منتديات جامعة باتنة 2
مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر 829894
ادارة المنتدي مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر 103798
منتديات جامعة باتنة 2
مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر 829894
ادارة المنتدي مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر 103798
منتديات جامعة باتنة 2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لاندعي أننا الأفضل لكننا نقدم الأفضل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<

 

 مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MAZOUZ MOHAMED
...::|رئيس المنتدى|::...
...::|رئيس المنتدى|::...
MAZOUZ MOHAMED


مساهماتي : 5235
تاريخ الميلادي: : 01/07/1991
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
عمـــري: : 33
الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net

مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر Empty
مُساهمةموضوع: مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر   مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر Icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر - 10:06

عنوان المداخلة : تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات

الاقتصادية بالجزائر مع تحديات الألفية الثالثة


ملخص المداخلة : ختمت الجزائر ثانـي ألفية في التاريخ الميلادي ، باستعادة التوازنات الاقتصادية الكبرى ، بعد التطبيق الصارم لبرامج التصحيح الهيكلي ، التي أملتها ضرورة فك الاختناق المالي ، بالحصول على قروض الهيآت المالية الدولية ، و في مقدمتها صندوق النقد الدولي ، و التحول نهائيا إلى الليبرالية و اقتصاد السوق .إلا أن عودة الروح التنموية و الرجوع إلى قطار النمو في بداية هذه الألفية الثالثة ، لن يتم دون الحسم في مسائل عدة ، تحتاج إلى كم هائل من الدراسات الأكاديمية و الأبحاث الميدانية ، مع الاستفادة من مزايا اقتصاديات الأشقاء و الجيران ، الذين عالجوا قبلنا أمراضهم الاقتصادية ، و ضرورة التعجيل بتقييم شامل للسياسات السابقة ، و النتائج السوسيو – اقتصاديـة التي خلفتها ، و ذلك للتكيف يسرعة مع تحديات العولمة ، و رهانـات الألفية الثالـثة . و فيما يخص المؤسسات الاقتصاديـة الوطنية ، فإنها مجبرة على الاستجابة و التكيف مع التحولات السريعة و العميقة في الاقتصاد العالمي ، اندماجا في الحركية الاقتصادية العالمية ، و تفتحا على المحيط التنافسي اقليميا ، متوسطيا و عالميا ، و هو ما يستلزم إعادة النظر في طرق الإدارة و التسيير و التنظيم ، كالقيادة و الاتصال و التحفيز و التسوبق و غبرهـا . و لقد ظل التوجيه المركزي و التسيير الإداري الأحادي مهيمنا على الحياة الاقتصادية ، منذ الاستقلال ، و اهتمت الدولة طوال ثلاثة عقود من البناء الاقتصادي ، بتطبيق سياسة الصناعات المصنعة و أقطاب النمو ، التي حاولت اختصار المسافة نحو التقدم الصناعي و الاقتصادي ، فتم تهميش عدة وظائف في التسيير ، اعتقادا خاطئا بأن الأولوية – آنـذاك – تستدعي التركيز على الجوانب الكمية و التقنية ، و تأجيل البث في العامل الإنسانـي ، إلى حين تكوين قاعدة صناعية صلبة ، و اقتصاد وطني قـوي . إن عدم الاهتمام بتطوير و تحسين أداء العاملين ، في ميدان تسيير الموارد البشرية ، جعل دورها لا يتعدى التوظيف و الأجور، بل إنها كانت عبارة عن وظيفة إدارية " مهمَّشة " مقارنة بالوظائف الاستراتيجية للمؤسسة . و عليه ، فإن هذه المداخلة تحاول تبيان واقع منظومة الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية ، من خلال البحث عن الأسباب العميقة و الحقيقية لعدم فعالية الاتصال التنظيمي ، وفق رؤية تحليلـية نقديـة ، تأخـذ بعين الاعتـبار المعـطى النفـسي – الاجتماعي ، مع اقتراح حلول علمية و عملية ، تمت صياغتها في 30 مقترحـا لتكييف منظومة الاتصال التنظيمي ، مع تحديات المنافسة الأجنبية ، التي سوف تفرزها اتفاقيات الشراكـة مع الاتحاد الأوروبي ، و الانضمام المرتقب للمنظمة العالمية للتجـارة .
تكييف منظومـة الاتصـال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائـر مع تحديـات الألفيـة الثالثـة

عناصـر المقـال :
المقدمـة و الإشكالـية
1 – من الاتصـال إلى الاتصـال التنظيمـي
2 – منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائر خلال نهاية الألفية الثانـية
3 – معوقـات الاتصـال التنظيمي داخـل المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائـر
4 – 30 مقـترح لتكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائـر مع تحديات الألفية الثالـثة
الخاتمـة
المراجـع
المقدمـة و الإشكالـية :
ختمت الجزائر ثاني ألفية في التاريخ الميلادي ، باستعادة التوازنات الاقتصادية الكبرى ، بعد التطبيق الصارم لبرامج التصحيح الهيكلي ، التي أملتها ضرورة فك الاختناق المالي ، بالحصول على قروض الهيآت المالية الدولية ، و في مقدمتها صندوق النقد الدولي ، و التحول نهائيا إلى الليبرالية و اقتصاد السوق .إلا أن عودة الروح التنموية و الرجوع إلى قطار النمو في بداية هذه الألفية الثالثة ، لن يتم دون الحسم في مسائل عدة ، تحتاج إلى كم هائل من الدراسات الأكاديمية و الأبحاث الميدانية ، مع الاستفادة من مزايا اقتصاديات الأشقاء و الجيران ، الذين عالجوا قبلنا أمراضهم الاقتصادية ، و التقييم الشامل للسياسات السابقة ، و النتائج السوسيو – اقتصاديـة التي خلفتها ، و ذلك للتكيف يسرعة مع تحديات العولمة ، و رهانـات الألفية الثالـثة .
و فيما يخص المؤسسات الاقتصاديـة الوطنية ، فإنها مجبرة على الاستجابة و التكيف مع التحولات السريعة و العميقة في الاقتصاد العالمي ، اندماجا في الحركية الاقتصادية العالمية ، و تفتحا على المحيط التنافسي اقليميا ، متوسطيا و عالميا ، و هو ما يستلزم اعادة النظر في طرق الإدارة و التسيير و التنظيم ، كالقيادة و الاتصال و التحفيز و التسوبق و غبرهـا .
و لقد ظل التوجيه المركزي و التسيير الإداري الأحادي مهيمنا على الحياة الاقتصادية ، منذ الاستقلال ، و اهتمت الدولة طوال ثلاثة عقود من البناء الاقتصادي ، بالمؤسسات الكبرى ، على غرار سوناطراك و سونلغاز ، و الشركة الوطنية للحديد و الصلب S N S ، تماشيا مع سياسة الصناعات المصنعة و أقطاب النمو ، التي حاولت اختصار المسافة نحو التقدم الصناعي و الاقتصادي ، فتم تهميش عدة وظائف في التسيير ، اعتقادا خاطئا بأن الأولوية – آنـذاك - تستدعي التركيز على الجوانب الكمية و التقنية ، و تأجيل البث في العامل الإنسانـي ، إلى حين تكوين قاعدة صناعية صلبة ، و اقتصاد وطني قوي .
