MAZOUZ MOHAMED ...::|رئيس المنتدى|::...
مساهماتي : 5235 تاريخ الميلادي: : 01/07/1991 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 عمـــري: : 33 الموقع : www.univ-batna2.alafdal.net
| موضوع: السعيد سعدي يحرض على هدم مسجد أغريب؟ الجمعة 17 سبتمبر - 14:15 | |
| السعيد سعدي يحرض على هدم مسجد أغريب؟ وكأني أسمعهم يقرؤون نص البيان الذي أخذ صيغة تنفيذية: نحن شرذمة من سكان قرية أغريب الممثلين لأكثر من 3000 ساكن، قررنا الاعتراض على مشروع بناء مسجد تتولى شؤونه جماعة من السلفيين الوهابيين. ورغم أن هذا المشروع قد حضي بموافقة السلطات الرسمية منذ أكثر من ثلاث سنوات، قررنا هدمه من الأساس قبل أن يتم، لأننا نرى فيه تهديدا لكياننا. أما موقف القانون فليس لنا أن نعير له أي ما دامت أغلبية شرذمتنا قد صوتت لصالح القرار؛ هذه هي الديمقراطية، عفوا، ديمقراطيتنا وهذا هو عين الصواب. نحن أصحاب الأرض وهؤلاء السلفيين غرباء وعملاء لجهات خارجية، وما على السلطات إلا الرضوخ لقرارنا وإلا أشعلناها نارا تلظى. والبيان من وحي الخيال. من لم يسمع بأحداث أغريب أو إغريبن، مسقط رأس السعيد سعدي، إلا من لا يبالي؟ ومن لا يبالي يسقط في معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". ذلك أن الأمر يتعلق بهتك رمز من رموز الإسلام وبالضبط: قلبه النابض ممثلا في بيت الله. لقد فعلها رؤوس الفتنة في الجزائر وحثالتها، القرامطة المعاصرون من مدنسي الثقافة والديمقراطية؛ فعلوها وهدموا قواعد مسجد دون أدنى حياء في غياب هيبة من الدولة. أصيب في الواقعة ما يربو عن عشرين جريحا معظمهم من المدافعين عن المشروع. والمسألة الآن تعدت موقف الاعتداء على بناية في طور الإنجاز، مع ما قدّم من مبررات واهية أو ذات أهمية؛ المسألة تتعلق بسيادة القانون في دولة باتت مهددة في صميمها. هذا القانون الذي لولاه، على ما له وما عليه، لافرنقع أهلوها شيعا. ولنقلها صراحة، والأمر الآن بات فضحا: لقد اعتدى أوباش على قوانين الجمهورية بسابق إصرار، بأن منعوا إقامة مسجد شرع في بنائه وفقا لرخصة رسمية كان من المصدقين عليها، رئيس البلدية نفسه الذي يشهد الجميع أنه شارك في الجريمة تحت أعين السلطات المحلية والوطنية؛ لنقل أن ذلك كان تفاديا للفتنة. ولكن من قال أن هذه الجريمة قد مرت، كما جاء في مقال في الخبر الأسبوعي "بكل بساطة وهدوء، وتم "غم" القضية وطيها، وكأن شيئا لم يحدث" وانتهى أمرها، فهو واهم. ومن كان يظن أن الحماقة ستتصدر الردّ فهو جاهل؛ كل ما في الأمر أن القوم حفظ الدروس وتعب من سياسة "قميص عثمان" وتعلم كيف "يبيت على الطوى ويظله حتى ينال به كريم المأكل". الآن وقد تعرى الذين يقتاتون على الفتنة، وباتت نواياهم مكشوفة، بقي أن ننتظر، إذا اقتضى الأمر عشرين شهرا، حتى تأخذ سيادة الدولة حقها، ولن ننسى. وليعلم السعيد سعدي وأمثاله أن المسجد سيبنى وسنصلي بهذا المسجد، طال الوقت أم قصر. فعلى