يــقــــال أن الـصـــداقـة مــــن أسمـــى الـعــــلاقـــات الإنـســـانيـة، فــيـهـا نــحــس بــالأمــــان و بـهـــا نـحـس بـالسـعـادة و طـعـم الأمـان و لـكن .... مـاذا لـو كـانت الصــداقة هــي الســـبـب فــــي إحسـاســك بــالخــــوف عــوضـــا عــن الأمــــان ؟ و ســبـب لــتـعـاسـتـك وإحســـاســك بمــرارة الأيــام عــوضــا عــــــن السعــــادة؟ انـه لـــشعــــور مخــيــف إنــه خليــط مــن الحــزن و الالـــم و الضيـــاع ........
ربـمــا يــكــون الــوصف مــن خــلال هـذه الكــلمــات سـهــلا لـكــن أن تـعـيــش هــذا الــواقـع فـهــذه هـي الصـعـوبــة، بــل يـــمـكـن أن نـــسـمـــيـهـا الإنــكســار، مــاهـــو شـــعـــورك عــنـــدمــا تــرسـم لـــنـفــســك تــــصـورا و أحـلام ورديــة مـــع صديـــق إختـرتــه بـنفســـك و أعتبرتـــه جــزءا مــن روحــك بــل أحــبـبـتــه كــأنــه أحـــد إخــواتـــك و فـجـــأة و بـدون ســـابـــق إنـــذار تــــرى أن أحـــلامـــك تتـهــــدم امـــام عيــنيــــك، و أنــــت واقـــف تنــظــر إلــيـهــا بعـجـز لا ترى و لا تــستــطيــع أن تـــفعــل شيئـــا لإنـــقاذهـــا؟ وتـــرى قصــورك الــــورديـــة قـــد تحـــولت إلـــى رمــــاد يتطـــايـــر مـــع الهـــواء، فتـــركــض خلـــف الـــرمــــاد المتطــــايــــر فــي محــاولـــة بائســـة لإعــــادة بنـــاء هـــذه القصـــور لـــكـــن دون فائـــــدة، و لـــكــن فــــي النهـــايـــة تجـــد مــــن فعـــل بـــك هـــذا هــو صــديــــقـــك ..... أذالــــك الـــــــذي كـنــت قـــــد أســكـنـتــه قــلــبـــك و إعــتــبرتـــه جـــزءا مـــن حيـــاتــك دون أن تـــنتـظــــر المقـــابـــــل..... إنــــــه فـعــــلا شــــيء مـحـيـــر ..... فـمـــا أقــسـى هــذا الشـعـور.
مــا هـــو شعـــورك إذن حــين تـــجــلـس لـــساعـــات و ســاعـــات و ســـاعـــات بـإنــتظـــار صــديــقـــك، و تـمـــر الـــدقـــائـــق أعــــوام مــن شـــدة لـــهفــتــك لــرؤيــة صــديــقــك ...... ثـــم يـــأتـــي صــديــقــك فــتــقـفــز مــــن مكـــانـــك إتــجــاه هــذا الصــديــق راكــضــا فــاتـحــا ذراعـيــك لإحتــضــانــه، فـيـركـــض هـــو كــذلـــك إتــجـاهــــك لــكــن لــيــس لــيـضــمـــك الــــى صــــدره، لـــكـــن لــيطــعــنــك بــخــنــجــر مــسمــوم بالــغـــدر و الــخيــانــة، فــتســقـــط مـــن مـــكــانـــك و أنـــت غــيــر مـــصـــدق لــمـــا حـــدث، تــحـــاول أن تــكـــذب نــفـــســـك و تـــوهــمــهـــا بــالخــطــأ، و تــقــنـعــها بــأنــه يــستــحـيــل أن يـفـعــل بــك هــذا صــديــق دربـــك ورفــيــق أيــامــــك، لـــكــن كــل شـــيء واضـــح و لا يــحـتـــاج الـــى تـفـســــيــر .....
ربــــمــا الأن قــــد أحــسســـت بـــمــرارة هــــذه المـــواقـــف، وبــشـــاعة الــصــورة، بـــرأي أن كـــــل هـــذه الــتـســـاؤلات و الــمــواقـــف يــجـــب أن تــخــتــصــــر فـــي كـــلـــمـــة واحـــدة " غـــــدر الـــزمـــــــــــان " نــــعــــم إنـــــه الــزمــــــان الـــذي أفــقـــدنـــي ثــقــتــي بــكـــل مـــن حــــــولـــى حــتــى أقــــرب الــنـــــاس إلـــى قــلـبــــي، البـــشــــر إحســاســهــــم مـــتذبـــذب و خـــايــــن، فــــمـــن الصـــعــــب أن تــــجـــد الأمـــــــان بـــيـــن جــــمــيـــع الــبــشـــــر.
أعـــلـــــم أن حـــــكـــمــي هـــذا فــيــه ظـــلــم لـلــكـــثـيـر و الـــــعديـــد، صــحــيــح أن لـيـــــس الجـمـيــــع ســـــواســيـــة لــــكـــن أســـتــطيـــــع أن أقـــــول الأغـــلــبــيـــة هــكـــذا و مــــــع الأســــف الـــــــشــــــديــــــــــد.
أمـــــل ان تــعجــــبـــكـــــــم
إحتــــــــرامـــــــاتي