م.

ثم ظهر عهد الإمام أحمد جران الذي بدأ حياته بالانتساب إلى أسرة الأمير
محفوظ، فتزوج ابنته وكسب تأييد أنصاره وتثقف ثقافة دينية غزيرة([32])، وصار
أخيرا من قواد الأمير أبون بعد موت الأمير محفوظ ولما قتل الأمير أبون على
يد السلطان أبي بكر، ترك الإمام أحمد مدينة هرر واستقر في مسقط رأسه في
(هوبت) التي تقع في إقليم شوا بين قلديسى وهرر، يجمع الأنصار ويرتب
المجاهدين، واستطاع كما رأينا أن يقتل السلطان أبا بكر بن محمد ويعين أخاه
عمر دين بن محمد بدلا منه، وتصبح السلطة الحقيقية في سلطنة عدل في يده.

اتبع الإمام بعد أن سيطر على مقاليد الأمور في هرر سياسة موفقة جمعت الناس
حوله. فقد طبق الشريعة الإسلامية في حكمه وخاصة في توزيع أموال الزكاة على
مستحقيها، وكان السلاطين قبله يجمعونها ويحتجزونها لأنفسهم ولبطانتهم؛ كما
طبق الشريعة بالنسبة لأموال الغنائم والفيء، فكان يخرج الخمس ويوزع الباقي
على الجند. وبذلك كسب حب الفقهاء والعلماء والمشايخ، كم كسب أيضا محبة
الشعب، فقد كان ((يجلس ويلطف بالمساكين ويرحم الصغير ويوقر الكبير ويعطف
على الأرملة واليتيم، وينصف المظلوم من الظالم حتى يرد الحق إلى مكانه، ولا
تأخذه في الله لومة لائم)). كما قضى على قطاع الطرق فأمنت البلاد وانصلح
حال الناس وانقادوا له وأحبوه ونسجوا حوله الأساطير وقالوا عن ((لا تسموه
السلطان ولا الأمير، ولكن سموه إمام المسلمين.. أو إمام آخر الزمان.. وأنه
هو الذي يصلح الله تعالى به بلاد الحبشة)). ولذلك اشتهر بلقب الإمام دون
غيره من الألقاب، ولم يتسم باسم السلطان أو الأمير([33]).

وكان أشهر الملوك المسلمين -في الحبشة- جميعاً (923- 949هـ/ 1526- 1543م)،
الذي أعاد لحكام مسلمي الحبشة سيرة الحكم الإسلامي الراشد وأدخل الأحباش
المسيحيين والوثنيين جميعا في الإسلام حتى لم يبق على مسيحيته إلا قرابة
عشرهم وبالرغم من انشغاله في الجهاد الإسلامي ورد عدوان الحبشة المسيحية
وحليفتها البرتغال على مسلمي الحبشة إلا أنه لم يدخر وسعاً في الإصلاح
الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والعمل على وفير حياة حرة كريمة
لرعيته، مما جعل حكمه فريداً بين حكم الملوك السابقين، وجعله أشهرهم
وأقواهم وأعدلهم على الإطلاق وقد وحد ممالك المسلمين جميعاً تحت سلطانه،
بل تربع على عرش الحبشة كلها وانتصر على الأحباش الذين كان المسلمون قبله
يؤدون لهم الإتاوة وأدخلهم تحت سلطانه، ودخلوا في الإسلام. ولو لا تدخل
البرتغاليين ومساعدتهم ملك الحبشة الطريد وفلول جيشه المهزوم لظلت الحبشة
مسلمة جميعها إلى يومنا هذا.

لقد أدى تدخل الفرق البرتغالية إلى استشهاد الإمام أحمد عام 1543م بالقرب
من بحيرة تانا فانهار جيشه ومحاربوه، وبعد ذلك أخذ مجد الممالك الإسلامية
في الضعف وتراجعت قبائل الصومال والعفر وسائر المسلمين في مناطق القرن
الإفريقي.

