MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: مراحل ردود فعل الوالدين بعد ولادة طفل معوق الأحد 19 ديسمبر - 13:10 | |
| مراحل ردود فعل الوالدين بعد ولادة طفل معوق[ ••يقع الوالدان بعد ولادة طفل معوق فيما يسمي بمراحل ردود الفعل الأولية لظهور مشكلة الإعاقة, والتي تتجلي واضحة وصريحة بعد تشخيص حالة الطفل وفي هذه الحالة يستجيب الآباء للتشخيص بإعاقة الطفل بمجموعة من ردود الأفعال يحاولون من خلالها التصرف بناء علي حقيقة ما يدركونه , أو تشويه جزء مما يدركونه بطريقة ما لطمس الحقيقة حيث تنتابهم مشاعر متباينة هذه المراحل علي النحو التالي :
•(1) مرحلة الصدمة : •تعتبر الصدمة أول رد فعل ينجم من جراء وجود طفل معاق بالأسرة حيث يعاني أفراد الأسرة من الارتباك وأنهم واقعون في مشكلة. وتبدأ الأسرة في طرح عدد من التساؤلات التي تعبر عن الصدمة مثل: أنا لا أصدق ذلك، ماذا أفعل، أعرف أن ابني يعاني من مشكلة ليست بهذه الخطورة. •إن إخبار الوالدين للمرة الأولى بأن الطفل أصيب بإعاقة سواء كان ذلك بعد الولادة أو في سن متقدمة فإن وقع الخبر عليهما يكون قاسياً ، حيث إن إحساسهما يكون مثل إحساس المفجوع في ابنه في حادث أو مرض خطير ، حيث أصبح لزاماً عليهما التخلي عن أحلامهما وأوهامهما بأن طفلهما سليم. إن الصدمة التي تمثلها ولادة طفل معوق لا تحدث دفعة واحدة وهي أسوأ في بعض الجوانب من وفاة الطفل لأن الوالدين يدركان تدريجياً أن الطفل المعوق لن يعيش حياة طبيعية بشكل كامل. •إن التشخيص النهائي لحالة الطفل قد يساعد في معرفة المشكلة بدقة، ولكن ذلك غالباً ما يعقبه شعور بالصدمة. ذلك أن الوالدين قد يتساءلان عن السبب: هل هي الأم؟ هل هو الأب، هل هو خطأ طبيب؟ وما إلى ذلك من تساؤلات.
•(2) مرحلة الإنكار : •يلاحظ أن بعض الآباء ينكرون وجود الحالة عند ابنهم ، ويعزون الخلل إلي خطأ في عمليات التشخيص، وقد تبحث الأسرة عن مصادر متعددة لتشخيص الحالة. وتركز الأسرة في هذه المرحلة على أشكال السلوك التي يقوم بها الطفل، والتي تدل على عدم وجود مشكلة أو إعاقة لديه، وأنه لا يختلف عن إخوته في بعض المظاهر التي يمكن أن تزول فيما بعد. وهذا الأمر قد يبقى لفترة مؤقتة عند الأسرة، وقد يستمر لفترات طويلة مع الآخرين، وإذا استمرت الحالة لفترات طويلة، فسيؤدي ذلك إلي ضياع فرص التخطيط، وفي مرحلة الإنكار والرفض يبدأ أفراد الأسرة في طرح أسئلة من قبيل: كيف يدعي الطبيب أن طفلنا عنده مشكلة؟ وهل تشخيص الطفل في وقت قصير كفيل بإظهار مشكلته؟ •إن الوالدين اللذين يرفضان التشخيص نفسه يدخلان في جدل ونقاش غير مريح مع الاختصاصي، فهما لا يعتقدان أن التشخيص صحيح وذلك قد يولد الغضب على الأخصائي مما يؤثر سلبياً على علاقته بالوالدين. أما الوالدان اللذان ينكران النتائج المترتبة على التشخيص فهما لا يظهران أي تخوف أو تذمر من كون الطفل معوقاً. •ربما يتمنى معظم أولياء الأمور لو أن طفلهم لا يعاني من أي مشكلة، كما أن الكثير منهم يحاول تجاهلها. ففي بعض الحالات نجد أن أولياء الأمور قد يعتريهم الغضب. ولأنهم لا يمتلكون أسلوبا للتعامل ومواجهة الألم واليأس سوى هذا الأسلوب عندما يفكرون في مشكلة طفلهم . وفى معظم الأحوال يعتقد أولياء الأمور اعتقاداً خاطئاً بأن طفلهم المعوق