قال الشافعي :
ومن كان يهوي أن يرى متصدرا ويكره ( لا أدري ) أصيبت مقاتله
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما زادني علما بجهلي
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علا زلقا عن غرة زلجا
ولا يغرنك صفوا أنت شاربه فربما كان بالتكدير ممتزجا
قال البحتري
أهز بالشعر أقواما ذوي وسن في الجهل لو ضربوا بالسيف ما شعروا
علي نحت القوافي من مقاطعها و ما علي إذا لم تفهم البقر
كم من عليل قد تخطاه الردى فنجا ومات طبيبه والعود
قال أبو العتاهية :
إن الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع مكروه أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان يبرئ منه فيما قد مضى
ذهب المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى
يقول جمال الدين بن نباتة :
ألا رب ذي ظلم كمنت لحربه فأوقعه المقدور أي وقوع
و ما كان لي إلا سلاح تهجد و أدعية لا تتقى بدروع
وهيهات أن ينجو الظلوم وخلفه سهام دعاء من قسي ركوع
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع
مازال يظلمني وأرحمه حتى رثيت له من الظلم
وكم من لئيم ود أني شتمته وإن كان شتمي فيه صاب وعلقم
وللكف عن شتم اللئيم تكرما أضر له من شتمه حين يشتم
سكت عن السفيه فظن أني عييت عن الجواب وما عييت
فإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمدا يموت
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم و اكتساب معيشة وعلم وآداب و صحبة ماجد
أبو تمام :
وطول مقام المرء في الحي مُخلِق لديباجته فاغترب تتجدد
أوقد فإن الليل ليل قر والريح يا غلام ريح صر
عسى يرى نارك من يمر فإن جلبت ضيفا فأنت حر
لو يرزق الناس حسب عقولهم ألفيت أكثر من ترى يتصدق
قال المعتمد بن عباد :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرور فجاءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس لايملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلا فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يسر به فإنما بات بالأحلام مغرورا
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمر
وكم في الأرض من خضر ويابس وليس يرجح إلا ماله ثمر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعه الدرر
يا خاطب الدنيا الدنية إنها شرك الردى وقرارة الأكدار
دار متى ما اضحكت في يومها أبكت غدا بعدا لها من دار
رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار جنة خلد إن عملت بما يرضي الإله وإن قصرت فالنار
هما محلان ما للناس غيرهما فانظر لنفسك أي الدار تختار
وإني لأرجو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
تأخرت استبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدم
يصاب الفتى من عثرة بلسانه وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه وعثرته بالرجل تبرأ على مهل
حنتني حانيات الدهر حتى كأني خاتل يدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني ولست مقيدا أني بقيد
طرفة :
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المُرخى وثِنياه باليد
وعما قليل ينتهي الأمر كله فما أول إلا ويتلوه آخر
قال النابغة :
المرء يأمل أن يعيش وطول عيش قد يضره
تفنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام حتى لا يرى شيئا يسره
كم شامت بي إن هلكت وقائل لله دره
أنت للمال إن أمسكته فإذا أنفقه فالمال لك
مثل الرزق الذي تطله مثل الظل الذي يمشي معك
أنت لا تدركه متبعا فإذا وليت عنه تبعك
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
إبدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويفتدى بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
· وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
· فلما تفرقنا كأن ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
· استعمالات ( ما ) في اللغة العربية :
محامل (ما) عشر إذا رمت عدها فحافظ على بيت سليم من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها بكف ونفي زيد تعظيم مصدر
بالشام أهلي ، وبغداد الهوى ، وأنا بالرقمتين ، و بالفسطاط جيراني
و أينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من طيب أوطاني
أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
و تجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغبتها و إذا ترد إلى قليل تقنع
من تلقى منهم تقل لاقيت سيدهم
مثل النجوم التي يسري بها الساري
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تسعى الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلى ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
ما العلم في مشلح ضاف نبخره
ولا انحناء رؤوس ترقب القبل
العلم صبر وزهد في ثياب تقى
لا خير في العلم إن لم يتبع العمل
· قال أحدهم :
كتاب قد حوى دررا بعين الحسن ملحوظة
لهذا قلت تنبيها حقوق الطبع محفوظة
وقائلة انفقت في الكتب ما حوت يمينك من مال فقلت دعيني
لعلي أرى فيها كتابا يدلني لأخذ كتابي آمنا بيميني
إن سمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
إن يسمعوا سُبّة طاروا بها فرحا عنّي وما سمعوا من صالح دفنوا
فما الشم الشوامخ عند ريح تمر على جوانبها تمور
ولا البحر الِخضَم يعاب يوما إذا بالت بجانبه القرود
أبعد بياض الشعر أعمر مسكنا سوى القبر إني إن فعلت لأحمق
يخبرني شيبي بأني ميت و شيكا و ينعاني إلي فيصدق
ما لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه
وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعه أدرى به