أزمت ضمير
تأملت كثيرا في درس من دروس اللغة العربية كما نسميها الآن لغتي الجميلة
أو لغتي الخالدة فوجدتها كما سميت ...
ولست هنا لأعطي درسا ، فأنا متأكد أن الكثير أعرف مني بها وبأسرارها
وجمالها...
فهي عرفتنا بمبتدئنا وخبرنا وفاعلنا و مفعولنا ... بل وصل بها الأمر أن تسطوا
إلى أعماقنا وتعرفنا بضمائرنا وجرأت إلى تقسيم هذه الضمائر وكأنها على علم
بها وبما ستئول إليه ...
فجعلت منها ضمائر متكلم تكلم نفسها وتحاسبها وتلومها وتحاول ردها إلى
الصواب وهذا هو الضمير الذي يتمناه كل شخص { الحي }
وفهمتنا كذلك أن هناك ضمائر مخاطب تحتاج دائما إلى التوجيه والإرشاد من
ضمائر أخرى حية لتحييها وتحرك فيها الضمير الحي لتستيقظ ، ويحصل ذلك بعد
جهد جهيد و حتاج إلى عمليات إنعاش مستمرة ... وهذا الضمير هو { البليد }
أما القسم الأخير الذي حذرتنا منه هي الضمائر الغائبة التي لا تستجيب
لعمليات إنعاش ، إلا بشرط أن تحمل الصفات الذميمة ( خيانة ، لؤم ، دناءة ،
جبن ، مكر، خداع ... )
وهذا الضمير يسعى دائما إلى تغييب الضمائر الأخرى بشتى الصور حتى تبقى
غائبة مثله ...وهذا الضمير مهما أتت إليه من إنذارات وتحذيرات وصدمات فأنه
يبقى ثابتا متمسكا بجهله وسذاجته ...
عذرا إخوتي أتمنى ألا أكون قد قسوت على ضمائركم
دمتم بوووووووووووووووووووووووووووووووود