انتصار الأحباش على آخر حركة جهاد قوية قام بها المسلمون على يد الإمام
أحمد جران في الفترة (934- 949هـ/ 1527- 1542م) لم يؤد إلى نفس النتيجة
التي انتهى إليها انتصار الأسبان. فقد ضاعت بلاد الأندلس كدين ودولة كيان
سياسي إسلامي مستقل وعادت إلى النصرانية من جديد، وأصبحت أحد أقاليم دولة
أسبانيا، بينما في مناطق مملكة الطراز الإسلامي لم يتمكن الأحباش من القضاء
على دين الإسلام وظل المسلمون على دينهم حتى الآن.



مملكة دوارو:

كانت هذه المملكة تقع جنوب سلطنة أوفات وفي الجنوب الشرقي لمملكة فطجار،
وتتشابه ظروف الحياة فيها مع أخواتها من الممالك الإسلامية السابقة، وإن
كانت مساحتها أقل. فقد ذكر العمرى أن طولها يبلغ مسيرة خمسة أيام وعرضها
مسيرة يومين، ورغم ذلك فقد كانت تملك جيشا قويا لا يقل عن جيش أوفات في عدد
الفرسان والمشاة([34]).

وتميزت أيضاً باحتوائها على عدد كبير من المدن مثل مدينة ونبارية وكحل برى
وزميت وزهرق، أووالدة ، وباب سرى، ودل ميدة، وعندورة وزرى وجراورارى وزغبة
وأرقوى وأجيت وتن وأدل مبرق. ويمر بهذه المملكة أيضا بعض روافد نهر الوبى
شبيلى والتي كانت تسمى نهر بور ونهر بوس ونهر زميت([35]).

مملكة بالى:

تقع مملكة بالى جنوب مملكة فطجار ويفصلها عن مملكة دوارو نهر وبى شبيلى،
وتقع فيها منابع وروافد نهر جوبا الذي ينحدر جنوبا حتى يصب في المحيط
الهندي جنوبي بلاد الصومال. وقد أشار عرب فقيه إلى أحد روافد هذا النهر
وسماه نهر (ونبات) وقال عنه أنه نهر كبير كثير الماء مثل ويبى([36]). وعلى
ذلك فقد كانت هذه المملكة تشمل أرضاً واسعة تمتد بين نهر وبى شبيلى ونهر
جوبا وروافده. وقد أشار إلى اتساع مساحتها الأقدمون فقالوا أن مساحتها
مسيرة عشرين يوماً طولا وستة أيام عرضا، كما أشاروا إلى غناها ووفرة
خيراتها وطيب هوائها وخصب أراضيها، ولذلك كان سكانها كثيرون وجيشها كبير
العد، إذ بلغ فرسانه ثمانية عشر ألف فارس، ومشاتها أكثر من ذلك بطبيعة
الحال([37]).

وقد اشتملت هذه المملكة التي تسمى الآن باسم إقليم أو مديرية بالى على عدد
كبير من المدن، فجانب بالى العاصمة كانت تشمل مدن ميزا، وقاقمة، وزلة،
ومالو، وعقرى، وأدل جلات، ودل باد، وجدة. وكانت المدينة الأخيرة تقع على
بعد مسيرة ستة أيام غرب نهر الويبى شبيلى([38]).



مملكة داره:

وكانت هذه المملكة تقع جنوب مملكة بالى، ولم يذكر عنها العمرى أو غيره
كثيرا من المعلومات، ولكنه حدثنا عن ضيق مساحتها وعن ضعفها بالنسبة لغيرها
من ممالك الطراز الإسلامية، فقال أن طولها يبلغ مسيرة ثلاثة أيام، وعرضا
مثل ذلك، وهي أقل بلاد الطراز خيلا ورجلا، فعسكرها لا يزيد عن لفي فارس
وألفين من المشاة، وهي لا تختلف في حياتها وأسلوب معيشتها عن أخواتها من
ممالك الطراز الأخرى. ولعل موقعها المتطرف وبعدها عن الكثافة الإسلامية في
بلاد الطراز كان من أسباب ضعفها([39]).