إن عدم الاهتمام بتطوير و تحسين أداء العاملين ، في ميدان تسيير الموارد البشرية ، جعل دورها لا يتعدى التوظيف و الأجور، بل إنها كانت عبارة عن وظيفة إدارية " مهمَّشة " مقارنة بالوظائف الاستراتيجية للمؤسسة BOURNANE , 1993)) . و لأن الاتصال التنظيمي يساهم - بشكل كبير جدا - في نجاح المؤسسة الاقتصادية ، وبلوغها أهدافها ، مع حفاظها على رصيدها البشري ، وتماسكها التنظيمي ، فإن تفعيل الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية ، أصبح أكثر من ضرورة ، في ظل تحديات المنافسة الأجنبية ، التي سوف تفرزها اتفاقيات الشراكـة مع الاتحاد الأوروبي ، و الانضمام المرتقب للمنظمة العالمية للتجارة .
و عليه ، فإن هذه المداخلة تحاول تبيان واقع منظومة الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية، من خلال البحث عن أهم مواطن الخلل ، و الأسباب العميقة و الحقيقية لعدم فعالية الاتصال التنظيمي ، وفق رؤية تحليلـية نقديـة ، تأخـذ بعين الاعتـبار المعـطى النفـسي – الاجتماعي ، مع اقتراح حلول علمية و عملية ، تمت صياغتها في 30 مقترحـا لتكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائـر .
1 – من الاتصال إلى الاتصال التنظيمي :
لغـة ، فإن مفهوم الاتصال مُشتق من كلمة Communis اللاًتينية و تعني بالإنجليزية common أي مُشترَك أو اشتراك ؛ أي محاولة تأسيس نوع من الاشتراك ، يتضمن شخصين أو أكثر ، في المعلومات والأفكار والاتجاهات . كما يُشير إلى المعلومات التي تنتقل بِواسطتها تلك الأفكار بين الناس ، داخل نسق اجتماعي مُعين مهما اختلف حجمه . ومـن النـاحية التاريخية ، فإن المتتبع لكلمـة "اتصال" في اللغات الأجنبية يجد أن عبارة Communique (أي يتصل ) وعبارة Communication ( أي اتصال ) قد ظهرتا - في اللغة الفرنسية - في حوالي النصف الثانـي من القرن التاسع عشر . والمعنى القاعدي للكلمة الأولى هو ( يشارك في ... ) أو participer ، وهذه الكلمة قريبة من الكلمة اللاتينيةcommunicaire التي تعني وضـع الشيء في المتناول العام mettre en commun أو الدخول في علاقـة ما Etre en relation . وقد تحول هذا المصطلح ليصبح معناه نقل الشيء Transmettre أو توريثه أو إرساله ، وبذلك تصبح القاطـرات و السيارات و وسائل الإعلام المكتوبة وسائل اتصال ؛ أي وسائل مرور من نقطة إلى نقطة. وخلال القرن الثامن عشـر ، ومع تطور وسائل النقل ، أصبح مصطلح communication شائعا ، وكان يعني الطرق والقنوات والخطوط الحديديـة .
أما في لغتنا العربيـة ، فكلمة اتصال مشتقة من الجذر "وصل" و الذي يحمل معنيين ؛ الأول هو الربط بين كائنين أي شخصين ، أي إيجاد علاقة من نوع معين تربط الطرفين ، أمًا المعنى الثانـي فهو يعني البلوغ والانتهاء إلى غاية مُعينة . إذن فالاتصال في اللغة العربية هو الصلة والعلاقة والبلوغ إلى غــاية مُعينة مِن تلك الصّلة ( مصطفى حجازي ، 1990 ، ص 19 ) .
أما اصطلاحا ، فيُعدّ تـعريف "شــانون" و "ويفر" SHANON AND WEAVER ( 1949 ) من أكثر تعاريف الاتصال شهرة ، إذ اعتبر أسـاسا لتعاريف ونماذج تالية حــاولت شرح عناصر الاتصال ، وقد قدّما فيه نموذجا لعملية الاتصال يرتكز على النظريـة الرياضـية ، ثم طُبِّق في العلوم الإنسانية ، وهو نموذج استخـدم أصلا لوصف الاتصال الإلكترونـي ، حيث كان " كلـود شانون " موظفا كمهندس في شركة " بــل " للهاتف في الولايات المتحدة الأمريكيةUSA ووضع تصميمه المعروف انطلاقا من عملية الاتصـال الـهاتفـي ( G . AMADO et A . Guillet , 1991 , P 4 ) .
أما " ويفـر " فقد طور هذه النظرية لحل العديد من مشاكل التفاعل و التبادل في علم النفس و علم النفس الاجتماعي ، و لهذا فقد عرف الاتصـال كعملية خطية ذات طـريق واحد ، يجتاز مراحل هي نفسهـا مراحل العملية الاتصالية الهاتفية ، و تتمثـل فيما يلي :



شكل رقم ( 1 ) : مخطط الاتصال حسب SHANON AND WEAVER ( عسوس ، 1997 )
و يُخصص "ويليام سكوت" WILLIAM SCOTالاتصال أكثر فأكثر ، حيث يُركز على الاتصال الإداري ، الذي يقول عنه بأنه العملية التي تتضمن نقل المعلومات ثم تلقي الردود عنها ، عن طريق نظام عام للمعلومات المرتدة FEED – BACK بِغرض التوصل إلى أفعال مُحدَّدة تؤدي إلى تحقيق أهداف التنظيم ( حـنـاوي محمـد ، 1974 ، ص 122 ) و يعتبر هذا التعريف أكثر دِقة و تحديداً ، فالاتصال عند "سكوت" عبارة عن عملية رسمية يخضع لِنظام دقيق مرتبط بالردود و التغذية العكسية . بناء على ماسبق ، يمكننا استخلاص التعريف التالي للاتصـال :
" هو عملية إيصال و تلقي و تبادل آراء و أفكار و معلومات بين شخصين أو أكثر بغرض الفهم أو الإقناع أو المعرفة ، لتحقيق أهداف مشتركة أو أعمال محـددة ".
هذا عن الاتصال الإنسانـي بصفة عامة ، و فيما يخص الاتصال داخل منظمات الأعمال ، و منها المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ، فإن المصطلح الملائم لهذا النوع المحدد من التواصل ، هو الاتصال التنظيمي ، حيث يرى بعض الباحثين ، مثل "كولد هيبر" و "بورتز" و "يتسن" و "لزنياك" 1978 بأن البحوث الميدانية أثبتت إسهام الاتصال التنظيمي في حل مشاكل التنسيق ، و التخطيط و العلاقات الإنسانية ، إلى جانب تنمية الموارد البشرية للمنظمـة ( عشـوي ، 1992 ، ص 141 ) .
من هذا المنطلـق ، يمكن تعريف الاتصال التنظيمـي بأنـه عمليـة هادفـة ، تتم بين طرفين أو أكثر ، لتبادل المعلومـات و الآراء ، وللتأثير في المواقـف والاتجاهـات ( مصطفى عشـوي ، 1992 ، ص 16 ) .
