سلطنة عَدَل:
8.5 هـ/ 14.2م
كانت عدل ضمن أقاليم سلطنة أوفات حتى عام 8.5هـ/14.2م وكانت تعرف باسم
((عدل الأمراء))([27]) وعندما سقطت دولة أوفات قامت بدلا منها دولة عدل
وبقيادة نفس الأسرة التي كانت تحكم أوفات. وكانت
هذه السلطنة الجديدة، أقل من سلطنة أوفات السابقة في المساحة والقوة
العسكرية والاقتصادية. فقد كانت تشمل الأراضي الواقعة بين ميناء زيلع وهرر
وتمتد جنوبا لتشمل جزءا مما يعرف الآن بالصومال الشمالي وإقليم الأوجادين.
وعلى كل حال فقد أخذت هذه السلطنة اسمها من ميناء عدل الذي كان يقع على رأس
خليج تاجورا قرب جيبوتي الحالية، وكانت عاصمتها تسمى دكر([28]) (بفتح
الكاف مع التشديد) حتى عام 927هـ/ 1531م عندما انتقلت العاصمة إلى مدينة
هرر في عهد السلطان أبي بكر ابن محمد. وبخلاف دكر وهرر كانت سلطنة عدل تشمل
عددا آخر من المدن الهامة مثل مدينة زيفة وكدد وزعكة وهوبت وشمنجود وسيم
وبها نهر يسمى نهر شيخ([29]).
وقد توسعت هذه السلطنة في عهد السلطان عمر دين بن محمد من ذرية سعد الدين
والإمام أحمد بن إبراهيم الغازي حتى ضمت كل ممالك الطراز الإسلامي ومعظم
أقاليم الحبشة النصرانية.
وانتهت عام 949هـ/ 1543م وانكمشت حدودها لتصبح دويلة صغيرة بين هرر وسواحل زيلع والصومال.
وقد تتابع على سلطنة عَدَل عدد من السلاطين كالتالي:
سلاطين سلطنة عدل الإسلامية:
1- صبر الدين الثاني على بن سعد الدين: 817- 825هـ /1414- 1421م.
2- منصور بن سعد الدين: 825- 828هـ / 1421- 1424م.
3- جمال الدين محمد بن سعد الدين: 828- 835هـ / 1424- 1431م.
4- شهاب الدين أحمد بدلاي بن صبر الدين على: 835- 848هـ/ 1431- 1444م.
5- محمد بن شهاب الدين بدلاى: 847- 875هـ/ 1443- 147.م فترة أضطرابات.
6- محمد بن أظهر الدين بن أبي بكر بن سعد الدين: 894- 924هـ/ 1488- 1518م.
7- أبو بكر محمد بنأظهر الدين: 924- 933هـ / 1518- 1526م.
8- عمر دين بن محمد بن أظهر الدين: عينه الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي سلطانا عام 933هـ / 1526م([30]).
مملكة فطجار:
935هـ/ 1529م
كانت هذه المملكة تقع حول الجزء الأوسط من نهر عواش في شماله وجنوبه، وكان
نصفها الشمالي يمتد شمالا حتى يصل قرب مدينة لال بلا (لاليبالا الحالية)،
وهو بذلك يفصل بين سلطنة أوفات وبين إقليم أمحرا (أمهرا) وشوا. أما نصفها
الذي يقع جنوب نهر عواش، فقد كان يتصل بمعظم الممالك الإسلامية التي تقع
جنوب هذا النهر. فكان يحده من الشرق سلطنة عدل وإقليم هرر، ومن الغرب مملكة
هدية وشرخة، ومن الجنوب الشرقي مملكة دوارو، ومن الجنوب الغربي مملكة
بالي.
ويلاحظ أنه لم يرد ذكر لهذه المملكة الهامة عند العمري والقلقشندى
والمقريزي، ولكن ورد ذكرها فقط عند عرب فقيه حيث وقعت على أرضها المعركة
الشهيرة التي تسمى معركة شمبر كوري والتي كانت أول نصر كبير لمسلمي الزيلع
على نصارى الحبشة عام 935هـ/ 1529م([31]).
وكانت مملكة فطجار مملكة قوية، فعدد فرسانها كانوا لا يقلون عن عشرة آلاف
فارس، ومشاتها فكثيرون. أما مدنها وقراها فكانت عديدة مثل مدينة أماجة وجان
زلق ومسين وبادقى وولأدة مشك والرزير وزقالة وأندوتنة وبرارة وشمبركرى.