مملكة هدية:

كانت مملكة هدية تقع جنوب إقليم شوا وإقليم الداموت وشمال إقليم كمباتا،
وغرب البحيرة التي تسمى الآن بحيرة Zway التي سماها عرب فقيه باسم نهر
زواى([40])، ومساحتها كانت تبلغ مسيرة ثمانية أيام طولا وتسعة أيام عرضا،
وهى بذلك أقل مساحة من سلطنة أوفات -كبرى ممالك الطراز- ورغم ذلك فقد كان
جيش هدية أكثر عددا، إذ بلغ عدد فرسانه أكثر من نصف هذا العدد([41]). ومع
هذه القوة العسكرية فقد وقعت هدية تحت نفوذ الأحباش منذ وقت مبكر وخاصة بعد
ضعف سلطنة عدل.



مملكة شرخة:

كانت هذه المملكة تقع جنوب مملكة هدية، كما كانت مساحتها محدودة وضيقة،
فطولها يبلغ مسيرة ثلاثة أيام وعرضها مسيرة أربعة أيام. وكان جيشها يحتوي
على ثلاثة آلاف فارس وعلى ضعف هذا العدد من المشاة. وكانت شرخة ((كأخواتها
دوارو وأرابينى في بقية أحوالها من الزى والمعاملة والحبوب والفواكه
والبقول وسائر ما لهم وما عليهم)).

وبعد فهذا ما كان معروفا عن ممالك الطراز الإسلامية من حيث موقعها ومساحتها
وقوتها العسكرية وبعض مدنها وأنهارها ومحاصيلها وطبيعتها الجغرافية،
وحياتها المعيشية ومستواها الحضاري. ومما هو جدير بالملاحظة أن القلقشندي
أضاف إلى ممالك الطراز جزائر دهلك ومدينة عوان المواجهة لبلاد اليمن، وكذلك
سلطنة مقدشو. وكل هذه البقاع كانت تدين بالإسلام وينتمي سكانها لنفس
العناصر التي ينتمي إليها سكان بلاد الطراز الإسلامي، وكانت دهلك وعوان تقع
في كثير من الأحيان تحت نفوذ حكام الحبشة، أما مقديشو فكانت سلطنة مستقلة
عن الأحباش والزيلع.

ولم تكن بعض ممالك الطراز الإسلامي هي الأخرى حياة الاستقلال في كثير من
الأحيان. فقد كان الأحباش يبادرونها بالغزو والقتال والهجوم والاضطهاد،
ويفرضون عليها سيطرتهم وإن كانوا يبقون حكمها في يد أسرات مسلمة تتوارث
الحكم فيها تحت المظلة الحبشية([42]).



الخاتمة



خلصت هذه الدراسة إلى تبيان قوة العلاقات والصلات بين إقليم القرن الإفريقي
والجزيرة العربية، خاصة فيما اصطلح عليه بالقرون الوسطى، بل من أوائل عهد
ظهور الإسلام والهجرات المتبادلة بين السكان فقد أدى الاختلاط الثقافي بين
الحبشة والعرب إلى نتائج بعيدة في اللغة فلغة الجعيز (Geez) أو لسان الجعيز
كان الإسم الذي عرفت به اللغة الحبشية القديمة، وتنسب هذه اللغة إلى قبيلة
الأجاعز (الأجعزيان) وهي إحدى القبائل العربية التي يروي أنها هاجرت إلى
بلاد الأحباش واستقرت في الجانب الشمالي الشرقي من الحبشة ثم ما لبثت أن
تعاظم نفوذها.

كانت هذه اللغة هي لغة الحديث والكتابة في الحبشة حتى القرن الثالث عشر
الميلادي حيث غلبت عليها اللغة الأمهرية لغة الدولة الأمهرية التي حكمت منذ
ذلك الحين وتعتبر الأمهرية أصلا للغتين ساميتين من لغات الحبشة هما
الجواراجواي ولغة هرر، ومن اللغات التي يتكلمها كثير من الأحباش لغة التجري
ولغة التجرينيا التي اشتقت من لغة الجعيز، وتعتبر لغة الجعيز هي اللغة
الأم للغّات المتحدثة في الحبشة وارتيريا وهي الأمهرية والتجرينية والتجرى
والثابت من النقوش القديمة التي عثر عليها في بعض مناطق الحبشة، في الدور
الأول من تاريخهم أثر، اللغة والكتابة السبئية وعثر على أسماء أماكن في
الحبشة لها نظائر في بلاد اليمن مثل أوم التي وردت في النقوش السبئية
للدلالة على حرم بلقيس أو أحد هياكل القمر([43]).

