MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: أستاذ الجامعي ( ثقة وقدوة لطالب ) السبت 4 ديسمبر - 10:12 | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لعل أكثر المهارات نفعا اليوم تتمثل في أن يتعلم الطالب في الجامعة:”كيفية التعلم”، و كيفية تقبل الأفكار الجديدة والقدرة على مناقشتها و تحليلها، وكيفية استيعاب المعارف المختلفة و ترجمتها إلى سلوك، ومن ثم فالتعليم الجامعي الناجح يتم - في تصوري- عندما يدرك الطالب أهمية ما يدرس ، و أهمية دوره في العملية التعليمية الكبرى في الجامعة، و عندما يقتنع أن التكوين الأمثل: إنما هو تكوين شخصي أي (ذاتي)، يمارسه بنفسه أولا .
و بإشراف أستاذه و توجيهه له: تربويا، علميا، منهجيا، نفسيا،ثانيا .
إن هذا التصور للعملية التعليمية في الجامعة يساعد –دون شك- على تجاوز وضع الطالب المتهالك، البائس، الباهت و السلبي(الذي نراه عليه اليوم)إلى وضع أكثر فاعلية وجدية. وسنوفر، للجامعة وللوطن ،بذلك طالبا يمتلك رؤية واضحة عن دوره و أهدافه و منهجه، رؤية سترفع درجة وعيه بأنه باحث صغير سيكبر يوما، وعليه أن يتمتع بصفات الباحث من: صبر، ومثابرة، و إصرار على التحسن و التعلم و البحث؛ مما يساعد على تنمية قدرته على التفكير العلمي وتمكينه من اكتساب مهارات الاتصال الأساسية القراءة، الحديث، الحوار، السؤال، الاستماع، الكتابة، التفاوض، إدارة الوقت، إدارة المشاكل….
وكل ذلك سيعمق إحساسه بضرورة تربية و تنمية قدراته على التقويم و النقد، و تطوير طاقاته الإبداعية المختلفة و ترقية الفضاء الجامعي كله، كما سيعلمه أنه هو الثروة الأساسية للأمة و الوطن، و أن تنمية قدراته و أدائه هما الهدف الأسمى للتعليم الجامعي عموما إذا ما أردنا للمجتمع التقدم و الرقي و الازدهار.
وعليه فالدرس الأول له في اليوم الأول في الجامعة سيكون الأهم على الإطلاق إذا التقى-طبعا- بالأستاذ الذي يحمل الرؤية الصحيحة عن الطالب و الجامعة، و الذي يسرع إلى حمله فوق القمم بيسر و بساطة وثقة، و سيكون-يقينا- خير أستاذ له، بل خير مشرف في رحلة علمية ممتعة، هي رحلة استكشاف المعرفة و الذات و الكون: رحلة الدراسة الجامعية الرائعة !
” فالأستاذ الجامعي الناجح المتألق لن يكون ذلك الشخص الذي يلقي عليك، بثقل معلوماته، أو ثقل عظمته أو ثقل أدائه الجيد، و إنما هو الذي سيلهمك و يوحي إليك و يستفز قواك و يحفز قدراتك، و على العموم ليس هو الذي سيضغط عليك بأي ناحية من نواحي قوته، لكنه هو الذي سيساعدك على التحرر من شباك الفشل و الإحباط و سيفسح صدرك ،و يفك قيودك و يجعلك تتنفس في راحة و تعمل في أمل هو نجم يتألق لا تشعر بثقله و حجمه و لكن ستشعر –حتما- بنوره وجماله ووحيه !*
إنه خير أستاذ سيعلمك من أنت في هذا العالم، و ما علاقتك بمن حولك، و ما سر قوتك و ستكون النظرة المثالية للأستاذ بذلك على أنه صانع الرجال و صانع القرار في مهنته المشرفة.
إن التدريس في الجامعة علم وفن، ومهارة و هو “نشاط مقصود يهدف إلى ترجمة الهدف التعليمي إلى موقف و إلى خبرة يتفاعل معها الطالب، و يكتسب من نتائجها السلوك المنشود…..”.
لقد أصبح الأستاذ في الجامعة اليوم (مديرا) للعملية التعليمية و عليه التوفيق بين العلاقة الإنسانية و تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، وسيكون حديثنا هذه المرة عن الأستاذ الجامعي الذي ننشد و الذي نحلم أن نجده في جامعتنا اليوم: لأنه ببساطة العنصر الأساسي في الموقف التعليمي.
