MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: ومضات من مواقف الرجل الشهم اليامين زروال الثلاثاء 7 ديسمبر - 10:46 | |
| الموضوع ليس دعاية لرجل طلق كل شيء، ولا تنويها له، كما انه ليس تزكية ولا إبراز لخصال مفترضة وخيالية، كما أنه ليس تطبيلا ولا تزميرا للنظام الجزائري، فالموضوع بكل ما فيه هو محاولة لرد الاعتبار للمسئول الجزائري الذي لا يوصف من الكل متعلما أو أميا كان إلا بما هو سيئ ومشين، ولا يعني هذا أن هؤلاء المسئولين ملائكة منزهين معصومين، بل أنهم بشر قد يكونون ارتكبوا أخطاء أثناء تأدية مهامهم وممارستهم لمنصب المسئولية، بل ومنهم من ارتكب هذه الأخطاء متعمدا قاصدا، ولكن لنحاول أن نبرز ايجابيات الرجال الذين يستحقون ذلك حتى نترك شيئا جميلا للأجيال وحتى لا نشوه كل شيء في بلاد أنجبت العباقرة والعلماء والمخلصين ولكن وبسبب التشويه والإقصاء لم يسمع بهم العالم ولم يسمع بهم الناس ونسيهم بعد حين من عرفهم. اليامين زروال من مواليد 03 جويلية 1941 رئيس الجزائر الأسبق ، ولد بمدينة باتنة عاصمة الأوراس الأشم التي شهدت اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، التحق بجيش التحرير الوطني وعمره لا يتجاوز 16 سنة، حيث شارك في حرب التحرير بين 1957 - 1962. بعد الاستقلال تلقى تكوينا عسكريا في الاتحاد السوفياتي ثم في المدرسة الحربية الفرنسية سنة 1974. ما أتاح له تقلد عدة مسؤوليات على مستوى الجيش الوطني الشعبي، إذ أنه اختير قائدا للمدرسة العسكرية بـباتنة فالأكاديمية العسكرية بـشرشال ثم تولى قيادة النواحي العسكرية السادسة، الثالثة والخامسة. وعين بعدها قائدا للقوات البرية بقيادة أركان الجيش الوطني الشعبي. إن كلمة الشهم التي وصفت بها اليامين زروال ليست كلمة اعتباطية ولا هي جزافية، فلقد قصدت إدراج الكلمة كصفة شاملة لخصال الرجل ولعل من بين ابرز خصال الشهامة: الشجاعة والكرم ونبل الأخلاق والصدق والتواضع وتقبل الآخرين والتضحية وتحمل المسئولية وعزة النفس، ولعل هذه الصفات كلها تنطبق على السيد اليامين زروال. فزروال عسكري التكوين والذهنية والمواقف وصل في تدرج الرتب إلى رتبة جنرال ولكن هذا لم يفقده تواضعه فقد عاش محبا لكل الذين عملوا معه، يحبه كل من يجالسه، فبعد استقالته من منصب سفير برومانيا عاد إلى حيه أين كان يمضي بعض الوقت مع أصدقاء حيه يلعب معهم لعبة الدومينو دون تكلف فيجلس معهم على الأرض تماما كما يفعلون ويمازحهم ويتقبل مزاحهم دون عقدة، وعندما كان رئيس للجزائر توفي أحد أصدقائه فحمل نفسه واتجه الى جنازة صديقه دون حرس ولا بروتوكولات ومشى في جنازته وسط الناس ووقف على قبره ككل الناس وعاد أدراجه مع المشيعين وشرب قهوة العزاء مع مواطنين بسطاء من اهل المدينة ولم يكن بينهم مسئول واحد. ويحكي بعض العسكريين الذين خدموا معه أيام قيادته لأكاديمية شرشال موقفا زاده حبا واحتراما من قبل كل الموجودين، فقد أمر الرائد بودماغ مسعود رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جنانه وقف رفع العلم الوطني لأن قائد الأكاديمية لم يكن في وضعية الاستعداد المفروضة والصحيحة وكان يومها زروال يعاني من ألم حاد بمعدته، الأمر الذي جعله لا ينتبه جيدا لأمر رفع العلم واستدار الرائد بودماغ طالبا منه الوقوف في وضعية الاستعداد حتى يتم رفع العلم وامتثل زروال لطلب الرائد ولم يوجه له أية ملاحظة فالرجل يومها كان قائد الأكاديمية والرائد بودماغ كان مديرا للتعليم فقط، وهذا من تواضعه وامتثاله للحق، وكل العسكريين الذين عملوا معه يشهدون له بتواضعه ولاهتمامه الكبير بكل مرؤوسيه ولغيرته الشديدة على الجزائر وحبه الشديد لها وهذا ما يستشفى من عمله وإخلاصه. وفي سنة 1989 وعندما كان الشاذلي بن جديد يهم بتطبيق مخطط لتحديث الجيش طرأ خلاف حاد مع الجنرال اليامين زروال بسبب رفض هذا الأخير لهذا المخطط بدعوى أن اعتماد نظام الفرق سيخلق متاعب للجيش ويجعل منه ثقيل الحركة وبطيء في تنفيذ العمليات الحربية ولما لم يستطيع إقناع الرئيس الشاذلي ومعاونيه قدم استقالته وذهب إلى منزله، وحاول الشاذلي ترضيته فعينه سفيرا للجزائر