الاقتصاد الجديد وتشغيل الشباب

الاقتصاد الجديد وتشغيل الشباب
مقدمة:
تعاني البلدان العربية جملة من المشاآل في مقدمتها أزمة التنمية وأزمة التشغيل اللتان تبرزان في تراجع معدلات
النمو والاستثمارات ومستویات التشغيل (خاصة لدى الشباب)، وهي المشاآل التي ستتفاقم من دون شك مع الأزمة المالية
والاقتصادیة الحالية التي یعيشها العالم.
هذه المشاآل تضع البلدان العربية أمام تحدیات تحقيق التنمية الاقتصادیة وإنشاء فرص العمل اللائق وتحقيق الرفاه
للسكان واحتياجاتهم الأساسية.
هذه التحدیات تزید أهمية مع التحولات التي یعرفها الاقتصاد العالمي مع بروز العولمة الجاریة وما تحمله من
تنامي المنافسة الدولية وآذا قيام الثورة التكنولوجية في مجالات عدة تضم التكنولوجيات الجدیدة للإعلام والاتصال
ومجال البيوتيكنولوجيا والنانوتكنولوجيا..وبروز ما أصبح یعرف ب"الاقتصاد الجدید" أو "الاقتصاد الرقمي" أو آذلك
"الاقتصاد الالكتروني".
هذا الاقتصاد الجدید في حد ذاته یحمل العدید من التحدیات التي تطال آل جوانب النشاط الإنساني من إنتاج وتبادل
وتوزیع واستهلاك، وحتى داخل آل مجال من هذه المجالات.
لكن یجب القول أن رفع هذه التحدیات آلها یتطلب أولا القيام بمجهود استثماري قوي لإنشاء المؤسسات ضمن
وإلى جانب الاقتصاد الجدید ولبعث البحث العلمي والبحث والتطویر وآذا التعليم والتكوین والتأهيل الكل بهدف الحد من
البطالة وبالأخص لدى الشباب.
في هذا العمل سنحاول الترآيز في جزء أول على تعریف مصطلح الاقتصاد الجدید ومحتواه والتحدیات التي
یفرضها لمواآبته، وهنا سوف نؤآد على أهمية الانتباه للجوانب الأیدیولوجية فيه وجوانبه الموضوعية.
في جزء ثان من العمل سنحاول تشخيص وضع اقتصادیات البلدان العربية وأنماط التشغيل التي اعتمدت والتحدیات
التي تنتظر هذه الاقتصادیات.
في جزء ثالث سنتناول سوق العمل في البلدان العربية وتحدي تشغيل الشباب في ظل الاقتصاد الجدید.
في جزء رابع أردنا تبيان أهمية اهتمام البلدان العربية بالاستثمار المنتج لما له من دور في خلق المؤسسات وإنشاء
فرص العمل، ولذلك لابد من الاعتماد على التجربة التاریخية للبلدان وما تعلمنا النظریة الاقتصادیة الكلاسيكية
والمعاصرة.
في الأخير نحاول تقدیم بعض التوصيات من باب المساهمة في النقاش.
2
تعريف الاقتصاد الجديد : I
استخدم مصطلح "الاقتصاد الجدید" في منتصف تسعينيات القرن العشرین 1 لتعيين عموما التحولات التي برزت في
بدایة ثمانينيات نفس القرن والمرتبطة بالثورة التكنولوجية وتطبيقاتها في مختلف جوانب النشاط الاقتصادي للإنسان
وبالأخص مجالات الإنتاج والتبادل والتوزیع والاستهلاك.
ظهور هذا المصطلح أثار نقاشا ثریا بين المفكرین الاقتصادیين وعلماء الاجتماع والسياسيين وحتى الصحافة
المختصة حول تعریفه ومحتواه وعوامل بروزه وآثاره المختلفة، وقد خلص هذا النقاش إلى إعطاء تعاریف عدیدة
ومتباینة في بعض الأحيان لهذا الاقتصاد نلخصها فيما یلي:
هناك موقف أول یرى أن الاقتصاد الجدید استخدم إثر "تنامي أنشطة الخدمات المرتبطة بالتكنولوجيات الجدیدة