أهداف القصة:
يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا من وراء هذه القصة عدة معاني منها:
1. لابد أن تكون صاحب رسالة، ولا تحيا لكي تأكل، وتشرب، وتتزوج، وتنجب، وتموت
فقط، هذه ليست حياة لإنسان يريد أن يحمل رسالة.
2. عش بالحق وضَحي من أجل الحق ولو بحياتك، وواجه الظلم ولكن بحكمة، وبدون عنف، واكشف الباطل بحكمة أيضًا.
3. عش من أجل الناس وخدمتهم، ولا تخدم الظالمين.
4. الحياة قصيرة، لذلك إياك أن تهين نفسك من أجل الظلم، أو من أجل لقمة العيش، لأن الحياة لا تساوي شيئًا.
5. الإعلام له دور أيضًا، فمن الممكن أن يخدع ويضل الناس، أو أن يأخذ بأيديهم إلى الهداية والصلاح، وكلاهما في القصة . نهاية القصة:
انتهت القصة، ولكن هل انتصر الملك؟ وهل هذه هي النهاية؟ اختار الله هذه النهاية وثمة ما نستنتجه منها:
1. هذه ليست النهاية، ولكن هناك يوم للحساب، فهذه النهاية ما هي إلا فصل من الفصول.
2. من هذه النهاية لنا أن نسأل أنفسنا: هل نحمل الحق والرسالة ولكن نشترط أن ننتصر الانتصار الظاهري؟ أم أننا نحمل الرسالة كمبدأ؟ فعمل الخير والإصلاح ومساعدة الناس مبدأ.
3. لنعلم أن كلمة لا إله إلا الله غالية، فجليس الملك والراهب والغلام أفراد، أما نهاية القصة ففيها تضحية شعب بأكمله.
انتصارات الغلام والناس:
1. انتصر الغلام بإخضاع الملك لإرادته بأنه لم يتنازل عن مبدأه.
2. انتصر الغلام والناس بكسبهم الجنة، فالشهداء في الفردوس الأعلى من الجنة.
3. انتصر الغلام والناس بذكرهم في التاريخ.
4. انتصر الغلام حين نجح في إحداث التغيير لكن دون عنف.
5. انتصر الغلام حين نجح في أن يجعل من دائرة تأثيره أكبر وأكبر حتى أصبحت أوسع من دائرة الملك وأصبح هو المؤثر.
6. انتصروا حينما علمونا أن الحياة قصيرة.
سورة البروج:
{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ } (البروج 1- 14).
(الْبُرُوجِ): أي البرج العالي الذي منه تراقب الأحداث، فالسماء كلها شاهدة على ما فعله الملك.
(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ): فالقصة لم تنتهِ ولايزال هناك يوم للحساب.
(وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ): فكل الأرض شاهدة.
(إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ): الملك ومجلسه وتلذذه بالمشهد.
(وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ): فالله يشهد وليس بغافل عما يحدث، فلنتعلم أننا مهما ظلمنا فإن الله هنا يسمع ويرى ويشهد.
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ): فالله يفتح للجميع باب التوبة مهما فعلوا ومن لم يتب فله عذاب الحريق.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ): القصة لم تنتهِ فلهم جنات.
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ): هناك فصل قادم يوم القيامة القصة لم تنتهِ.
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ): وهو الودود للغلام، وستكون عند عرش الرحمن يا من مت في سبيل الله.
نهاية الملك:
1. أصبح الملك ملكا بلا شعب.
2. بدأت تطارده الكوابيس بالحرق.
3. علمت الحبشة المسيحية بما حدث فتحركت جيوشها إلى اليمن، وأزالت مُلك هذا الملك، فهرب الملك ودخل بفرسه البحر وانتحر.
4. دخلت المسيحية إلى اليمن وصارت قصة الغلام قصة الإيمان، مما جعل بعد ذلك دخول الإسلام لليمن سهلا وقلوب أهلها رقيقة عاشقة للإيمان بسبب الغلام.
توصيات الحلقة:
1. كن واثقاً من نفسك واعمل على جعل دائرة تأثيرك كبيرة.
2. عَمِّر قلبك بـ "لا إله إلا الله".
3. من سيعمل لله وللناس سيجري الله على يده كرامات كثيرة لم يكن ليتخيل أن تكون على يديه.
4. عش للناس وعش للإصلاح ولا تنعزل واصلح بين الناس بالحب وليس بالعنف.
5. عش للناس وكن صاحب رسالة من اليوم، أقسمت عليك وعلى كل من سمع هذه القصة التي رواها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون لكم رسالة.