أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تطوير
إنتاج لقاح مضاد لإنفلونزا الخنازير يجري علي قدم وساق الآن, وأن بعض الدول قد
تبدأ في استخدامه في غضون أسابيع قليلة. وذكرت الدكتورة ماري بول كييني مدير
مبادرة المنظمة لبحوث اللقاحات أن مصنعي اللقاح الجديد قد انتهوا بالفعل من إنتاج
بضع دفعاته, وأن التجارب الإكلينيكية قد بدأت عليه فعلا في كل من استراليا والصين
وألمانيا والولايات المتحدة وانجلترا للتأكد من سلامته وآمانه ومدي تحقيقه
للاستجابة المناعية المطلوبة لحماية الناس, وأضافت الدكتورة كييني أنه مازال هناك
الكثير من الأمور غير معلومة حتي هذه اللحظة, ففي وقت سابق كانت المنظمة قد قدرت
أنه طبقا لأفضل السيناريوهات الموضوعة لسير المرض فإن94 مليون جرعة أسبوعيا يمكن
أن تحقق الحماية المطلوبة للبشر ضد المرض, ولكنها الآن تفضل تجنب الخوض في أي
استنتاجات, حيث تعمل الجهات المصنعة للقاح بمعدلات أقل من معدلات إنتاج لقاح
الإنفلونزا الموسمية, غير أنه قد تم مؤخرا تحضير سلالة أفضل من مخزون الفيروس
المجمع, قامت بتحضيرها معامل المعهد القومي البريطاني لمعايير الجودة
البيولوجية, وتم شحنها مؤخرا للشركات المصنعة.
وتوضح الدكتورة كييني أن
نتائج التجارب الإكلينيكية الأولية التي أوضحت أن حجم وعدد الجرعات التي يحتاجها كل
فرد سوف تسمح للمنظمة بوضع تقدير أفضل للكمية المطلوبة من اللقاح عالميا, وحذرت
مديرة مبادرة بحوث اللقاحات من وجود أية اختلافات بين الدفعات المستخدمة في تطعيم
الناس والدفعات المعدة من اللقاح, وطالبت الهيئات المحلية بكل دولة بالترخيص أولا
لتصنيع اللقاح.
والقت الدكتورة كييني تقريرا موجزا عن أنظمة التعقب السريع
التي وضعتها الهيئات التنظيمية المختلفة, وهي الأنظمة التي تم إدخالها في السنوات
القليلة الماضية كاستجابة لإدراك حقيقة أن منظمي العمل قد يكونون في حاجة للتحرك
السريع عندما يبدأ الوباء, وأكدت أن التعقب السريع لن يؤثر سلبيا علي آمان وسلامة
اللقاحات المنتجة, ولكن علي الدول المستخدمة لها أن تكون متيقظة تماما بشأن البحث
والتحري عن أي تقارير تشير إلي وجود أثار جانبية أو تأثيرات معاكسة للقاحات.
وتدرك منظمة الصحة العالمية ـ علي حد قولها ـ أن بعضا من تلك التقارير تكون حتمية
ولا يمكن تجاهلها, فبينما تكون بعض التقارير حقيقية, من الممكن أن يكون البعض
الآخر في شكل ما يعرف باسم مشاكل المشاركات الوقتية التي تبدو وكأنها تحدث بسبب
اللقاح, لأنها تحدث بعد أن يحصل الشخص علي جرعة اللقاح المضاد للأنفلونزا,
ولكنها في حقيقة الأمر كان يمكن أن تحدث بصرف النظر عن تعاطيه.