2 – واقع منظومة الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية بالجزائر خلال نهاية الألفـية الثانية :
قبل 40 سنة من انقضاء الألفية الثانية ، وصل عدد المؤسسات الصناعية في الجزائر المستقلة الفتية، سنة 1964 ، ما بين 345 و 413 مؤسسة ، كانت تحت تصرف القطاع المسير ذاتيا ، حيث كانت أغلبية هذه المؤسسات تتميز بصغر حجمها ، 5 % منها فقط توظف أكثر من 100 عامل ( لعلالي ، 1994 ، ص 32 ) . و لم يكن قطاع التسيير الذاتي مسيطرا إلا على 6.5 % من اليد العاملة ، مقارنة مع 49.6 % بالنسبة للشركات الوطنية ، و 41.2 % للمؤسسات الخاصة ، فعملت الدولـة في نهاية الستينات على إفراغ التسيير الذاتي من محتواه الحقيقي ، وذلك عن طريق تحضير أدوات تمويل نموذج التنمية المعتمد ، ووضع ميكانيزمات و أدوات التسيير المركزي باتباع نمط التسيير السوفياتـي . لقد رافق القيام بتأميم البنوك و المناجم و المحروقات ، تحويل المؤسسات المسيرة ذاتيا إلى شركات وطنية ، تؤدي وظائفها الأساسية كالإنتاج ، التوزيع ، و التسويق … تحت المراقبة المباشرة للدولة و أجهزتها ، وأصبح العمال موظفين تابعين لها ، مما أثر بشكل كبير و واضح على الاتصال التنظيمي داخل هذه المؤسسات الكبرى ، التي كانت من أهم نتائج اتباع نموذج التنمية ، في إطار النظام الاشتراكي ، المرتكز أساسا على استراتيجية الصناعات المصنعة ، كما نادى بها " دبـرنيس " DEBERNIS Gérard Destane و نظرية أقطـاب النمـو – التي جاء بها " فرانسوا بيرو " François PEROUX ، و مع بداية سنة 1965 تأسست بعض الشركات الوطنية مثل :
- الشركة الوطنية للنفط و الغاز SONATRACH
- الشركة الوطنية للحديد و الصلب SNS
- الشركة الوطنية للصناعات النسيجية SONITEX
- الشركة الجزائرية للتأمين SAA
تميزت هذه الفترة بـالتصنيع ، و هيمن المعطى الأيديولوجي و الأهداف الاجتماعية على الحياة الاقتصادية ، و أدى العمل المتزايد إلى امتداده خارج الأوقات الرسمية ، و هذا ما أدى إلى الاحتكاك المفرط بين العمال فيما بينهم و مع مسئوليهم المباشرين . و مع بداية 1971 كانت الشركات الوطنية تساهم بإنتاج حوالي 85 % من المنتجات الصناعية ، و توظف حوالي 80 % من إجمـالي القوى العاملة ، فاتجهت الدولة إلى تبني نمط التسيير الاشتراكي للمؤسسات ، و القائم أساسا على الملكية العامة لوسائل الإنـتاج ، و صار عمال الشركات طرفا مهما في تسييرها و مراقبتها ، هذا ما كان يسمح للمسيرين و العمال بالمشاركة في وضع و رسم السياسة العامة للشركة . لقد حاول هذا النمط خلق تقاليد جيدة في الاتصال المكثف بين جميع أطراف العملية الإنتاجية و الإدارية ، بحيث أصبح العامل يعايش و يحاكي زملاءه في العمل أكثر من عائلته .
لقد تميزت هذه الفتـرة باتصال مرن في نفس المستوى التنظيمي ، أي ما يصطلح عليه بالاتصال الأفقي ، مع غزارة في الاتصال النازل ، و غياب شبه كلي للاتصال الصاعد الفعـال . لقد كان من أهداف هذا النمط من التسيير خلق التنسيق و التوافق بين مصالح الأطراف الفاعلة في الشركة، و التقليل ما أمكن من التناقضات الموجودة . إلا أن التطبيق الميدانـي أتى بالكثير من النتـائج غير المشجعـة ، منها :
1 / سيطرة الجهـاز المركـزي على عملية اتخاذ القرارات ، مما جعل الصلاحيات المنصوص عليها في القانون الأساسي شكلية ، لا يمكن تجسيدها عمليا ، في ظل اقتصاد مهيكل بشكل يرجع فيه اتخاذ القرارات النهائية للجهاز المركزي ، وهو ما يؤدي إلى بيروقراطية ، و تضييع كبير للوقت .
2 / عدم التحديد الدقيق لوظائف الأطراف المعنية باتخاذ القرارات .
3 / جمود و عدم مرونة العلاقات .
4 / غياب الأطر و الهياكل التي تضمن عدم خروج مجلس العمال و الإدارة معا ، عن الإطار العام المحدد وعن أهداف الشركة .
5 / ظهور تصارع شبه دائم بين الإدارة و مجلس العمال .
6 / طبيعة و نوعية بعض الأمور المتعلقة بالتسيير اليومي للشركة ، يتطلب نوعا من التخصص و الاحتراف ، مما يجعل من الأفضل عدم طرحها للمناقشات العامـة ، أو للتصويت عليها من طرف كل العمال .
7 / بروز سلوكيات سلبية ساهمت – كما يقول لعلالي ( 1994 ) – في النيل من نفسية المسيرين و العمال النزهاء ، فقد أصبح ممثلو العمال المنتخبين عرضة للمساومات ، من قبل بعض المسيرين في الإدارة المحلية أو المركزية ، بل أن الأغرب أن بعض المسيرين أنفسهم أصبحوا – هم أيضا – عرضة لضغوطات من ممثلي العمال لتلبية أغراضهم الشخصية الضيقة ، و صار لبعض ممثلي العمال قوة تفاوضية أكبر من المسيرين أنفسهم ، للحصول على الامتيازات داخل المؤسسة ( سيارات ، مكاتب …) مما أثر سلبيا على مردوديـة العمال ، و دفعهم للقيام بالإضرابات المطولة عن العمل ( تدوم أحيانا عدة أسابيع ) ، فقط لعزل ممثليهم على مستوى الوحدة أو الشركة .
8 / تفشي مظاهر التذمر و عدم الرضى لدى العاملين .
9 / الحجم الكبير للشركات ، تجسيدا لمنطق التسيير المركزي ، فقد توصلت عملية التشخيص و الحوصلة التي قامت بها وزارة التخطيط و التهيئة العمرانية للعشرية 1967 – 1980 إلى التأكيد على الحجم الكبير لهذه الشركات ، مما جعلها صعبة التسيير ، و قيام الشركات بوظائف سياسية و اجتماعية .
منذ بداية الثمانينات ، حدث التراجع ، و قامت الدولة بالبحث عن مبررات التحول نحو نمط آخر من التسيير ، إلا أن التباطؤ كان شديدا و مقصودا . و كانت البداية مع عمليات إعادة الهيكلة لهذه الشركات الكبرى إلى مؤسسات عمومية ، تكون صغيرة الحجم ، ليتمكن المسيرون من التحكم فيها ، و تحسين مردوديتها المالية و الاقتصادية ، و قد أطلق على هذه العملية إعادة الهيكلة العضوية Restructuration Organique ( 1982 ) للشركات الوطنية .
أسفرت هذه العملية عن تضاعف عدد المؤسسات عدة مرات ، و صارت تسمى بالمؤسسات العمومية ، ثم تمت إعادة الهيكلة المالية Restructuration Financière ( 1988 ) بهدف تمكين المؤسسات العمومية الجديدة من الانطلاق بنفس جديد في العملية الإنتاجية .
