أثبت علماء أن عملية نقل الخلا يا الجذعية أن تسيطر على أعراض التصلب المتعدد multiple sclerosis (أو التصلب اللويحي) بل وتؤدي إلى تراجعها واعتكاسها بشرط أن تتم في مرحلة مبكرة.وعلى مدى ثلاث سنوات,لم تتدهور حالة أي من الواحدة والعشرين مريضا المصلابين بالتصلب المتعدد الناكس المترجع relapsing-remitting MS الذين أجروا عمليات نقل خلايا جذعية من نخاع عضامهم.
و قالت دورية the lancet neuroloogy التي نشرت نتائج الدراسة,إن 81 في المئة منهم تحسنت حالتهم على الأقل نقطة واحدة على مقياس العجز العصبي.ويخطط العلماء الذين أجروا الدراسة لتجربتها على عينة أكبر من المرضى.
ومرض التصلب المتعدد داء مناعة ذاتية autoimmune disease يصيب الألاف كل عام.وهو مرض مزمن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويمكن أن يتسبب بالعديد من الأعراض،من مشكلات بصرية،ضعف العضلات،كآبة،صعوبات بالتنفس والخطاب،إعياء حاد،ضعف إدراكي، مشكلات بالتوازن،ارتفاع درجة الحرارة وألم.ويتسبب التصلب المتعدد أيضا ضعفا في القدرة على الحركة،وعجزا في الحالات الأكثر حدة.
ويسبب المرض خللا في نظام مناعة الجسم، الذي يتحول إلى مهاجمة نفسه، ويسبب تلفا في الأعصاب والخلايا العصبية.لكنه في البداية يسبب أعراضا متقطعة في الغالب يمكن السيطرة عليها جزئيا.
وفي ال10 -15 سنة التالية ،يصاب معظم المرضى بالتصلب المتعدد الثانوي المتقدمي،الذي يؤدي إلى اعتلالات عصبية تدريجية غير قابلة للعلاج والتحسن.
ويؤثر التصلب المتعدد على الخلايا العصبية، حيث يؤدي إلى الدمار التدريجي للطبقة المغلفة للخلايا العصبية في مختلف أنحاء الدماغ والحبل الشوكي
وهذه ليست المرة الأولى التي يجرب فيها هذا العلاج ،المعروف علميا بإسمautologous non-myeloablative haemopoietic stem-cell transplantation ،في علاج المصابين بالتصلب المتعدد،لكنها المرة الأواى التى يتحقق فيها مثل هذا النجاح
وقالباحثو مدرسة الطب في جامعة نورثوسترن في شيكاغو إن الدراسات السابقة جربت نقل الخلايا الجذعية على المرضى في حالة متأخرة حيث تكون الإعتلالات الدائمة قد حدثت بالفعل.
وفي التجربة الجديدة أجريت عملية النقل الخلايا الجذعية لمصابين في المراحل المبكرة من المرض.
وقد أخذت الخلايا الجذعية من المرضى وجمدت بينما قدمت لهم العقاقير لإزالة جلايا الجهاز المناعي،أو الخلايا اللمفاوية،التي تسبب التلف.
ثم قام العلاماء بزرع الخلايا الجذعية لإعادة شحن جهازالمناعة، وإعادة إطلاقه على محو فعال.
ويقول رئيس فريق الباحثين البروفيسور رتشارد إن هذه هي أول دراسة لعلاج التصلب المتعدد تحقق اعتكاسا للاعتلالات.
و يضف((لا يمكنك أن تنتظر حتى يترك الحصان الحضيرة ثم تقفل بابها.علينا نبدأ العلاج مبكرا.وأعتقد أن الاعتكاس هوإصلاح الدماغ لنفسه .
لكن بمجرد أن يدخل المريض في الحالة المتقدمة يكون قد تجاوز قدرة الدماغ على إصلاح ذاته)).ومع ذلك،فإنه كان متحفظا في استنتاجاته وفضل انتظار نتائج أوسع.
و قال((لا يمكنني أن أعتبرهذا علاجا،لكنه نغيير للتاريخ الطبيعي للمرض)).