مع طول الزمن ومغريات الحياة فان النفوس تفتر وتمل وتتعب وتكل وكثرة متع الدنيا وصد الشيطان فحينها تضعف النفس عن اداء الواجبات والقيام بالطاعات ومن حكمة الله ورحمته ان جعل لها ما يقوي ضعفها ويشحذ عزمها ويزيد من ايمانها ومن ذلك الصيام
ونحن نتحدث عن فوائد الصيام واسراره تلك العبادة التي جعلها الله ركنا من اركان الاسلام وفرضها على المسلمين وقيمها في ثلاثين يوما وكل عام حيث قال في كتابه العزيز (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وهذه فريضة دينية قديمة واهميتها كبيرة واثرها في النفس عظيم.
ولقد تكلم العلماء والمربون عن الفائدة التربوية والمنافع النفسية للصوم حتى اطلق عليه مدرسة الصوم لما فيها من فوائد كثيرة وقيم رفيعة المستوى والتربية، لذا يعتبر الصوم من مصادر التربية ويجب علينا ان نتلمس الفوائد العظيمة في تهيئة النفس البشرية وتدريبها على الصبر والايمان والاحسان ومكارم الاخلاق ونكران الذات والابتعاد عن الرذائل فينبغي علينا ان نتعرف على اسرار وفوائد الصيام.
الفائدة الاولى
التقوى غذاء الروح
التقوى. وهي الاساس في فريضة الصوم وهذه هي الغاية المرادة من الصوم وايضا لجميع العبادات كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
والتقوى هي الخشية وحقيقة التقوى ان يعرف العبد ربه وعظمته وجبروته وقدرته ويبتعد عن معصيته ويعرف رحمته ومغفرته ونعمه التي لاتحصى ولاينال العبد التقوى الا بالمداومة على الطاعة واقامة الفرائض فالمتقي يحذر من شوك الطريق والذنوب والمعاصي التي تحول بينه وبين ربه فدائما هو في حذر فهو يشعر دائما رقابة الله عليه ويخافه ويتقيه في فعله وقيامه وقعوده حتى في مأكله ومشربه والتقوى هي زاد الروح الذي يسير به الى ربه ويصل سالما بقوله تعالى (وتزودوا فان خير الزاد التقوى) كما ان البدن لايصح الا بالغذاء يحفظ قوته فكذلك القلب لاتتم حياته الا بغذاء من الايمان والاعمال الصالحة تحفظ قوته فالصوم يعد نفس المسلم لتقوى الله ويتطهر بها فان جميع القوانين والدساتير لا تستطيع ان تطهر نفس الانسان الا في الظاهر ولكن الصوم والتقوى بالله يطهرها من الداخل ويجعل فيها الامل.
وسر ختام اية الصيام بالتقوى وان اعداد نفوس الصائمين لتقوى الله يظهر من وجوه متعددة اعظمها شأنا ان الصيام لسره موكول الى نفس الصائم وضميره لا رقيب عليه الا الله فهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه احد سواه لانه يستطيع ان يفطر سراً مختفيا عن اقرب قريب ولكنه يلتزم الامانة في حفظ الصيام مهما سنح له ما يشتهي او يغري فمواصلة ذلك شهرا كاملا فيه تربية على هذه الخصلة العظيمة والصيام بما فيه من استجابة لأوامر الله ترك لمحبوبات النفس ومطلوباتها بدون رقابة سوى الله وينشئ التقوى في القلوب.
فالصوم منهج الهي يوقظ الضمير ويحيي الشعور وينبه الاحساس وبذلك تتطهر الحياة من البغي والفساد والظلم ويربي في النفس التقوى والمراقبة وكيف نغض ابصارنا اذا رأينا محرما كيف تمتنع عن الحرام اذا لم نترب على مبدأ المراقبة وخشية الله في السر والعلن؟ وهذا ما يعلمنا شهر رمضان.
الفائدة الثانية
اخلاص وتضحية بالنفس
* تحقيق الاخلاص والبعد عن الرياء.