سلطنة هرر:
927هـ - 152.م:
يأتي الموقع الجغرافي للمدينة الإسلامية بهرر على قطاع جغرافي متسع من
الأميال الممتدة إلى الداخل نسبياً عن ساحل البحر الأحمر وتشكل عند قمته في
هيئة مثلث تمتد أضلاعه وتستند عند مدينتي "زيلع zeila" و "بربرة
Berbera" حيث تقوم وتنتشر كقاعدة عريضة له، بضع أميال ممتدة باتجاه
المدينتين الساحليتين، وقد تمركزت هذه الإمارة الإسلامية المستقلة إلى
الجنوب الشرقي من بلاد الحبشة وإلى الغرب من ميناء زيلع الصومالي أو مباشرة
من الناحية الجنوبية الغربية، وربما في الاتجاه الشرقي من وسط البلاد، حيث
يطلق عليها اسم منطقة هرر كمدينة ومقاطعة، ليشمل الحافة الشرقية للهضبة
التي تلي المقاطعات الممتدة نسبياً صوب الشمال من بوغاز باب المندب حتى
الجهات الجنوبية الغربية من خليج عدن.
تكونت سلطنة هرر على إثر سقوط سلطنة عدل ومال سلاطينها إلى مهادنة الأحباش.
أصبحت مدينة هرر عاصمة منذ عام 927هـ/ 152.م، وأول أمرائها إعلاناً للجهاد
ضد نصارى الحبشة كان عقب وفاة السلطان محمد بن بدلاي عام 876هـ/ 1471م.
ثم ظهر عهد الإمام أحمد جران الذي بدأ حياته بالانتساب إلى أسرة الأمير
محفوظ، فتزوج ابنته وكسب تأييد أنصاره وتثقف ثقافة دينية غزيرة([32])، وصار
أخيرا من قواد الأمير أبون بعد موت الأمير محفوظ ولما قتل الأمير أبون على
يد السلطان أبي بكر، ترك الإمام أحمد مدينة هرر واستقر في مسقط رأسه في
(هوبت) التي تقع في إقليم شوا بين قلديسى وهرر، يجمع الأنصار ويرتب
المجاهدين، واستطاع كما رأينا أن يقتل السلطان أبا بكر بن محمد ويعين أخاه
عمر دين بن محمد بدلا منه، وتصبح السلطة الحقيقية في سلطنة عدل في يده.
اتبع الإمام بعد أن سيطر على مقاليد الأمور في هرر سياسة موفقة جمعت الناس
حوله. فقد طبق الشريعة الإسلامية في حكمه وخاصة في توزيع أموال الزكاة على
مستحقيها، وكان السلاطين قبله يجمعونها ويحتجزونها لأنفسهم ولبطانتهم؛ كما
طبق الشريعة بالنسبة لأموال الغنائم والفيء، فكان يخرج الخمس ويوزع الباقي
على الجند. وبذلك كسب حب الفقهاء والعلماء والمشايخ، كم كسب أيضا محبة
الشعب، فقد كان ((يجلس ويلطف بالمساكين ويرحم الصغير ويوقر الكبير ويعطف
على الأرملة واليتيم، وينصف المظلوم من الظالم حتى يرد الحق إلى مكانه، ولا
تأخذه في الله لومة لائم)). كما قضى على قطاع الطرق فأمنت البلاد وانصلح
حال الناس وانقادوا له وأحبوه ونسجوا حوله الأساطير وقالوا عن ((لا تسموه
السلطان ولا الأمير، ولكن سموه إمام المسلمين.. أو إمام آخر الزمان.. وأنه
هو الذي يصلح الله تعالى به بلاد الحبشة)). ولذلك اشتهر بلقب الإمام دون
غيره من الألقاب، ولم يتسم باسم السلطان أو الأمير([33]).
وكان أشهر الملوك المسلمين -في الحبشة- جميعاً (923- 949هـ/ 1526- 1543م)،
الذي أعاد لحكام مسلمي الحبشة سيرة الحكم الإسلامي الراشد وأدخل الأحباش
المسيحيين والوثنيين جميعا في الإسلام حتى لم يبق على مسيحيته إلا قرابة
عشرهم وبالرغم من انشغاله في الجهاد الإسلامي ورد عدوان الحبشة المسيحية
وحليفتها البرتغال على مسلمي الحبشة إلا أنه لم يدخر وسعاً في الإصلاح
الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والعمل على وفير حياة حرة كريمة
لرعيته، مما جعل حكمه فريداً بين حكم الملوك السابقين، وجعله أشهرهم
وأقواهم وأعدلهم على الإطلاق وقد وحد ممالك المسلمين جميعاً تحت سلطانه،
بل تربع على عرش الحبشة كلها وانتصر على الأحباش الذين كان المسلمون قبله
يؤدون لهم الإتاوة وأدخلهم تحت سلطانه، ودخلوا في الإسلام. ولو لا تدخل
البرتغاليين ومساعدتهم ملك الحبشة الطريد وفلول جيشه المهزوم لظلت الحبشة
مسلمة جميعها إلى يومنا هذا.
