سألني أحـدهــم ما جديدك ..؟
فصمت
فردها مرةً أخرى .. ما جديدك ..؟
فصمت
قال : ما بك لا تــرد..؟
فقلت لقد جاوبت
قال كيف وأنت لم تقل شيءً
قلت جديدي هو الصــمت
والله يا صديقي .. لا شيء يستحق الكلام
وجدت في الصمت راحة
لم نجني من الحديث إلا التعب
أصبحت الصراحة وقـاحة وسُمٌ مدسوسٌ بعسل
عقولٌ لا تعرف النقاش وتاخذها الحماسة
مهما تقل وتأتي بأقوى الحجج لا تقتنع
لأنها ترآها معركة لا بد أن تنتصر
أتعرف مقولة الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية
قال نعم معروفه
قلت : وما فهمت منها
قال : أن مهما أختلفت آرائنا
يبقى الأحترام والود موجودٌ بيننآ أثناء الحوار وبعده
قلت : والله إنهم يرددونها ولا يعرفون ما تعني
سياستهم في الحوار ... البقاء للأقوى
وحتى لو أضطر إلى
الصراخ .. الكذب .. الخ
والمضحك انه يأتي بالمقدمة المشهورة
في بداية كلامه : مع احترامي
ولا يوجد للاحترام فيه محل
المهم لديه أن ينتهي الحوار وأنا منتصر
فيحس بنشوة وكأنه حرر القدس
يقول علي بن أبي طالب عليه السلام
ما ناقشت جاهلاً إلا و غلبني
و ما ناقشت عاقلاً إلا و غلبته
لأن الجاهل عندما تناقشه يصر على رأيه
ومهما أتيت بالحجج لا يقتنع أبداً
فالشخص العاقل سيصمت ويترك النقاش معه
لأنه لن يأتي بـفآئده فيظن الجاهل بأنه أنتصر
أما العاقل يطرح وجهة نظره ويسمع وجهة نظرك
فإن أقتنع قال صدقت وانتهى النقاش
أو أن يقنعك وينتهي النقاش
يا صديقي
قالوها قديماً
إذا كان الكلام من فضة
فالسكوت من ذهب
وأنا أعشق الذهب
فصمت صديقي ..؟
يبدوا أنه إقتنع
دمتم كما تحبون