اذ يمتنع الصائم عن الشهوات المباحة والمحببة للنفس انما يمتنع عنها لله وحده في الوقت الذي لايراه فيه احد اخلاصا لله وهذا هو المطلوب في جميع العبادات الظاهرة والباطنة وهذا كون حالهم مخلصين فيه لم يؤمروا بالعبادة فقط بل بالاخلاص فيها والصوم تربية على الاخلاص لله في جميع الاعمال وليس في الصيام رياء وفي الاثر لسلفنا الصالح كان الناس من اهل المدينة يعيشون ولا يدرون من اين كان معاشهم فلما مات علي بن الحسين زين العابدين فقدوا ماكانوا يؤتون به في الليل ووجدوا في ظهره عند غسله اثاراً مما كان يحمل بالليل من الجراب الى المساكين وعن احد المسلمين انه صام 40 سنة ولا يعلم به احد فكان يحمل معه طعامه ويذهب الى السوق فيتصدق به فكان يظن اهله انه اكل في السوق ويظن اهل السوق انه اكل عند اهله فهذا هو الاخلاص الحقيقي فالصيام لله وحده فهذه امثلة يضربها لنا علي بن الحسين زين العابدين والمسلمون في الاخلاص والتضحية بالنفس وحب الله والكرم والجود واجر الصائم مدخر لصاحبه يوم القيامة وهذه اعمال يعملها المسلمون سرا حتى لايدخلها الرياء وهي بحد ذاتها الاخلاص بعينه لله وفي الاثر سأل احد المسلمين شيخه فقال ما بال كلام السلف انفع من كلامنا فقال له شيخه (لانهم تكلموا لعز الاسلام. ونجاة النفوس. ورضا الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس. وطلب الدنيا. ورضا الخلق)
والاعمال تتفاوت في الاخلاص والمحبة وحب العمل والتضحية من اجل الناس ولكن هذا لا يعني ان يترك الانسان عمله وهناك اعمال يعملها العبد سرا فالافضل ان تكون سرا حتى لايدخلها الرياء الا اذا كانت هناك مصلحة في عملها امام الناس واذا عملت العمل في السر وانت تشعر بالاخلاص لله فآعمل به على انهاء ما بدأته من التضحية والعمل والاخلاص فهذه هي رحمة من الله العلي القدير التي بعثها لك ليطهر قلبك بالايمان والمحبة والتسامح وعمل الخير.
الفائدة الثالثة
اهمية الوقت
الفوضى تعم حياة الكثيرين منا وعدم الالتزام بالمواعيد والاوقات، فان رمضان هو الدرس للانضباط والدقة والاحترام للاخر في المواعيد فهو درس في الالتزام ويعلم الناس المحافظة عليها ولو وقعت امام مثال واحد نرى كيف ان رمضان يعلم الناس النظام والدقة. قال النبي (ص) اذا اذن بلال تمسكوا ولكن امسكوا اذا اذن ابن ام مكتوم.
كم الفرق بين اذان ابن ام مكتوم وآذان بلال قال الراوي ما بينهما الا ان ينزل هذا ويصعد هذا: اذن هي دقائق وانظر كيف كان النبي محمد (ص) يعلم اصحابه اهمية الوقت والدقة في المواعيد فالصيام وقت والافطار وقت والادق من هذا لو ان الصائم افطر قبل الموعد بدقيقتين فان صيامه يبطل. هكذا كان يربي النبي محمد (ص) اصحابه على الدقة في المواعيد والمسارعة الى الخير مطلوبة من المسلم في كل وقت فبادروا الى فعل الخيرات فهي مطلوبة من المسلم كل وقت وكونوا من السباقين في الدنيا الى فعل الخيرات حتى تكون ايضا من السباقين في الاخرة والامر بالاستباق قدر زائد على الامر بفعل الخيرات فان الاستباق اليها يتضمن فعلها وتكملتها وايقاعها على اكمل الاحوال والمبادرة اليها فمن سبق في الدنيا الى الخيرات فهو السابق في الاخرة الى الجنات وان الصيام لا يربينا فقط على الحفاظ على الوقت بل على الدقة فيه والاستفادة منه فقال عز وجل (اياما معدودات) ويذكرنا عز وجل ان رمضان ايام قلائل عزيزة ونفيسة لا تلبث ان ترحل فمن المؤسف ان نرى بعض الناس في رمضان يقضون اوقاتهم بلا فائدة وربما يعود عليهم ذلك بالاثم على ما يفعلون ذلك في هذه الايام الفاضلة التي تفتح فيها ابواب الجنان وتغلق فيها ابواب النيران، فعلى المسلم ان يغتنم وقته في رمضان فيما يغريه من ربه ويبعده عن الشيطان وعلى الانسان ان يضع لنفسه جدولا يحفظ فيه اوقاته من قراءة القران او كتاب نافع او زيارة لقريب او احد الجيران او تفطير الصائمين فهذا جزء مهم من توحيد الصفوف بين المسلمين ونبذ الفرقة.
الفائدة الرابعة
الحرية في تملك الاشياء ولا ان تملكك الاشياء
* التذكير بالغاية من خلق الانسان.
