رؤية ضبابية
~:
أَخَذَتّنِي رِيَاح فَكْرِي..
إِلَى مَا قَبْل الحَقِيقَةِ بِـ ذَرَاعٍ..
وَمَا بَعْد الوَهَمْ بِمَيلٍ .. !
فَـــ جَلَسْتُ لِأَرَى الكَوْنِ .. بِعَيْن ِفِكْرِي..
وَأَسْتَشِف خَبَايَا الحَقِيقَة العَارَيَة ..
مُتْكَأً عَلى صَدْرِ عَقْلِي ..فَجَاءتْنِي مَلَاك
بِجَنَاحٍ وَاحَدٍ ..
وَأَخَذَتْنِي فَوَق ..سَفْحِ جَبَل السَّرَابِ..
وَأَقْعَدَتْنِي بِجَوَارِهَا .. لِكَي أَرَى وَأَسْمَع .. !
أَرَى الحَقِيقَةالمَسْلُوبَة .. وَالزّيف السّائِد ..
وَأَسْمَع صَوْت الحَق المَبّحُوح .. !
كَادَت الرُؤْيَة ضَبَابيّة ..
كَــ أَشْبَاحٍ تَسِير أَمَامِي بَلَا مَلَامِح ٍ ..
وَالكَلِّمَات ضَجِيجَيّة لَغَطَيّة ..
غَير مَفْهُومَة ..
كَــ أَنّهُم يَتَحَدَّثُون بِـــ لُغَةٍ
لَاتُتَرجِمَهَـــــــ ا أُذُنِــــــــي ..
وَلَا يَفْهَمَهَاعَقْلِــــــي .. !
نَظَرْتُ لَهَا بِحَيْرَةِ .. فَـــ كَادَت مَلَامح ..
حِيرَتِي و َأَلْتَبَاسِي .. تَقُول لَهَا :
لَمْ أَفْهَم لَمْ أَسْمَع شَيء .. !
فَصَفَعَتْنِي بِحَنَاجِهَا الأَوْحَد ..
فَوَضَحَت الرُؤْيَة.. وَتَوَضّحَت الكَلِّمَات ..
ذَهَبَت عَيْنِي إِلَى بَرَاحٍ مُخِيف ..
وَأُذُنِي إِلَى مَرْسَح مُؤلِم..
{رَأيْتُ }
أَجْسَادَاً مُتَلَأصِقَة .. يَخْرُج مِنْ بَيْنَ ثَنَايَاهَا ..
قَطَرَات عَرَق وَرَائِحَة ..
جِيف الأَرْض ..
يَبْتَسِمُون كَـ أَنّهُم يَبْكُون عَزِيز فُقِد .. !
{سَمِعتُ}
أَصْوَاتَاً مُتَشَابِكَة .. تَغْتَال الشُّرَفَاء
فِــ كَبَدِ الحَقِيقَةِ ..
يُتَمْتَمُون بِــ أَصْوَاتٍ ..
تَكَاد تَخْلَع أُذُنِي ..
" هَذَا شَرِيف لَابُد أَن يُقْتَل "
{رَأيْتُ }
امْرَأة تَبْكِي بِشَدّةٍ .. وَتَنْظُر لِصَنَمٍ عَ هَيْئةِ رَجُل ..
سَئِم المَلْمَح .. تَتَوَسّل لَهُ ..
أَنْ يَتْرُكَهَا تَعِيش ..
مُمّتَطِي امْرَأة مُبْتَسِمَة ..
وَفِـــي يَدِهِ خَنْجَر مَكْتُوب عَلِيه ..
" أَنَا رَجُل شَرْقَيِّ "
وَعَلى ظَهْرِ المَرَأة مَكْتُوب
" أَنَا امْرَأة شَرْقَيّة " .. !
{سَمِعتُ }
صَوْت طَفْل يَبْكِي .. بِلَا دَمُوع وَبَجْوَارِهِ أُمّهِ ..
يَخْرُخ مِنْ ثَغْرِهَا .. دِيدَانِ الفَقْر
مَكْتُوب عَلى صَدْرِهَا " أَدْمَانِي الفَقْر " ..