طفلاً عادياً وربما يتمسكون بهذا الاعتقاد كوسيلة دفاعية للتخفيف من حدة ما يعانونه من قلق وتوتر. •ومما تجب الإشارة إليه أن عملية الإنكار لا تعني في حد ذاتها أن الوالدين يعجزان عن الاحتكام إلي المنطق والعقل، كما أنها لا تعني قصور تفكيرهما عن فهم ما يجري فيما يتعلق بطفلهما. ونظراً إلى أن الإنكار يعتبر في سياق ردود الفعل الانفعالية من جهة الوالدين مرحلة يبحثان فيها عن مصادر دعم خارجية فضلاً عن تجنيد قواهم الداخلية، فإن الإنكار يتلاشى شيئاً فشيئاً عندما يحصلان علي بعض ما يريدان. •فالنكران كوسيلة دفاعية ليست عملية عشوائية غير هادفة أو عملية سلبية غير بناءه. ولكنها عملية تساعد الفرد على التعايش مع المتغيرات التي تهدده وتشكل خطراً بالنسبة له، حيث يزود الفرد بفترة زمنية للبحث عن القوة الداخلية (الذاتية) والقوى الخارجية (المعلومات، الجمعيات المتخصصة، الأصدقاء، الخ) اللازمة للتغلب على المشكلة.
•(3) مرحلة الحزن أو الأسى : •يعتبر الحزن أو الأسى - من جانب الوالدين - رد فعل يحدث مباشرة بعد التشخيص ،ويستمر حزنهما على فقدان حلمهما بالطفل السوي ،ويبلغ الحزن أقصاه في الفترة ما بين التشخيص المبدئي والاتصال بالطبيب المختص. •إن الشعور بالأسى والمرارة لا ينبع فقط من وجود الطفل المعوق في المنزل كعامل معوق. إن هذا الشعور قد يتولد نتيجة شعور الوالدين بأنهما السبب في وجود هذا الطفل. وهكذا يشعر أولياء الأمور بأن الإعاقة قد غيرت مجرى حياتهم وأنه لم يعد بمقدورهم أو من حقهم أن يبتسموا أو أن يستمتعوا بحياتهم. وهذا الإحساس بالتعاسة والشعور بالأسى، وخيبة الأمل يصاحبه الانطواء، والبكاء، وربما بعض الأمراض الجسمية مثل الأرق، وفقدان الشهية، وغير ذلك من الأعراض.
•(4) مرحلة الغضب : •يظهر الغضب في أعقاب الإنكار والرفض. وقد توجه الأسرة غضبها إلى الخارج فيقوم الوالدان بانتقاد أجهزة المستشفى؛ حيث لم تكن كافية من وجهة نظرهما، أو لم تكن التجهيزات على مستوى مناسب وقت الولادة، وقد يوجه النقد إلى الأطباء وإنهم حديثو العهد بمجال الطب ومهاراتهم ليست عالية. •وبعد أن يتأكد الوالدان بالفعل أن طفلهما يعاني من إعاقة ، يوجهان غضبهما نحو الطبيب الذي أخبرهما بإعاقة الطفل ، ثم يوجه الغضب بعد ذلك للطفل الذي سبب لهما الألم ،والذي حطم أحلامهما ويكون الغضب شديداً عند الوالدين في الطبقة المتوسطة والمنخفضة لأن ذلك يسبب عبئاً ثقيلاً على كاهلهما ، ويفسد حياتهما التي اعتنيا بتنظيمها. •كما أن بعض الآباء والأمهات يشعرون بالغضب، تجاه أطفالهم المعوقين إلا أنهم لا يستطيعون إظهار ذلك لأسباب أخلاقية واجتماعية أو دينية وبالتالي فإنهم قد يوجهونها نحو الزوجات أو الأزواج أو الأبناء أو أي شخص آخر. •ومن الجدير بالذكر أن الغضب الذي يعتري الوالدين ليس له أساس واقعي وهذا يختلف عن الغضب الناجم عن عدم توفر الخدمات الملائمة للطفل أو عن الأخطاء التي يرتكبها الاختصاصيون فهم بشر، وهم عرضة لارتكاب الأخطاء. •والوظيفة الأساسية، التي يؤديها الغضب هي مساعدة الآباء على إعادة إدراكاتهم الذاتية لمفهوم العدالة الذي عكر صفوهم بولادة طفل معوق. فهم بحاجة إلى الإحساس داخلياً بالعدالة في هذا الكون وهو الإحساس الذي تهدده الخبرة المؤلمة لآباء الأطفال المعوقين.