يغفل الانسان عن غاية وجوده وسر حياته في زحمة الحياة في ملذاتها واستمتاعه بزينتها من مأكل ومشرب وينسى الغاية من خلقه والتي من اجلها هيأ الله له الطعام والشراب والزوج كي يستعين به على طاعة ربه وخالقه فاذا اصبحت الامور والوسائل هما للانسان وغاية يعيش لها وينام عليها ويصحو يفكر فيها عند ذلك تأسره الملذات ويصير عبدا لها.
وشرع الصوم لكسر شهوات النفس وقطعا لاسباب الاسترقاق والتعبد للاشياء فانهم لو داوموا على اغراضهم لاستعبدتهم وقطعتهم عن الله والصوم يقطع اسباب التعبد لغير الله ويورث الحرية ولان المراد من الحرية ان يملك الاشياء ولاتملكه فاذا ملكته فقد قلب الحكمة لذلك ينبغي على المسلم ان يشعر في كل لحظة انه عبد لله وحده عبدا لله في رمضان وغيره عبد لله في عمله وفي بيته فالعبودية لاتنفك عن الانسان فهو عبد لله وليس لغيره وفي حياته كلها لانه ما خلقه الا ليعبده فيقول الله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون).
الفائدة الخامسة
الصوم علاج نافع وتعبير نحو الافضل
هذا من الدروس المهمة في حياة الانسان فهذا الشهر يغير الناس من حال الى حال وتغيير واقع الناس وسهولة تغير العادات فيمنع الكثير من الناس عن عادات لازمتهم في اكثر الاوقات هذا في الظاهر فحسب وهناك من يتغير من الداخل وهذا مهم فلا تيأس من التغير فقد يعطيك الامل من الواقع السيئ الى الواقع الافضل وهذا الامر قد يحتاج الى ارادة قوية والاستعانة بالله والهداية ورمضان حقا فرصة سانحة للتغير وعلينا ان نستمر في التغير نحو الاحسن في غير رمضان وان نجعل عاداتنا افضل ومن يستطيع ان ينصهر في رمضان عليه ان لايخل بهذه الارادة في غير رمضان وكثيرا من الناس اسرى لما تعودوا فالصوم علاج نافع للكثير من العادات المألوفة والتمرين على التخلص من سلطانها وتذكير للانسان بان هذه العادات ليست اموراً لازمة لايمكن الخلاص منها وانما هي اشياء فرضها على نفسه فرضتها عليه ظروف حياته وانه يستطيع بالعزيمة والتصميم ان يتركها وهذه فائدة اخرى من فوائد الصيام.
الفائدة السادسة
انواع الصبر
* التربية على الصبر وقوة الارادة:
- الصبر والمصابرة وما احوجنا اليهما والتحمل وقوة الارادة وبخاصة في هذا الزمن الذي قل فيه الصبر وضعفت فيه الارادة وقل فيه التحمل وفي رمضان نتعلم ونتدرب على تقوية هذه الامور كلها فهي خصال حميدة يعلمنا رمضان هذه الخصال ونبذل اموالنا للفقراء ونتحمل اذى الناس الجاهلين فما احوجنا الى الصبر في ميادين كثيرة من حياتنا فلابد لنا ان نتحمل لكي نضم الايادي الى بعضها في بلدنا ونبذل ما في وسعنا لنجمع شمل هذا البلد ورمضان وحده من يعلمنا ويدربنا على هذا كله ويعلمنا ايضا ان نترك العادات السيئة والمحرمات المألوفة التي تعود بالانسان الى ظلمات نفسه واهدائها وفي الصوم خير تربية على الصبر بل الصوم هو الصبر ولان الصوم يجتمع فيه انواع الصبر الثلاثة فان فيه صبراً على طاعة الله وصبراً على ما حرم الله على الصائم من الشهوات وصبر على ما يحصل للصائم فيه من الم وجوع وعطش وضعف البدن ويتربى الصائم في رمضان على الصبر على الحلال لانه من محظورات الصيام وهذا فيه تربية لنا حتى نصبر عندما حرم الله علينا سبحانه وتعالى ذلك حتى تقوى نفوسنا على ترك الحرام طول العمر فاذا افطر الصائم حفظ سمعه عن الحرام وحفظ بصره من النظر والمشاهدة للحرام وحفظ بطنه من اكل الرياء والرشاوى.
ونعود ونذكر ان الله سبحانه ذكر بتحريم اكل اموال الناس بالباطل.
والصبر من اولى الدلائل على المحبة فمن احب الله صبر به وصبر له وصبر معه.
