MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: بحث حول كارل ماركس السبت 4 ديسمبر - 10:23 | |
| خطة البحث :
المبحث الأول : ماركس
المطلب الأول : حياة ماركس المطلب الثاني : مؤلفاته
المبحث الثاني : النظرية الماركسية
المطلب الأول : المادية التاريخية المطلب الثاني : المادية الجدلية
المبحث الثالث : مفهوم الوعي الاجتماعي والاغتراب
المطلب الأول : مفهوم الوعي الاجتماعي المطلب الثاني : مفهوم الاغتراب
مقدمة : إن الحديث عن ماركس يجرنا حتما للحديث عن الماركسية كمفهوم يعبر عن الفكر الماركسي ككل ، وما يحتويه من مذاهب سياسية واقتصادية وفلسفة سياسية إيديولوجية والماركسية كما يعلم الجميع لم تأتي من فراغ أو من العدم بل كانت وليدة أفكار سابقة لمنظرين و فلاسفة في مختلف الميادين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : - ادم سميث – دافيد ريكاردو – توماس هوبس أما في ميدان الفلسفة يعد هيغل أول من أتى بفكرة الديالكتيك قبل ماركس ← إننا عندما نتحدث على ماركس فإننا نتحدث عن فيلسوف سياسي اقتصادي أكثر من عالم اجتماع ، فهو لم يكتب ولو مقال واحد بعنوان علم الاجتماع ، بل كان يرفض هذه التسمية أصلا ، ويفضل أن نطلق علم المجتمع على أن نقول علم الاجتماع ، ويأتي نكرانه لهذه التسمية من رفضه لفلسف اوغست كونت الوضعية . وسوف يتضح من خلال عرضنا هذا مدى تشبث ماركس بمواقفه الداعية لقيام ثورة على هذه الأوضاع التي ترسخ النظام الطبقي كحتمية اجتماعية .
- فمن هو ماركس ؟ - وماهي النظرية الماركسية ؟
المبحث الأول : كارل ماركس
المطلب الأول : حياته اسمه الحقيقي هو " موردوخيا " ولد سنة-1818-05-05 بمدينة "تريف" في بروسيا ، وتوفي سنة 1883 من أب يهودي يعمل في القانون ومولع بفلاسفة التنوير هذا منح الجو المناسب لماركس للتفوق في الدراسة ، التحق بجامعة برلين سنة 1837 وبكلية الحقوق تحديدا ، نال شهادة الدكتورة في فلسفة الحقوق بموضوع " الفرق في الفلسفة الطبيعية بين ايبقور وديمقريطس " - تأثر بفلسفة هيغل المثالية التي ترى أن الخلافات هي المحرك الأساسي للتاريخ ولكنه مع هذا كان ثائرا على أفكارهم السياسية بل وضع نقدا طويلا لمنهج هيغل ، وذلك بتأسيس جريدة ( الرين ) التي أطلقت أول عدد لها سنة 1842 احتل بها ماركس منصب رئيس التحرير ، ونظرا لما تحمله من أفكار ديمقراطية ثورية تم توقيفها سنة 1843 ، ومن عمله هذا اكتشف ماركس مدى جهله للاقتصاد ، مما جعله يتجه لدراسته بحماس كبير ، وقد أسس مع بعض زملائه اليساريين مجلة ( الحوليات الألمانية الفرنسية ) ، ونظرا للخلاف والجدل الذي قام بين ماركس ودعاة الاشتراكية الفرنسية ألف ماركس كتابا بعنوان (( بؤس الفلسفة )) الذي عبر من خلاله على فلسفة سان سيمون و اوغست كونت الاشتراكية الداعية للتسامح وسيادة الأخلاق والدين الجديد وكثير من المثالية ، التي لا تروق ماركس باعتبارها أوهام وتضع ستار أمام أعين الناس يخفي عنهم الحقائق المادية - وفي سنة 1844 التقى زميله فريدريك انجلز البريطاني الذي كتب البيان الشيوعي معه وعبر فيه على أن الاشتراكية لن تتحقق إلا بالقوة