لقد كان التخلص من البيروقراطية ، و المركزية المعرقلة لنشاط المؤسسة ، و القاتلة لروح المبادرة و الإبداع ، واحدا من أبرز أهداف هذه التغيرات ، إضافة إلى تحميل مسيري هذه المؤسسات عواقب النتائج ، التي تحصل عليها مؤسساتهم ، و كذلك وهو الأهم – في نظرنا – إفساح المجال للقطاع الخاص كي يخفف عن خزينة الدولة ، مبالغ ضخمة من الاستثمارات – و خاصة بالعملة الصعبة – كانت تكلفها الشركات الوطنية ذات المردود الضعيف ، و الإيراد المتدهور عاما بعد عام ، ولقد ارتفع العدد من 100 شركة وطنية – قبل إعادة الهيكلة – إلى 460 مؤسسة عمومية اقتصادية .جاءت بعد ذلك مرحلة الاستقلاليـة التي بدأت خاصة منذ 1988 ، فقد فشلت المؤسسات العمومية الاقتصادية مرة أخرى ، و لم تستطع التخلص من عجـزها ، رغم التطهير المالي الذي قامت به الدولـة دون جدوى عـدة مرات ( MIRAOUI. A , 1998 ) ، مما جعل هذه الأخيرة تتجه تدريجيا إلى نفض يديها من هذه المؤسسات ، بإعطائها استقلاليتـها المـالية و التسييريـة ، و إنشاء صناديق المساهمة ، التي تقوم بتسيير و مراقبة أموال الدولة لدى المؤسسات المستقلة ، ثم الشروع في خوصصة المؤسسات العمومية المفلسة ، منذ صدور قانون الخصخصة سنة 1995 .
إن الأهم بالنسبة لنا - في هذه الدراسـة – هو المشهد الاتصالـي في مؤسساتنا الاقتصادية ، فقد رافق هذه التغـيرات المتتاليـة ، ظهـور جو نفسي و اجتماعي ، لا يبعث أبدا على الارتياح ، بفعل تغير أنماط التسيير و علاقـات العمـل ، و تغـير تـركيبة المجتمـع ، مما أثـر سلبا و بصفة واضحـة ، علـى العلاقات الاتصالية داخل المؤسسات العمومية الاقتصادية ، و كان من نتائجها السلبية ما يلي :
1 - عرفت المؤسسة - في هـذه الفتـرة – تسيبـا إداريـا و تنظيميا فضيعا .
2 - أصبح غرض العامل من أداء واجبه هو الأجر لا غير .
3 - غيـاب دور فعـال للنقابـات .
و نتيجة لتأزم الأوضاع الاقتصاديـة ، عرفـت المؤسسـات الجزائريـة مرحلـة الإصلاحات ، التي رافقها انفتاح سياسي و إعلامي واسع و " مفاجئ " ، و انعكس ذلك على الإطار الاتصالي ، حيث أعطت النقابـات للعامـل الحـق في الدفـاع عن حقوقه ، فظهرت الإضرابات لتعزيز موقف الاتصال الصاعد – الذي طالما شهد خمولا - بحيث أصبح للعامل حق الاحتجاج و التعبير عن رأيه دون الخوف على منصبه أو مستقبله ، و أصبح الاتصال مرنا و في متناول الجميع الدعوة إلى الإضراب أو الاحتجاج على قرار ، و لكن الصراعات الأيديولوجية التي كانت لها امتدادات طبيعية ، في الوسط المهني ، أفسدت العلاقات ، و شحنت الأجواء بغيوم الشك ، و التربص ، و تصفية الحسابـات .
3 – معوقـات الاتصـال التنظيـمي داخل المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائـر :
قبل التطرق لنتائج دراستنا الميدانـية ، يفيدنا الاطلاع على دراسات سابقة في بلورة رؤية مبدئية عن واقع و عوائق الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر .
ففي دراسة لمحمـد مزيـان ( 1995 ) ، حول الاتصال وعلاقته بتغير اتجاهات العمال نحو العمل ، أجراها بالمؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى ، وجد أن :
أ - 41.66 % من المستجوبين يرون أن الاتصالات بين المسؤولين و العمال سيئة .
ب - 67.5 % يرون أن الإدارة لا تنشر المعلومات في آجالها المحددة .
جـ - 70.83 % يفضلون الاتصال الشفوي و المقابلات الفردية كأحسن وسيلة للاتصال بالمسؤولين .
د - 61.66 % اعتبروا أن الاتصال أفضل الوسائل لحل المشاكل .
هـ - 43.33 % يحصلون على المعلومات المهنية من زملاء العمل ( الاتصال غير الرسـمي ) .
و في دراسة أخـرى ، قام بها فريق بحث من جامعة الجزائـر ، عن وضعية المؤسسات العمومية الاقتصادية الجزائريـة ، شملت العينة 64 مؤسسة موزعة على مختلف القطاعات ، توصل إلى النتائج التالية :
أ – يدير مؤسساتنا الاقتصادية إداريون ليسوا مسيرين ، منفذين لقرارات تتخذ خارج التنظيم .
ب – تنظيـم جامد و دون استراتيجية ، غير قادر – و أحيانا غير راغب – على تحقيق أهدافه.
جـ – متخذو القرار يفتقرون إلى الكفاءة ، الديناميكية و روح المبادرة .
د – 62.5 % من المؤسسـات ( التي تمثل عينة البحث ) تتميز بتنظيـم قائـم عـلى مبـادئ FAYOL و 90.6 % منها ذو شكل هرمي Structure / Image Pyramidale ، كما أن 67.2 % منها تباشر سلّمية صارمة في المراقبة Hiérarchie stricte de contrôle و هو ما يتناقض مع التفكير التنظيمي النظامي الذي يدعو إلى المرونة في التسيير .
هـ - 84.4 % من المؤسسات تصرح بضمان الاتصال الداخلي .
و – 48.4 % من الحالات توجد فيها اتصالات منتظمة .
ز – 60.9 % منها تستعمل إشعارات عمل داخلي Notes de Service .
ط – 76.6 % منها يلجأ إلى الاجتماعات في عملية الاتصال .
ظ – 12.6 % منها فقط يستعمل نشرات داخلية Bulletins Internes .
م – 17.2 % تلجأ إلى استعمال الملصقات Affichage .
ك – تمثل الوسائل الأخرى للاتصال 78.1 % .
ل – 60.9 % من الاتصالات ليست في شكل أوامر .
ي – من أدلة البيروقراطية أن 35.9 % من الحالات تحتكر فيها المعلومات في مستويات معينة ، كما أن 43.8 % فقط من المؤسسات تصـل فيها المعلومـات في الوقت المحـدد ( أوكيـل و آخـرون ، 1994، ص – ص : 183 – 190 ) .
و قد تبين من دراستنا الميدانية لبعض المؤسسات الاقتصاديـة ، في بعض ولايات الشرق الجزائـري ، أن الاتصال التنظيمي يتأثـر بمعوقـات عديدة صنفناها - حسب طبيعتهـا - إلى معوقـات نفسـية ، تنظيمـية ، فنـية و بيئـية .
و قد أوضحت التحاليل الإحصائيـة لأجوبة الأفراد عن بنود استمارة الاستبيان ، أن المشكـلات النفسـية كانت الأقـوى حضـورا ، و تأثيرا في المؤسسات محل الدراسـة ، و هي تشكل منفذا خطيرا لنسف شبكة العلاقات المهنية ، و إفشال أي مسعى لتفعيل الاتصالات التنظيمية داخل محيط العمل .