من ضاقت بهم الأرض لسماع الخبر أن يتأنوا ويصبروا؛ الفتنة أشد من القتل وإن وراء الحادثة أمر ولا بد أن من التحري. صحيح أن الواقعة، على خطورتها، مرت بسلام وأن العالم تجنب التهويل بشأن قضية تستحق كل الاهتمام ونزع الطرف صاحب الحق إلى الهدوء والسلم، وهذا عين الحكمة. صحيح كذلك أن هناك محاولات لتضييق الخناق على الخبر تفاديا للدخول في مزبلة التاريخ. ولكن ليعلم الغيورون على الدين، أن الأمور على ما يرام وأن الحركة دؤوبة لقطع دابر الفتنة التي يسعى إيقاضها صناع الآلام والأحزان. ثم إن قراءتنا للأحدث جعلتنا نرى أن ما حدث بأغريب له علاقة "بالكتاب الفتنة" الذي أقدم السعيد سعدي على نشره رغم أنوف الرافظين له، ممن يخافون على كراسيهم والقابهم التي كسبوها على ظهور مواطنيهم. لقد الفنا في هذا البلد وفي مثل هذه المواقف، الضربات تحت الأحزمة ومواراة البردعة لضرب الحمار. فعوضا من الرد على الكتاب بالطرق المشروعة، بالنقد الأدبي وبالدعوى القضائية، إذا اقتضى الأمر، ترى القوم يسلكون دروب المستنقعات بحثا عن المياه العكرة عساهم يظفرون برأس حوت نتن. وكان الرد على قدر النيات، إذ استنجد الطرف الآخر بمثل ذلك من الشبهات؛ وأعلنها رسميا إنه يحارب الأوهام من سلفية ووهابية وإرهاب.. الغريب أن سعدي نفسه صرح أنه يدافع عن "إسلام الأسلاف" بمعنى أنه هو أيضا سلفي، وهو أمر رائع لو تنزّه أصحابه عن هدم المساجد ومحاربة الدين. لأن أنهي هذا المقال دون أن أوجه ملاحظة إلى أولئك يستغلون الأحداث للتعبير عن خبايا أنفسهم المريضة بأسلوب السخرية والتهكم. منهم من حاول استغلا هذا الموقف المشبوه لتشويه المنطقة وأهلها. ومنهم من من يحاول تمرير أفكار عاطفية مبيتة، ظاهرها الرحمة وباطنها السم، كما في قول أحدهم: "فإذا كان منطق الأرسدي هو حماية قرية "أغريب" من الفكر الديني المتطرف واستئصال الداعين للإرهاب، فلماذا لم يحارب هذا الحزب الديمقراطي المحب لوطنه، الإرهاب الأخلاقي الذي تعرفه منطقة القبائل، بسبب الانتشار الكبير للملاهي الليلية والمخامر والحانات والفنادق المخصصة للدعارة". فمن قال لها، الأمر يتعلق بامرأة، أن بلاد القبائل تشيع فيها الدعارة وشرب الخمور أكثر من باقي المناطق الأخرى؟ فلتعلم يقينا وليعلم غيرها من الجنسين أن ما يحدث في بلاد القبائل ليس أكثر مما تخفيه غيرها من المناطق. إذن، هكذا تساوت جميع الأطراف في بث الإشاعات على اختلاف بينها؛ فالسعيد سعدي وأصحابه على الأقل، كانوا أكثر صراحة في التعبير عن خفايا نفوسهم وأكثر وضوحا في مساعيهم وتصرفاتهم. مهما يكن، فهناك عيون ساهرة على إقامة الحق في هدوء وروية بعيدا عن العويل المثير للأعصاب. فلنترك أهل المنطقة يتصرفون بالحكمة وهم أهل لها واعلموا أن بلاد القبائل بخير وسوف لن يأتيكم منها إلا خير. والذين ينتظرون منها غير الخير، فلهم ان ييأسوا ولينتظروه من جهة أخرى، فقد عقدنا العزم أن تحيا الجزائر. العيد دوان | |
|