لقد أدى تدخل الفرق البرتغالية إلى استشهاد الإمام أحمد عام 1543م بالقرب
من بحيرة تانا فانهار جيشه ومحاربوه، وبعد ذلك أخذ مجد الممالك الإسلامية
في الضعف وتراجعت قبائل الصومال والعفر وسائر المسلمين في مناطق القرن
الإفريقي.
انتصار الأحباش على آخر حركة جهاد قوية قام بها المسلمون على يد الإمام
أحمد جران في الفترة (934- 949هـ/ 1527- 1542م) لم يؤد إلى نفس النتيجة
التي انتهى إليها انتصار الأسبان. فقد ضاعت بلاد الأندلس كدين ودولة كيان
سياسي إسلامي مستقل وعادت إلى النصرانية من جديد، وأصبحت أحد أقاليم دولة
أسبانيا، بينما في مناطق مملكة الطراز الإسلامي لم يتمكن الأحباش من القضاء
على دين الإسلام وظل المسلمون على دينهم حتى الآن.
مملكة دوارو:
كانت هذه المملكة تقع جنوب سلطنة أوفات وفي الجنوب الشرقي لمملكة فطجار،
وتتشابه ظروف الحياة فيها مع أخواتها من الممالك الإسلامية السابقة، وإن
كانت مساحتها أقل. فقد ذكر العمرى أن طولها يبلغ مسيرة خمسة أيام وعرضها
مسيرة يومين، ورغم ذلك فقد كانت تملك جيشا قويا لا يقل عن جيش أوفات في عدد
الفرسان والمشاة([34]).
وتميزت أيضاً باحتوائها على عدد كبير من المدن مثل مدينة ونبارية وكحل برى
وزميت وزهرق، أووالدة ، وباب سرى، ودل ميدة، وعندورة وزرى وجراورارى وزغبة
وأرقوى وأجيت وتن وأدل مبرق. ويمر بهذه المملكة أيضا بعض روافد نهر الوبى
شبيلى والتي كانت تسمى نهر بور ونهر بوس ونهر زميت([35]).
مملكة بالى:
تقع مملكة بالى جنوب مملكة فطجار ويفصلها عن مملكة دوارو نهر وبى شبيلى،
وتقع فيها منابع وروافد نهر جوبا الذي ينحدر جنوبا حتى يصب في المحيط
الهندي جنوبي بلاد الصومال. وقد أشار عرب فقيه إلى أحد روافد هذا النهر
وسماه نهر (ونبات) وقال عنه أنه نهر كبير كثير الماء مثل ويبى([36]). وعلى
ذلك فقد كانت هذه المملكة تشمل أرضاً واسعة تمتد بين نهر وبى شبيلى ونهر
جوبا وروافده. وقد أشار إلى اتساع مساحتها الأقدمون فقالوا أن مساحتها
مسيرة عشرين يوماً طولا وستة أيام عرضا، كما أشاروا إلى غناها ووفرة
خيراتها وطيب هوائها وخصب أراضيها، ولذلك كان سكانها كثيرون وجيشها كبير
العد، إذ بلغ فرسانه ثمانية عشر ألف فارس، ومشاتها أكثر من ذلك بطبيعة
الحال([37]).
وقد اشتملت هذه المملكة التي تسمى الآن باسم إقليم أو مديرية بالى على عدد
كبير من المدن، فجانب بالى العاصمة كانت تشمل مدن ميزا، وقاقمة، وزلة،
ومالو، وعقرى، وأدل جلات، ودل باد، وجدة. وكانت المدينة الأخيرة تقع على
بعد مسيرة ستة أيام غرب نهر الويبى شبيلى([38]).
مملكة داره:
وكانت هذه المملكة تقع جنوب مملكة بالى، ولم يذكر عنها العمرى أو غيره
كثيرا من المعلومات، ولكنه حدثنا عن ضيق مساحتها وعن ضعفها بالنسبة لغيرها
من ممالك الطراز الإسلامية، فقال أن طولها يبلغ مسيرة ثلاثة أيام، وعرضا
مثل ذلك، وهي أقل بلاد الطراز خيلا ورجلا، فعسكرها لا يزيد عن لفي فارس
وألفين من المشاة، وهي لا تختلف في حياتها وأسلوب معيشتها عن أخواتها من
ممالك الطراز الأخرى. ولعل موقعها المتطرف وبعدها عن الكثافة الإسلامية في
بلاد الطراز كان من أسباب ضعفها([39]).
مملكة هدية:
كانت مملكة هدية تقع جنوب إقليم شوا وإقليم الداموت وشمال إقليم كمباتا،
وغرب البحيرة التي تسمى الآن بحيرة Zway التي سماها عرب فقيه باسم نهر
زواى([40])، ومساحتها كانت تبلغ مسيرة ثمانية أيام طولا وتسعة أيام عرضا،
وهى بذلك أقل مساحة من سلطنة أوفات -كبرى ممالك الطراز- ورغم ذلك فقد كان
جيش هدية أكثر عددا، إذ بلغ عدد فرسانه أكثر من نصف هذا العدد([41]). ومع
هذه القوة العسكرية فقد وقعت هدية تحت نفوذ الأحباش منذ وقت مبكر وخاصة بعد
ضعف سلطنة عدل.