المطلب الثاني : مؤلفاته هناك العديد من المؤلفات لماركس نذكر منها : - الفرق بين فلسفة الطبيعة بين ايبقور وديمقريطس 1841 - نقد فلسفة القانون عند هيغل 1844 - الاقتصاد السياسي 1844 - المسالة اليهودية 1844 - العائلة المقدسة - الإيديولوجية الألمانية 1846 - بؤس الفلسفة 1847 - البيان الشيوعي 1848 - رأس المال الطبعة الأولى 1867
المبحث الثاني : النظرية الماركسية
المطلب الأول : المادية التاريخية إن أي مجتمع يتكون من مجموعة من الظواهر الاجتماعية المختلفة ، منها الاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية ......... لخ ، وكل هذه الظواهر لها قوانين تحكمها خاصة بها تعمل على تطويرها وتميزها عن غيرها من الظواهر ، أي أن لها صفة الخصوصية ، لكن هذا لا ينفي عنها صفة الترابط فيما بينها فهي شديدة الترابط والتلاحم . وعليه فالمادية التاريخية تسعى لمعرفة القوانين العامة التي تحكم هذه الظواهر في ضوء تطورها التاريخي من جهة والكشف عن العلاقة الجوهرية بين هذه الظواهر من جهة ثانية . وبتالي نجد أن المادية التاريخية تركز اهتمامها على المكونات الاجتماعية خلال مرحلة تاريخية ما ، معنى ذلك أنها تهتم بدراسة العلاقة بين الطبقة الفوقية والطبقة التحتية ، من خلال تحديد النظام الاقتصادي السائد في هذا المجتمع أو ذاك . ويخلص ماركس في الأخير إلى أن النظام الاقتصادي لأي بلد إنما يتحدد بحسب نوع أسلوب الإنتاج المعتمد . وعلى هذا الأساس صنف ماركس هذه التشكيلات الاجتماعية إلى خمس أصناف وهي : - شيوعية بدائية – نظام عبود – نظام إقطاعي – نظام رأسمالي – نظام اشتراكي كما يرى ماركس أن المجتمع البشري انطلق من الشيوعية البدائية كنظام وسيؤول في النهاية إلى هذا النظام . - إذن المادية التاريخية هي المنهج الذي فسر ماركس وفقه التطور التاريخي للمجتمعات
الفرع : قانون سلب السالب يرى ماركس أن كل نظام جديد يسلب النظام القديم بعض الخصائص ، ويقدم بعض الخصائص الجديدة . فمثلا : مجتمع الرقيق قضى على المجتمع الشيوعي البدائي واحتفظ ببعض الخصائص ، والحال كذلك مع ظهور النمط الإقطاعي الذي قضى على النمط العبودي ................... لخ ، وهكذا حتى تقضي الشيوعية عن الرأسمالية والاشتراكية الطبقية .
المطلب الثاني : المادية الجدلية نعتقد أن مفهوم الطبقية أساسي يضاهي تماما مفاهيم المادية التاريخية والبناء الفوقي والتحتي ، بل هو مفتاح الإيديولوجية والفلسفة الماركسية التي تهدف إلى القضاء على التناقضات التي تحملها الرأسمالية كنظام وليد الصراعات الطبقية بالدرجة الأولى ، لأجل السيطرة على وسائل الإنتاج . ومن ذلك اعتقادنا أن الفلسفة الماركسية وليدة هذا الوجود الطبقي البروليتاري ووعي كامل بالانتماء ثم بالتجاوز ، كوسيلة لتجميع وتحفيز لاكتساب وسائل الإنتاج لتأخذ الطبقة العمالية مكان الرأسمالية كمالكة و مسيطرة ، إلى حين اكتمال التهديم الكلي للأسس السابقة الفاسدة التي تشجع على النظام الطبقي ، لتنتقل بذلك إلى تحقيق المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقية . ويتضح مما سبق أن الطبقية هي مرحلة مؤقتة من تاريخ الإنسانية من ناحيتين : 1"- أنها زائلة بحكم الصراع الضروري والحتمي بين المحا فضة على الوضع المناسب لها والثار عليه 2"- أنها مرحلية وذلك لارتباطها بالوعي ، فالبرجوازية مثلا لم تظهر كطبقة إلا بوعيها بنفسها ، والحال كذلك بالنسبة للطبقة البروليتارية