الفائدة السابعة
الصدق والرحمة
بالصيام تسكن وساوس الشيطان ويضعف سلطانه وتضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان لذلك ترى الصائم يبتعد عن الكذب والفحش في القول والفعل ويتحلى بالصبر والصدق والرحمة وتنمو في الانسان نوازع الخير ففي رمضان يتربى الصائم على هذه الاخلاق الحميدة ويترك كثيراً من الاخلاق الذميمة بل ان النبي(ص) حث الصائم خصوصا على ذلك فقال: الصوم جنة فاذا كان يوم الصوم احركم فلا يرفث ولا يجهل وان امرؤ قاتله او شاتمه فليقل: اني صائم، اني صائم وقال النبي (ص) (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه وقال بعض المسلمين اهون الصيام ترك الشراب والطعام وقال اخرون اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع اذى الجار وليكن عليك وقار وسكنية يوم صومك ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء وينبغي للصائم ان يتعاهد صومه من لسانه ولا يماري ويصون صومه وان يحفظ صومه ولا يغتاب الناس. وعلى المسلم ان يصون لسانه في هذا الشهر نعم هذه العضلة التي لا يتعب من تحريكها فكم في المقابر من صريع اللسان بل كلمة واحدة قد يشقى بها الانسان وقال النبي (ص) ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه الى يوم القيامة وفي احاديث اخرى قالت العرب طوبى لصمت مفتاح العبادة وقالوا ايضا ماحج ولا صام ولا رابط ولا اجتهاد اشد من حبس اللسان وان اولئك الذين لايهذب رمضان اخلاقهم ولايغير من طباعهم بل قد يزيدون سوءاً ويغضبون لاتفه الاسباب وان هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الصيام والبعض الاخر يتبجح بحدة طباعه وسوء خلقه بانه صائم فليس الصائم الحقيقي من امتنع عن الطعام والشراب وانما من ادى فرائضه الانسانية بشكل صحيح وصامت حواسه بشكل صحيح.
الفائدة الثامنة
التذكير بنعم الله
- عندما يحس الصائم بألم الجوع ومرارة العطش في نهار رمضان يجب عليه ان يتذكر البؤساء والفقراء الذين لايجدون ما يكفيهم من طعام وشراب طوال السنة وفي هذا الشهر الكريم يتساوى الفقراء والاغنياء في الجوع ولحكمة الله العظيمة ان يحس الاغنياء بالفقراء فهذا درس في التأخي والمحبة ونبذ الخلافات كل ما من شأنه ان يعيق هذا التلاحم والوقفة الواحدة في بناء هذا البلد بلد الاولياء والصالحين وبلد التراحم وبلد الخيرات فيأتي رمضان ليذكرنا اولا بنعم الله التي نحن فيها وعلينا ان نشكرها ويذكرنا باخواننا من حولنا الذين يعانون من الجوع والفقر والذين ذقنا الم جوعهم ومرارة عيشهم ومرارة عطشهم فنمد يد الرحمة ونمسح عنهم الم البؤس وندخل السرور في نفوس اطفالهم كما نحبه لاطفالنا عندها تنشأ الرحمة بين الناس وتزول الكراهية والحسد والشكر الصحيح هو حسن التصرف بالنعم وذلك باستعمالها في طاعة الله العلي القدير والاستعانة بها على حمل رسالته وعدم صرف شيء منها في معصيته والصوم الصحيح يحقق المعرفة بالنعمة ويوقظ الشعور بالتصرف فيها ولذلك ختم الله آياته المتعلقة بالصيام بـ(ولعلكم تشكرون) والاكل والشرب ليس فقط هو النعمة بل نعمة الله الحقيقية هي نعمة الايمان والرحمة والهداية لهذا الدين.
الفائدة التاسعة
الصوم صحة للابدان
ان من بديع الحكمة والرحمة الالهية ان يتعبدنا ربنا بما فيه خيرنا والصوم عبادة جزاؤها الاجر والثواب عند الله فتكون العبادات سببا في عافيتنا وصحة ابداننا وسلامتها.
الفائدة العاشرة
الصوم يربي العبد على التأمل والتفكير في ملكوت الله سبحانه وتعالى فالصائم يترك بعض الامور الدنيوية تطلعا الى ما عند الله من الاخرة وحسن الثواب فمقياس ربحه انه صائم لوجه الله تعالى وطاعة له ومغفرة وايمانا واحتسابا وتعظيما لهذا الخالق العظيم الذي خلق كل شيء ووضع كل شيء في ميزان وذلك اعظم الدروس لتوطين قلب الصائم على الايمان والترفيع عن عاجل ملاذ الدنيا الى التكافل والبحث عن الخلود في الدنيا وهؤلاء هم اصحاب المقاييس المادية ولايرون في الصوم اكثر من حرمان من لذة الاكل والشرب.
تحياتي