فَـــ يَظَلّ يَبْكِي الطَفْل عَلى أُمّهِ وَمَصِير الغَد
فَجَاء شَيْخَاً وَأبْتَسَم لَهُ وَقَال :
الفَقْر ضَرِيبَة تُدّفَع لِـــ سَابِعِ الأَجْدَادِ
وَتَنْحُر أَغْوَار الأَجْسَاد .. !
فَـــ خُذّ هَذِهِ يَا بُنَيِّ ..
، فَـــ أَخَذَهَا وَأَسْتَلّقَى بِجَوَارِ أُمّهِ ..
فَـــ كَتَب الشَيخ عَلى صَدْرِهِ
" هَكَذَا مَات الفَقْر قَبْل أَن يُولَد مِنْ جَدِيد
{رَأيْتُ }
حَبِيبَان أَحْتَضَانَهُمَا الكَوْن كَانَ كَـ جَسَدٍ وَاحِدٍ
فِـــ نَشْوَةِ الحَيَاة ..
وَهُنّاك يَقُف شَبَح يَرْتَدِي .. عَبَاءَةً سَوْدَاء ..
مَكْتُوب عَلى جَبِينَهُ
" قَاتِل الحُبّ البَرِيء " .. وَبَيدِهِ مِنْجَل
أَقْتَصَّ بِه رَأَسَهُمَا وَلَكْنهُمَا
ظَلَّ مُتَعَانَقِين .. وَهُو يَبْتَسِم بِــــ سُخْرَيَة ..!
{سَمِعتُ }
أَبَاً يَقُول لِإبْنَهِ
" غَدَاً رَغْم أَنّه حُلُو الأَمَل إِلّا أَنّه سَييء المَذَاق
فَــ أَحْذَرَهُ .. "
وَلم يَفْهَم الأَبْن مَا عَنَى أَبُوه .. !
{
{سَمِعتُ }
عَجُوزَاً تُغَنّي بَصَوتٍ مَلَائِكَيٍّ
حَيَاتِي لَمْ تَأتِ لِلأَنِ وَمَع ذَلِك أَعِيش "
فَقَال لَهَا أَحَد المَارَة :
كَيْف يَا أُمّاه سَــ تَعِيشين وَأَنْتِ عَ شَفَا القَبْرِ ..
أَبْتَسَمَت وَقَالَت : هُوَ الأَمَل يَا حَفِيدِي ..
هُوَ الأَمَل .. !
رَأ / سَمِ .. فَـــ صَفَعَتْنِي بِجَنَاحِهَا ..
فَـــ زَالَت الرُؤيَة وَبَاتَت.. ضَبَابَيّة
كَدّتُ أَصِل إِلَى الحَقِيقَة العَارَيَة..
وَأُخَطّط عَلى جَسَدِهَا النّاحِل وَلَكِن
" عِنْدَمَا تَقْتَرِب مِنْ مُلَامَسَةِ ,,
أَطْرَاف ثَوْب الحَقِيقَة تَأتِي رَيَاح الحَيَاة القَذَرَةِ
فَــــ تُرْمَد عَيْنَيكَ !! "
وَلَكنِي تَوَصّلْت إِلَى أَنّ
" الحَيَاة حَقِيقَة مُحْجَبَة " !
حَتْمَاً سَــ تَظْهَرِين يَوْمَاً
يَا حَقِيقَة / يَا حَيَاة
بَعْدَ كُلِّ مَا رَأيت وَسَمَعْت سَأَلْتَهَا :
وَلَمَاذَا لَمْ أَرَ وَأَسْمَع فِــ بَادِيءِ الأَمْرِ
قَبْلَ صَفْعَتِكِ .. ؟
أَبْتَسَمَت بِبَرَاءةٍ وَقَالَت
"الحَقِيقَة تَخْتَبِيء خَلْفَ رِدَاءِ الوَاقعِ
وَتَتَسِم بِالغُمُوضِ وَالطّلَاسِمِ
التِّي تَحْتَاج لِشَفَافَيّةِ إِلَه وَحَكْمَة فَلْيَسُوف
فَلَا بَشَرِي يَرَى العُرَي .. وَلَا يَقْتَرِب مِنْه
لِـــ أَمْتَصَاصِه .. !
وَالحَقِيقَة أَيُّهَا العَارِي عَارَيَة الثّيَاب
مماراااق لي
تحيااتي