وبالمقابل فإن العرب ولغتهم تأثروا بلغة الحبشة، فقد ثمَّ الاقتراض اللغوي
من لغة الحبشة، وصارت الألفاظ المقترضة جزءً من اللغة العربية، وهذه ظاهرة
معروفة في تطور اللغات وتداعيها.

وكان من آثار دخول الإسلام إلى أرض الحبشة وكامل إقليم القرن الإفريقي أثره
الواضح في تحول هذه المجتمعات إلى قيم الحضارة الإسلامية، وتمثل نمطها
المتفرد في المعرفة والحكم والإدارة والتراتيب السلطانية.

ومن خلال استعراض ممالك وسلطنات الطراز الإسلامي ظهر أثر هذه الدول
الإسلامية في نشر الحضارة الإسلامية في المناطق التي امتد إليها ظلها
الإداري والثقافي.

لكن الصراع الذي نشب بين هذه الممالك والمجموعات الإسلامية مع الجانب الآخر
المسيحي والوثني والذي استمر لمدة ثلاثة قرون تقريباً انتهى بإضعاف كلا
الجانبين الإسلامي وغير الإسلامي.

إلا أن الكفة الراجحة في هذه الحرب الضروس كانت لنصاري الحبشة نتيجة للعون الخارجي القادم من الغرب المسيحي.

لكن هناك حقيقة للأسف لابد من ذكرها هنا وهي أن القوى الإسلامية في البلاد
الإسلامية الأخرى لم يكن لها أثر أو خدمة في نصرة إخوانهم في دول الطراز
الإسلامي، فأحيط بهم إما من قبل الممالك المسيحية في الشمال، وهي ممالك
الحبشة والنوبة، وإما الوثنية في الغرب والجنوب، أما الدول الإسلامية في
الجنوب الشرقي والشرق مثل مقديشو واليمن فقد كانت في حالة من الضعف لا
تمكنها من القيام بدور النصرة المطلوبة.

كما أن عدم الوحدة السياسية بل والتنافس الحاصل أحياناً بين ملوك دول
الطراز الإسلامي، كل هذا التشرذم السياسي كان عاملاً مهماً في ترجيح كفة
أعدائهم، تماماً كما التهم النصارى الأسبان ممالك الطوائف وقضوا على دولة
الإسلام في بلاد الأندلس.

لذلك فإن العامل الاقتصادي كان له أثر كبير، ذلك أن قوام اقتصاد ممالك شرق
إفريقيا يُبني على التجارة، وهذا النشاط الاقتصادي يحتاج إلى الأمن
والاستقرار السياسي ذلك ما لم يكن متوفراً في أغلب الأحيان.

لكن على كل حال فإن هناك آثاراً عظيمة حضارية وإنسانية واجتماعية تركتها
هذه الدول في المنطقة، فمن هذه الآثار التي أوجدتها ممالك الطراز الإسلامي
وغيرها من ممالك وسلطنات شرقي إفريقيا ما يمكن تلخيصه في التالي:



في مظاهر الحضارة:

انتقلت مظاهر الحضارة العربية الإسلامية إلى المنطقة فاهتم السكان في
المنطقة على اختلاف عناصرهم بالعلوم الإسلامية والعربية حتى أصبحت (براوة)
جزيرة عربية على ساحل إفريقيا الشرقي تجذب الطلاب إليها من مختلف الأنحاء.

وفي فن العمارة:

تجلت مظاهر الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا في فن العمارة وتخطيط المدن
وزخارف الأبواب والشبابيك، كما أدخل المسلمون من النقش والحفر والنحت وعقود
الصفاء العالية والفسيفساء مع الرخام الملون وظهر ذلك بوضوح في قصور
(مكوة) ومساجدها.

وكانت هذه في نشأتها عبارة عن مراكز تجارية محصنة تحصيناً قوياً وتحميها
قوة بحرية، ثم أخذت تنمو وتتسع في داخل أسوارها حتى تحولت تدريجياً إلى مدن
زاهرة ومداخل واسعة وحدائق غناء، وكانت أبوابها وإطارات نوافذها الخشبية
منقوشة نقشاً جميلاً ومزينة بالرسوم المعدنية البارزة.