مملكة شرخة:
كانت هذه المملكة تقع جنوب مملكة هدية، كما كانت مساحتها محدودة وضيقة،
فطولها يبلغ مسيرة ثلاثة أيام وعرضها مسيرة أربعة أيام. وكان جيشها يحتوي
على ثلاثة آلاف فارس وعلى ضعف هذا العدد من المشاة. وكانت شرخة ((كأخواتها
دوارو وأرابينى في بقية أحوالها من الزى والمعاملة والحبوب والفواكه
والبقول وسائر ما لهم وما عليهم)).
وبعد فهذا ما كان معروفا عن ممالك الطراز الإسلامية من حيث موقعها ومساحتها
وقوتها العسكرية وبعض مدنها وأنهارها ومحاصيلها وطبيعتها الجغرافية،
وحياتها المعيشية ومستواها الحضاري. ومما هو جدير بالملاحظة أن القلقشندي
أضاف إلى ممالك الطراز جزائر دهلك ومدينة عوان المواجهة لبلاد اليمن، وكذلك
سلطنة مقدشو. وكل هذه البقاع كانت تدين بالإسلام وينتمي سكانها لنفس
العناصر التي ينتمي إليها سكان بلاد الطراز الإسلامي، وكانت دهلك وعوان تقع
في كثير من الأحيان تحت نفوذ حكام الحبشة، أما مقديشو فكانت سلطنة مستقلة
عن الأحباش والزيلع.
ولم تكن بعض ممالك الطراز الإسلامي هي الأخرى حياة الاستقلال في كثير من
الأحيان. فقد كان الأحباش يبادرونها بالغزو والقتال والهجوم والاضطهاد،
ويفرضون عليها سيطرتهم وإن كانوا يبقون حكمها في يد أسرات مسلمة تتوارث
الحكم فيها تحت المظلة الحبشية([42]).
الخاتمة
خلصت هذه الدراسة إلى تبيان قوة العلاقات والصلات بين إقليم القرن الإفريقي
والجزيرة العربية، خاصة فيما اصطلح عليه بالقرون الوسطى، بل من أوائل عهد
ظهور الإسلام والهجرات المتبادلة بين السكان فقد أدى الاختلاط الثقافي بين
الحبشة والعرب إلى نتائج بعيدة في اللغة فلغة الجعيز (Geez) أو لسان الجعيز
كان الإسم الذي عرفت به اللغة الحبشية القديمة، وتنسب هذه اللغة إلى قبيلة
الأجاعز (الأجعزيان) وهي إحدى القبائل العربية التي يروي أنها هاجرت إلى
بلاد الأحباش واستقرت في الجانب الشمالي الشرقي من الحبشة ثم ما لبثت أن
تعاظم نفوذها.
كانت هذه اللغة هي لغة الحديث والكتابة في الحبشة حتى القرن الثالث عشر
الميلادي حيث غلبت عليها اللغة الأمهرية لغة الدولة الأمهرية التي حكمت منذ
ذلك الحين وتعتبر الأمهرية أصلا للغتين ساميتين من لغات الحبشة هما
الجواراجواي ولغة هرر، ومن اللغات التي يتكلمها كثير من الأحباش لغة التجري
ولغة التجرينيا التي اشتقت من لغة الجعيز، وتعتبر لغة الجعيز هي اللغة
الأم للغّات المتحدثة في الحبشة وارتيريا وهي الأمهرية والتجرينية والتجرى
والثابت من النقوش القديمة التي عثر عليها في بعض مناطق الحبشة، في الدور
الأول من تاريخهم أثر، اللغة والكتابة السبئية وعثر على أسماء أماكن في
الحبشة لها نظائر في بلاد اليمن مثل أوم التي وردت في النقوش السبئية
للدلالة على حرم بلقيس أو أحد هياكل القمر([43]).
وبالمقابل فإن العرب ولغتهم تأثروا بلغة الحبشة، فقد ثمَّ الاقتراض اللغوي
من لغة الحبشة، وصارت الألفاظ المقترضة جزءً من اللغة العربية، وهذه ظاهرة
معروفة في تطور اللغات وتداعيها.
وكان من آثار دخول الإسلام إلى أرض الحبشة وكامل إقليم القرن الإفريقي أثره
الواضح في تحول هذه المجتمعات إلى قيم الحضارة الإسلامية، وتمثل نمطها
المتفرد في المعرفة والحكم والإدارة والتراتيب السلطانية.
ومن خلال استعراض ممالك وسلطنات الطراز الإسلامي ظهر أثر هذه الدول
الإسلامية في نشر الحضارة الإسلامية في المناطق التي امتد إليها ظلها
الإداري والثقافي.