☻في الأخير يمكن القول أن المادية الجدلية تتمثل عند ماركس في علاقة التأثير والتأثر بين الطبقة التحتية والطبقة الفوقية ، حيث يرى أن البنية التحتية ( الاقتصاد ) تؤثر في البنية الفوقية ( السلطة ) لتعود البنية الفوقية وتؤثر في البنية التحتية ، على شكل قرارات سياسية ، ويذهب ماركس إلى ابعد من ذلك في تصوره أن البنية التحتية هي المحددة للنظام الاقتصادي ، وذلك من خلال قانون الانتقال من التغير الكمي إلى التغير الكيفي☻
فرع : قانون وحدة الأضداد ويقصد به الصراع الأزلي والدائم بين الطبقات ، فمثلا الصراع القائم بين مالكي وسائل الإنتاج والطبقة البروليتارية
المبحث الثالث : مفهوم الوعي والاغتراب الاجتماعي
المطلب الأول : مفهوم الوعي الاجتماعي إن مفهوم الإيديولوجية عند ماركس ذات إسهام قوي في علم الاجتماع ، على الرغم من استخدامه في بعض كتابات هيغل وسان سيمون ، وبعض الإشارات التي قدمها كونت ، والإيديولوجية على العموم هي وليدة الفكر والمجتمع الأوروبي وذلك لما يحتويه هذا الأخير من تناقضات على مستوى الطبقات الاجتماعية ، بعبارة أخرى انشغال المجتمع الأوروبي بالصناعة والتقدم التكنولوجي للتعبير عن وعي فئات الإنتاج الاقتصادي وطبقاته . وبالمقابل من ذلك فماركس يعطيها تحديدا علميا أكثر قوة سواء بالتحديد أو بالتطلع فهناك نوعين من الإيديولوجية : إيديولوجية التضليل و إيديولوجية التغيير حيث ترتبط إيديولوجية التضليل بالوعي الزائف والمبرر لحالة الاغتراب والتناقض والصراع ، والتي يجب حسبه تعريتها وكشفها لتظهر عيوب النظام الاجتماعي الفاسد والقاتل لإنسانية الإنسان في تطوراته الغير طبيعية والتي يحتل فيها المثقفون والمتخلفون موقع الممهد للوضع القائم على الاستغلال و اللا عدل وهذا ما أطلق عليه تسمية الإيديولوجية البرجوازية . غير انه وحيال ذلك يضعها في إطارها المادي والتاريخي باعتبارها حالة من الوعي المتماشي مع الواقع كون الأفكار محصلة وانعكاس للضر وف المادية وبتالي لايمكن وصفها بأكثر من الوعي المزيف . لذلك يرى ماركس انه لابد من وعي حقيقي جديد يسيطر على الوعي الزائف ، وذلك بادراك أن المناخ الفكري والمعتقدات العامة والمشكلات التي يعالجها العلماء والفلاسفة وخطاب السياسة والمصلحين والظواهر الإيديولوجية ككل على أنها متطابقة مع البناء الطبقي السائد ، الذي يتأثر برغبات الطبقة الحاكمة والمسيطرة . وفي هذا يمكن القول أن الفكر لايمكن أن يسمو على الواقع وان الطبقة لا تستطيع رؤية العالم إلا من خلال موقفها الخاص . وعلى هذا صاغ ماركس برنامجا فكريا وعلميا ، يطلق عليه في الغالب الإيديولوجية الماركسية ، والذي تطور بعده بأشكال مختلفة تهدف إلى تحويل الفلسفات المثالية إلى نظرية اجتماعية نقدية متجاوزة للوضع الراهن (( القائم )) ، ومقدمة صورة مليئة بالأمل والتفاؤل بدل صورة الاستغلال والشقاء والاغتراب
المطلب الثاني : مفهوم الاغتراب عند ماركس