وفي النشاط التجاري:

اشتغل المسلمون بالتجارة ونقل المحاصيل بطريق البحر مثل، العاج والذهب وريش
النعام والعسل والجلود والموز واللؤلؤ والصمغ واللبان، وقد ظهرت هذه السلع
في الأسواق العربية في الشام والعراق وكانت ميسه وزنجبار وغيرها من المدن
تشبه في أهميتها التجارية المدن الفينيقية مثل صور وصيدا في شرق البحر
المتوسط.

وفي الصناعة:

قام المسلمون باستخراج المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد، وقد ذكرت
المصادر أن معاش أهل الساحل من الذهب والحديد وكميات كبيرة من الذهب ترد
الدولة الإسلامية من سفالة حتى سميت (سفالة الذهب).

وفي مجال الثروة الحيوانية:

أدخل المسلمون إلى شرق إفريقيا تربية واعتنوا بتربية الإبل الماشية والأغنام وصارت الجلود من أهم صادرات المنطقة.

قيام مدن إسلامية خالصة:

عندما حل القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، كانت مدن الساحل قد
ثبتت مقوماتها وكرست سماتها الإسلامية فقضت على كل التأثيرات الخارجية
وجعلت جميع المدن مدناً إسلامية صرفه وهذه المدن من الشمال إلى الجنوب هي:
مقديشو، براوة، قسماتو، بات، لامو، زنجبار، موقيه، مكوة، موزمبيق، سفالة،
وكان أغلب هذه المدن تقع في الجزائر لاعتدال حراراتها من جهة ولسهولة
تحصينها عن طريق البحر من جهة أخرى، وبعضها يقع على مسافة متوسطة من الساحل
كجزيرة زنجبار وبعضها الأخر يقع على مقربة من الساحل مثل ميسه وكلوه
وغيرها.

في الاندماج الاجتماعي:

بمرور الزمن تزاوج العرب القادمون والمهاجرون إلى شرق إفريقيا مع السكان
المحليين فنتج عن ذلك شعب خليط من العرب وغيرهم في اندماج اجتماعي منقطع
المثل، في إطار من وحدة الثقافة والدين.

وفيما يلي تلخيص لأهم النتائج، وذكر التوصيات التي يرى الباحث أهميتها والنظر فيها بعين الاعتبار.

ظهر في هذه الممالك جماعة من العلماء والأدباء والكتاب البارعين في شتى فنون المعارف الإسلامية والعربية.

فمن هؤلاء المؤرخ المشهور عبد الرحمن الجبرتي (1168هـ- 1754م).

ومن الجبرته أيضاً الشيخ على الجبرتي. ومن أهالي زيلع فخر الدين أبو عمر
عثمان بن على بن محجن البارعي الزيلعي، الفقيه الأصولي المتكلم. ومنهم جوهر
بن حيدر علي الشنكي. ومنهم الحاج حسن بن لبن الكومبولشي المقرئ المجود
للقرآن، ومنهم الشيخ حسن بن حبيب الحنفي الجبرتي الوللوي ومنهم الإمام
البارع العلامة جمال الدين محمد بن عبد الله بن يوسف الحنفي الزيلعي (ت
762). من أشهر مؤلفاته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](نصب
الراية لأحاديث الهداية)) في أربع مجلدات، وقد اعتنى بهذا الكتاب جماعة من
كبار العلماء نظراً لجودته منهم العلامة قاسم بن قطلوبغا (ت 879هـ)،
والحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 842هـ) وغيرها.

ومن علماء هرر المعاصرين الشيخ محمد عارف عثمان موسى الهرري صنف بحثاً في
486 صفحة موسوم ب ((القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري في
تفسيره والرد عليه)) من أول القرآن إلى سورة التوبة، نال بها درجة
الماجستير، عالج فيه موضوع القراءات المتواترة التي تناولها الطبري وأنكر
عليه دعوى التواتر وتفضيل بعضها على بعض. كما بين مصدر القراءات وتنوعها
وغير ذلك من المباحث القيمة. طبع الكتاب في عام 14.6هـ 1986م الرياض.