لكن الصراع الذي نشب بين هذه الممالك والمجموعات الإسلامية مع الجانب الآخر
المسيحي والوثني والذي استمر لمدة ثلاثة قرون تقريباً انتهى بإضعاف كلا
الجانبين الإسلامي وغير الإسلامي.
إلا أن الكفة الراجحة في هذه الحرب الضروس كانت لنصاري الحبشة نتيجة للعون الخارجي القادم من الغرب المسيحي.
لكن هناك حقيقة للأسف لابد من ذكرها هنا وهي أن القوى الإسلامية في البلاد
الإسلامية الأخرى لم يكن لها أثر أو خدمة في نصرة إخوانهم في دول الطراز
الإسلامي، فأحيط بهم إما من قبل الممالك المسيحية في الشمال، وهي ممالك
الحبشة والنوبة، وإما الوثنية في الغرب والجنوب، أما الدول الإسلامية في
الجنوب الشرقي والشرق مثل مقديشو واليمن فقد كانت في حالة من الضعف لا
تمكنها من القيام بدور النصرة المطلوبة.
كما أن عدم الوحدة السياسية بل والتنافس الحاصل أحياناً بين ملوك دول
الطراز الإسلامي، كل هذا التشرذم السياسي كان عاملاً مهماً في ترجيح كفة
أعدائهم، تماماً كما التهم النصارى الأسبان ممالك الطوائف وقضوا على دولة
الإسلام في بلاد الأندلس.
لذلك فإن العامل الاقتصادي كان له أثر كبير، ذلك أن قوام اقتصاد ممالك شرق
إفريقيا يُبني على التجارة، وهذا النشاط الاقتصادي يحتاج إلى الأمن
والاستقرار السياسي ذلك ما لم يكن متوفراً في أغلب الأحيان.
لكن على كل حال فإن هناك آثاراً عظيمة حضارية وإنسانية واجتماعية تركتها
هذه الدول في المنطقة، فمن هذه الآثار التي أوجدتها ممالك الطراز الإسلامي
وغيرها من ممالك وسلطنات شرقي إفريقيا ما يمكن تلخيصه في التالي:
في مظاهر الحضارة:
انتقلت مظاهر الحضارة العربية الإسلامية إلى المنطقة فاهتم السكان في
المنطقة على اختلاف عناصرهم بالعلوم الإسلامية والعربية حتى أصبحت (براوة)
جزيرة عربية على ساحل إفريقيا الشرقي تجذب الطلاب إليها من مختلف الأنحاء.
وفي فن العمارة:
تجلت مظاهر الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا في فن العمارة وتخطيط المدن
وزخارف الأبواب والشبابيك، كما أدخل المسلمون من النقش والحفر والنحت وعقود
الصفاء العالية والفسيفساء مع الرخام الملون وظهر ذلك بوضوح في قصور
(مكوة) ومساجدها.
وكانت هذه في نشأتها عبارة عن مراكز تجارية محصنة تحصيناً قوياً وتحميها
قوة بحرية، ثم أخذت تنمو وتتسع في داخل أسوارها حتى تحولت تدريجياً إلى مدن
زاهرة ومداخل واسعة وحدائق غناء، وكانت أبوابها وإطارات نوافذها الخشبية
منقوشة نقشاً جميلاً ومزينة بالرسوم المعدنية البارزة.
وفي النشاط التجاري:
اشتغل المسلمون بالتجارة ونقل المحاصيل بطريق البحر مثل، العاج والذهب وريش
النعام والعسل والجلود والموز واللؤلؤ والصمغ واللبان، وقد ظهرت هذه السلع
في الأسواق العربية في الشام والعراق وكانت ميسه وزنجبار وغيرها من المدن
تشبه في أهميتها التجارية المدن الفينيقية مثل صور وصيدا في شرق البحر
المتوسط.
وفي الصناعة:
قام المسلمون باستخراج المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد، وقد ذكرت
المصادر أن معاش أهل الساحل من الذهب والحديد وكميات كبيرة من الذهب ترد
الدولة الإسلامية من سفالة حتى سميت (سفالة الذهب).
وفي مجال الثروة الحيوانية:
أدخل المسلمون إلى شرق إفريقيا تربية واعتنوا بتربية الإبل الماشية والأغنام وصارت الجلود من أهم صادرات المنطقة.
قيام مدن إسلامية خالصة:
عندما حل القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، كانت مدن الساحل قد
ثبتت مقوماتها وكرست سماتها الإسلامية فقضت على كل التأثيرات الخارجية
وجعلت جميع المدن مدناً إسلامية صرفه وهذه المدن من الشمال إلى الجنوب هي:
مقديشو، براوة، قسماتو، بات، لامو، زنجبار، موقيه، مكوة، موزمبيق، سفالة،
وكان أغلب هذه المدن تقع في الجزائر لاعتدال حراراتها من جهة ولسهولة
تحصينها عن طريق البحر من جهة أخرى، وبعضها يقع على مسافة متوسطة من الساحل
كجزيرة زنجبار وبعضها الأخر يقع على مقربة من الساحل مثل ميسه وكلوه
وغيرها.