هو بداية الافتراض الذي يتعلق بالآثار التي تحدثها التكنولوجيا في العلاقات الإنسانية بهدف الوصول إلى تفسير العمليات التي تبعد البشر عن حياة البساطة الأولى ، انطلاقا من مسلمة أولية تلخص بداية الحياة الطبيعية وتتسم بالبساطة ، ولخصها انجلز في قوله (( يعيش الإنسان حياته من اليد إلى الفم )) أي لا ينتج إلا مستلزمات حياته الضرورية ، وتتوالى بعد ذلك النتائج المترتبة عن هاته المسلمة ، بداية من حياة الحرية والمساواة تليها الملكية وتقسيم العمل فظهور الطبقات ، كل هذا يشكل ارتباطا تلقائيا لأعضاء المجتمع بعضهم ببعض بدون ادني صورة للاستغلال . لكن الملاحظ أن المجتمع محكوم بمسلمة أخرى أكثر إقناعا كونها قريبة من البداهة مفادها أن التطور من الحالة البدائية إلى درجة حضارية إلى درجة حضارية أكثر تقدما ... مرهون بمدى السيطرة على الطبيعة ، ومن ثم نمو قوى الإنتاج وتطور الوسائل التكنولوجية لينفصل الإنسان شيئا فشيئا عن بيئته الطبيعية التي اعتاد عليها ، ويترسخ ذلك من خلال خلقه للوسائط ( الأدوات البسيطة ثم الآلات ثم الطرق الصناعية وصولا إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة )) ، وهاته الوسائط بقدر ما ترسخ سيطرة الإنسان على الطبيعة بقدر ما تبعده عنها . إضافتا إلى أن تقسيم العمل الذي يتقدم ويتطور بالتقدم التكنولوجي يقيم فواصل بين الناس تنتقل هاته الفواصل من فواصل اجتماعية إلى فواصل طبقية ، وهنا يبرز ما يدعى صراع الطبقات ، الذي يتطور بتطور الحضارات ، والمحصلة في النهاية هي اغتراب الإنسان عن الطبيعة و مجتمعه وعن ذاته أيضا ، فهو يعيش حالة غير طبيعية ناتجة عن عامل الاستغلال ، حيث يغترب العامل عن أدوات عمله وعن نتاج جهده ( فائض القيمة ) وتصبح بذلك الطبقة المنتجة مغتربة . وفي هذا الصدد ينظر ماركس إلى قوى الإنتاج في تطورها على أنها السبب المباشر لسيطرة الإنسان على الإنسان والاختلافات الطبقية. و الخضوع الطبقي نتيجة تجمعها في قوالب من النظم الاستغلالية التي تتجسد في صورة نظام فوقي : ( فكري ، قانوني ، ديني ) وظيفته الأساسية الإبقاء على حالة الاستغلال وإخفاء مظاهره خدمتا لمصالح الطبقة المستغلة ( المسيطرة ) ويرى كل من ماركس وانجلز أن المجتمع الرأسمالي يمثل ذروة الاغتراب ، فعندما تصبح أدوات وأساليب الإنتاج التي ابتكرها الإنسان للسيطرة على الطبيعة تسيطر عليه نفسه ، فالإنتاج الذي يوجه في الأصل لإشباع حاجيات الإنسانية يصبح موجه إلى حاجة غير طبيعية ألا وهي ( الربح ) وهو قوام الرأسمالية ، إذ أنها تنتج السلعة ليس لخدمة الإنسان بل لأجل الربح وزيادة رأس المال . يقول ماركس أن العامل يطرح جهده في سوق العمل ليبيعه كسلعة يحدد سعرها قانون السوق الذي يحدده الرأسمالي أو مالكي وسائل الإنتاج ، وأكثر من ذلك فان علاقات الملكية في المجتمع الرأسمالي تجعل العامل لا يشعر بالانتماء إلى العمل فهو معزول عن نظامه وعن أهدافه .
الخاتمة :
" إني اتخذ موقفا عدائيا من a إلى z ضد مذهب كونت ، وفكرتي عنه كرجل علم لا تنطوي على تقدير يذكر " لعله يتضح من هذه المقولة ما مدى تناقض أفكار ماركس مع سابقيه المحافظين وخاصة اوغست كونت ، كما أن رفض ماركس لتسمية علم الاجتماع لم تأتي من فراغ أو عن غير قصد ، بل كانت نتيجة هذا التناقض الصارخ بين أفكار هذين العالمين . فماركس بعد أن تعمق في أفكار كونت اتضح له أنها مجرد تفكير تغلب عليه النزعة اللاهوتية التنبؤية
المراجع المعتمدة :
1" الكتب : - محمد شيا ، مبادئ علم الاجتماع ، دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة الطبع 1996 - محمد عودة ، تاريخ علم الاجتماع ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت لبنان | |
|