وغيرهم كثير لا يمكن حصرهم في مثل هذه الدراسة المختصرة.

النتائج:

خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:

1- أحدثت ممالك الطراز الإسلامي نقلة نوعية في مجتمع إفريقي من
القبيلة والطقوس الوثنية، إلي مجتمع حضاري، في دولة مركزية موحدة ذات قيادة
عليا تمارس النظم الدستورية، وأساليب الحكم الشورية، وتطبيق العدالة
الإسلامية

2- نشرت اللغة العربية التي هي وعاء الدين، في مساحة شاسعة من
بلاد القرن الإفريقي حيث صارت العربية لغة مقدرة في المنطقة.

3- أصَّلت للنموذج القيادي الإسلامي، من حيث جودة الثقافة، وحسن الإدارة.

4- تأسيس قاعدة انطلاق دعوية وحضرية ومراكز إشعاع لكامل المنطقة شرقي إفريقيا.

5- بناء تقاليد راسخة للقيم الفاضلة والترابط الاجتماعي والوحدة الشعورية في الإقليم.

6- نشأت دول الطراز الإسلامي على أساس فكري متين مما جعلها ترتكز على
أعمدة فكرية وثقافية راسخة، مكنتها من تجاوز الاجتياح البرتغالي والايطالي
والإنجليزي إذ أنه برغم هذا الاستعمار والتسابق المحموم على إفريقيا فإن
روح الثقافة الإسلامية ظلت نافذة في الشعوب ولا يزال القرن الإفريقي عامراً
بالمساجد والمدارس الإسلامية وما تزال الثقافة الإسلامية أكبر عامل مشكل
لحركة المجتمع وما يزال المجتمع متمسكاً في أخلاقه ومراسيم زواجه ومناسباته
وتفاعلاته بالثقافة الإسلامية الأصلية.

7- اتضح من الدراسة أن أغلب الكتابات عن ممالك وسلطنات القرن
الإفريقي تدور حول الصراعات المسلمة بين تلك الممالك ومملكة الحبشة
النصرانية.

8- استطاع البحث أن يخرج بحصيلة هامة في تصنيف ممالك الطراز
الإسلامي، وخصائص هذه الممالك ومقوماتها، ومواطن انجازاتها ومواقع ضعفها.

9- استطاع البحث إلقاء الضوء على مجموعة من علماء وزعماء المنطقة، ودورهم العلمي والسياسي في نهضتها.

10- تبين من البحث غياب النصرة الإسلامية لمسلمي القرن الإفريقي حال
تصديهم للهجمة الغربية، خاصة البرتغال، ثم من بعد ذلك الإنجليز والفرنسيين
والإيطاليين.



التوصيات:

1- توصي الدراسة بالعناية بشؤون شعوب القرن الإفريقي خاصة
والصراعات المحلية مازالت تنهش في وحدتهم وثقافتهم وكيانهم كله.

2- كما توصى الدراسة أن تأخذ المنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم زمام المبادرة بالتصويب على دراسة تاريخ المنطقة وإعادة تدوينه
خالياً من شوائب الدراسات الغربية لهذا التاريخ.

3- المسارعة بإنشاء متحف يكون مقرة في هرر أو مقديشو لتجميع مقتنيات
المنطقة ووثائقها التاريخية وكافة ما يخدم تراثها وثقافتها المتميزة.

4- الرفع المعماري لما هو موجود من الحضارة المعمارية الإسلامية
لأشهر مدن القرن الإفريقي قبل أن يدركها التغيير والتبديل، نظراً لما تتميز
به هذه العمارة من دلالات حضارية وثقافية.

5- إقامة مركز لدراسات شرق إفريقيا في جامعة إفريقيا العالمية
يخدم الأغراض العلمية من الوجهة الأكاديمية لحاضر ومستقبل المنطقة.

6- إعطاء طلاب العلم من أبناء القرن الإفريقي خصوصية وأولوية في
القبول للدراسة الجامعية وفوق الجامعية بجامعة إفريقيا العالمية خاصة في
التخصصات العلمية البحتة ليستعيدوا بالعلم مجدهم الآفل.

7- وأخيراً... يوصى الباحث بصياغة بروتكول تعاون وتؤامة بين
جامعة إفريقيا العالمية في السودان، وجامعة مقديشو في الصومال.