و قد تجلّت المعوقات النفسيـة فيما يلي :
1 – إن الأفراد لا يشعرون بـالاطمئنان عند دخولهم المؤسسة ، و هو ما نتج عنه تفشـي مشاعر القلـق المزمـن ، و غيـاب الرضـا عن العمـل ، و الضجـر من كـل شيء ، و الرغبـة الشديـدة في التـغيير .
فالعامل الجزائري – بحُكم عدة تراكمات نفسيـة و تاريخيـة - أصبح سريع الانفعال ، شديد الغضب و النرفـزة ، يميزه الطبـع الحاد و المزاج المتقـلّب ، و هو لا يفتأ يغتنم أول فرصة لبثّ شكـاواه التي طالما كبتها في صدره ، و قد يصل حد العنـف و العـدوان ، كخير تفسير لعدم شعور الأفراد بالاطمئنان و افتقاد الشعور بالانتماء لجماعة العمل و للمؤسسة . إنّ افتقـاد العاملين الجزائريين لعنصر الطمـأنينة أفقدهم الشعور بالانتماء و الإخلاص لجماعة الانتماء ، و بالتالي فقد حُرم الجزائريون من استثمار الساعات الثمانية التي يقضونها سويا ويوميا ، و عجزوا عن بناء شبكة علاقات مهنية منسجمة و قويـّة ، و في هذا الإطار يرى بعض الباحثين أن الهدف من الاتصال التنظيمي هو جعل المعلومة تمثل " فلسفة " المؤسسة ، تاريخها ، تقاليدها ، أهدافهـا ، مهمتها ، و سياستها من أجل خلق الشعور بالانتماء (AKTOUF , 1985 , P 291 ) .
2 – تأثّر الأفراد " إلى حد كبير و قاس ٍ" بـالظلم والتفرقة في المعاملـة ، و معلوم أن الجزائريين حسّاسون إلى درجة كبيرة للمعامـلات السيئـة ، وإذا تميزت أجواء العمل بالظلـم و "الحقرة " ، أو شعر العامل بنوع من التفرقة الجائرة في المعاملة ، ازداد غيظا و نفورا من المؤسسـة و من القائمين عليها ، و رغبة في عدم إكثار الاتصال بالعاملين .
3 – الخوف من الاتصال التنظيمي عقدة نفسية أصابت الكثير من العاملين ، ووقفت حائلا أمام قيامهم باتصالات مع زملائهم ، و لاحظنا أن عددا لا بأس به من العاملين يغزوهم خوف رهيب من التحدّث مع الزملاء ، فضلا عن المسؤولين ، و لقد صار الشعور السلبي بالخوف من الاتصالات عائقا حقيقيا و قويـا ، إذ يؤدي إلى حرمان إدارة المؤسسة من ردود فعل العاملين Feed-Back التي غالبا ما تحملها الاتصالات التنظيمية الصاعدة .
4 – يحمل أغلب الأفراد تصوّرات سلبية نحو زملائهم معتبرين إياهم "سيئين" و في أحسن الأحوال "خبثاء ماكرين"، و هذه التحيزات و الأحكام المسبقة عائق خطير أمام الاتصال .
5 - انعدام التفـاهم بين العاملين ، وخاصة بين الإطارات و العمال .
6 – اتجاه الأفراد نحو القيام باتصالاتهم التنظيمية على أساس " مهني " ثم يأتي الاعتبار " المصلحي – المنفعي " و إقامة جدران نفسية بين العاملين داخل المؤسسة .
7 – معانـاة أغلـب العـاملين من الميـول التسلطيـة لمسؤوليـهم الـذين يفرضون آراءهـم و أفكارهم ، بغض النظر عن خطئها أو صوابها .
أمـا المعوقات التقنـية ، فتتمشل فيما يلي :
1 - يفضّـل أغلـب الأفـراد استعمـال القناة الشفـوية أثنـاء قيامهـم بمختلف العمليـات الاتصـالية ، محبـّذين هذا النـوع السهـل و المبـاشر و التقليـدي من قنـوات و أساليب الاتصـال التنظيمي على غيره من القنوات . و في رأينا فإن ذلك يعـود إلى انتشـار الاعتمـاد على الثقافة الشفـويّة في مجتمعاتنـا العالم - ثالثيـة ، و نفور الكثير من العاملين من التقيد بالكتابة و التوثيق .
2 – انعدام الاهتمام بـالملصقـات Les Affiches ، و اكتفاء الإدارة بإعلانات الاجتماعات أو مواقيت العمل الواجب احترامها ، و قد انعكس ذلك سلبا على الاتصال التنظيمي إذ تم اختزاله في الأوامر و التعليمات و بعض الشكاوي ، و غالبا ما يكون كل ذلك شفويا ، كما حرم المؤسسات و عمالهـا من إرساء تقـاليد اتصـال أكثر تطورا و جاذبيـة .
3 – إن الخـلل التقـني في وسائـل الاتصـال التنظيمـي الموجودة قيد الاستعمال في المؤسسة يؤدّي إلى إعـاقة السير العـادي لمختلف عمليـات الاتصـال التنظيمـي داخل المؤسسـة عن طريق :
1 – صعوبات الحصول على التلكس أو الفاكس .
2 - معاناة الشبكات التلفونية من أعطال وتقادم وانعدام للخطوط .
3 - بطء البريد أو ضياعه .
4 - سوء الصيانة .
5 - المواصلات و الانتقال المكانـي .
6 - أدوات غير كافية مثل عدم توفر عدد كاف من خطوط الهاتف لتغطية حجم الاتصال .
أمـا فيما يخص المعوقـات التنظيمية ، فقد بينت نتائج الدراسـة أن مؤسساتنا الاقتصاديـة ما تزال عاجزة عن التكيف مع التغيرات الكبرى ، التي تعرفها البلاد نحو ديناميكية اقتصاد السوق ، و ما يرافقه من تطوير في أنمـاط التسيير و التعـامل مع العاملين ، كما بقيت الذهنيـات التي لا تبالي بالاعتبارات الإنسانيـة ، و في مقدمتها الاتصال التنظيمـي ، تقف حجر عثرة أمام أي طموح تنظيمي في اللحاق بالركب العالمي المتقـدم ، و في هذا السياق ، فإن وجود نقائـص تنظيمية عديدة و متراكمة ، سوف تعرقـل الاتصال التنظيمـي داخـل المؤسسات الاقتصاديـة ، و تزيـد من " العفن " التنظيمي ، المعيـق لأي تطـوّر أو تحسـّن ، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
1 - إن المصدر الرئيسـي للمعلومـات – التي يحصل عليها غالبية العـاملين – لم يكن الهيكل الرسمي للاتصال التنظيـمي ، و لا وسائل إعـلام المؤسسـة ، بـل عن طريق الاتصـالات الخفيـة غير الرسميـة ؛ من خلال الإشاعـات أو أثناء الأحـاديث العاديـة اليوميـة مع الزمـلاء .