برومانيا سنة 1990 لم يمكث بهذا المنصب كثيرا حتى استقال ثانية وانزوى في بيته ومدينته. ويعرف كذلك عن زروال أنه ذو شخصية قوية ومهاب الجانب وبأنه مفاوض شرس لا يقبل التنازل عن مبادئه من أجل الحصول على مكاسب مهما كانت وهذا ما حدث عندما رفض مقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك بطلب من هذا الأخير بسبب شروط وضعها شيراك رأى فيها اليامين زروال ابتزاز ومهانة وانه لو قبلها لأهان الجزائر دولة وشعبا وتاريخا. وفي عهدته كرئيس للدولة من اجل تسيير المرحلة الانتقالية رفض الرضوخ لبعض مطالب صندوق النقد الدولي ويقول عنها الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن قبولها كان سيعصف فعلا بالقدرة الشرائية للمواطن الجزائري المتوسط الدخل، أي أن الرجل برفضه الرضوخ لتلك المطالب حفظ حدا أدنى مقبولا لمستويات العيش للمواطن الجزائري. وإجمالا فهذه بعض المحطات المهمة من حياة الرجل: *يعتبر أول رئيس في العالم الثالث يحاور ويتفاوض مع معارضيه في داخل السجن (وقادة الفيس لم يكونوا معارضين فقط بل يسعون وبقوة السلاح إلى تقويض أركان نظام يعتبر زروال ابن هذا النظام)، فقد نظم زروال حوارا طويلا مع قادة الفيس الذين كانوا آنذاك بالسجن داخل زنزانتهم دون بروتوكولات أو مظاهر السلطة والقوة واستمع إليهم والى اقتراحاتهم طوال جلسات امتدت إلى ما يقارب الستة عشر ساعة وبعد أن نفذ كلامهم طرح عليهم صيغة استمدها من بعض اقتراحاتهم. *هو أول رئيس للجمهورية الجزائرية ينتخب بطريقة ديمقراطية تعددية بالرغم من تحفظ المعارضة عليها *فاز في هذه الانتخابات بنسبة مقبولة نسبيا 60 % وحتى وان قيل عنها ما قيل *نظم انتخابات رئاسية عام1999 دون أن يترشح لها وأصر على إكمالها وإتمامها بالرغم من انسحاب المرشحون الباقون ومعرفته المسبقة بأنه لن يستفيد شيئا من هذه الانتخابات *نظم حفل تسليم السلطة للرئيس الجديد السيد عبد العزيز بوتفليقة في جو ديمقراطي لم يسبق له وان حدث في يوم 27 أفريل من سنة 1999 وعاد بعدها إلى منزله البسيط والذي لم يكتمل بنائه بعد دون بروتوكولات وعاد على متن الخطوط الجوية الجزائرية هو وعائلته كواحد من أفراد الشعب الجزائري البسيط. لقد تولى زروال اليامين وتقلد أعلى منصب في هرم الدولة الجزائرية في وقت كان الاعتقاد السائد لدى الأصدقاء قبل الأعداء آن الجزائر ستنهار وما هي إلا قضية وقت فقط، وبالرغم من هذا الظرف الصعب والأزمة الخانقة فقد قبل تولي المسئولية بشجاعة ناذرة وهذه نقطة تحسب له حتى من طرف خصومه وأعدائه، وبالرغم من أن الكثير من مناوئه وخصومه السياسيين يتهمونه بعدم قدرته على التحكم في تناقضات المشهد السياسي وبان تكوينه العسكري حرمه من التعامل بمرونة مع كل المسائل المعقدة والمتشابكة لقضايا الجزائر في ذلك الوقت، إلا أنهم يعترفون له بالشجاعة والإقدام وعدم التردد عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات الحاسمة ولعل قبوله تولي مسئولية قيادة بلاد كانت على شفا حفرة من الانهيار هو موقف شجاع يحسب له كما أنهم يشهدون له بالنزاهة الشديدة والتواضع الكبير. إن عودته بعد تسليمه السلطة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى بيته المتواضع والذي يقع في حي شعبي يقطنه أناس بسطاء بمدينة باتنة يعتبر تقليد لم تعرفه مجتمعات العالم الثالث ويعبر بحق عن طبيعة الرجل الذي يؤمن أن المسئول يجب أن يكون في خدمة الشعب لا العكس. | |
|
أمال م ...::|عضو فعال|::...
مساهماتي : 163 تاريخ الميلادي: : 16/10/1987 تاريخ التسجيل : 17/09/2010 عمـــري: : 37 الموقع : www.univ-fisdis.com
| موضوع: رد: ومضات من مواقف الرجل الشهم اليامين زروال الثلاثاء 7 ديسمبر - 12:33 | |
| شكرا لك محمد على هدا الموضوع
| |
|
كنزة84 ...::|نائبة المدير|::...
مساهماتي : 855 تاريخ الميلادي: : 23/02/1984 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 عمـــري: : 40 الموقع : https://univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: رد: ومضات من مواقف الرجل الشهم اليامين زروال الثلاثاء 7 ديسمبر - 15:58 | |
| | |
|