في الاندماج الاجتماعي:
بمرور الزمن تزاوج العرب القادمون والمهاجرون إلى شرق إفريقيا مع السكان
المحليين فنتج عن ذلك شعب خليط من العرب وغيرهم في اندماج اجتماعي منقطع
المثل، في إطار من وحدة الثقافة والدين.
وفيما يلي تلخيص لأهم النتائج، وذكر التوصيات التي يرى الباحث أهميتها والنظر فيها بعين الاعتبار.
ظهر في هذه الممالك جماعة من العلماء والأدباء والكتاب البارعين في شتى فنون المعارف الإسلامية والعربية.
فمن هؤلاء المؤرخ المشهور عبد الرحمن الجبرتي (1168هـ- 1754م).
ومن الجبرته أيضاً الشيخ على الجبرتي. ومن أهالي زيلع فخر الدين أبو عمر
عثمان بن على بن محجن البارعي الزيلعي، الفقيه الأصولي المتكلم. ومنهم جوهر
بن حيدر علي الشنكي. ومنهم الحاج حسن بن لبن الكومبولشي المقرئ المجود
للقرآن، ومنهم الشيخ حسن بن حبيب الحنفي الجبرتي الوللوي ومنهم الإمام
البارع العلامة جمال الدين محمد بن عبد الله بن يوسف الحنفي الزيلعي (ت
762). من أشهر مؤلفاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](نصب
الراية لأحاديث الهداية)) في أربع مجلدات، وقد اعتنى بهذا الكتاب جماعة من
كبار العلماء نظراً لجودته منهم العلامة قاسم بن قطلوبغا (ت 879هـ)،
والحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 842هـ) وغيرها.
ومن علماء هرر المعاصرين الشيخ محمد عارف عثمان موسى الهرري صنف بحثاً في
486 صفحة موسوم ب ((القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري في
تفسيره والرد عليه)) من أول القرآن إلى سورة التوبة، نال بها درجة
الماجستير، عالج فيه موضوع القراءات المتواترة التي تناولها الطبري وأنكر
عليه دعوى التواتر وتفضيل بعضها على بعض. كما بين مصدر القراءات وتنوعها
وغير ذلك من المباحث القيمة. طبع الكتاب في عام 14.6هـ 1986م الرياض.
وغيرهم كثير لا يمكن حصرهم في مثل هذه الدراسة المختصرة.
النتائج:
خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
1- أحدثت ممالك الطراز الإسلامي نقلة نوعية في مجتمع إفريقي من
القبيلة والطقوس الوثنية، إلي مجتمع حضاري، في دولة مركزية موحدة ذات قيادة
عليا تمارس النظم الدستورية، وأساليب الحكم الشورية، وتطبيق العدالة
الإسلامية
2- نشرت اللغة العربية التي هي وعاء الدين، في مساحة شاسعة من
بلاد القرن الإفريقي حيث صارت العربية لغة مقدرة في المنطقة.
3- أصَّلت للنموذج القيادي الإسلامي، من حيث جودة الثقافة، وحسن الإدارة.
4- تأسيس قاعدة انطلاق دعوية وحضرية ومراكز إشعاع لكامل المنطقة شرقي إفريقيا.
5- بناء تقاليد راسخة للقيم الفاضلة والترابط الاجتماعي والوحدة الشعورية في الإقليم.
6- نشأت دول الطراز الإسلامي على أساس فكري متين مما جعلها ترتكز على
أعمدة فكرية وثقافية راسخة، مكنتها من تجاوز الاجتياح البرتغالي والايطالي
والإنجليزي إذ أنه برغم هذا الاستعمار والتسابق المحموم على إفريقيا فإن
روح الثقافة الإسلامية ظلت نافذة في الشعوب ولا يزال القرن الإفريقي عامراً
بالمساجد والمدارس الإسلامية وما تزال الثقافة الإسلامية أكبر عامل مشكل
لحركة المجتمع وما يزال المجتمع متمسكاً في أخلاقه ومراسيم زواجه ومناسباته
وتفاعلاته بالثقافة الإسلامية الأصلية.
7- اتضح من الدراسة أن أغلب الكتابات عن ممالك وسلطنات القرن
الإفريقي تدور حول الصراعات المسلمة بين تلك الممالك ومملكة الحبشة
النصرانية.
8- استطاع البحث أن يخرج بحصيلة هامة في تصنيف ممالك الطراز
الإسلامي، وخصائص هذه الممالك ومقوماتها، ومواطن انجازاتها ومواقع ضعفها.