2 – إن أبرز انطباع يحملـه أغلـب الأفـراد عن نـوعية التنظيـم ، الـذي تتميز به المؤسسـات ، التي يعملون بها هي أنها تتسم بـالجمـود و البيروقـراطيـة– في أشـدّ مظاهرها السلبيـة – و ليس كمـا نادى بها MAX WEBER ، وهي - كما وصفها بعض الباحثين - بيروقراطية ليست بالمعنى الويبري بل بالمعنى المتبادل اليوم : عراقيل و فوضى . . وهو السبب المباشر – في رأينا – للجـوء العاملين إلى البحث عن المعلومات المهنيـة من مصادر أخرى ، حجتهم في ذلك - كما اتضح من مقابلاتنا لبعضهم - جمود التنظيم و عدم قدرته على تلبية احتياجاتهم المعلوماتيـة في الوقت المناسب ، و كذلك البيروقراطية المعرقلـة لكـل اتصال تنظيمـي فعال .
3 – يـرى أفراد المؤسسـة أن التعـاون و التفاعـل بين الإدارة والعاملين ، لاوجود له إلا أحيانا ، في المواعيد " الهامة " و المواقف " الصعبة " ، وفي دراسة مقارنة بين أجواء العمل في كل من الجزائـر و مونتريال بكندا ، وجد أحد الباحثين - من خـلال الملاحظات و المعـاينات الميدانية - أن كثيرا مـن رؤسـاء المصالح Les chefs des services يـستخـدمـون مناصبـهم كوسائـل لمعاقبـة الـعمـال (291( AKTOUF , 1985 , P.
4 – تعـانـي أجـواء العمـل من مظـاهر سلبية للغـاية ، تشـكّل " بؤرة " جدُّ مناسبة لنسف أي تقـارب أو تفاعـل بين العاملـين أبرزهـا تكهرب الجو بسموم الشك و الغياب الكبير و المتنامي للثقـة بين العاملين .
5 - وجـود التحالفـات أو الأحلاف Clans التي تتكـون بين البعض دون البعـض ضد البعض ، مما أدى بأغلب العاملـين إلى البحث عن تكتل عمالي ، يوفر ما عجز التنظيم الرسمي عن توفيره من معلومات و اتصالات .
6 - عـدم احتـرام السلّـم التنظيمـي أثنـاء القيـام بالاتصالات التنظيميـة .
7 – الشيء الإيجابـي في هذه المؤسسات محل الدراسة هو أن العاملين يتلقون الأوامـر واللوائـح و التعليمـات من المسؤول المباشر ، و هو ما يفيد كثيرا سريان الاتصال التنظيمي النازل من أعلى إلى أسفل .
8 – يسود الغموض – لـدى غـالبية العاملين – حول أهداف وسياسات المؤسسة ، فهم لا يعرفـون عنهـا شيئا يُذكـر ، و في أحسن الأحوال لا تتعدى معلوماتهم القدر البسيط جدا الذي يمكن حتى لرجـل الشارع أن يعرفـه .
أمـا فيما يخـص المعوقـات البيئـية ، فقد تبين أن منظومة الاتصال التنظيمي تتأثر إلى حد بعيد بالمتغيرات البيئية التي تحيط بالمؤسسة ، و لذلك كانت المعوقات البيئية من أخطر الحواجز التي تعيق فعالية الاتصال داخل المؤسسـات .
وقـد كشفت الدراسـة ما يلي :
1 - إن التبـاعد الجغـرافـي بين الوحدات والفروع التابعة للمؤسسة،وتعدد مواقع العمل يؤدي إلى مشاكل في الاتصال التنظيمـي ، مشـكّلا معيـقا بيئيـا لـه .
2 – ينتج عـن اختلاف القيم و الأفـكار و المرجعيـات الثقافيـة لأفـراد المؤسسة إعـاقة عمليات الاتصـال التنظيمي و تحقيق فجـوات اتصاليـة بين العاملـين ، قد تصل إلى الجفوة و احتدام الصراع نتيجة تناقض القيم بين الأفراد ، داخل التنظيم .
3 – تتـأثر اتصـالات الأفـراد بمـا يجـري حاليا في البـلاد ، و رمـت الأزمـة بظـلالها على عمليات الاتصـال التنظيمي داخـل المؤسسة ؛ فقد تأثـرت أحاديث العاملين و اتصالاتهم - حسب إجاباتهم - تأثرا " كبيرا للغاية "بيوميـات الوضـع الأمنـي المأساوي ، و بالتقلبات و الأحـداث ، و كذا بالمفـاجآت السياسية التي مرت بها الجزائر - بوتيرة سريعة ، متسارعة ومتسرّعة - في سبيـل " دَمَقـْرطـَة" الساحة السياسية ، كما تأثرت اتصالات الأفـراد - أيضا - بالأحـوال المترديـة للمعيشـة في هـذه السنوات العجـاف ، و كان للوضـع الاقتصـادي المتدهـور تأثيره الكبير أيضا على أحاديث الأفراد ، خـاصة ما يحـدث من تسريح للعمال ، و غلق لبعض المؤسسات ، و تحرير عشوائي النشاطات و الأسعار .
4 - يرى أغلب العاملين أن الاتصالات الخارجية لمؤسستهم مع غيرها من المنظمـات و الإدارات دون المستوى بـل "سيئة"، و هو ما يزيد من القيود و العراقيل التي يسببها المحيط ، و التي تنعكس بشكل سلبي على الاتصالات التنظيمية الداخليـة .
4 – 30 مقترح لتكييف منظومة الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائـر مع تحديات الألفية الثالثة :
إن تكييف منظومـة الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية الجزائريـة مع تحديات الألفية الثالثة ، يتوقف بالدرجة الأولى - في نظري – على مدى مراعاة هذه المنظومة لخصوصيات و صفـات الفـرد الجزائـري ، و طبيعة التحولات التي يمر بها مجتمعنا في هذه السنوات .
لذلك ، فإن اقتراح نموذج جزائري فعال للاتصال التنظيمي ، لا يمكن أبدا أن يكون سهلا ، و قائمـا على استيراد النماذج الأجنبية ، و تطبيقها حرفيا دون ، تعديلها أو تكييفها مع الـواقع الجزائـري المختلـف ، في كثير من مظاهره عن مصادر تلك النماذج .
إن التواضع العلمي يفرض علينا الإقرار – منذ البدايـة - بـأن ما سنقترحه لا يعدو أن يكون مجـرد " محاولـة " ، لـها ما لها ، و عليها ما عليها ، لكن عذرهـا هو التأسيس للبدايـة ، و اقتحام الفراغ المهـول ، الذي تعانيه الدراسـات الاتصاليـة في هذا الجانـب .
فيما يخص المعوقـات النفسية ، نقترح ما يلي :
1 – ينبغي العمل بجد للقضاء على العقد النفسية التي تشكلت تاريخيا بفعل تراكمات سلبية لأوضاع قهرية صبغت الشخصية الجزائرية على أساس الانفعاليـة و المبالغـة في الانطوائية ، و الإحساس المزدوج الغريب بـالدونية و ما يرافقهـا من مـازوشية تـارة ، و بـالفوقية و ما قد يلازمها من سادية تـارة أخـرى .
2 – العمل على تهيئة الجو المهني العائلي المشجع نفسيا على العطاء و البقاء ، و ذلك عن طريق :
2 –1 - محاربة الميول التسلطية للمسؤولين و الميول الرضوخية للعاملين .
2 – 2 – القضاء على الظلم و " الحقرة " و التفرقة في المعاملة ، بتبني العدل و المساواة كمنهج تعامل و منهجية اتصال مع العاملين .
2 – 3 - تجفيف منابـع الخوف من الاتصال التنظيمي .