•(5) مرحلة الشعور بالذنب : •يستبدل الوالدان شعور الحزن والغضب بشعور عميق بالذنب يكمن السبب فيه أن الضرر الذي لحق بالطفل هو عقاب من الله على ذنوبهما السابقة ، ويبدأ كلٌ منهما بإلقاء اللوم على الطرف الآخر في أنه سبب إعاقة الطفل كأن يكونا قريبين مثلاً أو أن أحدهما يعاني من إعاقة ما ، أو أن الأم لم تتبع سبل الوقاية أثناء فترة الحمل لأنها تتعاطى الأدوية دون استشارة الطبيب ، أو أهملت أساليب التغذية السليمة أو ما شابه ذلك. •وقد يشعر الوالدان بالذنب وتأنيب الضمير ، ويوجه - في العادة -النقد نحو الذات بحيث يلوم الأب نفسه أو زوجته ، وقد تلقي الزوجة باللوم علي نفسها، أو على زوجها ، وأنهما لم يتخذا الإجراءات الوقائية المناسبة أثناء فترة الحمل وبعدها. وعلى الرغم من أن الكثير من إعاقات الطفل قد تعود إلى ظروف ما قبل الولادة، إلا إن كثيراً من أولياء الأمور وخصوصاً الأمهات قد يشعرن بطريقة أو بأخرى بأن عليهن مسئولية كبرى بالنسبة لعجز طفلهن. كذلك ربما يشعرن بهذا الإحساس حتى لو كان سبب الحالة غير معروف، أو حتى لو أخبروا من قبل الطبيب بأنهم لم يقمن بعمل شئ ما قد يكون سبباً في وجود المشكلة. كما نجد في بعض الأحيان أن للمعتقدات الدينية دوراً مؤثراً في مشاعر أولياء الأمور تجاه معاناة طفلهم والتي قد يرجعون السبب فيها لمخالفتهم لتلك المعتقدات. •وعندما تكون الإعاقة نتيجة حادث أو مرض يميل تفكير الأم إلى بعض التعليلات منها"هل أهملت ابني حتى جعلته عرضة للإصابة" أو "لو كنت على الأقل لم أسمح له بالخروج منفرداً، أو لو لم أذهب إلى السوق في ذلك اليوم لما حدث ذلك". •وعندما تكون الإعاقة خلقية - وراثية - يقلق الوالدان بشأن عامل الوراثة ويقولان " قد يكون من الأفضل ألا ننجب أطفالاً آخرين وهكذا..." و تلوم الأمهات أنفسهن عندما تكون مضاعفات الولادة محتملة أو مؤكدة أو حتى يمكنها أن تسبب الإعاقة، وقد يتلاومان (يلوم أحد الوالدين الآخر) و هكذا. . . •وبوجه عام يمكن القول أن الشعور بالذنب يعد أكثر الحالات الانفعالية شدة وقسوة علي الوالدين ، إلا أنه في نفس الوقت قد يتيح للوالدين فرصة مراجعة وتقييم سلوكياتهما. أما الغضب فإن دوره يتمثل في معاونة الوالدين على إعادة تقييم إدراكاتهما الذاتية. | |
|