9- استطاع البحث إلقاء الضوء على مجموعة من علماء وزعماء المنطقة، ودورهم العلمي والسياسي في نهضتها.
10- تبين من البحث غياب النصرة الإسلامية لمسلمي القرن الإفريقي حال
تصديهم للهجمة الغربية، خاصة البرتغال، ثم من بعد ذلك الإنجليز والفرنسيين
والإيطاليين.
التوصيات:
1- توصي الدراسة بالعناية بشؤون شعوب القرن الإفريقي خاصة
والصراعات المحلية مازالت تنهش في وحدتهم وثقافتهم وكيانهم كله.
2- كما توصى الدراسة أن تأخذ المنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم زمام المبادرة بالتصويب على دراسة تاريخ المنطقة وإعادة تدوينه
خالياً من شوائب الدراسات الغربية لهذا التاريخ.
3- المسارعة بإنشاء متحف يكون مقرة في هرر أو مقديشو لتجميع مقتنيات
المنطقة ووثائقها التاريخية وكافة ما يخدم تراثها وثقافتها المتميزة.
4- الرفع المعماري لما هو موجود من الحضارة المعمارية الإسلامية
لأشهر مدن القرن الإفريقي قبل أن يدركها التغيير والتبديل، نظراً لما تتميز
به هذه العمارة من دلالات حضارية وثقافية.
5- إقامة مركز لدراسات شرق إفريقيا في جامعة إفريقيا العالمية
يخدم الأغراض العلمية من الوجهة الأكاديمية لحاضر ومستقبل المنطقة.
6- إعطاء طلاب العلم من أبناء القرن الإفريقي خصوصية وأولوية في
القبول للدراسة الجامعية وفوق الجامعية بجامعة إفريقيا العالمية خاصة في
التخصصات العلمية البحتة ليستعيدوا بالعلم مجدهم الآفل.
7- وأخيراً... يوصى الباحث بصياغة بروتكول تعاون وتؤامة بين
جامعة إفريقيا العالمية في السودان، وجامعة مقديشو في الصومال.
وبعد. فهذا الذي ذكرنا مختصراً من أمر ممالك وسلطنات الطراز الإسلامي ما
يناسب أوراق العمل المطلوبة لمثل هذه الندوة المباركة، التي نسأل الله أن
يجزي القائمين على أمرها خير الجزاء، إنه جواد كريم رحيم وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصادر والمراجع
* مستشار لجنة أفريقيا الندوة العالمية للشباب الإسلامي– الرياض – المملكة العربية السعودية.
(1) الزبيدي، محمد حسين : هجرة العرب المسلمين إلى شرق إفريقيا، مجلة المؤرخ العربي، العدد (23) ص (99) 1983م بغداد، العراق.
([2]) نفس المرجع، ص 1.4.
([3]) ابن عبد البر: الدرر في اختصار المغازي والسير، ص22، الطبعة الثانية، بيروت لبنان.
([4]) ابن هشام: السيرة النبوية: جزء(1) ص 349، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 14.9هـ 1989م.
([5]) الزبيدي، محمد حسين: مرجع سابق ، ص 7.
([6]) الدكتور علي الشيخ أبو بكر: ضمن أبحاث ملتقى خادم الحرمين الشريفين، جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، 1423هـ.
([7]) الدكتور عبد الحافظ الأصم: ضمن أبحاث ملتقى خادم الحرمين الشريفين، جوهانسبرج جنوب إفريقيا، 1423هـ، ص 118- 119.
([8]) أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي: تنوير الغبش في فضل السودان
والحبش، حققه: مرزوق علي إبراهيم، طبعة دار الشريف، الطبعة الأولى 1419هـ
1998م. الرياض ص 246.
([9]) المصدر السابق: ص 72.
([10]) ابن سعد: الطبقات الكبرى، الجزء (2) ص 163دار صادر بيروت، بدون تاريخ.
([11]) الإمام محمد بن إسماعيل البخاري: الصحيح بشرح الكرماني الجزء (8) ص 112، 115.
([12]) الإمام النسائي: سنة النسائي بشرح السيوطي، الجزء (6) ص 44.
([13]) حسن محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ص 427. طبعة القاهرة 1963م.
* مملكة الحبشة:
مملكة الحبشة النصرانية كانت تحت حكم أسرة واحدة وخاصة منذ عام 669هـ/
127.م، بمعنى أنها لم تنقسم إلى ممالك مستقلة بعضها عن البعض الآخر كما كان
الأمر بالنسبة لممالك الطراز الإسلامية، بل كانت تنقسم إلى أقاليم أو
إمارات أو ممالك صغيرة على رأسى كل منها أمير أو ملك يحكمها نيابة عن ملك
ملوك الحبشة الذي كان يسمى نجاشي النجاشية أو الحطى.
فنجاشي النجاشية كانت له الكلمة العليا، وكان يحكم بلاد الحبشة كلها، وكان
يتم تنصيبه في بيت أمهرة أي العاصمة ولكنه لا يقيم فيها طوال الوقت، غذ كان
لا يستقر في مكان واحد فترة طويلة، بل كان ينتقل من إقليم إلى آخر ويتخذ
خيمة كبيرة كانت ترى من مسافة بعيدة يقيم فيها فترة من الزمن، ثم لا يلبث
أن ينتقل إلى إقليم آخر، وذلك حتى يباشر سلطته على كل أقاليم الحبشة وحتى
يجعل حكامها يحسون بسلطته وبنفوذه الذي لا يغيب عنهم طويلا. ولذلك كانت
الوحدة السياسية متوفرة إلى حد كبير في بلاد الحبشة.
([14]) نور الدين عوض الكريم إبراهيم: ضمن أبحاث الندوة العالمية عن التعليم الإسلامي، جامعة الملك فيصل، أنجمينا 1425هـ 2..1م.
([15]) نفس المصدر: الصفحات 8، 9، 11، 15.
([16]) رجب محمد عبد الحليم: العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع ونصارى
الحبشة في العصور الوسطى، دار النهضة العربية، القاهرة، 14.5هـ 1985م، ص
16/17.
([17]) العمري: مسالك الأبصار، الجزء (2) نقلاً عن د. نور الدين عوض الكريم، مرجع سابق.
([18]) ابن بطوطة: نقلاً عن المؤرخ العربي، مرجع سابق، ص 111/112.
([19]) العمري: جزء (2) ص 478مصدر سابق.
([20]) د. نور الدين عوض الكريم، ص 11 مرجع سابق.
([21]) رجب محمد عبد الحليم: مرجع سابق ص 26..
* بلاد الزيلع:
بلاد الزيلع كانت تمتد من ميناء مصوع شمالا إلى إقليم الأوجادين جنوباً،
ومن رأس غوردافوى شرقا حتى أطراف الهضبة الغربية غربا. بل إن الدولة
الإسلامية امتدت لتشمل بعض أجزاء من هذه الهضبة فيما كان يعرف بسلطنة شوا
الإسلامية التي كانت تقع في الجزء الشرقي من هضبة شوا حيث تقع مدينة أديس
أبابا الآن، وتشمل أيضاً ما كان يعرف بمملكة هدية ومملكة شرخا الإسلاميتين
اللتين كانتا تقعا جنوب هضبة شوا فيما يعرف الآن بأقاليم جالاتلما وجوراجيا
وكمباتا.
وبلاد الزيلع والحبشة تعرف الآن فيما يسمى بمنطقة القرن الأفريقي والتي تضم
دول أثيوبيا وأريتريا والصومال وجيبوتي. وطبيعي أن هذه الأسماء لم تكن
كلها معروفة في العصور الوسطى فقد كان هناك ما يعرف عند العرب والمسلمين
باسم الحبشة التي حرفها البرتغاليون على كلمة (Abyssinia)، وهناك بلاد
الزيلع التي نشأت فيها ممالك الطراز الإسلامية، وهناك أيضاً في أقصى الجنوب
سلطنة مقديشو، وفي أقصى الشمال ممالك البجة.
([22]) العمري: جزء (2) ص 485 مصدر سابق.
([23]) نور الدين عوض الكريم، ص 15مرجع سابق.
([24]) المقريزي: الإلمام، ص 14.
([25]) فتحي غيث: الإسلام والحبشة عبر التاريخ، ص 9-14 نقلاً عن رجب محمد عبد الحليم. مرجع سابق.
([26]) رجب محمد عبد الحليم: مرجع سابق ص 261.
([27]) عرب فقيه: ص 2.2، 2.3شهاب الدين أحمد، فتوح الحبشة، الهيئة المصرية للكتاب 1394هـ 1974م..
([28]) نفسه ص23، 5..
([29]) العمري: مسالك الأبصار جزء (2) ص 481، 482 مصدر سابق.
([30]) رجب محمد عبد الحليم: مرجع سابق ص 262.
([31]) شوقي عطا الله الجمل: سياسة مصر في البحر الأحمر في النصف الثاني
من القرن التاسع عشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1974م.
([32]) حسن محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، مرجع سابق، ص 427.
([33]) عرب فقيه: مصدر سابق، ص14، 17، 18، 33، 89.
([34]) العمري: جزء (2) 481- 482. والقلقشندي جزءه ص 326، 327.
([35]) عرب فقيه: ص 24، 83.
([36]) فتوح الحبشة: ص99.
([37]) العمري: جزء (2) ص 483.
([38]) عرب فقيه: ص 1.9.
([39]) العمري: جزء 2ص 483. والقلقشندي جزءه ص 329.
([40]) فتوح الحبشة: ص 28..
([41])