2 – 4 – خلق أجواء التفاهم بين جميع الفئات المهنية ، و ردم الهوة السيكولوجية بين الإطـارات و العمـال .
2 – 5 – تشجيع الاتصالات على أساس مهني و أخوي .
3 – تحسين القدرات الإدراكيـة للعاملين عن طريق التدريب و التكوين المتواصل على حسن الإصغاء و التواصل .
4 – تطوير عادات الاستماع و الإنصات ، فمـن الضـروري على الذين يتواصلون أن يكونوا محل إنصات و إصغاء واستماع ، وذلك بطريقة موضوعية ، تكفل لهم عرض وجهة نظرهم بشكل كامل و نهـائي قبل تشكيـل أيـة إجابـة ، و في هذا الإطار ننصح بما يلي :
4 – 1 التوقف عن الحديث بغية الإصغاء الجيد للمتحدث ، فالمرء لا يستطيع الإنصات إذا ما كان يتحدث .
4 – 2 - مساعدة المتحدث على أن يشعر بأنه حر في الكلام ، لكي يشعر بالارتياح .
4 – 3 - العمل على إزالة المشتتات بتجنب النقر بالأصابع أو إحداث ضجة ، أو تقليب الأوراق .
4 – 4 – إظهار الـتعاطف مع المتحدث و محاولة رؤية وجهة نظره .
4 – 5 – التحلي بالصبر و عدم مقاطعة المتحدث أو ترك المكان قبل أن ينتهي ، و كذلك تمالك الشعور و تجنب الغضب و الانفعال فالشخص الغاضب غالبا ما يحصل على المعنى الخاطئ للكلمات .
4 – 6 - التخفيف من المجادلة و النقد حتى لا يتخذ المتحدث موقفا دفاعيا أو يتصرف بغضب ، فالذي يجادل حتى لا تخسر الموقف .
5 – تحسين ثقافتنا البسيكوسوسيولوجية من أجل الوصول إلى معرفة أحسن و تحديد أدق للمعوقات و التصدي لها قبل فوات الأوان .
6 – المعالجة الفورية لكل المشكلات الإنسانية في التنظيم ، والعمل - إن تعذّر ذلك - على أن تكون واضحة على المدى البعيد بدل أن تظل فاعلة بنشاط بشكل خفي يسمم جو العمل و يشوش الاتصالات و يعيقها .
7 – النظـر في شكـاوي العامـلين بجدية و اهتمام و عدم تعمد إهمالها .
8 – تنمية الشعور بالانتماء للمؤسسة لدى العاملين ببث الطمأنينة في نفوسهم و الارتياح في صدورهم و إقناعهم بأن المؤسسة يمكن – بل يجب - أن تصبح بيتهم الثانـي .
و فيما يخص المعوقات التقنيـة ، فإننا نقترح ما يلي :
9 – صيانة قنوات و وسائل الاتصال التنظيمي ، و معالجة الخلل التقني في حينه حتى لا يعيق الاتصال لفترة زمنية أطـول .
10 – اختيار وسيلة الاتصال الملائمة ، و عدم الاكتفاء بالقناة الشفويـة .
11 – العناية بـوسائل إعلام المؤسسة كالجرائد و النشرات الداخلية و النقاط التوضيحية ، و عدم اقتصارها على فئة ضيقة و لغة أجنبية لا يتقنها إلا القليلون .
أما فيما يخص المعوقات التنظيمية ، فيمكننا اقتراح ما يلي :
12 – تطوير نوعية التنظيم بإضفاء المرونة على الهياكل و القضاء على الجمود و التصلـب و التقادم .
13 – محاربة السلوكات البيروقراطية السلبية .
14 – " دمقرطة " الحياة المهنيـة داخل المؤسسـة ، و يعتبر المزج بين شبكـتي النجمـة و الهـرم شكلا اتصاليا مفيدا في بعث الحياة الديمقراطية بين العاملين داخل جدران المنظمات .
15 – التقليـل مـا أمـكن من تكهـرب أجـواء العمـل عن طريـق :
15 – 1 – بنـاء جسـور الثقـة بين العاملـين .
15 – 2 - تشجيع أساليب التنفيس و الفضفضة و الاسترخـاء كـالنكت و المـزاح الخفيـف و المجامـلات وسـائر اللفتـات التي تبني شبكة علاقـات مهنيـة متينـة و متمـاسكة.
15 – 3 – تخفيـض إمكانيـات التوتر و النـزاع التي تـؤدي إلى هيمنـة الشـك و انعدام الثقة .
16 – يجب أن لا تتـأخر المعلـومات عن موعدها المحـدد .
17 – توفير الحرية في الاتصال التنظيمي لزيادة الرضا عند العاملين و تقوية درجة انجذاب العضو للجماعـة .
18 – التعامل الذكي مع التنظيمات الخفية و الاتصالات غير الرسميـة ، فمن العبث تفكيك الجماعات غير الرسمية ، وعلى السياسة الحكيمة أن تعمل على التوفيق بين اهتمامات الإدارة و اهتمامات العمال ، بحيث تعمـل هذه الجماعات أو التحالفات Les Clans على تحقيق نفس الأهداف ، بدلا من إحباط كل منهما لجهود الأخرى ، و في رأيي أن الاحتواء خير سبيل للاستفـادة من هذه الأحـلاف، خاصة و أنها أكثر فاعلية من التنظيم الرسمي .
19 – إدراج الاتصـال التنظيمـي كـمعيـار لكفـاءة الـمؤسسة وإعطائـه المكانـة اللائقـة بـه .
20 – العمل على تفعيل منظومـة الاتصال التنظيمي في المؤسسة ، مهما كانت معقدة و متعددة الأشكـال ، حتى تكون منسجمة و متطـورة ، مثلما فعلت حاليا أغلب المؤسسات الناجحة عالميا .
21 – توسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرارات و تفويض السلطات و تحمـل المسؤوليات .
22 – وضع وسائل و إمكانيات التقييم المستمر لفعالية نشاطـات المؤسسة في مجال الاتصال التنظيمي ، و هي الطريقة التي تعمل على متابعة التطـور أو تدارك العثـرات و الأخطاء قبل تراكمها و استحالـة معالجتها .
23 – إحاطة العاملين الذكور و العاملات الإناث بنفس النمط المتساوي من المعاملة ، دون تفضيـل أحدهما على الآخر ، تجنيبا لمحيط العمل مساوئ التمييز و الانحياز ، و تخليصا للـذهنيات من رواسبها التقليدية البالية حول النشاط المهني للمـرأة .
24 – توضيح الأهداف و السياسات و القوانين الداخلية للمؤسسة لجعل العمال في الصورة ، و في مستوى التحديات التي تواجهها مؤسستهم ، و القضاء على الغموض الذي يكتنف هذه المسائل .
25 – الاهتمام بالاتصال التنظيمي الصاعد عن طريق ما يلي :
25 – 1 – تشجيع التغذية العكسية FEED-BACK .
25 –2 – الإصغاء إلى هموم العاملين و انشغالاتهم .
26 – تعميق الثقافة التنظيمية لدى العاملين لضمان الحد الأدنى من الروابط و التوافق بينهم .
و أخيرا ، و فيما يخص المعوقات البيئيـة ، فإننـا نقترح ما يلي :
27 – تحسين أداء الاتصـالات الخـارجية للمؤسسـة ، للتخلص من القيـود التي قد يفرضها المحيط الخارجي .
28 – التخفيف من حدة التناقضات في الأفكار و القيم و الثقافات ، بالتقريب بين جميع العاملين عن طريق خلق و رعاية ثقافـة معتدلة و جامعة للمؤسسة ، مع الأخذ بعين الاعتبار القيم المحلية و العادات اللغوية التي تُعدِّلُ طريقـة فهم العلاقات التنظيمية و مكانة الفرد في الجماعة .
29 – العمل قدر الإمكان على التخفيف من حدّة تأثير أحوال البلاد و أوضاعها السيئـة على عمليات التواصل بين أفراد المؤسسة .
30 – تبني هموم العاملين و مطالبهم - قدر الإمكان – لقطع الطريق أمام المتاجرة بتلك الهموم و المطـالب ، و إظهار الاهتمام و التعاطف معهم .
الـخاتمـة
إن مسألة الاتصال التنظيمي يجب أن تثير اهتمام الكثير من مسيري المؤسسات الاقتصاديـة بالجزائر ، خاصة و أن توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ، و الانضمام المرتقب للمنظمة العالمية للتجارة ، سيفتح الباب على مصراعيه أمام المؤسسات الأجنبية القوية ، و التي تطور باستمرار أساليب التسيير و التنظيم و الاتصال ، للبقاء في القمة ، و التفوق على الآخرين . فالمسيرون الذيـن يريدون النجاح في بنـاء شبكة علاقات مهنية متينة ، عليهم أن يبحثـوا بـجد عن أفضل الطرق ، و أنجع الأساليب ، لتوفير الراحـة النفسيـة و البدنية للعاملـين ، و السيولة المعلوماتية الكاملـة ، حتى يقدموا أقصى مـا لديهـم من جهـد في العمـل .
لقد أصبح لزاما على مسيري مؤسساتنا الوطنية ، إعادة النظر في طـرق و أساليب الإدارة والتسيير و التنظيم ، و بالأخص في مجـال العلاقات الإنسانيـة ، و إدارة المـوارد البشريـة ، و ذلك عبر تعديل أو تغيير السياسة الاتصالية المتبعة ، بشكل يمكنها من الاستمرار و التطور ، و النماء ، في ظل الكم الهائـل المتسارع الرهيب ، من التغيرات المتواصلة يوميا ، محليا و عالميا ، و هذا حتى يتسنى لمؤسساتنا الاقتصاديـة إثبات مكانتها ، و توضيح صورتها، والتعريف بمنتجاتها و نشاطاتها ، مغاربيا ، متوسطيا و عالميا .
لكـن البحـث الأكـاديمي في الجزائـر ، يكـاد يخلو من هذا الجانب الهام جدا ، ولم يُول – للأسف الشديد – اهتماما لائقا بمكانته في المنظمات . و كان لإهمال معالجة الجوانب النفسية والاجتماعية في المحيط المهني آثار سلبية و تراكمات خطـيرة ، أفضت إلى ما نحن عليه من تدهور رهيب في العلاقات الصناعية و علاقات العمل .
قد كان هـدفنا من هذا البحث القيام بتشخيص واقع و عوائق الاتصال التنظيمي في مؤسساتنا الاقتصادية الوطنية ، ذلك أن أفراد التنظيم سيجدون أنفسهم ، عرضة لعمليات تواصل يومية ومستمرة ، سوف تصطدم حتما بحواجـز و عوائـق ، وعـراقيل متنوعة و خطيرة ، و الحقيقة أنه لو لم تكن هناك حواجز و عراقيل ، لتمت عمليات الاتصال التنظيمي – في المؤسسات و التنظيمات – بشكل فعال و ممتاز ، و لأصبح أفرادها ملائكـة ، أو آلات ميكانيكية صماء ، و لكن الطابع البشري للأفراد ، و أوضاعهم النفسية ـ الاجتماعية، و قدراتهم الادراكية الذهنية ، و ميولاتهم العاطفية ـ العلائقية ، تصبغ جوا خاصا على فعاليات التواصل ، فتشحن الأجواء المهنية بـكمّ هائل رهيب من المشكلات ، التي تعيق ـ بلا شك ـ فعالية الاتصال التنظيمي ، كما ترهق القائمين عليه . و لا يمكن اعتبار الجانب الإنسانـي المفسر الوحيد للمعوقـات ، فهناك أيضا مشاكـل التنظيم ؛ من حيث حجمه ، و مدى تأقلمه مع التغيرات الحاصلـة داخليـا و خارجيا ، إضافة إلى شبكات الاتصال التنظيمي المتنوعة ، و مدى استيعابها للقدرات الاتصالية لأفرادهـا ، يضاف لذلك كله ، عدد من المشاكل التقنية ، التي لها ارتباطات وثيقة بقنوات الاتصال ، و أسـاليبـه ووسائلـه ، و مـدى الخلل و التشويش الذي يطالـها بفعل التقادم ، دون إغفال المعوقات البيئية المتعددة و المؤثرة على الاتصال داخل المؤسسات ، سلبا و إيجابا .
و يمكن التصدي لهذه المعوقات ، عبر اتباع حلول علمية و عملية ، اقترحنا بعضا منها فيما سبق ، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الفرد الجزائري ، و التغيرات السوسيو سياسية ، و تحديات الأفية الثالثة ، خاصة تأثيرات العولمة الرأسماليـة " المتأمركـة " ، الزاحفـة بقوة الأشياء على اقتصاديات دول التخلف الجنوبي كالجزائـر.
المراجـع :
1 ) أوكيل سعيد و آخرون ( 1994 ) : استقلالية المؤسسات العمومية الاقتصادية ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر .
2 ) جمال سالمي ( 2000 ) : معوقات الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية بالجزائر ، مذكرة ماجستير في تسيير المؤسسات ، جامعة فرحات عباس ، سطيف .
3 ) حناوي محمد ( 1974 ) : السلوك التنظيمي ، دار الفكر ، الأردن ، الطبعة الأولى .
4 ) عسوس عمر ( 1997 ) : ماهية الاتصال ، في مطبوعة الاتصال في المؤسسة ، يوم دراسي حول الاتصال داخل المؤسسات ، عنابة في 26 أفريل 1997 .
5 ) عشوي مصطفى ( 1992 ) : أهمية الاتصال في تسيير المؤسسات ، مقال منشور في كتاب عالم الاتصال ، تأليف جماعي ، بإشراف عبد الرحمن عزي ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر .
6 ) محمد مزيان ( 1995 ) : الاتصال و علاقته بتغير اتجاهات العمال نحو العمل ، ملخص رسالة ماجستير ، منشور كمقال في المجلة الجزائرية للاتصال ، الصادرة عن معهد علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر ، العدد 13 ، جانفي 1996 ، ص.ص : 259 – 266 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.univ-batna2.alafdal.net
 
مداخلة حول تكييف منظومة الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية بالجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تطور دور الموارد البشرية في المؤسسات الاقتصادية: حالة المؤسسات الجزائرية
» مقال التطوير التنظيمي وجودة حياة العمل
» موقع الوظيف العمومي بالجزائر
» فشل مسيرة الأرسيدي بالجزائر العاصمة
» تونس تصطدم بالجزائر في نصف النهائي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جامعة باتنة 2 :: كلية العلوم الإجتماعية والعلوم الإسلامية :: قسم علم الإجتماع-
انتقل الى: