مقالة للاعلامية نفيسة لحرش
يرجع غياب النساء عن مراكز القرار
الإعلامي، وانطلاقا من اللقاءات التي قمت بها، وانطلاقا أيضا من الدراسات
التي اطلعت عليها، إلى الإجحاف الكبير الذي يعرقل المرأة للوصول إلى مراكز
القرار.. والذي يرجع في مجمله إلى عدة أسباب نختصرها فيما يلي:
- المسؤوليات العائلية التي لا تسمح للمرأة بالتأخر عن بيتها وأطفالها.
-
عدم قدرتها على التحكم في مركزها لما يتطلبه من الوقت والتفرغ وما يستوجبه
هذا المركز من متطلبات المنصب, من اتصالات وعلاقات ومفاجآت وحضور
للمناسبات وغير ذلك.
- المتزوجات من النساء، يطالبن في كثير من
المؤسسات بعدم العمل في العطل الأسبوعية وعدم القيام بتغطيات ليلية أو في
ساعات متأخرة من الليل، وأيضا عدم العمل أيام العطل والمناسبات.
- عجز الإدارة عن توفير المناخ الملائم لصاحبات المسؤوليات الأسرية.
-
هذه المطالب دفعت بعض المؤسسات بأن تشترط على المتعاقدات الجدد من
الصحفيات التفرغ للمهنة ليلا ونهارا.. رغم بنود قانون العمل الذي يحرم
تشغيل النساء في الليل.
- لكن الملفت للانتباه هو أن هذه المطالب ليست
عامة بكل النساء، ولكنها تمس أغلب المتزوجات، فهن من يصعب عليهن التوفيق
بين البيت والعمل.
-التميز في الترقية رغم الكفاءة المساوية ومدة الخدمة والدبلوم المتساوية.
لكن
المفاجئ حسب الدراسات المذكورة، وحتى عبر اللقاءات المباشرة، فإن نسبة
كبيرة من الصحفيات "هن معجبات بطريقة عملهن".. لكن قلة الوسائل وقلة
التكوين وغياب عملية الارتباط بالعمل وصعوبة الوصول إلى مصدر الخبر، هي
موانع لتطوير إمكاناتهن المهنية.
جميع النساء والرجال المستوجبون يتمنون النجاح في عملهن والتمكن منه أكثر.
أغلب
النساء المستجوبات يتمنين أن يصبحن كاتبات لو توفر لهن الوقت، ومن تحمل
دبلوما عاليا تريد أن تلج مجال التدريس في الجامعة، أما الرجال فيريدون
تغيير المهنة مع الوقت.
أما عندما نتحدث عن فائدة الوصول إلى مركز
القرار، فإن النساء يردن الوصول إلى مركز القرار لتغيير الأشياء. .حتى تلك
الأشياء التي تخصهن..
وعندما نتحدث عن العرقلة في تطور العمل أو
المهنة، فالنساء المتزوجات يذكرن بالعرقلة البارزة في واجبات البيت
والأولاد والزوج التي لا تنتهي، وثقل العمل الذي ليس له مردود، فالجهود
التي تبذلها المرأة مضاعفة لتلك التي يبذلها الرجل يضاف إليها أعباء البيت
والأطفال.
أما الصحفيات العازبات فيرجعن تلك العرقلة إلى تخلف ذهنية الرجل والمجتمع بصفة عامة.
وعندما
نطرح قضية التكوين على المستجوبات باعتبارها إحدى إشكاليات هذا الموضوع،
فإننا نجد إجماعا كاملا يجزم بأن التكوين وتقدير الإمكانيات هي أفضل في
القطاع العام منها عند القطاع الخاص، لكن الملاحظة العامة التي اتفق حولها
الجميع هي المطالبة بفتح القطاع السمعي البصري.. وتمكين الجميع من التكوين
المستمر من أجل ترقية الكفاءة الشخصية وأيضا ترقية المهنة.
** تطور المهنة الإعلامية
أغلبية
المستجوبات من الصحافيات يردن الترقية المهنية ليس لها علاقة بالجنس، ولكن
القليل منهن يعتقدن بأن للجنسين مهاماً مختلفة ذات علاقة بالأسرة ولذلك
فالترقية لا بد وأن تؤخذ بهذا الاعتبار.
وهناك نسبة من النساء يعترفن
بأن تعاظم دور المرأة في البيت يقلص من حظوظها من التمكين من العمل ومن
الترقية أيضا، فالمرأة ليست كالرجل المحظوظ... أقرت كثير من المستجوبات من
حرمان المرأة من التكوين والاستفادة من الإرساليات للخارج نتيجة للظروف
الكثيرة المشار إليها أعلاه.
الغالبية من الإعلاميين لا يؤمنون بمقاربة النوع الاجتماعي، لأن العمل الإعلامي هو قبل كل شئ قدرة وتمكن وتفانٍ وحب.
هناك أقلية من المستجوبات يلاحظن بأن مجموعة من النساء تهتم في الكتابة بقضايا الاغتصاب والعنف والتحرش الجنسي أكثر من الرجال.
الملاحظ على النساء المستجوبات اهتمامهن بتناول المواضيع القريبة من المجتمع والثقافة، أما السياسة والاقتصاد فهي من اهتمامات الرجال