وبعد. فهذا الذي ذكرنا مختصراً من أمر ممالك وسلطنات الطراز الإسلامي ما
يناسب أوراق العمل المطلوبة لمثل هذه الندوة المباركة، التي نسأل الله أن
يجزي القائمين على أمرها خير الجزاء، إنه جواد كريم رحيم وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



المصادر والمراجع



* مستشار لجنة أفريقيا الندوة العالمية للشباب الإسلامي– الرياض – المملكة العربية السعودية.



(1) الزبيدي، محمد حسين : هجرة العرب المسلمين إلى شرق إفريقيا، مجلة المؤرخ العربي، العدد (23) ص (99) 1983م بغداد، العراق.

([2]) نفس المرجع، ص 1.4.

([3]) ابن عبد البر: الدرر في اختصار المغازي والسير، ص22، الطبعة الثانية، بيروت لبنان.

([4]) ابن هشام: السيرة النبوية: جزء(1) ص 349، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 14.9هـ 1989م.

([5]) الزبيدي، محمد حسين: مرجع سابق ، ص 7.

([6]) الدكتور علي الشيخ أبو بكر: ضمن أبحاث ملتقى خادم الحرمين الشريفين، جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، 1423هـ.

([7]) الدكتور عبد الحافظ الأصم: ضمن أبحاث ملتقى خادم الحرمين الشريفين، جوهانسبرج جنوب إفريقيا، 1423هـ، ص 118- 119.

([8]) أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي: تنوير الغبش في فضل السودان
والحبش، حققه: مرزوق علي إبراهيم، طبعة دار الشريف، الطبعة الأولى 1419هـ
1998م. الرياض ص 246.

([9]) المصدر السابق: ص 72.

([10]) ابن سعد: الطبقات الكبرى، الجزء (2) ص 163دار صادر بيروت، بدون تاريخ.

([11]) الإمام محمد بن إسماعيل البخاري: الصحيح بشرح الكرماني الجزء (8) ص 112، 115.

([12]) الإمام النسائي: سنة النسائي بشرح السيوطي، الجزء (6) ص 44.

([13]) حسن محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ص 427. طبعة القاهرة 1963م.

* مملكة الحبشة:

مملكة الحبشة النصرانية كانت تحت حكم أسرة واحدة وخاصة منذ عام 669هـ/
127.م، بمعنى أنها لم تنقسم إلى ممالك مستقلة بعضها عن البعض الآخر كما كان
الأمر بالنسبة لممالك الطراز الإسلامية، بل كانت تنقسم إلى أقاليم أو
إمارات أو ممالك صغيرة على رأسى كل منها أمير أو ملك يحكمها نيابة عن ملك
ملوك الحبشة الذي كان يسمى نجاشي النجاشية أو الحطى.

فنجاشي النجاشية كانت له الكلمة العليا، وكان يحكم بلاد الحبشة كلها، وكان
يتم تنصيبه في بيت أمهرة أي العاصمة ولكنه لا يقيم فيها طوال الوقت، غذ كان
لا يستقر في مكان واحد فترة طويلة، بل كان ينتقل من إقليم إلى آخر ويتخذ
خيمة كبيرة كانت ترى من مسافة بعيدة يقيم فيها فترة من الزمن، ثم لا يلبث
أن ينتقل إلى إقليم آخر، وذلك حتى يباشر سلطته على كل أقاليم الحبشة وحتى
يجعل حكامها يحسون بسلطته وبنفوذه الذي لا يغيب عنهم طويلا. ولذلك كانت
الوحدة السياسية متوفرة إلى حد كبير في بلاد الحبشة.

([14]) نور الدين عوض الكريم إبراهيم: ضمن أبحاث الندوة العالمية عن التعليم الإسلامي، جامعة الملك فيصل، أنجمينا 1425هـ 2..1م.

([15]) نفس المصدر: الصفحات 8، 9، 11، 15.

([16]) رجب محمد عبد الحليم: العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع ونصارى
الحبشة في العصور الوسطى، دار النهضة العربية، القاهرة، 14.5هـ 1985م، ص
16/17.

([17]) العمري: مسالك الأبصار، الجزء (2) نقلاً عن د. نور الدين عوض الكريم، مرجع سابق.

([18]) ابن بطوطة: نقلاً عن المؤرخ العربي، مرجع سابق، ص 111/112.

([19]) العمري: جزء (2) ص 478مصدر سابق.

([20]) د. نور الدين عوض الكريم، ص 11 مرجع سابق.

([21]) رجب محمد عبد الحليم: مرجع سابق ص 26..

* بلاد الزيلع:

بلاد الزيلع كانت تمتد من ميناء مصوع شمالا إلى إقليم الأوجادين جنوباً،
ومن رأس غوردافوى شرقا حتى أطراف الهضبة الغربية غربا. بل إن الدولة
الإسلامية امتدت لتشمل بعض أجزاء من هذه الهضبة فيما كان يعرف بسلطنة شوا
الإسلامية التي كانت تقع في الجزء الشرقي من هضبة شوا حيث تقع مدينة أديس
أبابا الآن، وتشمل أيضاً ما كان يعرف بمملكة هدية ومملكة شرخا الإسلاميتين
اللتين كانتا تقعا جنوب هضبة شوا فيما يعرف الآن بأقاليم جالاتلما وجوراجيا
وكمباتا.

وبلاد الزيلع والحبشة تعرف الآن فيما يسمى بمنطقة القرن الأفريقي والتي تضم
دول أثيوبيا وأريتريا والصومال وجيبوتي. وطبيعي أن هذه الأسماء لم تكن
كلها معروفة في العصور الوسطى فقد كان هناك ما يعرف عند العرب والمسلمين
باسم الحبشة التي حرفها البرتغاليون على كلمة (Abyssinia)، وهناك بلاد
الزيلع التي نشأت فيها ممالك الطراز الإسلامية، وهناك أيضاً في أقصى الجنوب
سلطنة مقديشو، وفي أقصى الشمال ممالك البجة.

([22]) العمري: جزء (2) ص 485 مصدر سابق.

([23]) نور الدين عوض الكريم، ص 15مرجع سابق.

([24]) المقريزي: الإلمام، ص 14.

([25]) فتحي غيث: الإسلام والحبشة عبر التاريخ، ص 9-14 نقلاً عن رجب محمد عبد الحليم. مرجع سابق.

([26]) رجب محمد عبد الحليم: مرجع سابق ص 261.

([27]) عرب فقيه: ص 2.2، 2.3شهاب الدين أحمد، فتوح الحبشة، الهيئة المصرية للكتاب 1394هـ 1974م..

([28]) نفسه ص23، 5..

([29]) العمري: مسالك الأبصار جزء (2) ص 481، 482 مصدر سابق.

([30]) رجب محمد عبد الحليم: مرجع سابق ص 262.

([31]) شوقي عطا الله الجمل: سياسة مصر في البحر الأحمر في النصف الثاني
من القرن التاسع عشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1974م.

([32]) حسن محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، مرجع سابق، ص 427.

([33]) عرب فقيه: مصدر سابق، ص14، 17، 18، 33، 89.

([34]) العمري: جزء (2) 481- 482. والقلقشندي جزءه ص 326، 327.

([35]) عرب فقيه: ص 24، 83.

([36]) فتوح الحبشة: ص99.

([37]) العمري: جزء (2) ص 483.

([38]) عرب فقيه: ص 1.9.

([39]) العمري: جزء 2ص 483. والقلقشندي جزءه ص 329.

([40]) فتوح الحبشة: ص 28..

([41])
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.univ-batna2.alafdal.net
 
نشأة الممالك والدويلات الإسلامية في أفريقيا ممالك وسلطنات الطــراز الإســلامي في شرق إفريقيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نشأة الفلسفة الإسلامية
» علاقة الإمارة الأموية في الأندلس مع الممالك النصرانية في إسبانيا (138-300هـ/ 755-912م
» نشأة الكلية
» ديكورات من قلب إفريقيا
» رسميا.. جمال عبدون يغيب عن الخضر في أمم إفريقيا 2013

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جامعة باتنة 2 :: كلية الاداب والعلوم الانسانية :: قسم الفلسفة-
انتقل الى: