هناك سؤال يظل تكراره من قبل المصورين الهواة او الضيوف الكرام سؤال
قائما لكل مصور يحمل كامرته على كتفه أو معلقة في عنقه هل أنت مصور صحفي
وهل أنت ناجح في عملك هذا؟ وهل أنت متمكن من عملك أينما كنت؟ وهل استطعت
أن تأخذ مكانك المتميز بين كلمات المحرر وقلمه؟ هذا السؤال المزدوج يراد
منه قبل أي شيء آخر أن يستبطن المصور الصحفي، العوالم الموضوعية والعلمية،
مصورا صحفيا ناجحا.
على المصور الصحفي أن يضع في الحسبان دائما أنه
مهما وصل إلى الدرجة التي يتمناها من النجاح والشهرة فان الأمر يتطلب أن
يعد نفسه انه مازال مصورا مبتدئا يتلقى مبادئ التصوير الفوتوغرافي
الأساسية وإلا فإن إحساسه بأنه قد وصل إلى مرحلة الكمال تعني السقوط في فخ
الغر وبالتالي كتابة نهايته بيده كمصور صحفي ناجح.
في الاعتبار الأول
للوصول إلى مصاف المصورين الصحفيين المشهورين أن يضع المصور الصحفي
المتمرس لمهنته أن صورة وبغض النظر عن المنحى الذي تتضمنه لن تنتشر إذا
كانت تنقصها التقنية الفنية الكافية التي من شأنها أن تبقى الصورة
المستوحاة من الطبيعة حية لا تموت أبدا.
وعلى ضوء ذلك عليه أن يجعلها
صورة طبق الأصل من الواقع وبأسلوب فني رفيع وطبع متقن ومتطور. ولما كان
التنافس في هذه المهنة بين الزملاء على من الفهم لمهنته وتفاصيلها أن يعلم
جيدا أن زميله المحرر ومهما حاول اختياره هو كمصور للصور التي التقطها
سيكون افضل، وحين نسأل لماذا؟ يكون الجواب لأنه وحده من يقرر قيمة الصورة
الملتقطة من حيث المعنى والجمالية الفنية، فمهما كان اختيار المحرر جيدا
فقد تبقى اختيارات المصور هي الأفضل وعندما يختار المصور صورة فان عليه أن
يضع في ذهنه المعنى لكل صورة التقطها والمساحة التي سوف تخصص للصور
والتعليق والفراغات بين الصور، وان لا يبقى عند حدود إعطاء الصور للمحرر
فقط، ذلك لأن مهنته لا تنتهي عند هذا الحد، كما يحق له التعليم على صورة
وإيضاح معانيها. وعلى المصور الصحفي أن يدرك جيدا ومن خلال ما تعلمه الشطر
الأساسي للنشر إلا وهم الإثارة والتفرد، أي أن يكون لديه الإلمام أيضا ليس
فقط بعلمه التقني، بل تكون لديه القدرة والقابلية على الحكم على علمه
ويعلم ما تتطلبه مهنته الأساسية ألا وهي التصوير الصحفي.
هناك العديد
من الخبرات لمصورين متمرسين، إلا أن افضل ما سمعناه كان من مصور صحفي قضى
قرابة 20 عاما في هذه المهنة في أعلى درجات الرقي.. وكان قد قضى سنينا
طوال وواجه مشاكل عديدة في تحليل الصورة أثرها قال في معرض تعليقه إبراز
براعته وقدرته في الاحتفاظ بجمالية تدرج الألوان ما بين الأبيض والأسود
والتي هي سبع درجات لونية ويتساءل لماذا؟
يجيب على تساؤله بالقول مع
مرور الأيام سيفقد قدرته على استغلال الألوان والتعامل معها بما يجعل
تصويره كالتصوير الفوري هي الطريقة القديمة في التصوير الفوتوغرافي على
ألواح قضية، دعوتي أوضح لكم الآن عمل المصور الحفي.. هكذا يطلق المصور
الصحفي الشهير دعوته فيقول، أن الإجابة على الأسئلة التقليدية المعروفة
وهي من كيف، متى أين، ولماذا بالضبط كما يفعل المحرر في تنفيذه لواجبه،
ويجيب عليها بالكلمات فان المصور كذلك يجب أن يجيب عليها بالكلمات، فان
المصور كذلك بإمكانه الإجابة عليها بكاميرته، ومن هنا ستبرز قدرته ونجاحه
أن استطاع فعلا أن يخضع نفسه لامتحان الاستفهامات الصحفية.
على
المصور الصحفي أن يوضح العلاقة بين الناس والبيئة والمحيط من الأشياء
وعندها يسأل الصحفيون عن عمله يقول لهم وبدون تردد {حسنا حسنا أننا
المصورون الصحفيون متهمون بأننا نصور الصور التي لا تظهر الناس أنفسهم بل
تظهر الأشياء من حولهم والحوادث في حياتهم ولكن هذه الصور للأشياء
والحوادث هي التي أثرت على حياة الناس أنفسهم وإذا لم تكن هذه الصور
بشكلها ومضمونها الحالي فلا اعتقد أن هناك مواضيع ومواد ثمينة لعمل المصور
الصحفي.
وليعلم القارئ العزيز ومصورنا الصحفي أن هناك أحداثا كثيرة
لا تؤثر فيه بطرية أو بأخرى، ولا ترفده بالمعلومات أو تدغدغ مشاعره تزيده
علما أو معرفة كما تؤثر فيه الصورة المنشورة مع موضوع يحكي نفس الانطباع
أي أن الصورة في هذه الحالة لم تكن مكملة وليست ذات ذراع طويلة في
الموضوع.
وإذا أريد أن أقول في نهاية مقالي هذا أقول للمصورين الذين
يحملون الكاميرات في الشوارع والأزقة عليهم أن يحترفوا هذه المهنة العظيمة
من باب حب المهنة واحترامها وليس فقط من الجانب المادي فقط.
وبطبيعة
الحال تقدم العلم في هذا المجال واصبحت الكامرات الفيلمية متطورة بالاضافة
الى الكاميرات الرقمية ووصل الحال الى جهاز التلفون النقال فيه امكانية
التصوير ولو ليس بالمستوى المطلوب الا انه يقضي الغرض من ناحية صورة صحفية
تفيد الخبر المراد نشره.
منقول