السؤال المهم الآن: ما أهم صفات الأستاذ الجامعي في نقاط ؟ و في تصوري الخاص، إنه:
نسان مثقف، واسع الأفق، متذوق، لديه إهتمام بالفنون و الثقافة بوحه عام. ذو شخصية قوية، يتميز بالذكاء و الموضوعية و الحزم. سليم بدنيا، له القدرة على العمل بنشاط. كثير القراءة و الإطلاع. يحب مهنته و يفتخر بها. يحب المادة (المقياس) التي يدرسه. يحب طلبته و يخلص لهم و يتفانى في خدمتهم و إفادتهم وإمتاعهم. يتميز بالأداء السليم للغة. علاقته طيبة، ناجحة مع الزملاء و الرؤساء و الطلبة. له قدرة على بث الرغبة في التعلم وحب العلم في طلابه وطالباته . سمح الأخلاق ، حسن المعشر و المعاملة. تبدأ عملية (التخطيط) عنده عندما يجلس مع نفسه و كتبه و يفكر و يتدبر فيما سيقدمه، وكيف سيقدمه؟. يحدد أهداف محاضرته، درسه. ملم بخصائص طلبته و حاجاتهم و قدراتهم و أوضاعهم. يمتلك إستراتيجية لإدارة فضائه التفاعلي / العلمي/ والعملي (القاعة،أو المدرج). تتم عملية (التنفيذ) عنده بقوة عندما يلتقي بطلبته مباشرة في مرحلة التفاعل معهم. يكون علاقات إنسانية دافئة معهم. ( كأن يعرف أسماءهم أو أكثرهم، ويعرف مهاراتهم ) يثير قابليتهم للتجاوب معه. يرتقي بعرض المعلومات العلمية و الخبرة و المعرفة إلى القمة. بسيط، واضح في صياغة الأسئلة. يتحكم في الوقت ولا يسمح بإضاعته. مواعيده مضبوطة: يصل في الوقت قبل وصول طلبته، و ينصرف بعدهم. يضفي أجواء المتعة و الراحة على قاعته،أو مدرجه. يمرر تجاربه وخبراته إلى الطلبة. يقوم و يقيم عمله لمعرفة ما تم تحقيقه من أهداف.. يدرب طلبته على اكتساب المهارات الضرورية للتفكير الإيجابي. يشجع مواهب الطلاب و يعلمهم كيفية تطوير طاقاتهم على الإبداع. يقنعهم بمبدأ العمل كفريق. له قدرة على جعل اللقاء بالطلبة في( المدرج، القاعة) شبيها بلقاء الأسرة الواحدة.
فالأستاذ الجامعي المبدع لا يختلف في إيقاعه عن الفنان المبدع، قائد من حيث هو مبدع، مشارك في تغيير الطالب و الجامعة و المجتمع و العالم إن أراد ذلك و فهمه .له القدرة على نقد الوضع القائم في ضوء وضع قادم يحلم به أفضل و أحسن دائما، رؤيته إلى مهنته و طالبه و جامعته رؤية مستقبلية تماما.
من هذا المنطلق الواضح البسيط ندعو الأستاذ الجامعي إلى الوقوف قليلا على المشهد الجامعي المتدهور عموما اليوم، و يستشرف في نفسه و طالبه رؤية جديدة للنهوض بهذا القطاع الحيوي المهم.
إن القضية في غاية البساطة إذا علمنا أنها تتعلق بعملية إعداد الأستاذ الجامعي الكفء، الواعي بدوره و مسؤولياته، وهي عملية فردية، تنبع من داخل هذا الأستاذ و لا تحتاج في اعتقادي إلى جهة رسمية خارجية.
هي دعوة أولى للأستاذ الجامعي …. ستتبعها دعوات أخر للطالب الجامعي الذي تربطه بأستاذه علاقة وثيقة، و دعوات للإداري الجامعي و الباحث الجامعي…
إن العلاقة بين الأستاذ و طالبه آو الطالب و أستاذه في الجامعة هي التي تحدد نوعية التعليم وتعمل على تحقيق الأهداف الحيوية الكبرى للجامعة. إن التعليم الجامعي استثمار تربوي خالص و لا أظن انه مجرد خدمة تقدم، لذلك فالحديث عنه يحتاج إلى الخبير المتخصص فعلا و حقا و صدقا. ومقاييس النجاح في مهنة الأستاذ الجامعي تتطلب رؤية ناضجة و كفاءة عالية و بدائل نوعية متعددة ويقينا بأن الدور الكبير في صناعة الفرد المتوازن، البارع، المختص من مهام الجامعة و أستاذ الجامعة.
بقلم : فائزة سليمان الصيد
زملائي الكرام كيف تتصور الاستاذ الجامعي من منظورك الخاص كما تفضلة الكاتبة وقدمت رأيها الخاص ؟
تحياتي | |
|